أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - هل ستسمع السيدة ويليامز إلى الاتحادات الصامتة في ليبيا؟















المزيد.....

هل ستسمع السيدة ويليامز إلى الاتحادات الصامتة في ليبيا؟


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 7291 - 2022 / 6 / 26 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طرحت العديد من المبادرات والمحاولات الصادقة والواهمة، وبأهداف حقيقية وطوباوية واحياناً وهمية. ولم تغيب عن هذه المحاولات المؤسسات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية والعديد من مؤسسات المجتمع المدني حديثة العهد بالعمل المجتمعي المدني إلا أن هناك الاتحادات والنقابات والروابط المهنية التي لم تتقدم بعد، ولم تظهر للعلن، بالرغم من أن نشاطها يمتد لسنوات وعمرها لعقود. نعم بعد نجاح انتفاضة الشعب الليبي في 2011 وانتصارها على دكتاتورية الجماهيرية سرقت هذه الانتفاضة واستغلت بشكل بشع فصنعت حروب أهلية خسر فيها الشعب الليبي شبابه وبنيته التحتية المهترئة نتيجة التجهيل، والتغيب، بل القهر والقمع وتدمير البنية الأخلاقية والاجتماعية لأربعة عقود. يرى الكاتب بأنه علينا أن نلتفت لمن يصنعون الحياة بصمت في بلادنا بالرغم مما يحصل حولهم من صناعة للموت والدمار. فهل سنرى السيد ويليامز مبادرة من الاتحادات في ليبيا ومحاولة للخروج من الأزمة؟ بعد المؤشرات الإيجابية التي اتفقت عليها الدول الخمسة.

دور السيدة ويليامز واختيار أعضاء الحوار:
لا توجد أي قاعدة واضحة تستند إليها السيدة ويليامز المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، بشأن اختيار أعضاء لجنة الحوار 75، إلا أن ما قد نسمعه من حين لأخر من مبررات لاختيارهم هو بأنهم يمثلون الشعب الليبي بمختلف أطيافه وبما في ذلك نشطاء من مؤسسات المجتمع. وبالنظر في ذلك سنجد بأن هؤلاء لا توجد عندهم قاعدة شعبية تمنحهم وتشرعن لهم تمثيل الشعب الليبي، وهذا ربما أحد أسباب فشل الوصول لانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية.
يدفعها السيد ويليامز للقيام بدورها بعض الواجبات التي قد تكون وراء ما تقوم به من نشاط بشأن الملف الليبي ويرى الكاتب بأنها تتمحور حول:
• أداء واجبها كمستشارة خاصة للبعثة مما يحتم عليها خدمة اهداف بعثت الأمم المتحدة والتي بالتأكيد تخضع لتأثير القوى الدولية الفاعلة اليوم، والتي هي غير متفقة بل متحاربة اليوم على أرض أوكرانيا وتستعد ربما لخوص صارع جديد في تايون. وهذه المهمة صعبة جداً متقلبة المزاج ومتبدلة تحكمها نتائج الصراع.
• تظل السيدة ويليامز أمريكية ولا يمكنها تجاوز السياسة بلادها وتخطي مصالحها. وكما رأينا بعد سماح الجمهوري ترامب لتموضع روسيا وفرنسا بليبيا لدعم الداعشي حفتر في محاولة احتلال العاصمة وطرد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً! اليوم عليها أن تقف إلى بايدن الديموقراطي للضغط على روسيا في ليبيا ولكن السؤال هل هذا سيكون على حساب مصلحة دعاة الدولة المدنية الديمقراطية في ليبيا أم أوكرانيا؟ يرى الكاتب بأن أوكرانيا في شرق أوروبا كانت تتبع روسيا وهي ضمن فضائها الجيوسياسي إلا أن البحر المتوسط جنوب أوروبا وشمال أفريقيا أكثر حيوية بالنسبة لأمريكا، بالتأكيد باقي دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، فهل ستنحاز السيدة ويليامز لديمقراطية الشعب الليبي؟ خطواتها القادمة قد تفحص على ذلك!
• مكاسبها الشخصية لن تخرج عن مهمتها في ليبيا وربما كامرأة قد تتوافق مع المبادرة التي يطرحها الاتحاد النسائي الليبي مع باقي الاتحادات. وهذا ما يدفعنا للنظر والمقارنة بين مؤسسات المجتمع الحديثة بعد 2011 وباقي الاتحادات العريقة.

مقارنة بين المجتمع المدني الجديد والاتحادات:
بالنظر إلى ما يلقاه المجتمع المدني الحديث من اهتمام من دول عديدة، مشكورة، إلا أنه لم يستطيع أن يلعب دور في استقرار ليبيا وخروجها من الأزمة وهذا ربما قد يرجع للأسباب التالية:
• صغر سن معظم المنخرطين في مؤسسات المجتمع الحديثة وقلة الخبرة والدراية بمثالب السياسة، وعمق بحورها، وهذا قد ينطبق أيضاً على الكثير من بعض أعضاء الاتحادات الليبية.
• تنحصر مؤسسات المجتمع المدني الحديثة في عدد بسيط من الأعضاء وأحياناً تختزل في شخص واحد فقط.
• للأسف تستغل بعض الجمعيات الحديثة، وباسم الحرية الشخصية المتطرفة والتحرر من الدين، الترويج للمثلية والسحاق وما يتعارض مع الأخلاق الإنسانية بل ونواميس طبيعة الحيوانات والطيور والحشرات.
• طبيعة التمرد ببعض المؤسسات الحديثة يقابله صد من القواعد الشعبية بينما أغلب الاتحادات لها رصانة وثبات وانتشار على مستوى القاعدة الشعبية.
• الأجنبي يفضل التعامل مع المجتمع المدني الحديث لمرونة وسهولة التعامل معه وقد لا نبالغ لو قلنا التوجيه، بينما سيكون التعامل مع الاتحادات بأكثر ندية ونضوج.
• الاتحادات لها تاريخ حافل بالعمل وصناعة الحياة بينما المؤسسات الحديثة عطاؤها قليل وضعيف لعمرها القصير والظروف الاستثنائية التي تعيشها ليبيا تحد من دورها.

هل ستلفت السيدة ويليامز إلى مبادرة الاتحادات الليبية؟
مع اتفاق الجميع على أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في المساهمة في حل الأزمة، وكذلك بعد الأزمة، يرى الكاتب بأن أفضل ممثل حقيقي للمساهمة اليوم في الحل ما قد نسمع عنه من مبادرة تطرحها الاتحادات الوطنية بشأن التفكير في مواثيق موقتة عوضا على الجدل المستمر بشأن مسودة الدستور المرفوضة من شريحة واسعة من المجتمع الليبي، واقتراح مشروع يهيأ الأرضية للانتخابات بعد توفر آمن وخدمات لكامل التراب الليبي. وهنا يطرح سؤال مهماً: ما هو تاريخ الاتحادات الوطنية في ليبيا؟

الاتحادات الوطنية في ليبيا:
كما أسلفنا الأطراف الموجودة على الساحة اليوم شاركت بصورة أو أخرى في الحرب دفاعاً على الدولة المدنية أو بالهجوم عليها. إلا أن هناك المجموعة الصامتة التي استمرت في صناعة الحياة ونفخت روح الخدمات، ولو ضعيفة، في مجالات الصحة والتعليم والمواصلات وجميع الخدمات العامة. وهنا نجد أن الاتحادات العامة التالية لها قاعدتها الشعبية، ويمكن قبولها كمساهم في حل الأزمة الليبية والاتحادات هي:

الاتحاد النسائي:
بالرغم من أن الاتحاد النسائي الليبي، الذي يضم قاعدة واسعة، قد نظم نفسه مؤخراً من خلال انتخابات على مستوى الوطن إلا أن النشاط النسوي يمتد إلى سنة 1903 من القرن الماضي عندما تجمعت ثلة من الأخوات وأسست جمعية: " نجمة الهلال"، واندمجت المنظمات النسوية في الاتحاد العام النسائي في سنة 1970م.

اتحاد العمال:
يرجع تاريخ النشاط النقابي إلى ثلاثينات القرن الماضي إلا أنه تجمع في الاتحاد الوطني لنقابات عمال ليبيا سنة 1972م وهو موزع على 19 اتحاداً فرعياً و12 نقابة ويضم في عضويته 300 ألف عضو، ويمثل القاعدة الشعبية العريضة التي تصنع الحياة في ليبيا.

اتحاد غرف التجارة والزراعة والصناعة:
تأسست غرفة التجارة والزراعة والصناعة سنة 1932م، وتحولت إلى اتحاد عام في عام 1973، ويلعب دوراً مهماً في الجانب الاقتصادي والاجتماعي.

ويظل الاتحاد العام لطلبة ليبيا الذي تأسس بنظامه الأساسي في عام 1973 ورفضه الدكتاتور معمر فما كان له إلا يؤسس لنفسه في مؤتمر خارج أرض الوطن، وتحديداً بالولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك كان المؤتمر التأسيسي لاتحاد الطلبة في 26 أبريل 1980 م وسيظل نهجه نضالي.

هل ستسمع السيدة ويليامز إلى صمت صناع الحياة ؟
استئناساً بنظرية باريتو ربما 20% من حل الأزمة داخلي و 80% خارجي. إلا أنه مع هذا الدور المحدود، في المعادلة السياسية، الذي يلعبه الشعب الليبي إلا أن حوارات السيدة ويليامز واجتماعاتها تركزت في الماضي مع المجتمع المدني الحديث قليل الخبرة وضعيف القاعدة الشعبية لذلك استمر الفشل، والأجدى أن تلتفت السيدة ويليامز لتسمع صوت الاتحادات العاملة في صمت والتي لها رؤية ومشروع. ويظل التأثير الخارجي اليوم أفضل حالة بعد انشغال روسيا بالحرب واتفاق الدول الخمسة: ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، وأمريكا، على رفض العنف والتقسيم، وتوحيد الحكومة لكامل التراب الليبي والتجهيز للانتخابات، فجميعها يهمها أن يكون البحر الأبيض المتوسط بحيرة سلام وجسر لعبور المواد الخام والطاقة من أفريقيا إلى محركاتهم الصناعية. إن إدخال الاتحادات في المعادلة مع توافق الدول الخمس سيجعل المعادلة أكثر أتزاناً وربما سهلت مهمة السيدة وليامز.

عاشت ليبيا حرة ..تدر ليبيا تادرفت



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة المعاصرة.. وهل من دور للمرأة الليبية تلعبه اليوم؟
- أين ليبيا من العالم الغربي وروسيا والصين والدور التركي ؟
- أرعب باشاغا أطفال طرابلس وهرب
- هل ستسهم دبلوماسية السيدة ويليمز في حل الأزمة الليبية؟
- من فشل غزو طرابلس .. إلى برلمان عقيلة وحكومة باشاغا
- باشاغا .. المصالح الشخصية والتناقضات الدولية
- عودة السيدة ويليمز إلى الساحة الليبية!
- هل الانتخابات صراع ما بين الحق والقوة؟
- هل ليبيا إلى الانتخابات النازية وهولوكوست مقابر ترهونة؟
- هل سيف القذافي من مخرجات مؤتمر باريس؟
- التلويح بالعقوبات والويل لمن لا يقبل بتزوير الانتخابات
- مصير ليبيا يقرره أحرار الشعب الليبي وليست أمريكا
- المعاداة الغربية المسيحية .. ومقاومة تركيا -أردوغان
- ليبيا على سكة الاستقرار بمباركة دولية
- ترهونة تئن والقطراني يهدد ببرقه ويتوعد ليبيا
- يترشح الداعشي حفتر وعينيه على حذائه العسكري
- دبيبه .. ونزع فتيل مفخخات عقيل وحفتر
- الأمن الصحي في المدينة -منهو بيه-
- القاتل والمقتُول ليبياً .. والبطل ليس من يطلق النار أولاً
- لتكن الانتخابات سبيلا للاستقرار


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - هل ستسمع السيدة ويليامز إلى الاتحادات الصامتة في ليبيا؟