أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - نعم نحن شركاء المصير















المزيد.....

نعم نحن شركاء المصير


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 15:07
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الغالبية الساحقة من دول العالم ليست مقتصرة على قوم واحد ، ولون واحد ، وثقافة واحدة ، بل تضم قوميات وشعوبا قدر لها برضاها او خلافه ان تعيش معا في اطر وطنية ، وماعليها الا التعايش السلمي ، وقبول الاخر في ظل دساتير ، وقوانين ، تضمن حقوق الجميع ، وتحدد واجباتهم أيضا ، والكرد وفي ظل تقسيم وطنهم التاريخي من الشعوب التي تتوزع على عدة دول ، وتعيش مع ثقافات ، وحضارات مختلفة .
ليس هناك من الاحياء في كل سوريا من العرب ، والكرد ، والمكونات الأخرى القومية ، والدينية ، والمذهبية ، من هو مسؤول عن رسم حدود الدولة السورية الراهنة ، او حارب من اجل فصل سوريا عن الإمبراطورية العثمانية ، أو وقع على اتفاقية سايكس – بيكو ، او وافق على ضم لواء الاسكندرون لتركيا ، او شارك في تقسيم كردستان التاريخية ،وتوزيعها على دول اربع بينها الدولة السورية ، او شارك في صياغة اول دستور يستبعد ذكر ، وحقوق جميع المكونات الأخرى ماعدا المكون العربي الرئيسي أو أو .
وليس هناك من الاحياء الكرد من جيلنا ، ومن الجيل الذي من بعدنا ، اندمج طوعا في المجتمع الجديد مابعد الانسلاخ عن الجسم الكردستاني الاوسع ، فقد ولدنا ككرد سوريين على خطى الإباء ، وجيل الرواد الأوائل ، الذين ارتضوا بالواقع الجديد الذي فرض على الجميع ، ثم انبثقت الحركة السياسية الكردية مابعد – خويبون – كتعبير عن خصوصية الكرد السوريين ، وتجسيد الهوية الجديدة ، وتعريفها ، ومحاولة نيل استحقاقاتها ، منطلقة من مبدأ العيش المشترك مع العرب السوريين ، والمكونات الأخرى ، تحت سقف الموطن الجديد .
ماسبق ذكره ، والتاكيد عليه بمثابة توضيح لاصحاب توجهات خاطئة ، يخلطون بين تيارات شوفينية بالقومية السائدة ، وبين العرب السوريين كشعب ، ويحاولون مساءلة الحركة الكردية في بدايات ظهورها ، وتجريمها لانها نادت في أدبياتها السياسية بالاخوة ، والصداقة والعيش المشترك بسلام بين الكرد والعرب ، ويزعمون ان المواقف تلك لم تجلب سوى الالام ، والظلم ، والمعاناة للكرد ، ولكن ماذا لو رفض الكرد السورييون حينذاك قرارات الإرادة الدولية ، والحلفاء المنتصرين ، وحملوا العصي والسكاكين لمحاربة أقوى جيوش العالم ، فماذا كان سيحل بهم ؟ اغلب الظن لم نكن لنجد اليوم وجودا قوميا كرديا ، ومثل هذه النتائج الكارثية حصلت لقوميات عديدة في منطقتنا ، وفي العالم .
يتناسى هؤلاء حقائق ، ووقائع التاريخ ، الذي أسسه ووضع نتائجه الأقوياء ، فقد وجد الكرد في الأجزاء الأربعة انفسهم بقدرة الإرادة الدولية التي لم يعلى عليها شيئا ضمن اطر دول قومية ( تركية – فارسية – عربية ) وهم كانوا الضلع الأضعف لاسباب ذاتية وموضوعية معروفة ، باشد الحاجة لقبولهم مواطنين مع الاحتفاظ بخصوصيتهم القومية ان امكن ، ومن الطبيعي جدا ان يبدي الكرد في كل مكان عن حسن نواياهم ، بعد الإخفاقات التي منيت بها انتفاضاتهم ، وثوراتهم ، ورغبتهم بالعيش بسلام ، وامان ، متآخين ، ولذلك ناضلت حركاتهم السياسية بغالبيتها من نفس تلك المنطلقات ، وبالوسائل السياسية السلمية ، وبعضها بالمقاومة المسلحة والدفاع عن النفس ، حتى يثبت وجوده التاريخي عبر الحوار ، والاقناع ، ومن ثم يطالب بالحقوق ، في مجرى النضال الوطني الديموقراطي العام .
لقد حيكت العشرات من المؤامرات ، ووضعت مثلها من المخططات ، من جانب الأوساط الشوفينية الحاكمة ، وأجهزتها القمعية العنصرية من اجل توريط الحركة الكردية ، ومناضليها في قضايا يمكن ان تصبح ذريعة لاستخدام العنف الى درجات الإبادة ، وقد علمنا في الستينات انه في احدى اجتماعات القيادة البعثية بدمشق اقترح احد العسكريين المغامرين خيار إبادة الكرد في منطقة الجزيرة ، ونفذ البعث السوري بعضا من توجهاته العنصرية عندما هبوا لنجدة رفاقهم – بعث العراق – وارسلوا جيشهمم لمحاربة الثورة في كردستان العراق ، كما ان جميع الاحكام الصادرة بحق المناضلين الكرد في المحاكم العسكرية ، ومحكمة امن الدولة العليا ، كانت تتتضمن اتهامات " باقتطاع جزء من سوريا " ، " تشكيل خطر على الامن القومي " ، وهي كلها تدور في خانة العداء المبيت للانقضاض .
من الممكن والجائز ان يخطئ رواد الحركة السياسية الكردية الأوائل في العديد من المسائل ، ولكنهم اصابوا في مسألة التقارب مع العرب السوريين ، والتحاور من منطلق المصير المشترك في الوطن الواحد ، ولم يقبلوا يوما ان يندمج شعبهم على حساب تاريخهم ، وثقافتهم ، وخصوصيتهم القومية ، والى جانب ذلك تمسك القسم الأكبر بخيار حل القضية الكردية في اطار حق تقرير المصير ضممن سوريا ديموقراطية موحدة ( الاتحاد الشعبي الكردي ) مثالا .
من حسن الحظ لايشكل هؤلاء الناقمون ، العدمييون ، الانعزالييون ، قطاعا ، او تيارا سياسيا حتى ، بل مجرد أفراد خارج الوطن ، تنقصهم الحجة ، والفكر التنويري السليم ، وبالرغم من ذلك من الواجب تفنيد مزاعمهم ، فاذا كان هؤلاء واثقون من اطروحاتهم المشككة بحقيقة التعايش السلمي الكردي العربي ، والرافضة لدعوات التاخي ، والصداقة ، والمتجاهلة للانتماء الوطني للكرد السوريين ، فماذا ينتظرون ؟ فليعلنوا عن ماهو في مخيلتهم ، وليصارحونا علنا انهم بصدد اعلان دولة مستقلة ، وليحددوا جغرافيتها ، ويحافظوا على حدودها ويعلمونا عن نوعية الأسلحة التي بحوذتهم تضاهي أسلحة الدول ، وليحددوا شروط المواطنة في ظل دولتهم ، نحن نعلم ، وهم يعلمون ان مايدعونه مجرد كلام ، ولكن الخشية ان تحسب مغالطاتهم على الكرد ، وسببا في تجييش جماعات شوفينية بالسلطة وخارجها ، وذريعة لتنفيذ مخططات عدوانية تجاه شعبنا .
نحن الكرد السورييون كشعب له خصوصيته القومية ، والثقافية ، شركاء كل السوريين في وطننا من العرب ، والتركمان ، والمسلمين ، والمسيحيين ، وسائر الطوائف ، والمذاهب ، سنناضل كما في العقود الماضية جنبا الى جنب من اجل تحقيق اهدافنا المشتركة ، في إزالة الاستبداد ، وتحقيق التغيير الديموقراطي ، وإرساء النظام السياسي العادل ، وحل القضية الكردية حسب إرادة الكرد ، وبالتوافق الوطني ، والعيش معا بسلام وامان في سوريا جديدة تعددية ، تشاركية .
اما الذين لهم مواقف أخرى ، او اجندة خاصة ، من الكرد ، فليطرحوا مافي جعبتهم للرأي العام ، ولا يكتفوا فقط بالاعتراض من اجل الاعتراض فقط ، او المزايدة الرخيصة على الوطنيين الشرفاء ، وممارسة الغوغاء ، ونشر اقوال ومصطلحات – شعبوية – جوفاء من دون أي مضمون فكري ثقافي ، ثم عليهم ان لايخلطوا الأوراق ، وان يتحلوا بالشجاعة ولو لمرة واحدة ، ويميزوا بين نهج الحركة الكردية الاصيلة ، والوطنيين الشرفاء في مسألة الانتماء الوطني ، والتوازن بينه وبين الانتماء القومي ، وبين أدعياء ( الامة الديموقراطية ) ، و ( اخوة الشعوب ) على حساب الانتماء القومي ، واستخدام الشعارات لالهاء ، وتضليل الرأي العام .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان وقت التغيير
- في شرعية التمثيل الشعبي .. الأحزاب الكردية السورية مثالا
- واقع الكرد السوريين بالدياسبورا
- الأزمة تتفاقم فلنبحث عن الحل
- صفحات مضيئة في تاريخ الحركة الكردية السورية
- الذاتي والموضوعي في أزمة الحركة الكردية السورية
- أحزابنا ليست - منظمات مدنية - وكذلك فراخها
- عودة الى مشروع حراك - بزاف - لاعادة البناء
- في تشخيص إخفاقات الأحزاب الكردية السورية
- قراءة نقدية لتصريحات بعض مسؤولي جماعات – ب ك ك – السورية
- قضية شعب ، وليست منازعات أحزاب
- الأحزاب الكردية السورية : تشابه في النهج
- نحو إعادة النظر بالعلاقات الكردستانية
- المشهد الكردي السوري بين الثابت ، والمتحول
- الأولوية لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
- تبدلات في طبيعة الصراع الدولي .. تداعيات ، ونتائج
- قراءة في نظرية - التوريط -
- في أوجه الشبه بين - الهتلرية - ، و-البوتينية -
- بحثا عن نظام عالمي عادل
- التصعيد الروسي العدواني الى اين ؟


المزيد.....




- فك لغز جثة ملفوفة بسلك كهربائي مدفونة أسفل ناد ليلي في نيويو ...
- ابتز قصّر في السعودية لأغراض جنسية وانتحل صفة غير صحيحة.. ال ...
- مع مجيء اليوم العالمي لحرية الصحافة، ما الأخطار التي تهدد ال ...
- إضاءة مقرات الاتحاد الأوروبي بالألوان احتفالاً بذكرى التوسع ...
- البهائيون في إيران.. حرمان من الحقوق و-اضطهاد ممنهج-
- خطة محكمة تعيد لشاب ألماني سيارته المسروقة!
- في ذكرى جريمة فرنسية -مكتملة الأركان- في الجزائر
- ‏ إسقاط 12 مسيرة أوكرانية فوق 5 مقاطعات روسية
- -واينت- يشير إلى -معضلة رفح- والسيناريوهات المرتقبة خلال الس ...
- انهيار سقف جامع في السعودية (فيديو)


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - نعم نحن شركاء المصير