|
بحثا عن نظام عالمي عادل
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 23:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خضم العدوان العسكري المدمر المستمر منذ نحو عشرة أيام ، الذي تقوم به الطغمة الحاكمة بروسيا على الشعب الاوكراني ، نسمع بين الحين والآخر من السنة الدكتاتور الارعن وفريقه ، تصميما علىى تغيير قواعد العلاقات الدولية أو سلوك ( لعبة الأمم ) من طرف واحد حتىى لو احترق العالم ، ونشبت الحرب النووية ، بماتتناسب مع نزعتهم التوسعية ، وتستجيب لسعار جنون العظمة ، والتحكم ، والسيطرة لهذه النخبة – الاوليغارشية – المصابة بتخمة الثراء الفاحش بلاحدود . فمن ضمن شروط الإذعان والاذلال لوقف الحرب على أوكرانيا ، تغيير دستور البلاد الذي وضعه شعبها عبر الوسائل الديموقراطية ، وتقرير مصير البلاد بالقوة ، وتجريدها من السلاح ، والقضاء على بنيتها التحتية العسكرية ، والاقتصادية ، واختيار سلطة موالية عميلة لموسكو ، ليتحول ذلك البلد الصناعي المتقدم الى بلد فاشل ملحق بطغمة بوتين ، وبكلمة موجزة استعمار أوكرانيا ،والحاقها ، وحرمانها من حق تقرير المصير ، والسيادة ، والاستقلال . ومن جهة أخرى منع هيئة الأمم المتحدة ، ودول العالم اجمع ، من مد يد العون والمساعدة ، واعتبار كل من يدافع عن حرية الاوكرانيين ، وتقديم المساعدة لهم حتى الإنسانية منها ، ومدهم بوسائل الدفاع عن النفس ، واستقبال لاجئيهم ، بمثابة أعداء والتلويح باستخدام القوة ضدهم بمافي ذلك السلاح النووي . الغريب بالامر أيضا ( كذبة ) البروباغندا الروسية باتهام القيادة الأوكرانية المنتخبة ، والائتلافية الحرة المتعددة التوجهات السياسية كديموقراطية حديثة العهد ، بالقومية !! ولست اعلم هل الاعتزاز القومي فيي نظام ديموقراطي برلماني تهمة ؟ وهل القيادة الحاكمة لديها نزعة توسعية ( مثل طغمة بوتين ) ضد جيرانها ، أو ميول استعمارية لغزو روسيا ؟ وكذلك بالنسبة للاتهامات الاخرىى من قبيل ( نازية !!) القيادة الأوكرانية ، مع العلم ان رئيس الدولة المنتخب بنسبة عالية من الأصوات وفي تنافس حر ينتمي الى الديانة اليهودية ، وكلنا نعلم ان اليهود كانوا من ضحايا النازية ، بهذه الحالة من حق الاخرين ان يفرضوا على روسيا تغيير قيادتها العنصرية الحاكمة التي تمارس – الروسنة – تجاه شعوب وقوميات روسيا ووجود تيار عنصري فاشي حتى في مجلس – الدوما – أو البوما !! بعبارة ادق . نحو نظام عالمي ، تشاركي ، تعددي ، ديموقراطي حتىى لايختل التوازن الدولي اكثر ، ولقطع الطرييق امام المختلة عقولهم مثال – بوتين – الروسي ، وكيم الكوري ، وخامنئي الإيراني وغدا مجانين آخرين من الصين ، وأماكن أخرى لتطبيق قواعدهم الخاصة ، من الواجب إعادة النظر في ميثاق الأمم المتحدة ، وكافة الوثائق ، والآليات التي تحدد العلاقات الدولية ، وذلك بصورة جماعية . فعندما نشأت هيئة الأمم المتحدة على انقاض – عصبة الأمم – وتم التصديق على ميثاقها المعمول بها حتى الان ، كانت وليدة التوافق الدولي ، وتوازن القوى المنتصرة على النازية ، والفاشية ، وجاءت بعد مداولات امتدت أعواما ، وعبر عدد من المؤتمرات ، والاجتماعات بين ممثليي الدول الكبرى الثلاث : الاتحاد السوفييتي ممثلا بجوزيف ستالين ، والولايات المتحدة الامريكية ممثلة بالرئيس روزفلت ، وبريطانيا العظمى ممثلة بتشرشل ، وتم التوافق على إدارة العالم ، وتنظيم العلاقات الدولية بعد المناقشات المستفيضة في مؤتمرات ( مالطا ، وبوتسدام ، وطهران ، ويالطا ) . منذ نحو ثمانين عاما من عمر تلك التوافقات ، تغير العالم ، وتبدلت القوى ، والمواقع ، وتقدمت علوم التكنولوجيا ، وتطورت الحاجات البشرية ، وسادت العولمة ، والميثاق الراهن للأمم المتحدة التي زاد أعضاؤها عن المائة والتسعين ، لم يعد يلبي حاجات الشعوب ، ولم يعد صالحا لصيانة السلم ، والاستقرار ، أو منع الحروب ، أو محاربة الإرهاب ، والاوبئة ، والحفاظ على البيئة السليمة . محاولة في تحديد الصيغة الأمثل لنظام عالمي عادل ١ – لاأرى أي جدوى من نظام عالمي يتحكم فيه قطب ، أو قطبان ، أو اكثر ، لذلك من الأفضل إعادة بناء هيئة دولية جديدة بدون مجلس الامن ، الذي شكل بدعة مؤذية حيث أي عضو من الأعضاء الخمسة يمكنه اقتراف جرائم ضد الإنسانية ، وابادة شعوب ، ثم يحمي نفسه بكبسة ( فيتو ) !! كما فعلتها روسيا بخصوص النظام السوري ، وتفعلها تجاه أوكرانيا ، وفعلها الامريكان أيضا ببعض الحالات ، وكذلك فعلها الصين ، فاين العدل والأخلاق في مثل هذا النظام ؟ . ٢ – أن تتحول صلاحيات مجلس الامن الى الجمعية العمومية ، وتتساوى قيمة الأصوات بين الدول الغنية والفقيرة ، وان تكون قرارتها ملزمة حسب الفصل السابع من الميثاق . ٣ – ان يعاد النظر في البنود المتعلقة بحق الشعوب في تقرير المصير ، والمتناقضة أصلا ، خصوصا مايتعلق بالبنود الناظمة لذلك الحق تحت اسم وحدة البلدان ، وصيانة الحدود الدولية القائمة منذ الحرب العالمية الثانية ، فمن الناحية العملية اخترقت تلك الحدود في بعض القارات والدول خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ، وهناك أيضا شعوبا لم تتحرر ، ولم تنل حقوقها بموجب نتائج الحرب ، وتشكيل الأمم المتحدة . ٤ – تحريم صناعة الأسلحة النووية ، والجرثومية ، والفتاكة ، والقضاء على ماهو موجود لدى بعض الدول ، وذلك بعد التوافق على السلام العالمي ، وحل القضايا عبر الحوار . ٥ – الاتفاق علىى تعريف موحد للارهاب بكافة اشكاله . ٦ – تعزيز محكمة العدل الدولية ، ومجلس حقوق الانسان ، والمحاكم الأخرى لجرائم ضد الإنسانية ، على ان تكون احكامها نافذة . مااقترحته يشكل جزء من المسائل التي يجب إعادة النظر فيها من جانب المختصين ، والحقوقيين ، وذلك من اجل مجتمع دولي عادل ، ومستقبل آمن للأجيال القادمة .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التصعيد الروسي العدواني الى اين ؟
-
مؤتمر ميونخ وإعادة تعريف قضايا الصراع الدولي
-
فلنحدد قواعد الصراع في الساحة الكردية السورية
-
التكامل بين القومي والوطني في تجربة كردستان العراق
-
قراءة أولية في ندوة الدوحة
-
عندما تنتقم روسيا – البوتينية –
-
مواجهة الإرهاب لاتتجزأ
-
المصير السوري في ميزان الخارج
-
جدلية - تساقط - المعارضة ، و - اسقاط - النظام
-
هكذا يسيطر – الاخوان – على ( الائتلاف السوري المعارض ؟! )
-
توضيح للراي العام
-
فليكن – 2022 – عام المؤتمر الكردي السوري
-
سيمالكا: بين تجسير الهوة ، وهدم الجسور.
-
مناقشة هادئة في مسألة قديمة – جديدة
-
مناقشة صريحة عن بعد لقائد قوات - قسد -
-
تداعيات - حزبنة - العلاقات الكردية – الكردية
-
مؤتمر ( الجاليات الكردية ) في أربيل : قراءة موضوعية
-
في الذكرى السابعة بعد المائة لاستشهاد الشيخ - القومي -
-
مخاطر الإسلام السياسي على تجربة كردستان العراق
-
نموذج يحتذى به في الحركة التحررية الكردستانية
المزيد.....
-
بعد خلاف حاد بينهما.. ترامب ينتقد إعلان إيلون ماسك تأسيس -حز
...
-
الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية الت
...
-
وزير الخارجية اليوناني يلتقي خليفة حفتر في بنغازي وملف الهجر
...
-
انطلاق مفاوضات -هدنة غزة- بين إسرائيل وحماس في قطر
-
غارات إسرائيلية على الحديدة في اليمن
-
حرائق اللاذقية مستمرة..ووزير الطوارئ السوري يكشف حجم الخسائر
...
-
ترامب: -فرصة جيدة- لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة هذا الأسبوع
...
-
عاجل: إسرائيل تشن هجوماً على مدينة الحديدة في اليمن
-
وسط محبيه.. الدالاي لاما يحتفل بعيد ميلاده التسعين في المنفى
...
-
تيك توك يعمل على تطوير إصدار جديد قبل بيعه لمستثمرين
المزيد.....
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
صندوق الأبنوس
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|