أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - مناقشة هادئة في مسألة قديمة – جديدة















المزيد.....

مناقشة هادئة في مسألة قديمة – جديدة


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7112 - 2021 / 12 / 20 - 20:29
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


اعتبر الكاتب الكردي السوري الصديق د – فريد سعدون – على صفحته بالفيسبوك ، أن ( " الكرد اكتشفوا فجأة عام ٢٠١١ انهم خارج الدولة السورية ، ليس لهم ضابط في الجيش ، ولاموظف كبير ، ولارجل اعمال ، او اقتصادي مرموق ، حفاة ، عراة ، بين السماء ، والأرض ، لانهم امتنعوا الانتساب الى حزب البعث الذي كان المدخل الى تبوؤ وظائف الدولة ، بينما غيرهم من ( الاقليات العرقية ) استغلوا هذا المبدأ ، وامتطوه ليصلوا الى مرادهم ،معتبرا ان الحركة السياسية الكردية ذات رؤية قاصرة ، ولم تستطع ان تفهم حركة التاريخ ، وتستشرف المستقبل ، وتؤسس له ، من خلال الدفع باشخاص لارتداء ثياب البعثنة ، وارتقاء سلم المناصب ، وما اثبته الواقع، والاحداث الراهنة انه لوكان للكرد مناصب بالجيش ، والدولة كان وضعهم سيكون مختلفا " ) .
ماردده الكاتب هو تعبير صريح ( من دون رتوش ) عن الموقف الحقيقي غير المعلن بالإعلام ، والممارس على ارض الواقع ، لتيار سياسي كردي سوري من مكوناته أحزاب ، وفئات اجتماعية ، ومثقفون ، وافراد ، والبعض من وجهاء الأرياف ، بمعنى اننا امام نهج فكري – سياسي ضمن الوسط الكردي في مختلف المناطق ، بل داخل الحركة الكردية السورية منذ نشأتها ، وقد شهد هذا التيار مراحل الصعود ، والهبوط ، نتيجة عوامل داخلية ، وخارجية ، وطبيعة موازين القوى السائدة محليا ، ووطنيا ، وإقليميا .
عودة الى البدايات
كأية حركة قومية باحثة عن الهوية ، والحقوق ، ارتكز نضال الحركة القومية الكردية السورية منذ ظهورها في عشرينات القرن الماضي ،على مبدأ حل القضية الكردية سلميا ، استنادا الى مسلمات حق الشعوب في تقرير المصير ، وفي مناخ داخلي يتوفر فيه النظام السياسي الديموقراطي ، المعترف بالتعددية القومية ، وبالكرد وجودا ، وحقوقا ، هذا ليس من حيث المبدأ فحسب ، بل استنادا الى تجارب حية اجتازتها حركة الشعب الكردي التحررية في العراق على وجه الخصوص وفي الأجزاء الأخرى أيضا ، وهناك أمثلة قد لايتسع المجال لايراد تفاصيلها ، وبمعنى آخر فان الدرس الأبرز لكل الوطنيين الكرد ، وفي كل مكان ،هو حتمية توفر النظام الديموقراطي ، لحل قضيتهم القومية ، ولم يعرف التاريخ أبدا أن تم انجاز قضية قومية واحدة بالعالم قديما ، وحديثا ، في ظل الفاشية ، والدكتاتورية ، والاستبداد .
وقد تمحور الخلاف السياسي الأول في صفوف الحركة الكردية السورية ، حول مسألة تقييم طبيعة النظام الحاكم ومن ثم الموقف منه ، والنظرة الى طبيعة الصراع الوطني العام بين الأنظمة الحاكمة من جهة ، وبين القوىى الديموقراطية المعبرة عن أماني وطموحات الشعب السوري في الحرية ، والخلاص من الاستبداد ، والتغيير الديموقراطي ، لذلك لم يكن مستبعدا ان ظهر منذ البدايات تياران فكرييان ، سياسييان ، داخل الحزب الكردي الأول ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) ، واحد ينطلق من مسلمة الترابط العضوي ، بين حل القضية الكردية ، وبين الديموقراطية ، والانحياز للمعارضة الوطنية السورية في الاصطفاف ضد النظم الاستبدادية الحاكمة ، وآخر يتمسك بمهادنة – الأنظمة – والمراهنة عليها لحل القضية الكردية .
وفي كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ تبلورت منطلقات ،ورؤي التيارين في المجال الفكري ، والنظري ، بشكل أوضح ، فبالاضافة الى مسألة الديموقراطية ، ظهر الخلاف العميق أيضا حول تعريف الكرد السوريين ، هل هم شعب ام اقلية ؟ وطبيعة الأهداف ، وحجم المطالب ، وهل الأداة السياسية النضالية يجب ان تتجسد في حزب ثوري ، ام جمعية ؟ وقد عرف حينذاك التيار المتمسك بالديموقراطية ، والعمل الوطني ضد الاستبداد ، والحقوق القومية حسب مبدأ حق تقرير مصير الشعوب ( في اطار سوريا موحدة ) باليسار القومي الديموقراطي ، اما التيار الاخر فعرف باليمين القومي .
مناقشة الكاتب في ماذهب اليه
أولا – في حقيقة الامر ألحق الغبن بالكرد قبل البعث ، فمنذ وضع اول دستور للبلاد في ظل الانتداب ، والدساتير التي تلتها تم تجاهل الكرد كشعب ، وقومية ، وكحقوق بالرغم من ان الكثير من المنتمين الى القومية الكردية ، قادوا حركة الاستقلال ضد المستعمرين مثل يوسف العظمة ، وإبراهيم هنانو ، وكرد دمشق ، وشارك آخرون في المؤتمر السوري الذي أصدر الوثيقة الدستورية الأولى ، وهي خالية من اية إشارة الى الكرد ، وفي فترات لاحقة كان يتواجد قادة ، وزعماء ، وضباط كبار من المنتمين للقومية الكردية مثل ( محمد العابد ، وحسني الزعيم ، ومحسن برازي ، وتوفيق نظام الدين ، ورفيق نظام الدين ، ومحمود قوطرش ، وفوزي سلو وغيرهم ) ولكن لم يفعلوا شيئا لمصلحة الحقوق الكردية .
ثانيا – ومن هي ( الأقليات العرقية ) التي امتطت البعثنة ، ونالت مرادها ؟ هل المقصود بالتركمان ، ام الأرمن ، أم الشركس ، والشيشان ؟ اذا كان المقصود هذه العرقيات وحتى ان توصل بعض منتميها الى رتب عسكرية عالية ، او اغتنوا ماديا ، هل حققوا شيئا لقومياتهم من حقوق سياسية ، وثقافية مثلا معترف بها بالدستور السوري ؟ .
ثالثا – حتى لو أراد البعض من الكرد السوريين ، تولي المواقع المتقدمة العسكرية ، والمدنية ، والانخراط في الاعمال الاقتصادية التجارية ، والزراعية ، والصناعية حتى من دون الاستئذان من الحركة السياسية الكردية والانتماء الى البعث ، الا أن الأبواب كانت مسدودة في وجوههم ، فقد اتخذت الطغمة البعثية الحاكمة منذ انقلابها جملة من القرارات السرية حول الكرد ، تقضي بتحريمهم من الدخول الى الكلية العسكرية ، وأجهزة الامن ( ماعدا المخبرين ) ، اوالانتساب الىى السلك الدبلوماسي ، وكلية التربية .
رابعا – مما يؤسف له تلك النظرة التبسيطية للقضية القومية الكردية ، ووضعها في خانة الأمور العشائرية التي تحل خلافاتها عبر الشخصيات ، والوجاهات ، واغفال ان القضية تتعلق بقضية شعب تعداده الملايين واستحقاقاته السياسية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والوجودية ، ولاتنفصل عن القضايا الوطنية المصيرية ، مثل طبيعة النظام السياسي ، والدستور ، والقوانين ، وهي جميعها من جملة التعقيدات المختلف عليها بين الشعب السوري من جهة ، والأنظمة الحاكمة من الجهة الأخرى ، واندلعت من اجل تحقيقها الثورة السورية المغدورة ، التي قدمت ملايين المهجرين ، والنازحين ، والشهداء ، والسجناء ، والمخطوفين .
خامسا – تبوؤ افراد كرد المواقع العليا في الدول المقسمة للكرد لن يساعد في حل القضية الكردية ، بل من الممكن مضاعفة تعقيداتها واستثمار ذلك في خدمة الاندماج ، او اعتبار ذلك كاف لانصاف الكرد ، فهناك وعلى المثال في تركيا وفي ظل حكومة الرذيس اردوغان ، وصل الكرد الى رئاسة الوزراء وفي الوقت الحالي فان كلا من : وزير الخارجية ، ووزير الدفاع ، ورئيس المخابرات من أصول كردية ، كما ان آبرز مليونيرية استانبول وانقرة من أصول كردية .
قد يمكن نقد الحركة السياسية الكردية في العديد من المسائل ، ولكن ليس في هذا الموضوع بالذات ، وبالنهاية علينا مناقشة قضايانا بكل تفاصيلها ، بروح المسؤولية القومية. ، والوطنية ، وعلى قاعدة الحوار الهادئ ، واحترام الآخر المختلف .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة صريحة عن بعد لقائد قوات - قسد -
- تداعيات - حزبنة - العلاقات الكردية – الكردية
- مؤتمر ( الجاليات الكردية ) في أربيل : قراءة موضوعية
- في الذكرى السابعة بعد المائة لاستشهاد الشيخ - القومي -
- مخاطر الإسلام السياسي على تجربة كردستان العراق
- نموذج يحتذى به في الحركة التحررية الكردستانية
- القضية الكردية في ندوة - دهوك -
- قراءة أولية لوثيقتي - التطبيع العربي - مع النظام السوري
- شعوب الشرق الأوسط والقلق المشروع
- شركاء السطو على الشرعية في سوريا : النظا ...
- نداء برسم الاشقاء في أربيل قبل فوات الاوان
- في تصدعات أحزاب المجلس الكردي
- كردستان العراق : من القومية الى الثنائية الوطنية
- هل بقي مايجمع بين عامة الناس والنخب الحزبية
- القضية السورية في ذروة التجاذبات الخارجية
- نيجيرفان بارزاني من البحث عن الهوية الى تجسيدها
- قراءة في ظاهرة التجارب الفاشلة
- - اللاثابت - في المتحول الأمريكي ( كرديا )
- محاولة في فهم مجريات ومآلات الحدث الافغاني
- حراك - بزاف - ماله وما عليه


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - مناقشة هادئة في مسألة قديمة – جديدة