|
قراءة في ظاهرة التجارب الفاشلة
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7011 - 2021 / 9 / 6 - 20:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يكاد لايمر يوم الا ونسمع أخبارا عن حدث ( غير سعيد ) بإعلان ولادة حزب ، أو حركة ، أو تجمع ، أو انشقاق كتلة ومجموعة عن الجسم الفلاني ، أو عقد " مؤتمر " تحت عناوين كبيرة ، أو أكثر بين أوساط السوريين خصوصا خارج البلاد ، وبعضها في مناطق سلطات الامر الواقع بالداخل السوري ، او في مساحة نفوذ هذا الفصيل المسلح او ذاك ، وبالرغم من عناوينها الملفتة للوهلة الأولى ، ومسمياتها – المغرية – الا انها خالية من أي مضمون فكري – ثقافي – جديد . في الحالة الكردية والى جانب حدوث مايشبه الحالة السورية العامة ، تظهر مشاهد تعكس الخصوصية الكردية السورية في المرحلة الزمنية الراهنة ، كافرازات على هامش التاريخ ، وقتية ، متبدلة ، غير ثابتة ، معتمدة بالأساس على فعل السلطة ، والمال ، حيث يفعل واقع التنافس في الاستقطاب الحزبي الثنائي بين ( مسميات ب ك ك وجماعات المجلس الكردي الانكسي ) فعله بالتشجيع ، والتحفيز ، في توفير المغريات ، عبر الترهيب ، والترغيب ، نحو الاصطفافات الموالية لهذا الطرف الحزبي وذاك ، ولأسباب عديدة من جغرافية ، وبشرية ، وكثافة سكانية محدودة ، يبقى سعر الفرد المالك لمؤهل ما أغلى نسبيا في بازار " صناعة " الأحزاب ، أو مشروع تلميع شخص ما في سوق صناعة " الوجاهة " الاجتماعية . منذ بدايات انحدار الثورة السورية بعد نحو عامين من اندلاعها آذار ٢٠١١ ، بعد سيطرة جماعات الإسلام السياسي على مقاليدها ، برعاية النظام السياسي الرسمي الإقليمي ، وبالاخص الخليجي ، تنبه الوطنييون السورييون الحريصون الى مصدر الخطر ، ومكمن الخلل ، وبدؤوا بمناقشة كافة الخيارات من اجل رأب الصدع ، ومعالجة الأزمة بصورة جذرية ، بدلا من الترقيع ، والمسكنات الوقتية ، الى ان تبلور مشروع إعادة البناء من خلال عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع ، وذلك يعني فعليا العودة الى جذور الشرعية الشعبية والوطنية ، والثورية ، كخيار بديل عن هيمنة أحزاب ( دينية وقومية ويسارية ) فاقدة لكل جوانب الشرعية قبل الثورة باعوام ، وعقود . حوربت الفكرة من عدة اطراف : كيانات المعارضة ، ومؤسساتها ، وخصوصا – المجلس الوطني السوري – والقوى ، والأطراف الدولية الداعمة لها ، المجلس الوطني الكردي ، ب ي د وسلطة الامر الواقع ، ولاحاجة للقول ان النظام السوري كان ومازال من اكثر المتضررين في حال نجاح فكرة المؤتمر الوطني الجامع ، لانه كفيل بإعادة توحيد المعارضة على أسس سليمة بعد اجراء مراجعات ، وممارسة النقد الذاتي ، وتوحيد الصف الوطني عامة لمواجهة نظام الاستبداد بكل السبل والوسائل المتوفرة . بالرغم من تلك المواقف أعلاه يستمر الوطنييون السورييون ، وبينهم الوطنييون المستقلون الكرد ، بالعمل على توفير شروط ،و وأسباب ، الوصول الى عقد المؤتمر الوطني الجامع ( سوريا وكرديا ) والجانبان يكملان بعضهما الآخر ، وذلك ليس بوسائل متحايلة ، شكلية ، كما يفعلها البعض ، ( سلق – لصق ) بل من خلال مشاركة الشعب ، وممثلي مكوناته القومية ، وطرح المشروع القومي والوطني الناجز ، والشروع في إقامة اللقاءات التشاورية – الافتراضية بعد جائحة الكورونا – بين الداخل ، والخارج ، والشتات ، وهذا مايقوم به حراك " بزاف " منذ سنوات . حاولت بعض المجموعات السورية التي تدور من حولها الشبهات ، ركوب موجة " المؤتمر الوطني السوري " ليس من اجل تحقيقه بل في سبيل تشويه سمعته ، متجاهلة أن الفكرة متداولة علنا وبوسائل الاعلام من طرف وطني كردي سوري منذ أعوام ، مرفقة بمشروع برنامج ، ووثائق منشورة ، ومتاحة للحصول عليها ، ولو كانت نيات هؤلاء الافراد ، والكتل صافية ، لتواصلت مع اول طرف اطلق مشروع – المؤتمر الوطني الجامع – اما بهدف التشاور ، او التعاون . في النماذج المسيئة توزع بيان انسحاب من ماسمي ( باالمؤتمر الوطني السوري ) عقد بجنيف قبل أيام يحمل – ٦٥ – اسما ، وبعضهم أصدقاء ، وكما فهمت من البيان ، ومن تصريحات بعض المنسحبين ، ان السبب الرئيسي هو وقوف الشخصيتين الاشكالتين : هيثم المناع ، وخالد المحاميد ، وامساكهما بكل خيوط اللعبة من وراء الستار ، علاقات ، ومال ، وصلات . كما قيل فان معظم ان لم يكن كل الذين اجتمعوا كانوا على دراية بذلك ولكنهم شاركوا عن سابق تصميم ، وإصرار ، وهم بتلك المشاركة خدموا ( مشروعهما ) علىى اكمل وجه ، وساهموا معهما بتشويه فكرة – المؤتمر الوطني السوري – الحقيقي ، المنشود ، التي يؤمن بجدواها أوساط وطنية سورية واسعة ، ويرون فيها الحل الأمثل الوحيد لأزمة المعارضة السورية . وكمار نوهنا أعلاه فان حراك " بزاف " طرح الفكرة على الصعيدين السوري والكردي منذ عام ٢٠١٢ ، وذلك بمشروع متكامل ، ووثائق ، وصدور مذكرات ، ونداءات ، ونشر تواقيع الاف الناشطين المؤيدين وكل ذلك مثبت على صفحة – بزاف – الالكترونية ، وقد ناقشت الفكرة مع احد المتصدرين من ( المشاركين المنسحبين ) منذ ثمانية أعوام واكثر من مرة خلال لقاءاتنا ولم يكن مشجعا للفكرة ، وبعد أعوام بدأ يتصدر حمل الفكرة بالشراكة مع من يعتبره الان – متسلطا – فرديا ووو . لقد كتبت لاحد الأصدقاء ان مشاركتك تساوي انسحابك سوءا ، وهذا ينطبق على كل من اعرفهم بتلك المجموعة ،كما ان مثل هذه الاعمال المتسرعة ، تعبير واضح عن أمزجة كثير من السوريين وخصوصا الذين يرفعون شعار معارضة النظام ، وفشلوا في مواقعهم السابقة ، او لم تشبع غرائزهم في الظهور ، ويهرولون من مكان الى آخر بسرعة البرق بحثا عن موقع ، او جاه أو أو أو ، ثم مايلبثون يعلنون الندامة ، و الانسحابات ، ولكن من دون تنوير الاخرين بما جرى ، وبمعزل عن تقد يم ماهو مقنع ، وجوهري بكل المسالة . الدروس المستقاة ١ - مازالت فكرة " المؤتمر الوطني السوري الجامع " بجانبيه السوري العام ، والكردي الخاص المشروع الامثل ، والخيار الوحيد للانقاذ ، وإعادة البناء في بلادنا . ٢ – المداخلات الخارجية عبر أتباع ، واعوان سوريين باحثين عن مصالح خاصة مازالت تشكل عوائق على طريق مشاريع الانقاغذ . ٣ – المال السياسي الخارجي الهادف أحد عوائق العمل الوطني ، وتوحيد الصف ، وأثره أشد وطأة في الحالة الكردية السورية الخاصة ، خصوصا اذا انتشر في بيئة تنتفي فيها العامل الذاتي الصلب المحصن . وأخيرا الاتكفي كل هذه الهزائم ، والفشل ، والاخفاقات ؟ الم يحن الأوان بعد لعودة ( التائهين – المترددين ) الى رشدهم ؟ والى متى ستبقى ساحتنا مزرعة تجارب مريرة ، ومكلفة ، ومسيئة لحركتنا الوطنية السورية والقومية الكردية ؟
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- اللاثابت - في المتحول الأمريكي ( كرديا )
-
محاولة في فهم مجريات ومآلات الحدث الافغاني
-
حراك - بزاف - ماله وما عليه
-
مبادرة حراك - بزاف - لترتيب البيت الكردي السوري
-
الحدث التونسي اختبار اضافي لطبيعة الفئات المثقفة
-
نصف قرن ونيف على كونفراس الخامس من آب
-
إشكالية الدعم الخارجي للحركات التغييرية - بزاف - نموذجا
-
- سلطات الامر الواقع - صناعة - أسدية -
-
تعقيبا على - هاشتاك - مظلوم عبدي من يعتر
...
-
الامازيغ في صراع نظامي المغرب والجزائر
-
خيارات الكرد السوريين بعد مؤتمر روما
-
الأردن والكرد على ضوء زيارة رئيس الإقليم لعمان
-
نقاش هادئ في مسألة ساخنة
-
من شروط الحوار المثمر داخل الحركة الكردية السورية
-
مناقشة الخيار الديموقراطي البديل في اعادة بناء الحركة الكردي
...
-
معرفة الماضي ، تنير الحاضر ، وتحصن المستقبل
-
الكرد السورييون الى أين
-
قضية للنقاش ( 192 ) في تعريف : - أطراف الحوار -، -حرية العمل
...
-
الساعون الى تشويه الذاكرة التاريخية لكرد سوريا
-
الكرد في الذاكرة السورية
المزيد.....
-
فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر
...
-
أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص
...
-
تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو
...
-
قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
-
قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا
...
-
-هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو
...
-
إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد
...
-
25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
-
دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
-
ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|