أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - نقاش هادئ في مسألة ساخنة















المزيد.....

نقاش هادئ في مسألة ساخنة


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6925 - 2021 / 6 / 11 - 13:56
المحور: القضية الكردية
    


" ماذا قدمت الأحزاب الكردية ؟ " الأحزاب فشلت في حل القضية الكردية في سوريا " كل تاريخ الأحزاب الكردية السورية عبارة عن وعود فارغة لم تتحقق ، وانشقاقات ، وتضليل " لا أحزاب اليسار ، ولا أحزاب اليمين قدمت شيئا للكرد " ، هذا مانسمعه ، ونقرؤه بين حين وآخر من مصدرين مختلفين ، واحد من فئات متعلمة لم تكن يوما في الصف القومي ، والوطني ، ولم تقدم أية تضحيات من أجل خلاص الكرد ، وآخر من مثقفين كانوا ومازالوا ملتزمين بقضايا شعبهم ، وبعضهم شارك في النضالات الحزبية ثم ابتعد لاسبابه الخاصة .
بالرغم من الاختلاف النوعي في طبيعة مصدري هذا الخطاب الا ان القاسم المشترك بينهما هو : عدم الاعتماد على منهجية التحليل العلمي ، التاريخي ، واطلاق الاحكام القطعية دون تميز بين أحزاب تختلف في الفكر والرؤى والمواقف السياسية ، ووضعها جميعها بشكل قسري في سلة واحدة ، وجهل أو تجاهل تاريخ الحركة ، والمراحل التي مرت بها ، ومحطاتها البارزة المؤثرة في عملية التحولات الفكرية العميقة ، ومعاناة القسم الأكبر من مناضليها في ظل النظم والحكومات الشوفينية ، والمستبدة ، المتعاقبة على حكم البلاد ، والتركيز الأحادي على العامل الذاتي ، مع التجاهل التام للعامل الموضوعي الذي بقي عصيا على التبدل لمصلحة القضية الكردية السورية ومازال .
سأسمح لنفسي مناقشة المآخذ ، والاحكام المطلقة الشمولية الواردة بحق الأحزاب ، انطلاقا من تجربتي النضالية لأكثر من خمسة عقود في ( البارتي اليساري - الاتحاد الشعبي ) الذي شاركت في إعادة بنائه ، وقيادته ، ومواكبة مدرسته فكريا ، وثقافيا ، وسياسيا ، والالتزام بنهجه ، والمساهمة بتحقيق منجزاته التي يتعامى البعض عن رؤيتها عن جهل أو سابق إصرار .
من حيث المبدأ تشكل الأحزاب بمختلف اتجاهاتها ، وادوارها الإيجابية منها والسلبية ، ، ودرجات إنجازاتها ، لصالح القضايا المطروحة في كل مجتمع على هذا الكوكب ، ماهي الا تعبيرات سياسية وثقافية لطبقات اجتماعية ، وفئات ، ومكونات قومية ، تظهر ، وتختفي ، في مراحل متعاقبة ، وماهي الا وسائل مرحلية ، تتبدل ، وتتجدد حسب الظروف المحيطة ، تخضع في النشأة ، والمسار ، والمآل ، للعوامل الذاتية ، والموضوعية ، وينطبق المبدأ هذا على الحالة الكردية السورية أيضا .
برامج وشعارات المرحلة الأولى من ظهور التنظيمات السياسية الكردية
كما أرى فان هذه المرحلة تبدأ من تاريخ ظهور الحزب المنظم الأول ( ١٩٥٧ ) مرورا بالتحولات العميقة في كونفرانس الخامس من آب ( ١٩٦٥ ) وتنتهي ببداية الالفية الثالثة ، وتتميز هذه المرحلة بالتركيز الشديد على تعريف الكرد ، والقضية الكردية السورية ، في أجواء بالغة التعقيد ، من جهة انكار للوجود من جانب النظام الحاكم رسميا ودستوريا ، ومصادرة للحقوق ، وامعان في تصفية ماهو موجود عبر تغيير التركيب الديموغرافي للمناطق الكردية ، وكذلك العمل على إزالة الشكوك من بين مفاهيم الأوساط السياسية المعارضة ، والشبه معارضة حول الوجود التاريخي للكرد كشعب اصيل من سكان سوريا .
في تجارب الشعوب المقهورة ، المهمشة ، تظهر وسائل مختلفة لاثبات الوجود منها من مارست العمل السياسي والمدني ، ومنها من اختارت طريق الانتفاضات والثورات المسلحة ، أو القيام باغتيالات فردية ، وبعضها اختار مثلا خطف الطائرات ، والاحتفاظ برهائن حتى يعلم العالم عبر وسائل الاعلام ان هناك شعوب محرومة تتعرض للاضطهاد والحرمان ، تطلب التدخل الدولي الإنساني ، وادراج قضاياه في الهيئات الدولية لايجاد الحلول الناجعة لها .
في حالتنا الكردية السورية المشخصة كان العمل السياسي – الإعلامي – الدعاوي – الحواري المنطلق ، والوسيلة لتصحيح الخطأ التاريخي المقصود في اعتبار سوريا أحادية القومية ، ودحض مزاعم نفي الوجود الكردي ، والتاكيد بالبراهين والقرائن على نسبته التي تفوق ال ١٥٪ ، ووجوده قبل ظهور سوريا كدولة مستقلة ، ومشاركته باحداث المنطقة ولكي لانذهب بعيدا وعلى الأقل منذ اكثر من ثمانية قرون في عهد الإمبراطورية الايوبية .
كان جزء كبيرا من دوافعنا في تأسيس رابطة كاوا للثقافة الكردية ، وترجمة ونشر الكتب باللغة العربية ، تحقيق اثبات الوجود التاريخي للكرد عموما بالمنطقة والكرد السورييون على وجه الخصوص امام النخب العربية والشركاء السوريين ، كما كان توجهنا المبكر في احياء الفولكلور الكردي ، وانشاء الفرق الفنية الغنائية في البلاد بظروف امنية صعبة من اجل اظهار اصالة الشعب الكردي وجذوره الممتدة عبر حقب التاريخ في مناطقه .
في كل علاقاتنا السياسية بمختلف دوائرها السورية ، والعربية ، والاممية كان تعريف الكرد السوريين يتصدر المشهد ، ويشكل المادة الرئيسية في النقاشات ، وكان دليل نجاح أي سياسي كردي سوري المامه بتاريخ شعبه ، واطلاعه على بنود الاتفاقيات ، والمعاهدات الدولية التي تناولت وضع الكرد السوريين منذ الإمبراطورية العثمانية ، مرورا باتفاقية سايكس – بيكو ، ومعاهدتي لوزان وسيفر ، والانتداب الفرنسي ، وانتهاء باستقلال الدولة السورية الراهنة ، التي أنكرت حكوماتها وانظمتها وجود الكرد وحقوقهم ، وأصدرت العديد من المراسيم والقرارت السرية والعلنية ، ووضعت المخططات لتهجير الكرد ، وحرمانهم من حقوق المواطنة ومن ابرز تلك المحاولات مخططا ( الإحصاء الاستثنائي بالجزيرة ، والحزام العربي ) .
خلاصة القول ان المرحلة تلك كانت كما ذكرنا من اجل اثبات الوجود ، وليست مرحلة انتزاع الحقوق التي كانت تحتاج الى شروط عديدة لم تكن متوفرة في المرحلة الأولى ، وهنا تبطل كل المآخذ ، والاتهامات التي تعير الحركة الكردية على ان احزابها فشلت في إيجاد الحل للقضية الكردية ، وكل ذلك التجاهل غير العادل للجهود الجبارة التي بذلت لاثبات الوجود التاريخي مع كل صعوباتها ، والامها ، ومعانات مناضلي تلك المرحلة جراء السجون ، والمعتقلات ، والملاحقات ، والمحاكم العسكرية ، ومحكمة امن الدولة العليا .
عندما كان يطلب منا تبيان مطالبنا فالى جانب الهدف الاستراتيجي بالاعتراف المبدئي بحق تقرير مصير شعبنا ، كنا نركز بالدرجة الأولى علي مسألتين الأولى بالاعتراف بوجود شعب كردي سوري من السكان الاصليين ، والثانية بادراج ذلك في الدستور السوري ، ولم يكن اختيارنا هذا الا تعبيرا عن واقع موضوعي ، ومفهوم سياسي بني على دروس مستقاة من تجارب شعبنا وحركتنا ، وخبرة مناضلينا ، واستنتاجنا الصحيح بانه لن يتحقق الحل العادل النهائي للقضية الكردية السورية الا بتوفر الشروط الثلاثة التالية : ١ – الاجماع الكردي ٢ – التوافق الوطني ٣ – النظام الديموقراطي ، والشروط الثلاثة ليست متوفرة الان .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شروط الحوار المثمر داخل الحركة الكردية السورية
- مناقشة الخيار الديموقراطي البديل في اعادة بناء الحركة الكردي ...
- معرفة الماضي ، تنير الحاضر ، وتحصن المستقبل
- الكرد السورييون الى أين
- قضية للنقاش ( 192 ) في تعريف : - أطراف الحوار -، -حرية العمل ...
- الساعون الى تشويه الذاكرة التاريخية لكرد سوريا
- الكرد في الذاكرة السورية
- مراجعة نقدية في تشخيص أسباب امتداد مرا ...
- قراءة لشهادة رياض حجاب حول – ب ك ك –
- خمسة قضايا استراتيجية في لقاء رئيس إقليم كردستان
- في أسباب الحرص على سلامة إقليم كردستان
- في استشراف آفاق النهوض في الحالة الكردية السورية
- في تسييس نسب آل الأسد
- القطار السوري المتوقف
- الشهيد مشعل التمو لم يخرج من جلده يوما
- ثورات الربيع وقضايا القوميات ..الثورة السورية مثالا
- سبعة عشر عاما على هبة الربيع الدفاعية في القامشلي
- مشروع البرنامج الوطني المقدم من حراك – بزاف –
- كل الدعم للنشطاء الحقوقيين السوريين بالخارج
- مجلس عسكري سوري : كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟


المزيد.....




- شهداء الجوع في غزة.. ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية ...
- الأونروا: 6 آلاف شاحنة مساعدات عالقة خارج غزة
- تفاعل واسع على مواقع التواصل مع الحكم بإعدام نجل الرئيس اليم ...
- استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتدهور الوضع الإنساني ...
- ارتفاع عدد وفيات المجاعة في غزة إلى 162 شهيدًا مع تسجيل ثلاث ...
- غزة : الأمم المتحدة تؤكد ضرورة إيصال المساعدات عبر الطرق الب ...
- هيومن رايتس ووتش: إسرائيل ترتكب -جرائم حرب- في نظامها لتوزيع ...
- الأمم المتحدة: استشهاد 1373 فلسطينيا أثناء انتظارهم المساعدا ...
- القسام تنشر فيديو لأسير إسرائيلي تظهر عليه آثار المجاعة
- غانتس: يجب إخراج الأسرى من غزة ولو بأثمان باهظة


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - نقاش هادئ في مسألة ساخنة