|
نداء برسم الاشقاء في أربيل قبل فوات الاوان
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7053 - 2021 / 10 / 21 - 10:44
المحور:
القضية الكردية
التوجه الى أشقائنا في كردستان العراق بخصوص الملف الكردي السوري ، وتحديدا بما يتعلق بمآلات الحالة اليائسة ( للمجلس الوطني الكردي ) في هذه الظروف البالغة الدقة والخطورة ، هو الطريق الأنسب ، والاسرع لتدارك الامر ، ومعالجته ان لم تكن متاخرة ، وذلك لسببين وجيهين ، الأول : هوقيام رئاسة الإقليم على مدى عقد من الزمن ، بدعم واحتضان المجلس كمكون كان يعتبر انه يمثل تطلعات الكرد السوريين ، والثاني : رغم ازمة أحزاب وهيكلية المجلس الداخلية ، والفساد المستشري ، والفشل السياسي ، فاننا نعتقد مازال ضمن صفوفه ، وبين مناصريه ، طاقات وطنية ، يجب الحفاظ عليها ، واعتمادها في حاضر نضال الكرد السوريين ، ومستقبلهم . لسنا الان في مجال تسجيل ملاحظة حول مسألة هنا ، وقضية هناك ، او بصدد اصلاح اعوجاج في هذا الجانب وذاك في هيكلية المجلس ، بل وصلت الأمور الى درجة من الخطورة تجعلنا طرح التساؤل التالي : هل انتهى مبرر وجود المجلس الوطني الكردي كجسم تنظيمي ، وسياسي ؟ وهل آن الأوان لطي صفحته بعد عشرة أعوام من نشوئه الاشكالي بالأساس في مدينة القامشلي بموجب صفقة – تسوية بين المرحوم – جلال الطالباني – وأجهزة نظام الأسد ؟ ووقوفه كل هذه المدة وكجسم كسيح ، بدون إرادة مستقلة ، يتكئ على عكازة الإقليم ؟ واستمراره – إعلاميا – وافتراضيا ، وشكليا بقوة الدفع المستعار ؟ . المجلس امام مسؤولية الاخلال بوعوده للكرد السوريين أولا – أطلق القيمون على المجلس صفة ( الممثل الشرعي لكرد سوريا ) ومنحوا املا تحول الى سراب ، ووعودا للكرد السوريين منذ بدايةاعلانه ، من ضمنها توحيد الحركة الوطنية الكردية ، وتوحيد الخطاب السياسي الكردي ، ولكن أي من ذلك لم يتحقق . ثانيا – سجل المجلس على نفسه الالتزام بإرادة الكرد السوريين بعد ان أزاحت احزابه عن الطريق تنسيقيات الشباب ، وتيارات ثورية ، وشخصيات مناضلة ( ٢٠١١ – ٢٠١٢ ) ، التي شكلت تهديدا لسلطة النظام ، ثم وعد بتحقيق طموحات الكرد القومية المشروعة ، وإيجاد حلول لقضيته ولكن أي من ذلك لم يتحقق . ثالثا – تعهد المجلس باستعادة الدور الوطني السوري للكرد ، وقيامهم بدورهم جنبا الى جنب القوى الديموقراطية السورية على قاعدة الاعتراف بهم وجودا وحقوقا ، واحترام شخصيتهم ، وتثبيت الشراكة الوطنية الحقيقية في القرارات المصيرية لمستقبل الشعب ، والوطن ، ولم يتحقق أي من ذلك . رابعا – تعهد المجلس برعاية توحيد كل القوى والتيارات السياسية الكردية الموالية منها للأحزاب ،والمستقلة تحت مظلة واحدة ، ومشاركة الجميع في نضال الحركة الكردية بالوسائل الديموقراطية المدنية السلمية ، ولكن لم يتحقق شيئا من ذلك . خامسا – عندما ظهر المجلس كان في الساحة الكردية مجموعة أحزاب لاتتعدى العشرة،والان وصل عد التنظيمات الى اكثر من مائة ، وتضاعفت الانشقاقات ، وازدادات العداوات الكردية الكردية ، وتصاعدت العصبيات الحزبوية الضيقة ،والمناطقية ، والعشائرية ، وانخفضت نسبة الكرد بمناطقهم اكثر من ٣٠٪. ، وليس للمجلس أي مشروع لاعادة المهجرين ، والنازحين من كردستان العراق الى ديارهم ، الا يتحمل المجلس مسؤولية الانقطاع عن الوسط الجماهيري ، والتخلف عن نشر الوعي القومي الديموقراطي الإنساني ، وترك الساحة الكردية لقمة سائغة للمغامرين ، وامراء الحرب ، وتجار الوطنية ؟ . سادسا – ظهر في المجلس حالة مرضية سلبية جديدة وهي استئثار مجموعة محدودة جدا غير كفوءة بالتحكم والقرار ، والتفرد بالصرف المالي ، واغتناء فئات قيادية ، واتخاذ القرارات دون الرجوع الى أصول العملية التنظيمية الديموقراطية والرأي الجماعي ، مع ضيق الخناق على العناصر المثقفة الكفوءة المخلصة ، خصوصا من المنتمين السابقين الى الأحزاب اليسارية المناضلة واخص بالذكر بعض أعضاء الاتحاد الشعبي السابقين . سابعا – توجه المجلس بالبداية الى تحقيق تفاهمات مع – ب ي د – وابرم معه اتفاقيات أربيل ، ودهوك من اجل الشراكة والمحاصصة من دون تحديد أوجه الخلاف ، وبعد عدم التزام الطرف الاخر بتنفيذ ماتفق عليه ، لم يعلن المجلس للشعب الكردي والمحيط ماحصل بشفافية وتفصيل ، ثم مالبث ان راهن على تحقيق مقترح السيد مظلوم عبدي للتفاوض وتحقيق اتفاق جديد من دون توضيح مضمونه ، وكان شيئا لم يحصل ، والان تعلو أصوات من مسؤولين بالمجلس باعتبار الأولوية لمواجهة ب ي د وجماعات ب ك ك السورية ، وفي المحصلة النهائية وعلى ضوء المواقف المتناقضة ، والافتقار الى خطط ،. وبرامج وسياسات مدروسة بشأن التعامل مع هذا الطرف فان المجلس الضعيف المتهالك يتحمل المسؤولية الكاملة في انتقال مسلحي ب ك ك الى سوريا ، وسيطرتهم على الوضع بالكامل . ثامنا – ماذا يعني البعض من مسؤؤلي المجلس " بمواجهة جماعات – ب ك ك. – السورية " ؟ فقط هنا نعيد الى الاذهان بوقوف غالبية الكرد السوريين ضد التسليح ، والتسلح ، والعسكرة ، والدرس الأهم في تجربة الثورة السورية هي عدم جدوى الحلول العسكرية ، والوسيلة الوحيدة المجدية في مواجهة الخصوم ، والاعداء ، هي التسلح بالفكر ، والثقافة ، والسياسة الصائبة ، ثم تعبئة الجماهير ، ومنظمات المجتمع المدني ، وإعادة بناء الحركة الكردية على أسس سليمة . تاسعا – ضعف وهزالة المجلس ، وافتقاره الى الحد الأدنى من الادراك السياسي ، وانعدام الديموقراطية في تعاملات أعضائه ، كل ذلك ادى الى نجاح الطرف الاخر في تحقيق سياساته ، وكمثال من عشرات ثبت الطرف الاخر نفسه كممثل لكرد سوريا في المنابر العالمية البحثية والإعلامية حيث يشار اليه بممثل الاكراد ، في حين ان كل الدعم السياسي ، والمالي ، والدبلوماسي المقدم من الإقليم ذهب سدى ، وخرج المجلس من المشهد فهو لم يصبح شريكا لجماعات ب ك ك ، ولا معارضا على ارض الواقع ، وبقيت غالبية قيادته خارج المناطق الكردية السورية . عاشرا – لم يعد للمجلس حاضنة شعبية كردية سورية حتى باعتراف أعضائه ، ومابقيت حتى الان بفضل مشاعر الناس الطيبين تجاه الزعيم الراحل البارزاني ، الذين تعرضوا للخديعة بان المجلس يمثل قيم ونهج البارزاني الكبير ، وهذه نقطة هامة تحتاج الى التوقف عندها ، فالمجلس لايستطيع مثلا تنظيم مظاهرة جماهيرية واسعة في اية مدينة او بلدة ، وعندما تستجيب الجماهير عن قناعة فلاشك انها ستكون كالسيل الجارف لاتحسب الحساب لا - لجوانين شورشكير. - ولا للاسايش و لا لاية قوة اخري . حادي عشر – معظم ادبيات وكتابات المجلس ، تدور حول برقيات التعازي ، والمجاملات ، وكيل المدائح الممزوجة بعبارات النفاق والمبالغات المخجلة ، وكذلك خطاب الشكوى الذي اصبح مملا ، وسرد مظلوميات أعضاء المجلي على ايدي الطرف الاخر ، وبالاجمال تخلو من مبادرات بشان توحيد الحركة، ولاتحمل أية بحوث ، واطروحات نقدية ، حول الحاضر ، والمستقبل ، والمصير ، الى درجة ان قيادات المجلس تحظر على الأعضاء التعاطي مع مشاريع ، والتحاور مع مطلقي مبادرات تهدف توحيد الحركة الكردية . كل هذه البنود السالفة الذكر ، وغيرها الكثير لانود التطرق اليها الان ، فان المجلس عاجز عن الإجابة المقنعة عليها ، وعلى جميع التساؤلات الصادرة عن الكرد السوريين ، ونخبهم ، ووطنييهم ولابد هنا من التوضيح انني لاأحمل أية ضغينة شخصية تجاه أحد بل لدي أصدقاء ، ورفاق ، واحبة ، في صفوف المجلس ، كما انني لست باحثا عن موقع بديل لاحد ، ولست بوارد الانخراط بالعمل الحزبي ، فقط ما اطرحه هو مايمليه علي ضميري الوطني لاداء واجبي تجاه وطني ، وشعبي ، وقضيتي المستمر منذ اكثر من ستة عقود ، ، وبمثابة قراءة لرؤى ، وانطباعات الغالبية من شعبنا وهي حقائق دامغة . عودة الى التساؤل التاريخي : مالعمل ؟ في الحالة الميئوسة منها هذه ليس امام قيادة المجلس الا التسليم للواقع ، وتدارك الوضع قبل الانهيار الكامل ، والاقدام على الاستقالة الجماعية ، وتقديم الاعتذار للشعب الكردي ، والدعوة الى عقد مؤتمر وطني كردي سوري انقاذي ( هذا في حال اذا ارادت الحفاظ على البقية الباقية من حطام المجلس ) ، وذلك في مكان آمن ، ومناسب ، ولكن ماذا عن هذا المؤتمر ، ومقدماته ، وآلياته ، ووسائله ، ومضمونه ، وأهدافه ؟ لان قيادات أحزاب المجلس فشلت ، ولم تنجز مهامها ، فعليها ان تعرف مقدار وزن احزابها ، وحجمها ، وتاثيرها في عملية الإنقاذ ، وادراك الدور المقبل للوطنيين المستقلين ، والمناضلين المبعدين ، الذين يشكلون الكتلة التاريخية للانقاذ ، وقيادة المرحلة ، والخطوة الأولى يجب ان تكون في تشكيل لجنة تحضيرية قوامها من ثلثين من المستقلين ، وثلث من أحزاب المجلس ، ولدى التصويت يرجح صوت الغالبية أي خمسين زائد واحد حسب الأصول الديموقراطية ، وتكون من مهام اللجنة الاعداد للمؤتمر المنشود ، واختيار المندوبين ، وتحديد المكان ، والزمان ، وصياغة مشرويع البرنامج ، والنظام الداخلي ، والمشروع الكردي للسلام ، وانتخاب مجلس قيادي لمواجهة التحديات الماثلة . ملحوظة : بحسب قناعتي من الأفضل ومن حيث المبدأ ، ان تشارك في المؤتمر الأحزاب الكردية السورية كافة ، بشرط الالتزام بقبول نتائجه مسبقا ، ولكن بسبب توجه أحزاب جماعات ب ك ك السورية الاندماج في مؤسسات النظام ،. وحمل مفاهيم غير واضحة مثل ( شمال شرق سورية ) او ( الامة الديمقراطية ) ، وعدم التزامها بنتائج مثل هذا المؤتمر الكردي المنشود ، فانها تتحمل مسؤؤلية انعزالها عن صف الحركة الوطنية الكردية السورية ، وابتعادها عن مساعي ترتيب البيت الكردي التي نوليها الأولوية بهذه المرحلة .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في تصدعات أحزاب المجلس الكردي
-
كردستان العراق : من القومية الى الثنائية الوطنية
-
هل بقي مايجمع بين عامة الناس والنخب الحزبية
-
القضية السورية في ذروة التجاذبات الخارجية
-
نيجيرفان بارزاني من البحث عن الهوية الى تجسيدها
-
قراءة في ظاهرة التجارب الفاشلة
-
- اللاثابت - في المتحول الأمريكي ( كرديا )
-
محاولة في فهم مجريات ومآلات الحدث الافغاني
-
حراك - بزاف - ماله وما عليه
-
مبادرة حراك - بزاف - لترتيب البيت الكردي السوري
-
الحدث التونسي اختبار اضافي لطبيعة الفئات المثقفة
-
نصف قرن ونيف على كونفراس الخامس من آب
-
إشكالية الدعم الخارجي للحركات التغييرية - بزاف - نموذجا
-
- سلطات الامر الواقع - صناعة - أسدية -
-
تعقيبا على - هاشتاك - مظلوم عبدي من يعتر
...
-
الامازيغ في صراع نظامي المغرب والجزائر
-
خيارات الكرد السوريين بعد مؤتمر روما
-
الأردن والكرد على ضوء زيارة رئيس الإقليم لعمان
-
نقاش هادئ في مسألة ساخنة
-
من شروط الحوار المثمر داخل الحركة الكردية السورية
المزيد.....
-
محكمة استئناف تؤيد حظر توقيف المهاجرين في لوس أنجلوس
-
قمع الشرطة الألمانية لمظاهرة داعمة لفلسطين في برلين واعتقالا
...
-
تصاعد العنف في برلين ضد المتضامنين مع غزة واعتقالات واسعة خل
...
-
قانون التظاهر يثير جدلاً واسعاً في العراق.. منظمات حقوقية تح
...
-
حكومة نتنياهو تواجه أزمة إنكار المجاعة في غزة بعد فيديو يظهر
...
-
جدعون ليفي: نتنياهو يواصل ارتكاب أسوأ جرائم الحرب في غزة بدع
...
-
جدعون ليفي: نتنياهو يرتكب أسوأ جرائم الحرب في غزة بحماية من
...
-
تفسير دخول قطاع غزة المرحلة الثالثة من أزمة الجوع والتهديد ب
...
-
عائلات الأسرى الإسرائيليين تندد بتصعيد الاحتلال وتطالب بصفقة
...
-
محكمة فيدرالية تمنع عملاء الهجرة من تنفيذ -اعتقالات عشوائية-
...
المزيد.....
-
“رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”.
/ أزاد فتحي خليل
-
رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر
/ أزاد خليل
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
المزيد.....
|