أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - نيجيرفان بارزاني من البحث عن الهوية الى تجسيدها















المزيد.....

نيجيرفان بارزاني من البحث عن الهوية الى تجسيدها


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7024 - 2021 / 9 / 19 - 20:58
المحور: القضية الكردية
    


يكاد يجمع المراقبون ، المتابعون لتطورات إقليم كردستان العراق ، على حدوث نوع من الاختراق الدبلوماسي ، والبروتوكولي ، من جانب الفرنسيين ، والبريطانيين ، لدى استقبال رئيس إقليم كردستان العراق الشاب – نيجيرفان. بارزاني – حيث تم التعامل معه كرئيس دولة مستقلة ، ومعلوم ان ماحصل ليس من باب السهو ، والخطأ في هذين البلدين العريقين المعروفين بالدقة ، والصرامة البيروقراطيتين على خطى الاباطرة ، والملوك ، والامراء الذين حكموا البلدين – المستعمرين السابقين – لمعظم دول وشعوب آسيا ، وافريقيا .
هناك من فسر ذلك الاختراق ، وحفاوة الاستقبال ، بنوع من صحوة الضمير ، والاعتراف غير المعلن ، وغير الموثق كتابة ، بالاعتذار عن الضرر الذي الحقه البلدان بالشعب الكردي في الحقب التاريخية الماضية ،بدأ من الحروب الصليبية ، والمواجهة وجها لوجه مع جيش القائد الكردي المسلم صلاح الدين الايوبي ، مرورا بقيام سايكس الإنكليزي ، وبيكو الفرنسي بابرام اتفاقية تقسيم كردستان التاريخية عام ١٩١٦ ، وانتهاء بموقفهما العدائي تجاه التطلعات الكردية المشروعة من خلال مشاركة البلدين في مختلف المعاهدات ، والاحلاف التي ابرمت بالشرق الأوسط مع الأنظمة الحاكمة ، تستهدف باجزاء منها الشعب الكردي ، وتقف عائقا امام حق تقرير مصير الكرد اسوة بالشعوب الأخرى في المنطقة .
وهناك من ذهب بعيدا والى اكثر من ذلك ، معتبرا أن ماقامت به حكومتا البلدين تجاه رئيس الإقليم الكردستاني حفيد الزعيم الراحل مصطفى بارزاني ماهو الا مقدمة لخطوة الاعتراف باستقلال كردستان العراق ، وإعادة النظر بالملف الكردي في المنطقة برمتها ، والعودة الى ترسيم الحدود الدولية من جديد ، وإرساء تحالفات مستحدثة تطوي صفحة نتائج الحربين العالميتين الأولى ، والثانية .
وفي هذا المجال تعيدني الذاكرة الى عام ١٩٨٩ أي قبل نحو ثلاثة عقود ، عندما عقد مؤتمر تضامني مع الشعب الكردي في باريس ، برعاية السيدة الأولى الفرنسية – مدام ميتران – وكنت من جملة عدد من المتكلمين من القيادات السياسية الكردية في المؤتمر ، وطالبت حينها بان تقدم فرنسا الاعتذار للكرد حول الضرر الذي الحقته بهم طوال التاريخ الاستعماري ، والتعويض عن ذلك ، وقد تجاوبت السيدة – ميتران – وتفاعلت مع كلمتي ، حيث قامت من كرسيها وبدات بالتصفيق دليل موافقة علىى طلبي ، وهو امر ليس بغريب في عصرنا الان حيث هناك العديد من الشعوب المستعمرة السابقة تطالب بانصافها ، خصوصا من جانب فرنسا ،وبريطانيا ، وألمانيا ، وغيرها والتعويض عن خسائرها بالحقب الاستعمارية .
نيجيرفان بارزاني من البحث عن الهوية ، الى تجسيد الهوية
كانت زيارة السيد – نيجيرفان بارزاني – الى الولايات المتحدة الامريكية ( ١٧ –٤ – ٢٠٠٠ ) وكلمته المعبرة في كونفرانس " البحث عن الهوية " بذلك الحضور النخبوي الأمريكي المميز ، إيذانا لبدء مرحلة جديدة متطورة في العمل السياسي ، مترافقة مع الطفرة الإنمائية في مجال تدشين البنية التحتية لإقليم كردستان ، بعد مرحلة الثورة ، واستبشر الكثيرون خيرا ، بإمكانية بلوغ كردستان العراق مرتبة – نمور آسيا – كاحد نمور – ميزوبوتاميا – وذلك لتوفر النفط ، والقوة البشرية ، والموقع الجغرافي المؤهل ، وقبل هذا وذاك صمود ، وطموح ، شعب قدم التضحيات الجسام لاكثر من قرن من الزمان ، وبحثه عن سبل لنيل الحرية ، والكرامة ، والعيش بسلام .
بعد عقدين من بحثه عن " الهوية " في أمريكا ، يزور الرئيس – نيجيرفان – البلدين الأوروبيين كصاحب هوية كردستانية واضحة المعالم ، راسخة الجذور في إقليم فيدراليي له مؤسساته المنتخبة التشريعية ، والتنفيذية ، معترف به بدستور الجمهورية العراقية ، ويحظى باجماع كردستاني ليس من جانب الكرد فحسب بل من قبل القوميات الأخرى الكردستانية ، التركمان ، الكلدان ، الاشور ، السريان ، الأرمن ، العرب ، وتقيم في العاصمة أربيل العشرات من القنصليات ، والبعثات الدبلوماسية ، وله تمثيل دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي ومعظم دول العالم .
لاشك ان هناك العديد من العوامل الخارجية ، في حال توفرها ، ستضفي المزيد من جوانب الرسوخ والأمان الى الهوية الكردستانية ، الفيدرالية ، القائمة ، خصوصا في مجال استمرارية المساندة العسكرية للقضاء على الإرهاب ، وتعزيز مؤسسات الإقليم العسكرية ، والامنية ، وتوفير الدعم للمشاريع التنموية الكبرى خاصة بمجال البنى التحتية ، واعداد الكادر العلمي ، والفني بمختلف المجالات ، وتحديث المرافق الحكومية ، والإدارية ، والتعليمية ، والصحية ، والخدماتية ، وتحويل انتاج النفط والغاز الى مصدر لتطوير الحياة الاقتصادية ، والاجتماعية ، وهذا مايبحث عنه رئيس الإقليم في زياراته الى العالم الخارجي عموما وأوروبا وامريكا والبلدان العربية الخليجية على وجه الخصوص .
دوافع الانفتاح الغربي والعربي علي إقليم كردستان
قد أختلف مع الرأي المتفائل جدا في بعض الأوساط الكردية ، فالغرب بجناحيه الأوروبي ، والامريكي ، وكذلك النظام العربي ، والإقليمي الرسمي ، ليسوا بوارد إعادة النظر بالقضية الكردية بالشرق الأوسط عامة ، والعراق خاصة ، من منطلق الاعتراف بحق تقرير المصير ، بل ان بعض مظاهر الانفتاح التي بدت مؤخرا ، ومنها الاستقبال الحافل لرئيس الإقليم ، جاءت بظروف مميزة تمر بها العراق في ظل حكومة الكاظمي التي تتمتع بعلاقات حسنة مع إقليم كردستان ،نحو إرساء نوع من سياسة التوازن في المنطقة ، بحيث لاتغضب ايران ، وقد لاترضيها تماما ، وذلك على نفس منوال سياسة إدارة الرئيس بايدن الديموقراطية ، وكذلك الاتحاد الأوروبي .
كما ان الموقف الكردستاني العراقي مازال متمسكا بالفيدرالية القائمة ، وتطويرها حتى الى ماتشبه – الكونفيدرالية – وليس الاستقلال الناجز ، لذلك لااعتقد ان الخارج مهما كان صديقا لشعب الإقليم ، سيزايد عليه ، ويتبنىى دعوة استقلال كردستان بالنيابة عنه ، وقد تابعنا ومنذ سنوات قليلة كيف ان المحيط والعرب ، والعجم ، والغرب وقفوا وقفة واحدة ضد استفتاء تقرير المصير ، ومن حينها وحتى الان لم يتغير شيئا في جوهر السياسة العالمية ، والإقليمية .
ولاشك ان علاقات أربيل مع بغداد ، تحسنت اكثر منذ تولي السيد – نيجيرفان بارزاني – رئاسة الإقليم كنهج ثابت استخلص بعد تجربة عملية استفتاء تقرير المصير عام ٢٠١٧ ، ومن مؤشراته العودة الىى بغداد ، والتفاعل ، والتشارك مع وفي العملية السياسية ، والقيام بدور في بناء العراق الفيدرالي الجديد كعامل استقرار محلي ، واقليمي ، مع تحسين فيدرالية إقليم كردستان ، وإنجاز خطوات دستورية حول القضايا العالقة ، وكان واضحا مساهمة رئاسة الإقليم ، وتفاهمها مع حكومة المركز حول النشاطات ، والإنجازات الأخيرة التي تمثلت بلقاءات القمة ، والمؤتمرات التي عقدت ببغداد .
توضح لنا تجربة العلاقات بين المركز ، واربيل انه كلما تحسنت تلك العلاقات ، كلما استأثر إقليم كردستان بالدعم ، والرعاية من جانب العرب ودول الإقليم ، والغرب ، لان الجميع متمسكون بوحدة العراق ، وضد قيام دولة كردستانية مستقلة ، وبما ان تحسين العلاقات بدأ أكثر في ظل رئاسة ، وحكومة الإقليم الراهنتين ، بعد الفجوة التي احدثتها عملية الاستفتاء ، فان الاهتمام الخارجي قد يتضاعف بالاقليم الى درجة ما ، وفي حدود معينة لن تتخطى المالوف في المرحلة الراهنة .
من جهة أخرى هناك سبب آخر للاهتمام بالاقليم وهو الاعجاب الكبير في الغرب ، ومن قداسة بابا الفاتيكان الذي زار الإقليم مؤخرا ، بتجربة إقليم كردستان في التعامل مع المكونات ، والاقوام الكردستانية من غير الكرد ، واتباع الديانات المسيحية بشكل خاص ، الذين يتخذون من الإقليم مأوى ، وملاذا آمنا ، والسكان الاصلييون منهم يتمتعون بالحقوق القومية، والاجتماعية ، والثقافية ، وهي تجربة فريدة بالشرق الأوسط الملتهب بنيران الإرهاب ، والتمييز ، والعنصرية ، والفاشية ، والتطهير الديني ، والعرقي .
من المؤكد أن سلطة إقليم كردستان العراق كأية سلطة حاكمة في العالم لاتخلو من الشوائب ، والنواقص ، وأوجه القصور ، والفساد ، خاصة اذا علمنا أن التجربة مازالت حديثة العهد ، مقارنة بالدول والنظم التي مضى على قيامها قرون ، وعقود ، كما انها محصورة في السلطة المحدودة في اطار الفيدرالية ، كما انها مازالت تمر بفترة انتقالية بين مرحلتي الثورة ، والكيان ، التي تحتاج الى المزيد من الحكمة السياسية ، والتروي ، والبحث والتمحيص .
ولاشك ان قيادة كردستان العراق تتحمل المسؤوليات الجسام ، وعلى قدرها تواجه التحديات الكبرى من اكثر من طرف ،وجهة تتربص بها في الداخل ، والجوار خصوصا ، ومن مصلحة شعب كردستان العراق ، وشعوب العراق ، والمنطقة وفي المقدمة الكرد في الأجزاء الأخرى ، والعالم ، ان ينجح مشروع الإقليم السلمي بكل جوانبه في ظل قيادته المنتخبة ديموقراطيا ، ويتحول الى نموذج متقدم للحلم الكردي التاريخي ، يحتذى به في مجال حل القضيتين القومية ، والديموقراطية ، ومن اجل تحقيق الامن ، والاستقرار ، وترسيخ قاعدة العيش المشترك .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في ظاهرة التجارب الفاشلة
- - اللاثابت - في المتحول الأمريكي ( كرديا )
- محاولة في فهم مجريات ومآلات الحدث الافغاني
- حراك - بزاف - ماله وما عليه
- مبادرة حراك - بزاف - لترتيب البيت الكردي السوري
- الحدث التونسي اختبار اضافي لطبيعة الفئات المثقفة
- نصف قرن ونيف على كونفراس الخامس من آب
- إشكالية الدعم الخارجي للحركات التغييرية - بزاف - نموذجا
- - سلطات الامر الواقع - صناعة - أسدية -
- تعقيبا على - هاشتاك - مظلوم عبدي من يعتر ...
- الامازيغ في صراع نظامي المغرب والجزائر
- خيارات الكرد السوريين بعد مؤتمر روما
- الأردن والكرد على ضوء زيارة رئيس الإقليم لعمان
- نقاش هادئ في مسألة ساخنة
- من شروط الحوار المثمر داخل الحركة الكردية السورية
- مناقشة الخيار الديموقراطي البديل في اعادة بناء الحركة الكردي ...
- معرفة الماضي ، تنير الحاضر ، وتحصن المستقبل
- الكرد السورييون الى أين
- قضية للنقاش ( 192 ) في تعريف : - أطراف الحوار -، -حرية العمل ...
- الساعون الى تشويه الذاكرة التاريخية لكرد سوريا


المزيد.....




- الأونروا: استبدال النظام الأممي بمؤسسة غزة الإنسانية فاقم ال ...
- تشديد الحصار البحري وحرمان سكان قطاع غزة من الثروة السمكية إ ...
- السعودية تنفذ حكم الإعدام تعزيرا بحق 7 أشخاص أدينوا بتهريب ا ...
- نصرة لغزة والأسرى.. دعوات لمشاركة واسعة غدا في الضفة الغربية ...
- اعتقال فلسطيني من طولكرم بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن
- استمرار المجاعة.. الأردن ينفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على غز ...
- الجوع يحصد أرواح 162 فلسطينيا بينهم 92 طفلًا واليونيسف تحذرّ ...
- لوموند تكشف عن ضغوط غير مسبوقة على المحكمة الجنائية الدولية ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يفكر بالاستقالة ويكشف تقييمه بشأن ال ...
- أمريكا..اعتقال رجل من كاليفورنيا بتهمة إرسال أموال إلى -داعش ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - نيجيرفان بارزاني من البحث عن الهوية الى تجسيدها