أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - قضية شعب ، وليست منازعات أحزاب















المزيد.....

قضية شعب ، وليست منازعات أحزاب


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7230 - 2022 / 4 / 26 - 14:53
المحور: القضية الكردية
    


خلال الأعوام العشرة الأخيرة تكاد مناكفات الأحزاب الكردية السورية ان تطغي على الصراع الرئيسي بين الحركة الوطنية الكردية من جهة ، والنظام المستبد ، والقوى الشوفينية من الجهة الأخرى ، وان تحيد نضال الكرد من اجل الحقوق والحريات الديموقراطية عن مساره التاريخي ، وتحوله الى مجرد صراعات جانبية ، وخصومات محلية ، ومبارزات آيديولوجية ، او إيجاد أعداء جدد خارج الساحة الحقيقية الوطنية التي تندمج فيها نضال الحركة الكردية مع مساعي الحركة الديموقراطية السورية من اجل التغيير الديموقراطي .
فقد سبقتنا القارتان الامريكية ، والأوروبية قرونا ، وعقودا في معالجة قضايا شعوبها ، واقوامها عبر انتزاع الحرية ، وتحقيق الاستقلال القومي ، وتشييد الدول الوطنية ، وإقامة النظم السياسية التي اصبح بعضها أمثلة يحتذى بها في مجال الديموقراطية ، وحقوق الانسان ، وحل المسألتين القومية ، والوطنية ، وترسيخ أسس حق المواطنة ، وحرية الفرد ، وفصل الدين عن الدولة ، واقرار الدساتير الضامنة للحقوق ، والراعية للعقود الاجتماعية بين سائر الطبقات ، والفئات الاجتماعية ، والاقوام ، وبين الجنسين على قاعدة العدل و المساواة .
ومايتعلق بالشعوب المناضلة في مناطق التحرر القومي ، والوطني ، والتي طال امد نيل حريتها وإنجاز مهامها الطبيعية ، ولم تسعفها الحظوظ ابان الحربين العالميتين ، او أصبحت ضحايا التاريخ ، والجغرافيا ، وعدم اكتمال العوامل ، والشروط الذاتية ، والموضوعية ، ويستحضرنا بهذا المجال كأمثلة قريبة : الكرد ، والفلسطينييون ، والامازيغ ، ومن دون التوسع اكثر في بطون التاريخ حيث هناك العشرات ، والمئات من الاقوام المحرومة .
قضايا الشعوب الممتدة قرونا او عقودا من دون حلول مثل قضية الشعب الكردي ، وبسبب التراكمات ، والمراحل التاريخية المتعاقبة ، واهوال الحروب والمنازعات ، والابادة الجماعية ، وتنوع الاحتلالات ، واشكال الاستعمار ، وتواصل التقسيمات بين القوى السائدة ، والامعان في تغييير المعالم الحضارية ، والتركيب الجيوسياسي ، فان قضية الكرد السوريين كانت دائما الهدف المباشر للارتدادات الفكرية ، والثقافية ، والسياسية بغية تشويهها ، وحرفها عن مسارها الصحيح ، وافراغها من مضمونها القومي الديموقراطي المشروع ، لذلك فانها بامس الحاجة بين مرحلة وأخرى الى عمليات " جراحية " من نوع المراجعة ، والتقييم ، وإعادة البناء ، والحفاظ على نقاوة الجوهر ، وتجديد العوامل الذاتية .
مصادر الارتداد في القضية الكردية السورية
منذ ظهورالحركة السياسية لدى الكرد السوريين ، وتحديدا منذ انبثاق حركة – خويبون - أواسط عشرينات القرن الماضي ، ثم تشكل الحزب السياسي الأول أواسط الخمسينات ، كانت هناك محاولات مضادة داخل الحركة ، وخارجها متنوعة المصادر ، والاهداف ولكنها تتشارك في هدف واحد وهو الهدم ، والاضعاف ، والإساءة ، وبحسب تجربتي الشخصية ، ومشاهداتي ، وموقعي بدائرة القرار والفعل لعقود كاملة ، فقد كان كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ ، المحاولة الأولى في إعادة تعريف القضية الكردية السورية ( الشعب – القضية – البرنامج – الأهداف والمطالب – البعدان القومي والوطني – والاممي – استقلالية القرار – احياء الثقافة الكردية ...) ، وتصحيح المسار ، وقد دامت التجربة نحو نصف قرن وانجزت قسما من المهام ، ومازلت الباقية قيد المعالجة حتى يومنا هذا ، اما المحاولة – التصحيحية – التالية فكانت بداياتها في هبة عام ٢٠٠٤ التي لم تكتمل شروط تحولها الى انتفاضة شاملة وبالتالي لم ترى هذه المحاولة النور إضافة الى رغبات فردية أخرى لم تحقق النجاح ، وقد كانت الفترة الزمنية الممتدة من ٢٠١١ وحتى الان ( في ظل أحزاب طرفي الاستقطاب ) من اكثر الأعوام التي شهدت ارتدادات خطيرة بخصوص القضية الكردية السورية والتي تزامنت مع ظاهرة توالد الأحزاب بالعشرات من خارج التطور السياسي التاريخي الطبيعي بل بارادات خارجية وبالمال السياسي ومنها :
أولا – في التعريف : العودة الى أزمنة الغموض السلبي ، والانتقال من الفعل الجماهيري الى البيروقراطية ، ومن مبدأ حق تقرير مصير الكرد السوريين في اطار سوريا الديموقراطية الموحدة ،كشعب من السكان الأصليين ، الى شعارات فضفاضة لامعنى لها مثل الامة الديموقراطية ، ومن قضية جامعة للكرد الى مسائل مناطقية مثل شمال شرق سوريا .
ثانيا – في الأهداف : من حل القضية الكردية بالطرق السلمية ، والحوار من خلال نظام وطني ديموقراطي ، وبتوافق مع القوى الديموقراطية السورية على أساس الشراكة في السلطة والثروة ، والقرار ، بحسب نسبة الكرد في البلاد ١٥٪ ، واستفتاء الكرد في اختيار نظام الحل الأمثل حسب الحالة الكردية والظروف الموضوعية ، وتجارب الشعوب الأخرى ، الى الهرولة نحو نظام الأسد المستبد ، والاستعداد لقبول سلطته .
ثالثا – في الخصوصية الكردية السورية : باعتبار حل القضية الكردية عبر النضال السياسي بخلاف كل تجارب الاشقاء بالاجزاء الأخرى من خلال ( الكفاح المسلح ) ، الى حمل السلاح ، وعسكرة المجتمع الكردي ، وانشاء ميليشيات ، وفصائل مسلحة ، والذي يعتبر خروجا عن المسار ، وانخراطا في مغامرات غير معروفة النتائج تكلف الدماء والارواح الغالية .
رابعا – في كتابة تاريخ الحركة الكردية السورية : باعتبار القضية الكردية السورية بدأت منذ التقسيم ، وضم جزء من الكرد الى الدولة السورية ، ونشوء حركة سياسية كردية قومية ووطنية يبدأأ تاريخها من حركة خويبون وحتى الان الى قضية تاريخ الأحزاب ، أي ان القضية ظهرت بظهور الأحزاب ، في حين ان القضية سبقت الأحزاب بعقود من السنين .
خامسا – في التوازن بين القومي والوطني : هذه القاعدة التي انطلقت منها الحركة الكردية السورية واستندت اليها القضية القومية كانت ومازالت مبعث الأمان ، والضمانة الحقيقية لعدم الجنوح نحو كل من التطرف القومي الانعزالي من جهة ، والكوسموبوليتية او العدمية القومية من الجهة الأخرى ، وهما من اشد الاخطار فتكا بحاضر ومستقبل الكرد السوريين ، في حين نرى الان وفي ظل تصدر أحزاب الطرفين اختراق ممنهج لتلك القاعدة ، وفي حال نجاحه سيعيد القضية عقودا نحو الوراء .
سادسا – في استقلالية القرار : من خصوصيات الحركة الكردية السورية والقضية القومية كماذكرنا سالفا النضال السلمي الذي لم يتطلب تامين تكاليف التسليح ، والذخيرة ، وتموين المقاتلين ، وبمعنى آخر عدم الحاجة الى نسج العلاقات مع الأنظمة ، ومايتطلب من تقديم التنازلات واحيانا المبدئية ، لذلك انطلقت قضيتنا في دروب من سماتها البارزة استقلالية القرار ، خاصة عندما تمسكنا بمبدأ تحريم العلاقات مع الأنظمة في الدول الغاصبة لكردستان ، التي كانت تتصارع ، وتحاول زج الكرد في اتون المواجهات ، وتحويلهم الى محاربين بالوكالة ، ومرتزقة يخدمون اجندات الاخرين ، وهذا ماحصل بكل اسف في الأعوام العشرة الأخيرة في ساحتنا ، وضمن قضيتنا الكردية السورية .
سابعا – في تجربة العمل الحزبي : لكل قضية كردية في الأجزاء الأربعة تعبيراتها الفكرية ، والثقافية ، والسياسية ، والحزبية ، وخصوصياتها المرتبطة بالتطور الاجتماعي ، والاقتصادي ، وشكل أنظمة الحكم السائدة ، نحن في قضيتنا لنا تجربة خاصة أيضا ترتكز على وجود شعبنا وقضيتنا ، ولها ابعاد وطنية سورية ، وقومية كردستانية أيضا ، قضيتنا ليست امتدادا تنظيمميا لاية قضية كردية أخرى ، وحركتنا ليست فرعا سريا مكملا من حركات قومية أخرى ، ونضالنا ليس تابعا لمركز قيادي خارج الحدود ، والان تختلف الصورة في ساحتنا ، وحصل ارتداد عن المبادئ ، هناك من يعتبر حزبه فرعا آيديولوجيا ، وتنظيميا ، او عسكريا ، او ماليا لمراكز حزبية أخرى ، وذلك يقود حتما الى الهلاك والفناء .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الكردية السورية : تشابه في النهج
- نحو إعادة النظر بالعلاقات الكردستانية
- المشهد الكردي السوري بين الثابت ، والمتحول
- الأولوية لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
- تبدلات في طبيعة الصراع الدولي .. تداعيات ، ونتائج
- قراءة في نظرية - التوريط -
- في أوجه الشبه بين - الهتلرية - ، و-البوتينية -
- بحثا عن نظام عالمي عادل
- التصعيد الروسي العدواني الى اين ؟
- مؤتمر ميونخ وإعادة تعريف قضايا الصراع الدولي
- فلنحدد قواعد الصراع في الساحة الكردية السورية
- التكامل بين القومي والوطني في تجربة كردستان العراق
- قراءة أولية في ندوة الدوحة
- عندما تنتقم روسيا – البوتينية –
- مواجهة الإرهاب لاتتجزأ
- المصير السوري في ميزان الخارج
- جدلية - تساقط - المعارضة ، و - اسقاط - النظام
- هكذا يسيطر – الاخوان – على ( الائتلاف السوري المعارض ؟! )
- توضيح للراي العام
- فليكن – 2022 – عام المؤتمر الكردي السوري


المزيد.....




- اعتقال أبرز قادة الفصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا
- الأمن العراقي : اعتقال متهم بتهريب الأموال بحوزته 113 بطاقة ...
- مصدر يؤكد اعتقال طلال ناجي في سوريا
- -الأغذية العالمي-: هناك -حاجة ماسّة- لدخول المساعدات إلى غزة ...
- قضى 8 ساعات فوق شجرة.. شاهد عملية اعتقال رجل من قبل إدارة ال ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطنين -تعزيرا- بالمنطقة الش ...
- معاناة الصحفيين في فلسطين ولبنان.. في اليوم العالمي لحرية ال ...
- مؤسسات الأسرى: 180 حالة اعتقال واحتجاز سُجلت بين صفوف الصحفي ...
- بسبب المجاعة: وفاة طفلة في مدينة غزة
- المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية: ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - قضية شعب ، وليست منازعات أحزاب