أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - قراءة في نظرية - التوريط -














المزيد.....

قراءة في نظرية - التوريط -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك خيط يربط بين نظريتي ( المؤامرة ، والتوريط ) في تفسير الأحداث ، كلاهما تغيبان حقائق التطور التاريخي ، وتتجاهلان العوامل الموضوعية ، والذاتية التي تتمحور حول دور الانسان ، والجماعات ، والشعوب في صنع وإدارة حركة التاريخ .
فنظرية المؤامرة كما التوريط هي دعوة الى الهروب من الواقع ، وتعبير عن العجز في فهم مايجري ، ومن ثم العمل على تغيير المعادلات القائمة ، وهي ملازمة للجهل ، والانحطاط الحضاري ، وعنوان ثقافة جماعات تخلفت عن ركب التطور العلمي ، وفئات قد تكون أنظمة حاكمة ، او أحزابا ، تتنصل عن تحمل المسؤولية في الهزائم ، وتلقي تبعاتها زورا ، وبهتانا على جهات أخرى .
فالمسكونون بنظرية المؤامرة يبحثون عن شماعة ليعلقوا عليها الفشل ، وسوء التقدير ، لما واجهوه من احداث ، وتطورات ، وكوارث ، وتنقصهم الشجاعة ليعترفوا بان الأسباب هي انعدام الكفاءة السياسية ، وافتقار ( قيادات الأنظمة ، والأحزاب ) الى الاستراتيجية المدروسة .
كل شيئ لدى اتباع هذه النظرية مؤامرة : داعش مؤامرة ، الإرهاب مؤامرة ، ثورات الربيع مؤامرة ، كل المعارضات مؤامرة ، الحركة الكردية مؤامرة ، حق الشعوب بتقرير المصير مؤامرة ، وبعض هذه المؤامرات غربية ، أمريكية ، صهيونية ووو .
نظرية التوريط
أصحاب هذه النظرية يعتقدون انه قبل اثنين وثلاثين عاما ورط الامريكييون الدكتاتور صدام حسين في غزو الكويت ، عندما أعطت السفيرة الامريكية ببغداد – ابريل غلاسبي - الضوء الأخضر بشكل غير مباشر خلال لقائها بصدام ، ويتجاهلون طبيعة نظامه ، واطماعه التوسعية ، واعتباره الكويت جزء من العراق ، كما يغضون النظر عن الظروف السياسية التي كانت تحيط بالنظام العراقي ، وحاجته الى توجيه الأنظار نحو الخارج ، من اجل التستر على جرائمه ضد شعبه ، ومنها استخدام الكيمياوي ، وكارثة حلبجة ، ولعب دور محوري في الشرق الأوسط ، وابتزاز دول الخليج ، وطموحات زعامة العالم العربي .
كما يرون أن الولايات المتحدة الامريكية ومن اجل اضعافها ، ورطت تركيا في سوريا ، ودفعتها للمواجهة مع روسيا ، وايران ، هكذا بكل بساطة ومن دون الاخذ بعين الاعتبار الأسباب الموضوعية ، والسياسية ، والتطورات المتلاحقة مثل تحويل النظام سوريا الى سجن كبير ، ونهب خيرات البلاد ، وقمع الحريات ، واندلاع الثورة السورية ، وانشقاق الجيش السوري ، ومحاولات إقليمية في أسلمة ، واخونة ثورات الربيع وضمنها الثورة السورية ، والاصطفافات الإقليمية الناشئة وتدخلاتها من اجل المصالح الاقتصادية ، والنفوذ .
وقد ازدهرت نظرية التوريط بشكل ملحوظ في القضية الأوكرانية بعد اعلان طغمة الدكتاتور الارعن الملياردير بوتين الحرب على ذلك البلد المسالم ، الذي ترسخت فيه العملية السلمية الديموقراطية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ، اسوة بنحو الثلاثة عشر من الدول الأخرى التي قررت بالغالبية العظمى استقلالها ، واللجوء الى صناديق الانتخاب لاختيار ممثلين لشعوبها بالطرق المدنية ، وصياغة دساتيرها الجديدة ، وإقامة نظمها السياسية بارادتها الحرة .
فقد بدأ انصار نظرية التوريط بالترويج لمقولات اقل مايقال عنها بانها ساذجة ، ومبتذلة على غرار : بان الولايات المتحدة الامريكية ، ورطت روسيا لاجتياح أوكرانيا ، وفي الوقت ذاته ورطت أوروبا لدعم أوكرانيا ، وفرض العقوبات على روسيا ، كما ان حلف شمال الأطلسي – الناتو – وكذلك الاتحاد الأوروبي ورطا النظام الاوكراني لمواجهة روسيا ، وهكذا نجد ان حرب الطغمة الحاكمة في موسكو ضد الشعب الاوكراني ، ونزعتها التوسعية الاستعمارية في تقسيم البلد ، واسقاط نظامه الديموقراطي ، وروسنته بالقوة العسكرية كما حصل للشيشان ، وأجزاء من جورجيا وكما وقع في سوريا ، ماهي الا عمليات " توريط " افتراضية ، مترابطة ، متكاملة لااول لها ولا آخر ، وان النظام الروسي مسير وليس مخير ، وتورط من دون ارادته ؟؟!! .
وقد وصل الاسترسال بالخيال التوريطي بالبعض الى القول بان جنرالات ، ومساعدو الدكتاتور بوتين قد اخفوا عنه الحقائق العسكرية لتوريطه اكثر في الاندفاع ، والتهور ، ثم الوقوع في فخ السقوط ، ففي الوقت الذي لايمكن فيه تجاهل الصراعات الداخلية البينية في النظام الروسي ومؤسساته الأمنية ، والعسكرية ، والإعلامية ، والاقتصادية ، ومعارضة أوساط واسعة لهذه الحرب العدوانية الا انه في الوقت ذاته لايمكن اغفال تاثيرات المقاومة الباسلة للجيش الاوكراني في الدفاع عن الأرض ، والسيادة ، والاستقلال ، والكرامة الوطنية .
قد يمكن تفهم محاولات الغرب ، واجهزته الاستخباراتية في نشر انباء حول إخفاء المعلومات عن بوتين من جانب مساعديه ، من اجل افساح المجال له للمراجعة ، والانسحاب من أوكرانيا ، وقبول المفاوضات السلمية لحل الخلافات ، لان الأوساط الغربية تعلم جيدا ان قرار السلم والحرب بايدي الدكتاتور ، وليس بإرادة الشعب الروسي .
حتى ان المراقبين لايستبعدون اخفاق محاولة بوتين في قراره بالدفع بعملة الروبل لدى شراء الغاز من جانب الدول غير الصديقة لموسكو ( بالمناسبة الدول الصديقة لها سوريا ، وارتيريا ، وبيلاروسيا لاتملك لا الدولار ولا اليورو وتحكمها أنظمة مفلسة وتعتمد روسيا في تجارتها على أموال الغرب ) أقول في حال فشل المحاولة سيكون هناك خط رجعة أيضا بوضع المسؤؤلية على المستشارين الاقتصاديين وذلك على درب نظرية التوريط ، وهي على أي حال سلاح ذو حدين .
نظرية التوريط كما نظرية المؤامرة ماهي الا ظاهرة إعلامية ، وخطاب سياسي مؤدلج لتضليل الراي العام ، وبث خيبات الامل بين الأوساط الشعبية من اجل التوكل على قوى خارجية ، غيبية ، والارتهان لحلول افتراضية بدلا من الاعتماد على الذات ، وعلى إرادة الشعب التي لن تقهر .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أوجه الشبه بين - الهتلرية - ، و-البوتينية -
- بحثا عن نظام عالمي عادل
- التصعيد الروسي العدواني الى اين ؟
- مؤتمر ميونخ وإعادة تعريف قضايا الصراع الدولي
- فلنحدد قواعد الصراع في الساحة الكردية السورية
- التكامل بين القومي والوطني في تجربة كردستان العراق
- قراءة أولية في ندوة الدوحة
- عندما تنتقم روسيا – البوتينية –
- مواجهة الإرهاب لاتتجزأ
- المصير السوري في ميزان الخارج
- جدلية - تساقط - المعارضة ، و - اسقاط - النظام
- هكذا يسيطر – الاخوان – على ( الائتلاف السوري المعارض ؟! )
- توضيح للراي العام
- فليكن – 2022 – عام المؤتمر الكردي السوري
- سيمالكا: بين تجسير الهوة ، وهدم الجسور.
- مناقشة هادئة في مسألة قديمة – جديدة
- مناقشة صريحة عن بعد لقائد قوات - قسد -
- تداعيات - حزبنة - العلاقات الكردية – الكردية
- مؤتمر ( الجاليات الكردية ) في أربيل : قراءة موضوعية
- في الذكرى السابعة بعد المائة لاستشهاد الشيخ - القومي -


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - قراءة في نظرية - التوريط -