أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مهاجر - الرقص الجميل














المزيد.....

الرقص الجميل


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 7271 - 2022 / 6 / 6 - 01:21
المحور: الادب والفن
    


-
كانت الفتاة الاولى تقف بجانب البحيرة وهى تلبس ملابس ناصعة البياض وتضع على راسها تاجا وردى اللون. وفى اللحظة التي وقفت فيها وحيت المراة القادمة لتوها, مدت الفتاة الاولى يدها وسحبت صديقتها الى داخل البحيرة طالبة منها ان تشاركها العوم. وسارعت الأخيرة في الخروج ثم نفضت الماء عن فستانها الأحمر الداكن وتمطت ثم انتظرت.

واصلت الأولى العوم وحين ملت غادرت البحيرة. ولما عادت كانت بمعية شاب يشبهها في الكثير من الملامح. وكان الشاب يكثر عليها عبارات الاطراء والغزل الصريح والاعجاب بفستانها الأبيض الموشى بالبنفسج الفاتح في اعلا الجانبين. كانا في البدء يعومان سويا ويغطسان ويتسابقان. وفى لحظة ما خرجا من الماء وشرعا في الرقص على الأرض الخضراء.

كان الشاب ماهرا في الرقص فاستطاع ان يشد انتباه جمهور المشاهدين الذى صفق له كثيرا. وكان بعض الجمهور ينهض واقفا ويصفق واحيانا يطلق صفارات وصيحات الاعجاب. كان الزوجان يرقصان بتناسق في الخطو والركض والعدو ثم التوقف ورفع الارجل وادارة الراس والالتفات الى احد الجانبين في نفس الوقت. وكانت الحركات رشيقة ومنسقة.

حين غادرت الفتاة الساحة ومدت يدها طالبة من صديقتها ان تشارك في الرقص, رفضت الأخيرة متعللة بقلة خبرتها. ضحكت الأولى وقهقت حتى كادت ان تسقط على الأرض ثم باغتت صديقتها بالقول

كنت تحدقين في عينيه الحلوتين وتديمين النظر اليه طوال الوقت
وكيف عرفت ذلك وانت كنت مركزة انتباهك كله على الرقص؟
اقصد بين الفينة والأخرى
اذن انا فعلت تماما مثل ما فعلت الفتيات الاخريات
لا تطيلى في الكلام وادخلى الى ساحة الرقص لكى تثبتى صدق ادعاءك

تقدمت الفتاة الثانية نحو المسرح ومدت يدها الى الشاب فامسك بها وقبل ظهر كفها وابتدر الرقص. في البدء أراد الشاب ان يعلمها اساسيات الرقص حين وجدها غير متمرسة. وبعد دقائق احست الفتاة بالفشل الحتمى فسحبت يدها واعتذرت له واخبرته انها لا تريد مواصلة الرقص. وحين نظرت الى صديقتها لاحظت ان الصديقة كانت تدير قبضة يدها في الهواء كانها تريد ان تسحن شيئا. وحين غادرت ساحة الرقص وجدت المواساة من كل شخص كان يصادفها. وكانت تمشى مسرعة وهى تبكى بكاء مرا وتنتحب.

كانت الفتاة الثانية تعلم ان اهلها سيواسونها حين تصل الى البيت, ليس تضامنا معها لكن لانهم لا يريدون لها ان تتوقف عن انتاج البيض. وفى المقابل فان صديقتها ستنطلق حرة مستمتعة بالحياة البرية, وسترقص وتعوم وتطير وستسافر بعيدا, وستصادق من تشاء وتهجر من تشاء. مسكينة هي الدجاجة المعطاءة والتي جمعها حظها العاثر مع بجعة لعوب ذكية ومتعجرفة الى حد ما.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهام البرلمان الثورى
- على شاطئ النيل كنا نغنى
- القرود واللودو
- تصحيح المسار
- زيارات مكوكية وجعجعة بلا طحين
- د جبريل وبرنامج ثمرات وتطبيق العدالة
- الثور والريطة الحمراء
- رحيل البرهان الوشيك
- انقلاب البرهان يصل الى طريق مسدود
- ما هى خيارات د حمدوك
- لعنة السلطة والثروة في السودان
- اسقاط النظام ممكن ولكن
- رؤيا
- البرهان يبحث عن مخرج
- خيارات البرهان
- أسباب فشل انقلاب البرهان
- مد لحافك الى تخوم المستحيل
- السلطعون
- هل سيصبح الانتقال الديمقراطى مثل حجز الدقائق الاخيرة
- ترياق النكوص عن الديمقراطية


المزيد.....




- الوجه المظلم لـ-كريستوفر كولومبوس- و-عالمه الجديد-
- قناطر: لا آباء للثقافة العراقية!
- المخرج الايراني ناصر تقوائي يودَّع -خاله العزيز نابليون-
- إنجاز جديد للسينما الفلسطينية.. -فلسطين 36- بين الأفلام المر ...
- وليد سيف يسدل الستار على آخر فصول المشهد الأندلسي في رواية - ...
- موسم أصيلة الـ 46 يكرم أهالي المدينة في ختام فعاليات دورته ا ...
- الوجع والأمل في قصص -الزِّرُّ والعُرْوَة- لراشد عيسى
- المخرج المصري هادي الباجوري يحتفل بعقد قرانه على هايدي خالد ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مهاجر - الرقص الجميل