أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - خيارات البرهان














المزيد.....

خيارات البرهان


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 7066 - 2021 / 11 / 3 - 01:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-
واجه انقلاب الجنرال البرهان وزمرته رفضا شعبيا طاغيا وضغوطا إقليمية ودولية واسعة من اجل ان يتراجع العسكر وحلفاءهم ويقبلوا بالتحول المدنى الديمقراطى. ولان الروس كان لديهم تعاونا مع حميدتى, حليف البرهان, فقد فكر الانقلابيون في استخدام النفوذ الدبلوماسي الروسى من اجل تثبيت اركان انقلابهم المضعضع. والروس كانوا قد شرعوا منذ سنوات في إيجاد موطئ قدم لهم في افريقيا مستفيدين من حالة السيولة الأمنية والفقر في بعض المستعمرات الفرنسية السابقة مثل افريقيا الوسطى.

من الواضح ان الجنرال عبد الفتاح البرهان حاول ان يقلد شريكه في الاسم الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى ولكن هيهات. فقد نسى البرهان ان ظروف الجارتين لمختلفة جدا. فقد وجد السيسى ان هنالك اغلبية ساحقة من الشعب المصرى رافضة للرئيس السابق محمد مرسى الذى مارس الاقصاء وركن الى تيار واحد هو الاخوان المسلمين. هذا الوضع سبب حالة من التوجس والقلق عند الشارع المصرى. عونا على ذلك فالسيسى هو ابن الثورة المصرية الممتدة من عهد محمد نجيب وعبد الناصر الى السادات ومبارك. لهذه الأسباب وغيرها وجد السيسى حاضنة سياسية واسعة مؤيدة له من المستقلين وبعض الأحزاب.

ان الذى قام به البرهان هو مجرد مغامرة, فقد اعتمد على تاييد حزب المؤتمر الوطنى وحلفاءه وبعض المنتفعين والانتهازيين. واذا كان الرجل يعتقد ان بامكانه ارغام الشعب على قبول حكم حزب الجنرال المخلوع البشير تحت غطاء اخر فهو واهم. ولا يوجد عاقل واحد يمكن ان يظن ان الملايين التي خرجت ضد البشير يمكن ان تقبل بنسخة أخرى من البشير.

ان القوة العسكرية يمكن ان تساهم فى إيجاد الحلول للمشاكل الأمنية لكنها لا تستطيع ان تحل ان تحل الازمة السياسية لان الأخيرة هي بطبيعتها مدنية صرفة. ولو كانت اليد العليا في مثل هذه الأمور للجيش لنجح الانقلابيون في روسيا في الإطاحة بالحكم المدنى. وقد شهد العالم باسره كيف نجح الملايين من المتظاهرين السلميين الروس في افشال الانقلاب العسكرى وايقاف جنرالات الجيش الروسى عند حدودهم, وهم يعلمون ان جيشهم هو اقوى جيش في العالم. وقد حدثت انقلابات عسكرية كثيرة في افريقيا وتمت معارضتها الى ان رجع قادتها وقبلوا بالمدنية.

ان موقف بعض التيارات السياسية من العلاقات السودانية الإسرائيلية لا يمكن ان يشكل عامل ضغط على الرئيس حمدوك وحكومته كما يروج البعض لذلك. والشاهد هنا ان إسرائيل دولة ديمقراطية وهى لا تمنع حرية الرأى والتعبير والتنظيم. وقد سجل التاريخ ان دعم عضو الكنيست منصور عباس عضو الحركة الإسلامية في إسرائيل كان عاملا حاسما في الإطاحة بنتنياهو وتكوين تحالف حكومي جديد برئاسة التيار اليمينى. وقد تنزعج الحكومة الإسرائيلية من احتمال استخدام بعض المسؤولين الحكوميين لنفوذهم للعمل ضد تطوير العلاقات معها وهذا امر طبيعى لكنه لا يدخل في اطار الوصاية او التامر للإطاحة بالحكومة المدنية. والسبب المنطقى ان اى حكومة مدنية ديمقراطية لا يمكن ان تدعم الحكومات العسكرية. واحد الفروقات بين المدنية والعسكرية هو ان الحزب, او التحاف الحاكم, ينفذ برنامج الحكومة النابع من تطلعات الشعب وليس برنامج الأحزاب الحاكمة.

ان مقامرة البرهان يمكن ان تكون فرصة لمراجعة مواقف التيارات السياسية المختلفة لمواقفها حول التنوع والتعدد الثقافي والاثنى والدينى في داخل الوطن او خارجه. فلا يعقل ان يقبل السياسى بميدأ التنوع في بلاد ويرفضه في بلاد أخرى. عونا على ذلك فان العلاقات بين الدول تبنى على المصالح وليس على الايدلوجيا.

لقد بدأ الجنرال المخلوع عمر البشير حكمه بالكذب وانتهى به الامر الى ان يوصم بالكاذب الاشر الذى ما انفك يمارس الكذب والبهتان حتى عصفت به رياح الثورة. ومن سوء حظ البرهان ان التطور في مجال التكنولوجيا والمعلوماتية قد يسر الكثير من السبل التي يتم بها كشف الأكاذيب. ومن الكاذبين من سعى الى كسب ود الانقلابيين وسعى الى نشر الأكاذيب عبر القنوات الفضائية وغيرها. وكثيرا ما يبهت هؤلاء امام كاميرات البث الحى, ولا غرو فقد بهت الذى كفر من قبل. ان الحقيقة هي مثل الشمس التي تاتينا دوما من الشرق ثم تندس فى مخدعها الغربى. ان الخيار الوحيد المتاح للبرهان هو تسليم السلطة للمدنيين.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب فشل انقلاب البرهان
- مد لحافك الى تخوم المستحيل
- السلطعون
- هل سيصبح الانتقال الديمقراطى مثل حجز الدقائق الاخيرة
- ترياق النكوص عن الديمقراطية
- الانقلاب الفاشل ... قل واحد
- متى يتوقف تهريب الذهب؟
- عرقلة سير العدالة في جريمة فض الاعتصام
- المحاباة وعلاقتها بالفساد
- الراشى والمرتشى والرائش
- هل يصلح الرئيس حمدوك ما افسده البشير
- هل القفة تدل على التخلف
- هل اخطأ الحداد؟
- ماذا سيحدث اذا عادوا للحكم من جديد
- لماذا يفعلون ذلك؟
- هل كان غبيا
- فشل جديد للكيزان
- انقلاب الكيزان المرتقب
- ما هي العدالة الانتقالية
- ما هي العدالة الدولية


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - خيارات البرهان