أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد مهاجر - هل سيصبح الانتقال الديمقراطى مثل حجز الدقائق الاخيرة














المزيد.....

هل سيصبح الانتقال الديمقراطى مثل حجز الدقائق الاخيرة


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 7045 - 2021 / 10 / 12 - 03:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


-
هنالك عبارة في ثقافتنا السودانية مقابلة لمفهوم حجز التذاكر فى الدقائق الأخيرة وهى ما تعرف بعلوق الشدة, وتطلق على الذى يهمل الأشياء المهمة بما فيها اعلاف الدابة فيتذكره في اللحظات الاخيرة. وحين يفعل ذلك يقال ان هذا العمل ما هو علوق شدة, أي إعطاء العلف في الوقت الذى تهيأ فيه الأشياء كلها استعدادا للرحيل. وفى السودان تبقت للمرحلة الانتقالية أشهر قليلة يرجى ان يسلم فيها الحكم لحكومة منتخبة عبر انتخابات حرة. ولان التحضيرات التي تسبق الانتخابات كثيرة, فاحد الاحتمالات هي ان يسلم رئيس الوزراء الحكم للرئيس القادم فيبادره الأخير بالقول ان ما فعلته هو مثل حجز التذكرة فى الدقائق الأخيرة.

في الحياة العامة يتم الانتقال عادة من مرحلة الى أخرى بطريقة سلسلة. فالطفل يعد للانتقال منذ نعومة اظفاره الى مرحلة الأساس, وهى أطول المراحل وأكثرها صعوبة, تليها الثانوية ثم الجامعة. وفى الوظائف يعمل مهندس الشبكات او مهندس أنظمة الكمبيوتر عادة في وظائف انتقالية مثل مساعدة العملاء والزبائن والتركيب والإصلاح قبل ان ينتقل الى مرحلة مهندس ومن ثم مدير مشروعات. والهدف من الانتقال السلس هو ان يتمكن الفرد من اكتساب المهارات والخبرات والمعارف والاستعداد الفكرى والنفسى الكافى لاداء الوظيفة الجديدة.

لقد حدد القادة السياسيين في السودان 3 سنوات للفترة الانتقالية, ويرتجى ان تمد حسب ما يقتضيه تطور عملية السلام. ولان هذه الفترة قصيرة جدا وتميزت بمشاكسات ومؤامرات ومحاولات انقلابية وتخريبية, فان سيناريو علوق الشدة اقرب للتحقق من اى سيناريو اخر. ان المشاكل التي وضعها المكون العسكرى امام رئيس الوزراء وحكومته المدنية لكثيرة جدا. وهذا الامر يستتبع انى يظل الكثير من الأمور عالقا والكثير من المشاريع في انتظار التنفيذ. والم نعد جيل الجيل الجديد اعدادا جيدا لتولى القيادة بعد المرحلة الانتقالية, فان جيلنا, جيل أكتوبر وابريل, سيكون قد ارتكب خطأ فادحا, والتاريخ لا يرحم.

ان الذى يصور على ان النزاع بين العسكريين والمدنيين على انه نزاع على السلطة بين فريقين انما هو يريد التضليل والافتئات على الحقائق الدامغة, فلا يوجد سوى فريق واحد من المدنيين شكل مع العسكريين مؤسسات الحكم التي ارتضاها الشعب, والذى نكث فانما نكث على نفسه. والسودان مهيئ اليوم اكثر من اى وقت مضى لكى ينتقل من حالة الفقر والقهر والقمع والديكتاتورية الى حالة الرفاه والديمقراطية.

لقد جرب العسكريين في مجلس السيادة كل الحيل من اجل تمديد فترتهم في المجلس ولكن هيهات. فمن ناحية اكتسبت قوى الثورة مثل لجان المقاومة وغيرها مناعة ضد التسلط وإرهاب السلطة, ومن ناحية أخرى أصبحت الإصلاحات الديمقراطية تزداد يوما بعد يوم, ومن امثلة ذلك الإصلاحات في مجال التشريع وفى مجال العلاقات الخارجية وفى مجال تحسين صورة السودان امام المجتمع الدولى بعد ما لطخ المخلوع البشير وزمرته سمعة بلادنا بتصرفاتهم التي تشبه تصرفات العصابيين.

يتميز التحول الديمقراطى السلس بعدة مزايا منها قدرته على توريث تجربة رائدة يقتدى بها الجيل الجديد ويفيد منها. عونا على ذلك فان المواطن السودانى سيصبح مطمئنا على إمكانية رسوخ النظام الديمقراطى الثابت بما يحتويه من سلام وإشاعة للحريات العامة والخاصة وسيادة لحكم القانون والانتخابات الحرة النزيهة والحوكمة وفصل للسلطات واستقلال للقضاء وغيرها. وسترسى مبادئ العدالة وحكم القانون حيث لا ينحى بعض الناس الى تهريب الثروات الى الخارج وسينتظر العسكرى الطامع في الحكم انتهاء فترة حكمه, فيسعى الى تاهيل نفسه سياسيا واداريا مدنيا ثم بعد يترشح للانتخابات.

لقد عانت بلاد كثيرة من الحروب الاهلية لكنها نجحت في نهاية المطاف في اجتياز الصعاب واصبحت رائدة وحرة وثرية والامثلة على ذلك كثيرة منها أمريكا وماليزيا وسنغافورة. واذا تكاتفت جهود نساء ورجال بلادنا فاننا سنجتاز المحن وسننتصر.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترياق النكوص عن الديمقراطية
- الانقلاب الفاشل ... قل واحد
- متى يتوقف تهريب الذهب؟
- عرقلة سير العدالة في جريمة فض الاعتصام
- المحاباة وعلاقتها بالفساد
- الراشى والمرتشى والرائش
- هل يصلح الرئيس حمدوك ما افسده البشير
- هل القفة تدل على التخلف
- هل اخطأ الحداد؟
- ماذا سيحدث اذا عادوا للحكم من جديد
- لماذا يفعلون ذلك؟
- هل كان غبيا
- فشل جديد للكيزان
- انقلاب الكيزان المرتقب
- ما هي العدالة الانتقالية
- ما هي العدالة الدولية
- هل تتحقق العدالة في ظل الرأسمالية؟
- العدالة من منظور ديمقراطى اجتماعى
- لكى لا نجعل السلام حافزا لمجرمى الحرب
- حول التاسيس لسلام دائم


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد مهاجر - هل سيصبح الانتقال الديمقراطى مثل حجز الدقائق الاخيرة