أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مهاجر - لماذا يفعلون ذلك؟














المزيد.....

لماذا يفعلون ذلك؟


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 09:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-
كثير منا قد يكون مر بمواقف واحداث جعلته يحكم على بعض البشر بانهم طيبون وعلى اخرين بانهم اشرار. وبالطبع يختلف الحكم على الناس والاشياء اذا جاء نتيجة لدراسة علمية حدثت بالتجربة او بالملاحظة, فما هو الفرق؟ والإجابة معقدة لانها تعتمد على الطرق العلمية المناسبة ومعرفة صلاحيتها واستخدامها كادوات لتحليل واستنباط النتائج التي تمكن الافراد من الحكم على الأشياء والأفكار والاحداث. فاذا اخبرنا احدهم ان رمى النفايات بصورة عشوائية في الشوارع والميادين صحيح لان سكان محلية ما في السودان قد تعودوا على ذلك, فان الواجب هو ان ندرس الظاهرة لا ان ناخذ حديث ذلك الرجل على انه الحق الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ابدا.

ان الدراسة لظاهرة ما مثل ظاهرة رمى النفايات تتطلب الالتزام بالموضوعية والنزاهة والدقة وغيرها من المعايير العلمية. وقد درج الفلاسفة اليونانيين وغيرهم على اعتماد مناهج التفكير العلمى عند تحليل المشكلات والظواهر. واعتمادا على مبادئ التفكير النقدى فاننا في البدء نسعى الى استبعاد عامل الصدفة ونفترض ان الذى يحدث هو ظاهرة متكررة كانت تحدث على نطاق واسع وفقا لنظام معين, إضافة الى احتمال وجود أسباب أخرى. كذلك نبتعد عن اى طريقة تفكير توصلنا الى طريق مسدود.

ان طرق التفكير العلمى تستخدم الافتراضات العلمية التي تؤدى الى نتائج معينة. وفى الحالة السابقة فاننا نعتبر ان المسالة هي اهمال متعمد يقوم به بعض الناس وبوعى تام وبكامل إرادتهم الحرة. ومن هذا المنطلق فان البداية الصحيحة هي البحث عن أسباب ذلك الإهمال المتعمد بغية التوصل الى طريقة الى فهم معالجة النفايات. واذا كانت النفايات تاتي بفوائد مادية وصحية وغير ذلك فانها لا تهمل بلا شك. وقد يتساءل المرء عن كيفية حدوث الإهمال الذى يؤدى الى تراكم النفايات بصورة تضر بصحة الانسان والحيوان والبيئة ولماذا يتغاضى البعض عن احتمال الاضرار. والثابت هو ان لكيفية تعامل الدولة مع النفايات دور كبير. فبعض الناس يلتزمون بالأوقات التي ترمى فيها وبالاماكن ومعايير التجميع, وهنالك فريق اخر لا يهتم باى شئ. واذا استطاع المرء ان يتبين الفرق بين من يهتم ومن لا يهتم فانه حتما سيستبعد الصدفة.

ان النفايات في الدول المتقدمة لا ترمى كيفما اتفق بل هنالك نظم وضوابط تحكم عملية التجميع وكذلك طرق علمية للمعالجة. واذا افترضنا ان الاجهزة الإدارية بمحليات السودان التزمت بالطرق العلمية في التجميع والمعالجة والتزمت بتطبيق القانون على المخالفين فان نسبة الاهمال لاشك ستقل بشكل كبير. والمقصود هنا ان تكون للمحليات أنظمة محددة لمعالجة النفايات وان تكون هنالك قوانين وضوابط تحكم عمل هذه الأنظمة. واذا غابت الأنظمة فان الإهمال لا محالة واقع سواء كان عمدا ام سهوا.

ان الامر المؤكد والمهم هو ان دور الافراد في امر إدارة النفايات هو دور مفصلى لكنه ليس كافيا لوحده, ففي حالة غياب القوانين والإدارة الفعالة فان الفرد سيجد صعوبة في تفادى الخطأ. والامر المهم كذلك هو النظر الى المشكلة في اطار موضوعى وليس ذاتى. فاذا اعتبرنا ان اى شخص يفشل في إدارة النفايات هو انسان سيئ فاننا سنقع في ورطة التعميم الذى يتجاهل الظروف الخاصة المحيطة بالمجتمع مثل توزيع الثروة وساعات العمل ومستوى التعليم والدخل وغيرها.

يلاحظ القارئ ان هذا المقال قد ركز على منهج التحليل وليس على الاشخاص والاحداث, والدافع في هذا هو تاكيد ان امتلاك منهج ما من مناهج التحليل يساعد على فهم الظواهر بشكل جيد سواء كانت ظواهر علمية او اجتماعية او غيرها. والمنهج العلمى يمكن تطبيقه بعدة طرق, مثلا في هذا المقال كان يمكن ان يبدأ التحليل بالأفراد او ان يبدا بالعمليات والضوابط والبيئة المحيطة. لكن بدأ التحليل بفرضيات اساسية حول الأسباب, اى بالافكار الأساسية وكيفية تطبيقها على واقع معين.

في السياسة يستطيع الشخص الملم بكيفية حدوث الظواهر واسبابها والتغيرات السياسية ان يتكهن بان شيئا ما سيحدث في الساحة السياسية وان لذلك أسبابه الموضوعية. وعلى العكس هنالك الكثير من الناس يدخلون ساحة السياسة ويفضلون جانب التبعية وهو الاسهل عندهم لان القرار يأتى من أناس اخرين. ويحدث ان شخصا ينال الثقة او يتمكن من خداع الناس, وقد يحدق كل ذلك بطريقة عاطفية, ومن ثم يصبح مرجعية بذات نفسه وقد تكون مرجعيته اقوى من مرجعية المؤسسات. وهنالك الكثير من المسلمين وغيرهم يثقون في القادة ويعتبرونهم مرجعيات دينية, مثلا الجماعات الشيعية المتطرفة. وعند الاستماع الى خطب لحسن نصر الله او خامنئى مثلا نجد ان عباراتهم حماسية وقد يكون بعضها حمال أوجه لكن النتيجة الفعلية لذلك خطيرة. ان الكثير من احاديث هؤلاء القادة كان يترجم الى عمليات إرهابية راح ضحيتها مئات من البشر او يزيد. فليس كل ما يلمع ذهبا.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان غبيا
- فشل جديد للكيزان
- انقلاب الكيزان المرتقب
- ما هي العدالة الانتقالية
- ما هي العدالة الدولية
- هل تتحقق العدالة في ظل الرأسمالية؟
- العدالة من منظور ديمقراطى اجتماعى
- لكى لا نجعل السلام حافزا لمجرمى الحرب
- حول التاسيس لسلام دائم
- زهرة
- يجب عليك ان تجربه
- اترك الظل عليك بالفيل
- هلال امدرمان وهلال بورتسودان
- الامعة والاحمق
- العقل ام العاطفة
- ما هي الضمانات؟
- نريدها مدنية صرفة
- حول صراع السلطة في السودان
- الصراع السياسى المتحضر
- مصل الكرونا نعمة ام نقمة؟


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مهاجر - لماذا يفعلون ذلك؟