أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - ما هي العدالة الدولية














المزيد.....

ما هي العدالة الدولية


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-

هنالك محكمتان دوليتان في مدينة لاهاى الهولندية, الأولى هي محكمة العدل الدولية, والثانية هي المحكمة الجنائية الدولية. والمحكمة الأولى هي محكمة تابعة للأمم المتحدة ومجال اختصاصها هو اصدار الاحكام او التحكيم بشان النزاعات التي تنشأ بين الدول كالنزاعات حول الحدود والمياه والاراضى وغيرها, ومثال لذلك النزاع حول تبعية منطقة ابيى الذى حكم فيه لصالح جمهورية جنوب السودان. اما المحكمة الجنائية الدولية فهى محكمة تختص بالجرائم التي يرتكبها الافراد وهى جرائم يحددها نظام روما. واللافت ان الجنائية الدولية هي محكمة مستقلة تماما على الرغم من اتفاقيات التعاون التي تربطها بالأمم المتحدة ومجلس الامن. وكتعضيد لمبدأ الحياد فان المحكمة الجنائية الدولية لا تعتمد في تمويلها على الأمم المتحدة بل على اشتراكات الدول الأعضاء وتصدر قرارتها باستقلال كامل.

ان التعاون بين الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية ساهم في تسهيل اتهام وملاحقة مجرمى الحرب والابادة الجماعية ومرتكبى الجرائم ضد الإنسانية والعدوان. والاساس في عمل المحكمة الجنائية الدولية هو التعاون, فهى تتعاون من الدول الأعضاء في نظام روما, اى من دول المحكمة الجنائية, او تتعاون مع الدول غير الموقعة على نظام روما تعاونا طوعيا. وبالإضافة الى هذا فان الأمم المتحدة يمكن ان تبادر, بل بادرت عدة مرات وتعاونت مع الجنائية في فتح تحقيقيات في جرائم وقعت في دول ليست عضوا في نظام روما كما حدث في حالة السودان. ولان هنالك عدة ادلة ساهمت فى تصنيف الحرب في دارفور بانها حرب إبادة, فان المجتمع الدولى هرع الى مساندة قضية دارفور وقدم لها الدعم القانوني والسياسى والانسانى والدبلوماسى وغيره. وقد وجد البشير وحكومته وكبار المسؤولين انفسهم في مواجهة مع المجتمع الدولى. من هنا يتضح ان هنالك عدة طرق تؤدى الى تقديم الافراد الى العدالة الدولية وفقا لنظام روما.

يعتقد الفيلسوف الالمانى ايمانويل كانط بان دافع المرء الى تبنى موقف معين يجب ان يكون مبنيا على الشعور بالواجب, اى اعتقاد المرء بان ما يقوم به هو الواجب وبالتالي هو الفعل الصحيح. والسؤال هنا عن الذى يبرر اشتراكه في جرائم حرب بانه كان يشارك في حرب من اجل الدفاع عن العقيدة والوطن؟ هنا يبرز التساؤل عما هو الاهم: وحدة الوطن ام حياة الانسا؟. والبديهى ان المحافظة على حياة الانسان يجب ان تكون اولوية. والأرض غير الماهولة بالسكان هي في الحقيقة ارض خارج التاريخ. وفى كل الاحوال فان حياة الانسان وحريته وكرامته هي اشياء مقدسة ولا يجوز ان تنتهك تحت اى ذريعة.


ان مزايا العدالة الدولية كثيرة فمنها المبدأ الذى ارسته وطبقته وهو عدم افلات اى مجرم من العدالة ومنها المساهمة في جبر ضرر الضحايا حيث أنشأت صندوقا للتعويضات ودعم الضحايا وجبر ضررهم وحماية الشهود وغيرها من المساعدات القانونية والإنسانية. كذلك شرعت بعض الحكومات في تنصيص بعض مبادئ وقيم العدالة الدولية وتضمينها في تشريعاتها المحلية. ان الحكومة السودانية تحتاج الى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية, وهو تعاون لا ينتقص من سيادة الدولة ولا من قيمة العدالة المحلية.
-



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتحقق العدالة في ظل الرأسمالية؟
- العدالة من منظور ديمقراطى اجتماعى
- لكى لا نجعل السلام حافزا لمجرمى الحرب
- حول التاسيس لسلام دائم
- زهرة
- يجب عليك ان تجربه
- اترك الظل عليك بالفيل
- هلال امدرمان وهلال بورتسودان
- الامعة والاحمق
- العقل ام العاطفة
- ما هي الضمانات؟
- نريدها مدنية صرفة
- حول صراع السلطة في السودان
- الصراع السياسى المتحضر
- مصل الكرونا نعمة ام نقمة؟
- الارادة الحرة
- خيار العلمانية في السودان
- المهام العاجلة للثورة السودانية
- جوانب من ممارسات الراسمالية الطفيلية في السودان
- اهانة اعلامية ام اهانة لدولة القانون


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - ما هي العدالة الدولية