أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - المهام العاجلة للثورة السودانية














المزيد.....

المهام العاجلة للثورة السودانية


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6704 - 2020 / 10 / 15 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-
لقد صاحب تكوين الحكومة الانتقالية في السودان عدة أخطاء, أدت في مجملها الى انقسام واضح بين المكونين العسكرى والمدنى. والنتيجة هي ان العساكر اصبحوا يتصرفون بمعزل عن المدنيين وبحرية تامة وكانهم يتبعون لحكومة موازية. هذا الامر ليس خافيا على احد, فمثلا يمكن للشرطى في وزارة الداخلية ان يتوقف عن خدمة الجمهور فجاة وبلا مبرر واذا ساله المواطن يتعلل بضعف شبكة الانترنت قائلا:" الشبكة طشت". والعميل يفتح هاتفه فيجد ان الانترنت تعمل فيفهم ان العسكرى انما يتذرع. لكن المواطن يصمت لان الخيار الثانى يكون ثمنه العقاب من عسكرى تحميه مؤسسته وان خرق القانون عنوة.

نعم هنالك أزمات عاجلة يعانى منها المواطنين ويقع على عاتق الحكومة امر حلها, ومع ذلك يستوجب الامر الإسراع في إيجاد الحلول الجذرية للمشاكل الرئيسية التي أدت الى الازمة الحالية. أولها ترك فلول النظام السابق يتحركون بحرية في دواوين الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة والأجهزة العدلية. هذا الامر أدى الى تمكنهم من تعطيل الكثير من القوانين والمحاكمات والقرارات والاجراءت والإدارات والمرافق الحيوية والقيام باعمال تخريب من الداخل. والحكومة عاجزة عن اتخاذ اى خطوات حاسمة ضدهم لان المكون العسكرى يقوم بحمايتهم.

لقد قامت لجنة تفكيك التمكين بمجهودات جبارة للتقصى في اثار تمكين سدنة العهد البائد وفسادهم وسرقاتهم لكن اصطدم هذا العمل بعدة عقبات ثم توقف في الأسابيع الأخيرة. والمعلوم ان الكثير من الموظفين والاداريين في الخدمة المدنية والعسكرية لم يخضعوا لمعايير توظيف سليمة انما أتوا عن طريق سياسة التمكين التي ابتدعتها حكومة المخلوع البشير لاحلال منتسبى الحركة الإسلامية محل الموظفين الاخرين. هؤلاء السدنة ما زالوا يتحركون بحرية في دواوين الحكومة ومؤسساتها ويعملون على تعطيل قرارت الحكومة وافشال سياساتها. وما لم يتم الإسراع في معالجة هذا الامر فان الحكومة ستصبح كمن يحرث في البحر.

ان المهمة الثانية هى قيام المجلس التشريعى والذى يعد ضرورة ملحة. وهو المجلس المنوط به اعداد واجازة وتعديل القوانين. واهم الاجندة التي تنتظر بإلحاح ان يبت فى امرها هى الوثيقة الدستورية والتي ينتظر ان تعدل حتى تنسجم مع اتفاقية السلام. ثم ياتى اصلاح الأجهزة العدلية وذلك بتعديل قوانينها وإعادة تنظيمها وتنظيفها من الذين يعطلون العدالة. وكذلك تنتظر المجلس الغاء القوانين المقيدة للحريات وتلك التي تتعارض مع مبادئ واهداف الثورة. يضاف الى ذلك تعديل قانون القوات المسلحة حتى تسهل عملية الدمج وإعادة التنظيم لان حال هذه القوات الان يستوجب ان تتم عملية دمج ممنهجة وان تحل ميليشيات النظام السابق الموازية مثل قوات الدفاع الشعبى وكتائب الظل وغيرها.

والثالثة هي وأد سياسة التمكين واثارها. ان تساهل وتعاون المكون العسكرى مع فلول العهد البائد شجعتهم على الاستمرار في تخريب الاقتصاد الوطنى بممارسة الاحتكار والتهريب وكافة اشكال الفساد. كذلك ساهم تواطؤ ذلك الثنائى في تعطيل قرارات لجنة تفكيك التمكين وتعطيل محاكمات فلول النظام. ان مرتكب الفساد لا يرعوى من تلقاء نفسه فهو عديم الضمير, ولن تستطيع ردعه سوى القوانين الصارمة الفعالة والرقابة القوية المستديمة من الدولة ومن الشعب.

أخيرا ينتظر ان تنتظم البلاد مواكبا في الأسبوع القادم. ان تسيير المواكب والاعتصامات حصرا على توفير الخبز والوقود لن يثمر الا خبزا ووقودا. وما دامت الراسمالية الطفيلية نشطة فانها سوف تختلق أزمات أخرى من اجل ملأ جيوبها المكتنزة من معاناة الشعب. لذلك فان من الخطل ان نكتفى بحلول مؤقتة لا تلمس جذور الازمة. واحيانا كثيرة يكون الصبر, رغم مرارته, افضل بكثير من سد ثغرة فتنفتح بعدها ثغرة أخرى وهكذا دواليك.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوانب من ممارسات الراسمالية الطفيلية في السودان
- اهانة اعلامية ام اهانة لدولة القانون
- دور المغتربين السودانيين في التنمية
- عقبات في طريق الثورة السودانية
- قلت اصطبر
- الثورة السودانية وتحقيق العدالة
- لماذا طالت الحرب فى السودان
- تراتيل الروح المنعمة
- هل هو تفاوض من اجل السلطة ام السلام
- حول النظام الطائفى فى السودان
- حرية ثرنا من اجلها
- هل هى ازمة نخب
- ادارة التنوع
- الاطار النظرى لادارة التنوع
- هل ادارة التنوع ضرورة
- خوارزمية العشق
- حكم القانون
- المغتسلة
- الانتخابات وطريقة التمثيل
- القيادة وتحديات جيل الالفية


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - المهام العاجلة للثورة السودانية