أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - الاطار النظرى لادارة التنوع














المزيد.....

الاطار النظرى لادارة التنوع


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأطار النظرى لادارة التنوع

ان الكثير من الكتابات عن إدارة التنوع استندت الى اراء مفكرين مثل كانط وارسطو وجون لوك وجون استيوارد ميل وغيرهم. في الفقرات التالية نستعرض الأسس الأخلاقية التي تدعم مفهوم إدارة التنوع

امانويل كانط كان يعتقد ان الواجب هو الفعل الذى هو فى جوهره فعل صحيح. وبهذا فان ايمان المرء بان فعلا ما هو فعل صحيح يحتم على المرء ان يؤدى ذلك الفعل انطلاقا من ايمانه بانه فعل صحيح لا اعتمادا على الظروف الانية. فالمبدا هنا في الايمان بالفعل نفسه. هذا الايمان هو ايمان مستقل تماما عن النتائج المترتبة على الفعل. وهذا الفهم يختلف تماما عن مبدا المنفعة الذى يربط صحة الفعل بالنتائج المترتبة على القيام به. فاذا كان قتل النفس خطأ, يجب على المرء ان يتجنب ارتكاب هذا الفعل بغض النظر عن المصلحة التي يجنيها الفرد او المجتمع.

ارسطو يعتقد ان سعادة الفرد ورفاهيته تتحقق وفق ما يختاره الفرد لنفسه بارادته الحرة غير الخاضعة لقيود الاخرين. ولكى تتحقق السعادة والرفاهية فان المجتمع يجب ان تسوده قيم النزاهة والتضامن. ويبدو هنا ان رفاهية الفرد يمكن ان تتحقق بدون التقيد بالاخرين. لكن هل يوجد تضامن من دون قيود؟ فالعمال يتضامنون ضد الراسمالى ويضربون عن العمل حتى يعدل عن قراره بتخفيض الأجور. والسبب هو ان المصلحة المشتركة تتطلب ان تتضافر جهود الجميع من اجل الوصول الى الهدف حتى اذا أدى التضامن الى تخلى البعض عن العروض التي تقدم لهم على أساس فردى. واذا تخلى البعض عن التضامن مع زملائهم هل يعد هذا العمل عملا أخلاقيا؟ وماذا اذا حقق السعادة لبعض العمال؟

ان ارسطو يعتقد ان المعايير هي التي تحدد حكمنا على الأفعال. وهو يضع التوسط كمعيار يحدد به الفرد اذا كان الفعل فعلا صحيحا او فعلا خاطئأ. فالشجاعة على سبيل المثال هي فعل وسط بين الجبن والتهور, والشبع هو فعل وسط بين التخمة والجوع, والاستقلال الفكرى هو فعل وسط بين ان يكون الرجل امعة وان يكون متهورا

بالنسبة للمذهب النفعى فان العمل الاخلاقى هو الذى تكون غايته تحقيق المنفعة للجميع. لهذا فان النفعيين يحاولون دائما تبرير سياسات الدولة التي يعتقدون ان فيها مصلحة عامة للمجتمع حتى اذا كان هنالك تجاوزا او تعديا على مصالح الاخرين. على سبيل المثال اذا نزعت الدولة اراضى مواطنيين لانشاء مشاريع قومية فان النفعيين يؤيدون ذلك باعتبار ان المشاريع فيها منفعة عامة للجميع. وبهذا فان النفعى يمكن ان يتجاهل المبادئ ويركن الى التجارب الناجحة والفعالة في نظره. ان التجربة الناجحة التي لم تتقيد بالمبادئ الأخلاقية لهى فاشلة اذا تسببت في اضرار للمجتمع او للبيئة.

ان المشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي تتجاهل المبادئ الأخلاقية كثيرة. على سبيل المثال هنالك مشاريعا زراعية لا تتقيد بضوابط المحافظة على البيئة او مصلحة المجتمعات المحلية. لكن اذا اتفق افراد مجتمع معين على ان مشروعا ما يحقق مصلحة للمجتمع ككل, مثلا اذا كان هذا المشروع يستطيع توفير فرص عمل لمئات الالاف من المواطنين, وكانت الاضرار التي المحتملة يمكن تلافيها, فلا يعد هذا العمل عملا منافيا للاخلاق. والمبدأ هنا هو التزام الشركات بان تقوم بواجباتها الاجتماعية تجاه الانسان والبيئة التي يعيش فيها.

ان الدولة ملزمة اخلاقيا بان تقوم بواجباتها تجاه المجتمع بما في ذلك الحفاظ على الثقافات المحلية. وهى تضع لذلك الخطط والسياسات والبرامج المختلفة وتقوم بتنفيذها. ان السودان قطر به تعدد في الالسن والأديان والاثنيات. هذا الواقع نتج عنه تنوعا ثقافيا واضح المعالم. ان الشرط الاساسى لادارة التنوع هو الاعتراف بواقع التنوع والتعدد الثقافي.

ان الاعتراف وحده لا يكفى بل يجب قبول واقع التنوع الثقافى ووضع البرامج المناسبة لادارته. ان الهدف من السياسات التضمينية هو التيقن من عدم اقصاء الافراد والجماعات من اى خدمة تقدمها مؤسسة من مؤسسات الدولة او حرمانهم من المزايا التي يتمتع بها اقرانهم الاخرين. ان الواجب هو ان تقوم الدولة بالعمل الصحيح حتى اذا تطلب ذلك توفير ميزانية كبيرة نسبيا

إضافة الى التضمين فان على الدولة ان تفوض سلطات ومزايا عدة للافراد والجماعات التى عانت من الظلم والتهميش الاجتماعى والاقتصادي حتى تتمكن هذه الجماعات من اللحاق ببقية شرائح المجتمع. ان العدل يتطلب ان يتوفر كل المواطنين على نفس المزايا والمنافع.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ادارة التنوع ضرورة
- خوارزمية العشق
- حكم القانون
- المغتسلة
- الانتخابات وطريقة التمثيل
- القيادة وتحديات جيل الالفية
- التعددية السياسية واحتمالات التخريب
- الديمقراطية والحكم الرشيد
- اميرة
- ما هي المشاركة السياسية المطلوبة؟
- حتما عليك الرحيل
- من هم قادة تجمع المهنيين؟
- ما هى دوافع المترددين؟
- الانتفاضة تسير فى الاتجاه الصحيح
- ما لم تنجزه الانتفاضة حتى الان
- عوامل نجاح الانتفاضة السودانية
- بشريات
- التزمت الدينى فى السودان
- بعض صعوبات العمل الجماعى
- ليس للانسان الا ما سعى


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - الاطار النظرى لادارة التنوع