أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مهاجر - العقل ام العاطفة














المزيد.....

العقل ام العاطفة


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 15 - 02:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-
كثيرا ما يحدث ان تبث وسائل الاعلام خبرا مهما فيهرع الناس اليها وتنفتح شهيتهم لسماع او قراءة المزيد. ولان الاعلام المسؤول الذى يحترم رسالته ينأى بنفسه عن إعطاء المعلومات المضللة او الكاذبة, فان الاعلام غير المسؤول غالبا ما ينتهز الفرصة لكى يضخ كمية كبيرة من التطورات والتفاصيل حول الحدث المعنى. وفى الجانب الاخر غالبا ما يكون دور السواد الأعظم من الجمهور سلبيا لقلة خبراته ومعارفه التي تمكنه من اصدار الاحكام المناسبة في ما يختص بمصداقية الاخبار الواردة اليه وتفاصيلها.

ان الحكم المبنى على العاطفة فقط لا يمكن ان يصيب كبد الحقيقة. وفى حالات كثيرة تتكئ جهات تجارية او غيرها الى ميل الجمهور الى الحماس وتغليب العاطفة فتستغل ذلك في الكسب التجارى او السياسى. ةتساعد على ذلك عوامل ذاتية بحتة مثل الحب الاعمى او الغضب العارم اوالتحيز اوالتعصب للحزب او الطائفة او الجماعة. وفى كل الأحوال ينقاد الناس الى التفكير العاطفى السطحى المندفع عوضا عن التفكير العلمى النقدى.

ان اهم مدخل للتفكير النقدى هو المقدرة على طرح الأسئلة, مثل ما هو الخبر ومتى حدث ذلك الذى حدث وأين ولماذا حدث وغيرها من الاسئلة. فاذا سئل عن مصير لوح ثلج وضع على حجر في منصف نهار صيف حار فى السودان, فان المجيب سيختار ذوبان الثلج او ربما تبخر الماء. وفى حال إصرار البعض على احتمال ان يكون السبب هو وجود قوة خفية او سحر, فاننا نفترض على الأقل ان ليس لدى تلك المجموعة قدرة على التفكير النقدى. والشاهد هنا ان الحرارة تؤثر على الماء فتبدل حاله من الصلابة الى السيولة ومن السيولة الى الغازية, او التبخر. واذا سال المدرس تلاميذه الصغار عن حاصل جمع نصف الى نصف فان اجابتهم ستكون اما واحد او رغيفة كاملة او قطعة بيتزا. هذه مسألة رياضية بسيطة تحل بواسطة قوانين الرياضيات.

في العلوم هنالك مسائل معرفة تعريفا محكما ودقيقا وهذه يمكن إيجاد الحلول لها باستخدام القوانين وأدوات الاستنباط المنطقى المحكوم بالضوابط العلمية. وفى المقابل هنالك مسائل طارئة ومشاهدات وهنالك رصد لظواهر طبيعية, هذا النوع من المسائل يحتاج الى معرفة علمية عميقة وخبرة طويلة لكى نستطيع إيجاد الحلول لها. وكمثال للنوع الثانى فان تشخيص الامراض التي الا تتوافر معلومات كافية عن اعراضها ومسبباتها يحتاج الى طبيب اخصائى من ذوى العلم والخبرة المميزة. وكذلك الحال في مجالات الأرصاد الجوى والتنبوء باحوال البورصة وقياس وتحليل توجهات الناخبين.

ان ركون الناس الى الاحكام المستندة الى العاطفة يجعل إمكانية استغلالهم من قبل الاخرين كبيرة. فشركات المراهنات الرياضية مثلا تستخدم خوارزميات معينة لكى تعينها على التنبؤ بإمكانية الربح والخسارة, ومن هذا تصمم صيغ المراهنات المختلفة. فمثلا قد ترصد شركة ما جائزة كبيرة جدا لمن يتكهن بفوز فريق معين على خصمه الضعيف بشرط ان يحرز الهدف في الشوط الأول ومن قبل لاعب هو من اللاعبين الاعلى اجرا في العالم. وبالرغم من إن الاحتمال كبير في ان تخسر الشركة في هذا الرهان, الا انها ستربح في نهاية المطاف لان الخاسرين سيراهنون من جديد في مباريات أخر, والسبب هو بلعهم للطعم. وكل شيء محسوب بخوارزمية محكمة. هذا ما يفسر الغنى الفاحش لشركات المراهنات الرياضية والحالات الكثيرة من الإفلاس وتحول بعض المراهنين الى متسولين ومرضى ومدمنين للخمور والمخدرات. انه الاندفاع العاطفى واهمال العقل.

ان تغليب حكم العاطفة على العقل هو المسؤول عن الكثير من حالات التطرف والفشل. والامثلة كثيرة منها اليمين المتطرف في الدول الغربية والذى ينظم المظاهرات من اجل طرد الأجانب ويستخدم العنف, ومنها حركات التطرف الاسلامى مثل داعش وحزب الله والجهاد الاسلامى والكتائب الشيعية الارهابية التي صنعها النظام الايرانى. والثابت ان الدين الذى يدعو الى الإرهاب لا ينتمى الى الدين او الاخلاق. كذلك لا يوجد انجاز او اختراع علمى او تجارى يكون سببه الانتماء العرقى للشخص الذى انجزه.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي الضمانات؟
- نريدها مدنية صرفة
- حول صراع السلطة في السودان
- الصراع السياسى المتحضر
- مصل الكرونا نعمة ام نقمة؟
- الارادة الحرة
- خيار العلمانية في السودان
- المهام العاجلة للثورة السودانية
- جوانب من ممارسات الراسمالية الطفيلية في السودان
- اهانة اعلامية ام اهانة لدولة القانون
- دور المغتربين السودانيين في التنمية
- عقبات في طريق الثورة السودانية
- قلت اصطبر
- الثورة السودانية وتحقيق العدالة
- لماذا طالت الحرب فى السودان
- تراتيل الروح المنعمة
- هل هو تفاوض من اجل السلطة ام السلام
- حول النظام الطائفى فى السودان
- حرية ثرنا من اجلها
- هل هى ازمة نخب


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مهاجر - العقل ام العاطفة