أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد مهاجر - الانقلاب الفاشل ... قل واحد














المزيد.....

الانقلاب الفاشل ... قل واحد


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 7027 - 2021 / 9 / 22 - 05:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


-
حزب اسلامى يخطط لانقلاب واخر خسر وهو حزب العدالة والتنمية المغربى, لقد خسر الانتخابات الاخيرة. ووفقا لموقع ال بى بى سى العربى فان الحزب نال 12 مقعدا مقارنة ب 126 مقعدا نالها في عام 2016, وهو يشكل تراجعا بنسبة واحد وتسعين بالمئة. وسارع عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية الى تقديم استقالاتهم. واذا نظرنا الى الصورة الكاملة, ومن مظاهرها الازمة التونسية التي مثل الاخوان المسلمين ضلعا مهما فيها, والفشل الذريع للاخوان في مصر والسودان وليبيا, فاننا يمكن ان نستنتج ان الاخوان في الاساس لم يعدوا انفسهم للحكم الديمقراطى. وما لم تتغير طرق تفكير الاخوان المسلمين فانهم سيسعون باستمرار الى استخدام القوة لفرض سلطة الامر الواقع.

في فجر الثلاثاء 21 أكتوبر 2021 كانت القوات المسلحة السودانية منهمكة في احباط محاولة انقلابية قادها اللواء عبد الباقى بكراوى وعدد من الضباط في سلاح المدرعات. وحسب موقع قناة العربية فان بكراوى والذى ينتمى الى تنظيم المؤتمر الوطنى, كان قد قاد مع عدد من الضباط محاولة انقلاب فاشلة عام 2019, وكانت تسعى الى عرقلة عملية ارغام الجيش للرئيس المخلوع البشير على التنحى. ويذكر ان المؤتمر الوطنى هو احد اجنحة الإسلاميين في السودان, وهو حزب الرئيس السودانى المخلوع .

هل ستنتهى محاولات العسكريين, وخاصة الإسلاميين, للانقضاض على السلطة؟ ان التجربة اثبتت ان السودان بلد كثرت فيه الانقلابات. ان السبب الاول الذى يجعل المراقب لا يستبعد استمرار الإسلاميين في محاولات الانقلاب هو نجاحهم في عام1989 . فبعد محاولة انقلاب فاشلة قادها الجنرال الزبير محمد صالح الذى اصبح نائبا للرئيس المخلوع البشير فيما بعد, نجح الانقلاب الثانى. واذا كانت نفس العقلية هي المسيطرة عند الحركة الإسلامية فان المراقب يمكن ان يتكهن بان انقلابا ثانيا ينتظر دوره في التنفيذ. السؤال هو هل الأجهزة العسكرية والمدنية وضعت كل التحوطات لكى لا تحصل اى عرقلة او نسف للتحول الديمقراطى؟

السبب الثانى هو الفوضى وانتهاك النظم والقوانين والانفلات الامنى الواسع النطاق وهى أمور لم تحدث بالصدفة وانما كان مخططا لها ونفذت بدقة حتى تهيئ البيئة السياسية والاجتماعية الى تقبل الانقلاب. والامثلة على ذلك كثيرة منها انتشار العصابات ومنها الانحراف عن الأهداف المرتجاة من بعض التظاهرات والاحتجاجات وتحويلها الى احتجاجات تنادى بنسف العملية الديمقراطية وتسعى الى تأليب الجيش في المساعدة في تنفيذ الهدف. وفى شرق السودان كان المحتجون يحملون مطالب مشروعة تتعلق بالتنمية وتوفير فرص العمل والاشياء الضرورية كالماء الصالح للشرب وتوفير العلاج وغيره, لكن انحرفت التظاهرات عن مطالبها الأساسية واصبح قادتها يهددون بقطع الطريق المؤدى الى الميناء ويطالبون العسكر بالتدخل لدعمهم لتنفيذ مطالب تؤدى الى نسف العملية الديمقراطية.

السبب الثالث هو متعلق بالتغييرات التى أدت الى التسرع وتغليب خيار الانقلاب. فقد كان مؤملا ان تعم الفوضى كل ارجاء السودان ويصل المواطنين الى حالة من الياس التام من التحول الديمقراطى واكتمال بناء الدولة المدنية. واول تلك التغيرات هى عقد حركات الكفاح المسلح اتفاقيات سلام مع الحكومة. هذا الامر لم يجعل هذه الحركات مكونا أساسيا من الحكومة فحسب, بل جعلها فاعلة في التصدي لمهام الامن في مناطق سيطرتها التقليدية مما خفف العبء على الحكومة. والنتيجة ان تنظيم الإسلاميين عمد الى النأى بنفسه عن المواجهة المباشرة مع الحركات المسلحة واصبح تارة يدفن الرؤوس في الرمال وتارة يستخدم مأجورين لتنفيذ اجندته. هذه الحالة ستؤدى الى اضعاف التنظيم وربما الى انهياره التام, لذا رجح غيار الانقلاب.

السبب الرابع هو سيطرة المدنيين على مجلس السيادة والذى ينتظر ان يحدث فى الشهر القادم. هذا الامر ان حدث فانه سيصبح عاملا مساعدا في عملية التحول الديمقراطى. ان الإسلاميين لا يرغبون البتة في ممارسة السياسة في ظل نظام ديمقراطى, ومن هنا فان السعي الى الانقلاب سيخلصهم من الكابوس, حسب اعتقادهم. ان الديمقراطية تعنى التوافق بين المواطنين على دولة يرتضى بها الشعب بشرط ان تحفظ الامن والسلام وتصون الحريات وتوفر قدرا كافيا من العدالة يضمن حياة كريمة للجميع. والامر البديهى هو ان من يتعالى على الشعب ويعتبر نفسه انسانا رساليا مميزا لا يقبل بالطبع بمثل هذه المبادئ.

كيف نستطيع افشال الانقلاب القادم؟ للإجابة على هذا السؤال يمكننا ان نرجع الى ما قبل انقلاب البشير حين وقعت القوى السياسية ميثاقا اسمته ميثاق الدفاع عن الديمقراطية. وعند حدوث الانقلاب لم يوف اى تنظيم بما عاهد عليه. فالمطلوب ليس الاقوال والمواثيق التي لا تسمن ولا تغنى من جوع لكن المطلوب هو العمل الدؤوب مع المواطنين في الأرياف والقرى والمدن والاحياء وأماكن العمل والدراسة. وبمعنى اخر فلا راى لمواطن حر يمكن ان يوصم بانه لا فائدة منه ولا توجد مساهمة تافهة, بل يوجد سوء فخم يمكن ان يزول. ان كل المساهمات تصب في نفس النهر والنهر يسلك نفس المسار المرسوم له, وبشكل مضبوط, من المنبع الى المصب.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتوقف تهريب الذهب؟
- عرقلة سير العدالة في جريمة فض الاعتصام
- المحاباة وعلاقتها بالفساد
- الراشى والمرتشى والرائش
- هل يصلح الرئيس حمدوك ما افسده البشير
- هل القفة تدل على التخلف
- هل اخطأ الحداد؟
- ماذا سيحدث اذا عادوا للحكم من جديد
- لماذا يفعلون ذلك؟
- هل كان غبيا
- فشل جديد للكيزان
- انقلاب الكيزان المرتقب
- ما هي العدالة الانتقالية
- ما هي العدالة الدولية
- هل تتحقق العدالة في ظل الرأسمالية؟
- العدالة من منظور ديمقراطى اجتماعى
- لكى لا نجعل السلام حافزا لمجرمى الحرب
- حول التاسيس لسلام دائم
- زهرة
- يجب عليك ان تجربه


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد مهاجر - الانقلاب الفاشل ... قل واحد