أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد مهاجر - مد لحافك الى تخوم المستحيل














المزيد.....

مد لحافك الى تخوم المستحيل


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 7053 - 2021 / 10 / 21 - 10:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


-
يقولون على قدر لحافك مد رجليك او مد رجلينك قدر لحافك. ولان هذا القول قد يستخدم لتثبيط الهمم أحيانا فاننا يمكن ان نعدله ليكون: مد لحافك الى تخوم المستحيل ومد رجليك على قدر لحافك. والمقصود ان الطموح هو الذى يقود الى تحقيق الهدف. واثبت علماء النفس والاجتماع ان المهمة اذا كانت بالغة الصعوبة فان السواد الأعظم من الناس يعتبرونها مهمة تعجيزية وينفرون منها, واذا كانت في غاية السهولة فان الكثير من الناس يملونها وينصرفون عنها. ان الشعب السودانى قد تمكن من انجاز ثورتى أكتوبر ومارس لكن حالفهما الفشل, فما هي الأسبا؟

في بعض الأحيان نجد ان من يتعثر لا يتعلم المشى او "العترة لا تعلم المشى" لان التجريب وحده لا يصلح ان يكون أساسا للتعلم. والدرس الأول الذى يمكن ان نستخلصه من الثورات السابقة في السودان هو ان البعض لم يعتبر ان ثورة ديسمبر هى اخر ثورة, بمعنى ان الانتكاسة مستحيلة. نعم لقد وضعت حواجز ومطبات كثيرة في طريق الثورة لكن الثورة ماضية الى الامام. ومن يعتقد ان الطامعين في سرقة الثورة سيتوقفون من تلقاء انفسهم فهو واهم. إضافة الى هذا فان اى تحدى او محاولة تخريب يجب ان تعتبر فرصة لاستخلاص الدروس والعبر ومن ثم إعادة الأمور الى نصابها الصحيح.

الدرس الثانى هو ان ممارسة الثوار للتفكير النقدى واجب. هذا يعنى ان مبادئ الثورة ليست مجرد هنافات واغانى بل هي بوصلة تساعد في الخروج من الماضى المرعب الى الغد المشرق. فالثورة خرجت من اجل الحرية والسلام والعدالة وليس طلبا للإعانات والهبات. وفى عقود خلت كنا نحتكر تجارة الكثير من المنتجات الزراعية وكانت الكثير من الدول تتسابق لتوظيف المهنيين السودانيين نسبة لجودة التعليم وكفاءة وحماس ونزاهة السودانيين. ان ترميم الخراب الذى احدثه نظام البشير يعتبر من اهم الأولويات.

الدرس الثالث هو ان العسكرية والمدنية مثل المراة وضرتها, لا تجتمعان في بيت واحد. والذى يؤمن بالمدنية هو من يؤمن بمبادءها. ومنذ بداية هذه الثورة حدثت انتهاكات بشعة لحقوق الاسنان راح ضحيتها الكثير من الثوار الابرار الكرام, شيبا وشبابا, وحتى كتابة هذه الاسطر لم تزل العدالة في تعثر مقصود. والانكى من ذلك ان انتهاكات حقوق الانسان لم تتوقف, فاستمرت جرائم القتل خارج اطار القانون والتعذيب والاختفاء والتعذيب والحبس المخالف للقانون وغيرها. والشئ الذى يجب ان نتعلمه من تجاربنا وتجارب الاخرين هو ان الإفلات من العدالة مستحيل.

ان الحرية هي حق من حقوق الانسان, وهو حق لم يكتسبه من اى انسان اخر, واذا تخلى المواطن عن بعض حرياته لصالح التضامن مع الاخرين او تنظيم الحياة العامة او التكافل الاجتماعى, فان هذه يجب ان تفهم على انها منح من المواطنين تعطى للدولة من اجل المساهمة في قيام مجتمع سلمى متكافل ومتماسك. ان التعدى على الحريات ليس تعديا على حقوق الانسان فقط انما هو رفض لمبادئ الثورة.

لا يمكن ان تكون عملية السلام الا جاذبة. وقد وقعت الحكومة اتفاقيات سلام مع الجبهة الثورية وبعض المسارات الأخرى لكن ما نفذ هو القليل جدا. اضافة الى هذا فان هنالك تعثرا في التفاوض مع عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور وعدد من الحركات الصغيرة. ان البطء في إتمام عملية السلام يضر بالانتقال السلمى الديمقراطى ويجعل خيار الفشل الثالث ممكنا.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطعون
- هل سيصبح الانتقال الديمقراطى مثل حجز الدقائق الاخيرة
- ترياق النكوص عن الديمقراطية
- الانقلاب الفاشل ... قل واحد
- متى يتوقف تهريب الذهب؟
- عرقلة سير العدالة في جريمة فض الاعتصام
- المحاباة وعلاقتها بالفساد
- الراشى والمرتشى والرائش
- هل يصلح الرئيس حمدوك ما افسده البشير
- هل القفة تدل على التخلف
- هل اخطأ الحداد؟
- ماذا سيحدث اذا عادوا للحكم من جديد
- لماذا يفعلون ذلك؟
- هل كان غبيا
- فشل جديد للكيزان
- انقلاب الكيزان المرتقب
- ما هي العدالة الانتقالية
- ما هي العدالة الدولية
- هل تتحقق العدالة في ظل الرأسمالية؟
- العدالة من منظور ديمقراطى اجتماعى


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد مهاجر - مد لحافك الى تخوم المستحيل