انقلاب البرهان يصل الى طريق مسدود

محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 7121 - 2021 / 12 / 29 - 04:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

-
بتهوره المفرط وضع الجنرال عبد الفتاح البرهان السودان على حافة الفوضى الشاملة والانفلات الامنى العام. وهى حالة يفقد فيها الكثير من البشر الامل في اي تغيير او اصلاح سياسي. ولحسن الحظ فان الشارع السياسي السودانى اصبح يزداد وعيا ونضجا سياسيا كل يوم, الامر الذى يدعو الى التفاؤل بعدم حدوث الفوضى الشاملة, ومع ذلك يجب الا يكثر الثوار من التفاؤل غير المرتبط بالتخطيط الجيد والعزم الأكيد وفعالية التنفيذ. يقول المتنبى
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

ان الحديث عن التحضير لانتخابات عامة لهو حديث ماكر ومضلل. والسبب الأول هو ان الفترة الانتقالية لها مهام محددة يجب ان تنجزها قبل التحضير للانتخابات ومعظم هذه المهام لم ينجز بعد. فهنالك المجلس التشريعى الذى خضع امر تكوينه للمماطلة والتسويف. وهنالك الأجهزة العدلية التي لم تكتمل. وهنالك العدالة الانتقالية والدولية لمجرمي الحرب في دارفور والمناطق الأخرى. وهنالك مسالة العدالة لضحايا نظام البشير البائد. وهنالك قضية فض الاعتصام والتي ما زالت تراوح مكانها. فاذا اعتقد البرهان وزمرته بانهم اذكياء لدرجة خداع الناس بالانتخابات المزورة, كما فعل البشير من قبل, والاتيان ببرلمان يقف ضد إرادة الناس في المحاكمات العادلة, فهم واهمون.

في دارفور وقعت اتفاقيات سلام على الورق فقط ومازال الإقليم يحترق وما زال النازحين يعيشون في معسكراتهم البائسة ويتعرضون للجوع والمرض وهجمات الجنجويد. وفى جبال النوبة والنيل الأزرق توقفت محادثات السلام, اما في جبل مرة فلم تسأل الحكومة نفسها عن حال النازحين وعن امنهم وكأنهم أتوا من كوكب اخر.

ان اول شعارات الثورة التي أتت بالبرهان رئيسا لمجلس السيادة هو شعار الحرية, فلماذا يريد الرجل تحطيم المبدأ الذى مكنه من الوصول الى السلطة؟ ان أسوأ الخصال هي ان يدنس المرء الاناء الذى شرب منه. والثورة لن يصيبها ضير من أفعال البرهان, وبالعكس فان فوائد كثيرة تنزلت على العمل الثورى وجعلت الثوار اخر يقظة ودقة وحرصا على المراجعة والتمحيص ورص الصفوف.

#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل