أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شفان شيخ علو - أسم نوراني في ضل لالش النوراني














المزيد.....

أسم نوراني في ضل لالش النوراني


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7252 - 2022 / 5 / 18 - 11:44
المحور: سيرة ذاتية
    


صدق من قال: هناك من هو حي لكنه ميت. وهناك من هو ميت لكنه حي. والفرق كبير جداً جداً، بين من يكون حياً، ولكنه ينسى أن له دوراً في الحياة، وهو صعبٌ قياسه، لأنه يتوقف على وعيه وتقديره لمن حوله وإرادته كذلك. ولهذا تجد كثيرين أمواتاً وأشباه أموات، كأن الله خلقهم ليعيشوا ويأكلوا ويشربوا ويناموا فقط، وبالكاد يؤدون أبسط واجباتهم الاجتماعية. خلاف آخرين لا يدخرون جهداً، وهم يعيشون أفراح بني جلدتهم وحتى إنسانيتهم وأتراحها ويعبّرون عنها ولو كانت حياتهم في خطر. والسبب بسيط. ولا بد أن القارىء الكريم يعلم بذلك، وهو أنهم يؤمّنون على حياتهم، ويعلمون جيداً من خلال فهمهم العميق للحياة، ولمن عاشوا قبلهم ومنذ مئات السنين وأكثر، أن قيمة الإنسان مفتاح بيده يمكنه أن يفتح به أصعب الأقفال إذا استعد لذلك.
ولست أنا الوحيد الذي يعلم بمثل هذه الأمور، فهناك غيري من يعلمون بذلك بالتأكيد. إنما أتحدث باسمي، ومن باب الواجب: واجبي الإنساني، القومي، الاجتماعي والديني تجاه بني جلدتي، وكما أستطيع، عندما أتوقف ولو قليلاً عند اسم من بني جلدتي، وهو حي في ذاكرتنا جميعاً، ولأنني أتحدث عن لالشنا النوراني، وأعني به الطيب الذكر، المرحوم فقير حجي ( 1924-2019 ).
أنا متأكد ، وكوني أعيش مع أهلي وأناسي وفي وسطهم، وسط بني جلدتي الإيزيدية، أن هناك كثيرين سيأتون على ذكره بالخير في الحال.
أقول بضع كلمات فيه، ولن تكفيه حقيقة كلمات كثيرة نظراً لخدماته الكبيرة والعظيمة تلك التي عرِف بها في ظل لالشنا النوراني، وفي خدمة إيزيديينا بالمقابل، على مدى عقود من الزمن .
فقير حجي رجل دين يحمل الخرقة المقدس أباً عن جد. ومن يحمل الخرقة المقدسة، يتجاوز شخصه ومحيطه الضيق حتماً.
وكان لديه ذاكرة قوية تبعث على الفخار، ولكم حفظ هذا العظيم الأثر من أقوال وأبيات مقدسة، كم ترنَّم بها ورتلها في مناسباتنا وأطرب إيزيديينا روحياً بها، طرب المؤمن بعقيدته، وملء روحه ذلك الإيمان بمقام لالش، ودور لالش الديني والثقافي والتنويري، ليكون شجرة روح باسقة وعطرة تشع نوراً.
أعلم جيداً أيضاً، أن هناك من لديه معلومات أكثر مني عن هذا المؤمن الجليل، ولكنني، وكما قلت، أقوم ببعض الواجب تجاهه، تقديراً لذكراه، وأنا أتخيله في لالش، وأنا أراه متجولاً هنا وهناك، بين الإيزيدية، في مناسباتهم المختلفة، في التعازي، على وجه الخصوص، مخففاً الآلام، وكان من الأوائل الذين أدوا واجبهم على أفضل ما يرام، والذين رضوا أن يعطوا ما حفظوا من التعاليم الى الرعيل الاول من متعلمي الإيزيدية ومثقفيهم ليدونوا تلك الأقوال والتعاليم . أن يعطيها بكامل الأريحية، وهنا أذكر امثال الدكتور خليل جندي وخدر سليمان، وآخرين، وهم شهود على تفاني إنساننا العظيم والمخلص لعقيدتنا وإنسانيتها.
آراه، أرى صورته في كل اتجاه، كما كان نشاطه، صورته المتألقة صوته العذب والهادىء، والدال على الثقة بالنفس، وبشجاعته دون أي شعور بالخوف، أراه في ظلال أشجارنا، ومع مياه لالش، وشمس لالش الأليفة، وحرارة لالش الحانية، وثلج لالش الباعث على الخير، وليل لالش الباعث على التعبد، ونهار لالش الباعث على العطاء، ونوم لالش الباعث على الراحة النفسية.
أراه في عطائه الفائض، لم تغلبه السنوات ولا المحن التي تعرض لها أهلنا، لأنه كان على قناعة وهي أن إرادة الإنسان تتضح وقت الشدائد، وهكذا كان، هكذا عاش، وهكذا علينا، أن نهتم باسمه، بذكراه، كما هو الواضح من قبل من يقدرونه ويرو فيه جديراً بأن يتبرَّك باسمه، أن يكون قدوة للآخرين، لأنه كان رمز التفاني، هو وعائلته، وفي كل شيء، وما أكثر الذين يعلمون بذلك، وممن عاشوا معه عن قرب، وعرفوه عن قرب، وكأصدقاء كما في حال بابا جاويش والفقراوت وضيوف لالش ان وجدوا ليلاً.
كل ذلك تقديراً مستحقاً، ومن باب الواجب علينا جميعاً، فنحن بهم نكبر صراحة .
ولا أبلغ، ولا أجمل وأكرم من يد الفنان كمال حراقي الذي خلّده في لوحة فنية رائعة، تعبيراً عن مدى معرفة روح الفنان البصيرة بروح فقير حجي المنيرة، فالناظر في ملامح واجهه وشعاع عينيه، يدرك جيداً، أن إنساناً يستحق أن تكون صورته في بيت كل إيزيدي، وقبل ذلك في قلب كل إيزيدي، لأن كل ما يمكن رؤيته فيه يبعث على التفاؤل وعلى الأمل والتحدي والبقاء .
ولأهمية هذه اللوحة، وأهمية المناسبة، أنشر اللوحة الفنية، وأعلاها ما يذكّر بذلك!



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطعام المشترك والسلام المشترك
- أهلنا
- غداً عيدنا نحن الإزيدية…
- العراق والسلام المنشود
- داود مراد ختاري
- نجم في سماء ألأيزيدية
- ابو ثابت …الثابت على حب الناس …صديق الجميع …وداعاًياصديقي
- عزاء الفقيد الكبير شيخ شامو
- من نبلاء الكورد
- شفان برور يغدر بفنه !
- الإيزيدية أكبر من فرماناتهم وأقوى
- من يبقون في الوجدان…
- كابوس طريق الموت
- السلوك الغوغائي لا يليق بالائيزيدي
- في لوحة -لافكش-
- نعم لاستقلال كردستان ولا.. للتحديات
- شنكال تحررت ووعد البارزاني تححق
- في افتراءات (احمد داوود اوغلو )على البرزاني
- حرمة الاديان والتجاوزات المسيئة
- نوروز العيد ... ونوروز النصر والعبر


المزيد.....




- أفعى تتدلى من سيارة مسرعة على طريق سريع وكارثة وشيكة.. مشاهد ...
- تحول لمعلم جاذب للسياح بشيكاغو.. إزالة -حفرة الفأر- الشهيرة ...
- كتائب عز الدين القسام تعلن مقتل 3 من عناصرها بمعركة مع الجيش ...
- سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع ...
- بايدن ساخرا من ترامب: -لا تعبث مع نساء أمريكا-!
- محلل سياسي مصري: لهذه الأسباب هزيمة أوكرانيا مؤكدة
- تفاعل كبير مع فيديو للشاعر الراحل الأمير بدر بن عبد المحسن ن ...
- السودان .. ماذا يحدث داخل سجون الحرب؟
- مظاهرة في برلين تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
- مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية للمطالبة بوقف الحرب على غزة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شفان شيخ علو - أسم نوراني في ضل لالش النوراني