أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كيف ينتهي الماضي_ثرثرة














المزيد.....

كيف ينتهي الماضي_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 08:16
المحور: الادب والفن
    


على الضد من رغبتي الأولى, ما أقوم به يزيدني تشويشا وسوء فهم. لا اصل إلى رغبتي فأرتاح ولا أطيق الانتظار أكثر. أنا أبي_ أفكر جديا بممارسة انضباط صارم_ يوازي ما يفرضه الآباء القساة على غيرهم, ويستمر بقية العمر.
اللاجدوى, اللافهم, اللاحب, اللامعنى...تلك أل_لا_ عماد حياتي وهيكلها ودمارها.
دوران عبثي خلف غايات مضحكة فور تحققها, عناد وإعادة محاولة, النظر من هناك, عاد الخريف وأغلقت الدائرة, وساد البلاد صمت القبور.
تلفوني معطّل ولا أنترنيت ولا ربع حياة, مضى الأسبوع الأول, مات نجيب محفوظ, وما يزال تلفوني معطلا. لا أعرف الكثير عن نجيب محفوظ وأدبه_حزمة من المعلومات المستهلكة_ تعيد تدويرها مختلف وسائل الإعلام, مدائح سطحية وساذجة لا تختلف عن فروض الإنشاء في الدراسة المتوسطة. بعد عام أو عشرة أو مئة سيموت الجميع, مشاهير وغفل, لصوص وسذّج,
أجل سيموت الجميع, لكن الطاعون سينتقل بالوراثة والأحفاد أشد ضررا.
مات نجيب محفوظ عاش نجيب محفوظ.

كنت أفكّر كيف ينتهي الماضي ؟ وهل من طريقة للتخفيف من ضرر الماضي الشخصي والمشترك؟ أذكر في مطلع ثمانينات القرن الماضي فكرة طريفة للغاية, أقترحها أحد تيارات المعارضة السرّية السورية آنذاك: أن تبادر مختلف القوى والأحزاب والتيارات إلى حلّ نفسها وتتوقف عن النشاط السياسي(بتعبير ذلك الزمن), لتهيئة المناخ الملائم لنشوء حركات جديدة أو أفكار أو أنشطة... بطبيعة الحال تلك الرغبة الشعرية والشاعرية بقيت في اتجاه, وحركة الواقع والناس في اتجاه مخالف. استمرّت الجعجعة والضجيج والغبار بلا طحين.

سنة 1978, كنت طالبا في البكالوريا, وتم منع تدريس كتاب الأدب والحياة لتوفيق الحكيم في البداية, ثم تغيّر المنهاج الدراسي في منتصف العام, ولحق نجيب محفوظ بزميله وطالته اللعنات والشتائم على اعتبار أنهما صاحبا مشروع التطبيع مع العدو, بتعبير ذلك الزمن, وخرجت بدوري في جموع من خرجوا للتنديد بالخائنين الكبيرين(هذه توليفة حقيقية), بعد عشر سنين صحيحة فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل وقامت دنيا العرب ولم تقعد بعد...
جوقة النوبلي العربي الشهير تضمّ في أضيق دوائرها, مصارعو التطبيع, كيف ولماذا؟ لا أعرف.ما أعرفه وخبرته بالملموس, أن شعارا واحدا يرتفع فوق الجميع, كل سنة أو سنتين أو ثلاث بالأكثر ويحوي كلمة واحدة أو جملة اسمية: رجعية, شعوبية..قبل التطبيع, وبعده: غزو ثقافي, عولمة, ليبرالية...وغدا كلمة سحرية جديدة يبتدعها ملوك الرقص فوق الحبال.

كيف ينتهي الماضي؟
ينتهي الماضي فقط بانقراض الفرد والنوع.
ويكفّ الماضي عن دوره المعطّل, مع توافر الفرص للجدد كلّ الجدد, المواليد, الأفكار, الممارسات, الوسائل والأدوات, الغايات والطرق. عندها تتفتح إمكانيات الماضي المهدورة
أو الكامنة, وتكون عبارة احترام الماضي ذات معنى. لحظة الحاضر تحوي الأفعال بما فيها فعل الاحترام ذاته.
لا أريد أن ينتهي الماضي.
يتم تحقير الماضي بصيغتين رئيسيتين: في الأولى طمسه وحشره في حظيرة التدنيس بشكل صريح ومباشر, وفي الثانية عبر أسطرة شخوصه وأحداثه, وحصيلة الحالتين تحنيط الماضي عبر شكل وصياغة أحادية, ما يحصر الحاضر في قالب جامد حتى في اللغة ويلغي الجديد.

مات نجيب محفوظ عاش نجيب محفوظ.
تكفي شخصية السيد عبد الجواد, لأحترم اجتهاد الأستاذ في الأدب والفكر والسياسة, و بقية الأعمال والكتابات التي لم اطّلع عليها بسبب الكسل أو الذائقة, أتركها لفترات لاحقة.
كنت أتمنى لو قرأت دراسات جدية عن رواياته أو أفكاره أو مواقفه السياسية, أي شيء لا تلك النعوات الخشبية التي تطالعنا في كل زاوية ومدخل: قضاها بالتقوى والصلاح....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرح السوري_ثرثرة
- كلامنا المسروق_ثرثرة
- الجوار القاتل_ ثرثرة
- الغراب الأبيض_ مسودة أولى
- خسارة كيكا وعالم الأنترنيت_ثرثرة
- حصن الدفاع الأخير_ثرثرة
- سقف التوقع_ ثرثرة
- زكام صيفي_ ثرثرة
- مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة
- الانسان المهدور_ثرثرة
- اليوم الأخير_ثرثرة
- مثل بئر مهجور_ثرثرة
- زائد عن الحاجة_ثرثرة
- بين عدميين_ثرثرة
- شخصية الزعيم _ثرثرة
- ثقافة الجواب_ثرثرة
- نم واستيقظ
- الحب من طرف وحيد_ثرثرة
- يتامى سوريا_ثرثرة
- نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة


المزيد.....




- تحديات جديدة أمام الرواية الإعلامية حول غزة
- وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر 80 عامًا
- حروب مصر وإسرائيل في مرآة السينما.. بطولة هنا وصدمة هناك
- -لا موسيقى للإبادة الجماعية-.. أكثر من 400 فنانا يعلنون مقاط ...
- الأوبرا في ثوب جديد.. -متروبوليتان- تفتتح موسمها بعمل عن الأ ...
- الصّخب والعنف.. كيف عالج وليم فوكنر قضية الصراع الإنساني؟
- تايلور سويفت تعود لدور السينما بالتزامن مع إصدار ألبومها الج ...
- تجمع سوداني بجامعة جورجتاون قطر: الفن والثقافة في مواجهة مأس ...
- سوار ذهبي أثري يباع ويُصهر في ورشة بالقاهرة
- جان بيير فيليو متجنياً على الكرد والعلويين والدروز


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كيف ينتهي الماضي_ثرثرة