أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كعودي - قراءة نقديةل-أيتها الروح العالقة!-؛ للشاعرة المغربية ،فاطمة الزهراء الفيزازي.














المزيد.....

قراءة نقديةل-أيتها الروح العالقة!-؛ للشاعرة المغربية ،فاطمة الزهراء الفيزازي.


أحمد كعودي

الحوار المتمدن-العدد: 7249 - 2022 / 5 / 15 - 17:01
المحور: الادب والفن
    


في القراءة المتفحصة ، لقصيدة الشاعرة يقف القاريء على النسق الدال "أيتها الروح العالقة "كما يقف على الشروط الذاتية لإنتاج المتن الجمالي ، لأحدى ناشطات المجتمع المدني والفاعلة النقابية والمثقفة الملتزمة ، وقد حولت جماليا الخطاب السياسي "المسنود بالخيال والواقع للرسم بالكلمات؛ حيث ازدحام القلق وسفور الفرح لتقض مزاجك للمعنى بعطر الجمال" ، حسب تعبير الناقد الدكتور سلمان الكاصد.
عتبة النص: النداء والأسلوب الإنشائي الشاعرة المغربية الفيزازي ، تشد انتباهدك تأسرك لتتفاعل إيجابيا مع النص ، تتلمح عينك المتلقية ، قطعا شعرية أخرى ؛هنا وهناك لكن لا تطول ، بأن تشهق في بهاء ، للتعبير عن الإنسان وأحزانه ، وغضبه، وأمله ، وحبه للحياة ، والبداية حسن استعمالها لأسلوب النداء التعجبي ، وإن كان ظاهريا في صورة الاستغاثة ،" يا إلالهي....! / أهو بركان من حروف المهج أم صرخة/ تقف على عتبات الحناجر؟! /لا أنا أطلقت سراحها ولا أوتادها غادرت ء جدران القلوب؟!"قد تبدو في فرضية القراءة ،حيرة الشاعرة وانسداد حجرتها، في عدم البوح بما يعتمل في صدرها من ، غضب وثورة جامحة مردها ، إلى نزعتها المتشائمة الناتجة في اعتقادي ، إلى إكراهات الواقع وتعقيداته وخيبات الأمل- ليست ذاتية ناتجة عن انكسارات عاطفية، على ما يقرأ ظاهريا في النص - بل إلى خيبات أمل جماعية ، في فشل المشاريع السياسية بسبب الاختناق السياسي الذي تعرفه الكثير من البلدان العربية عامة والمغرب خاصة، ولهذا ترى المبدعة، فاطمة الزهراء لا تعبر إلا بما تفرضه اللغة ، من محتوى ثقافي؛ لذاكرتنا في مجتمع لا زالت تهيمن عليه الذهنية الذكورية ، ولهذا لا نستغرب في اختراق النساء الفضاء الشعري في كل الأقطار العربية لكسر الهيمنة التي امتدت لعدة عقود وشاعرتنا إحداهن .
جدلية الموت والحياة أو مجاورة الغضب والفرح ، والأسلوب الخبري والسردي الناظمان لبناء النص .
"في أيتها الروح العالقة !" ،والروح هنا ليست بالمفهوم اللاهوتي، وفهمها لا يمكن إلا أن يكون في السياق الشعري ،هي حسب تأويلنا تقابل الحياة بكل تفاصيلها :عواطفها مشاعرها توثراتها ثورتها ، غضبها ،فرحها ،هدوءها ،استقرارها .
اقتراب الناقد المتفاعل مع النص ، يتلمس تفضيل المبدعة أستاذة الأدب واللغة العربية ، تفضيل المواصفات الفنية في صياغتها للنص الشعري على الاعتبارات الفكرية والسياسية، بعد عتبة النص ومقدمة ، تتابع الشاعرة فاطمة الزهراء ، بعد النداء والنفي التساؤل الوجودي ،عن الغضب الذي يسكنها ، ولا يبارحها ،يدخلها في متاهات ، نار ملتهبة ،فوارة غضب متراكماته ، قد تفضي حسب فهمي ، إلى تغيرات كيفية ،مثل قولها :"تراودني /تؤرقني/تزج بي في حريق الغياهب؛ من لظى / وحرائق /تسري في أواصل الروح /نار من سعير تارة /..."، لينتقل السياق الشعري ، إلى الانزياح الدلالي او إلى المقابل المفارق للإيحاء ، بما هو إيجابي وجميل في الحياة ،مضيفة الشاعرة :" وتارة القوافل سندس وأسراب، من طيور وبشائر /لا أدري كيف ينحبس النفس في الصدرا/ كيف تسري الأهات في موكب مقدس/على نغمات ناي حزين/ "؛لينتهي النص في ببنائه الدائري إلى ،تعايش الفرح مع الحزن، والحياة مع الموت ،أهي جدلية الحياة والموت أم" الصراع الطبقي"، وقد اتخذ لبوسا ؛ فنيا لا أدري ؟...."تتراقص في القلب /وهج الحياة/تتجلى في سمائه /سحائب من ضجر /وتغزوه فيالق أشواق وحنين/فكيف للروح أن تعلق بين شهقتين ؟!...أيمكن حقا ء أن تصير الحياة في مقبرة العمر حياتين؟"
جمالية النص في تقديري ،تبدو 1في ؛ تعدد الأصوات والحروف الجهرية الحلقية للتأكيد ، على حالة الغضب التي تعتري المبدعة مثل ؛(ق ،ش ،ض، ص ،غ ،ح ،ر...)- في استعمال الشاعرة ،لأفعال المضارعة للتعبير عن الحال والمستقبل ،والقطع الابستمولوجي مع الماضي الثقافي المكبل 3 - جمالية النص تتجلى أيضا في المزاوجة بين بين المجاز التي الاستعاري والتصوير الشعري لينعكس الكل في مرأة ، المدلول الصفاتي لسمات/أو وصفات تشترك في :ثنائية ضدية : ( الصلابة والقسوة وألغضب والصراخ والحريق وفي المقابل في الحياة والفرح والبناء والشوق والتفاؤل وأيضا في لقدرة الفنية للشاعرة ،على المزاوجة بين الموضوع والمحمول ، للتكامل ،في وحدة جمالية فنية ) 4 المعجم اللغوي الذي استعملته ، الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء الفيزازي، معظم ألفاظه الرمزية استوحتها ؛ من الطبيعة (الحياة ،الكون ،السماء ،بركان ،ذرات ، طيور...) فرضتها رؤية الشاعرة للحياة ومواقفها الذاتية من الوجود بما هو موجود ، لتغدو المواقف ، حاملا لغويا لمحموله الدلالي والعاطفي، أي جدلية الوحدة الشعرية ، لماهو خاص ، بما هو عام ؛ بين الكابوس والحلم ، بين الحبيب والوطن، وهنا تكمن متعة النص وجماليته ليغدو الشعر في تفاعله مع المجتمع، مصدرا الإشباع الروحي منبها تستوحي منه الجماهير أشواقها ، وأحلامها حسب رؤية وتعبير لوسيان غولدمان ! .
على سبيل الختم ،ولصلة بما سلف يقول الأديب والإعلامي اللبناني ،سامي كليب :"ثمة دائما ما يذكرنا أن ما بعد العواصف يزهر الأمل ليتنا فقط ننصت إلى الطبيعة ،ففيها كل رسائل المحبة والتجديد والفرح "!.



#أحمد_كعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى ٧٧ لدخول الجيش الأحمر برلين ، وفي المغرب ...
- فوز الرئيس مانويل ماكرون؛ بولاية ثانية والتعايش اليمين اليسا ...
- عودة اليسار الفرنسي إلى المشهد السياسي، عبر بوابة انتخابات ا ...
- هل يعود اليسار الفرنسي إلى الحكم بعد خسارته في الدورة الأولى ...
- قراءة في عملية تصويت الجمعية العامة ...عن تعليق عضوية روسيا ...
- أوكرانبا :الإعلام الغربي رهين لمتطلبات السياسي .
- المغرب :الساحل الأطلسي ألأكثر تلوثا ،نموذج القنيطرة.
- شيخوخة الديمقراطية الثمثيلة في فرنسا ،هل هذا النموذج قابلا ؛ ...
- شهيدة النضال المسلح؛ دلال المغربي تخصيب لذاكرة المقاومة.
- فرنسا وثقافة الاحتجاج.
- فرنسا ونوستالجيا العودة إلى إحدى مستعمراتها السابقة؟
- إلى أين تأخذ السلطة بلاد المغرب ؛ بتضخيما لمقاربته الأمنية ؟
- المغرب والحريات العامة في مهب الريح !.
- المشهد السياسي في فرنسا يتغير لصالح قوى الخضر الأيكولوجين.
- ما يحدث في فرنسا هل هو انقسام هوياتي أم صراع طبقي ،وهل يقوم ...
- فرنسا و-الميكرونا-لتمرير قانون التقاعد .
- ماذا تخفي زيارة -رابطة علماء المسلمين -للهولوكست-وما علاقة ذ ...
- هل تكفي غضبة الرئيس الفرنسي على إثر استفزاز الشرطة الإسرائيل ...
- هل سيلقى خطاب الرئيس اللبناني تفاعلا مع الشارع اللبناني المن ...
- عن الجبهة التقدمية للأحزاب العربية؛الرهانات ،التحديات ومتطلب ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كعودي - قراءة نقديةل-أيتها الروح العالقة!-؛ للشاعرة المغربية ،فاطمة الزهراء الفيزازي.