أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيصل طه - الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر عبد الرحمن عواودة ، صدق الكلمة والتجربة














المزيد.....

الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر عبد الرحمن عواودة ، صدق الكلمة والتجربة


فيصل طه

الحوار المتمدن-العدد: 7238 - 2022 / 5 / 4 - 01:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


الكلمة الصادقة النابعة من صدق التجربة الشخصية هي التعبير الصادق عن حال الشاعر، فمن خلال هذا التلاحم الصادق بين التجربة الذاتية المتداخلة بالهَمِّ العام وبين الكلمة يتجلّى لنا حضور الشاعر بِكُلّيتهِ، بابداعه الشعري، قولًا وفعلًا، وهنا، تعكس الأقوال أفعالَها بأحاسيس صاحبها، وتعكسُ أيضا مُجمَل الواقع المتفاعل المُتحرّك دومًا.
يُعلِن الشاعرُ الكنّاوي عبد الرحمن عواودة، ومن خلال جُلّ قصائدهِ " الأعمال الشعرية الكاملة" ارتباطه بالوطن، بالأرض، والإنسان، ويتأتّى ذلك من خلال مأساة شعبه الفلسطيني، من كينونته الإنسانية الرحبة، ومن خلال حبِّه العَذِب المُعَذَّب لتراب الوطن، ولكل البشر "فكل الذين أحبّوا الترابَ، ولاقوا العذابَ لقاء السهر، هم الكادحون، هم الطافحون سلاما، وحُبّا لكل البشر" (ص64). الوطن عنده، ليس مكانًا ساكنًا جامدًا، بل حياة نَشِطَة تمدّنا بحوافز التَّعلَّم والدفاع عنها، "من السنديان العتيق، العتيق، تعلّمتُ كيف أصد الخطر، تعلّمتُ كيف أصد الرياح لتجلو الغيوم ويجلو القمر.. " وبهذا يؤكد الشاعر صارخا بوجه الغاصبين للأرض، للوطن، اصوله العتيقة كعتق الوطن، وينادي حنينا لجفرا "جفرا الخلاص وجفرا المفر" (ص62)، " تعالي هنا نذوب معا، كذوب الشموع وهدي العِبَر..." ويستمر آملا بغدٍ خالٍ من العذاب "تعالي.. نخلق زهرا جديدا فريدا، يُحَلي العذاب ويُنْسي الحفر، .. تعالي وهاتي الحياة هنا .."( ص 63)، عندما يأتي العام الجديد يستذكر عذاب شعبه اللاجيء في المخيمات"هذي البيوت مخيَّمٌ، والناس تلتحف العذاب ولا اختلاج، يتذوقون الحزن والود الشقي، يتمرسون على الدَويّ، يتألمون ولا علاج.." ( ص 90). عشقه المثير لفلسطين ينمو كِبَرًا ولا يتناها "أُحبك من مطلع الفجر شمسا، وأعشق عصرك حتى الأصيلا، وأعرف أنّي أُحبكِ أكثر، اذا صار سجني طويلا "( ص 95). انبثاق الأمل عند الشاعر مُرتبط بزوال الظلم، ويستعير الحُرّية من الطبيعة، من حضن أرضه " إني بستان يعتز، وحسبتم أني أهتز، أحضرتم أدوات القمع وشرعتم ، هيا جزوا، فالغصن الساقط ينمو في حضن الأرض ...والزند الساقط في جوف النار، سيضيء الدرب" (ص114)، ينحني أمام طفل أصيل، ثوري، وردي الوجه، ينطلق بجرحه وفرحه الى الشمس، ،ويخاطبه" فإنك مهما تباعدت عني، أحسّ بجرحك في جسدي، أحسّ بجوعك في داخلي، أحسّ بليلك في ساحلي" (ص 162). يتداخل والطفل كجسد واحد وبكل حالاته.
يُعلنُ في قصيدته " أبشر بفجر دافق يا شادي" ( ص179)، انتماءه الفلاحي، العمالي الطبقي " أيار أنت بيادري وحصادي ونتاج اوردتي ...وبعض عنادي" ويضيف "أنا عامل،أنا كادح ومكافح ، عرقي يُشع لكي يزول سوادي.. أنا ثورة الغضب الجموح تفجرت في داخلي، في منجلي، في زادي" (ص180). وبهذا يهتم بايجاد العلاقة الجدلية بين قهر الطبقات واطماع الجشعين، هو ثائر بكل حواسه ووجدانه "ضفة الثوار قد لاح الطريق، وتغنى الفجر وانساب الشروق" (ص182). برعَ الشاعر عواودة في " قصيدة للمعلم" ( ص 192)، وأثنى على المعلمين تقديرا ووفاء، وقد وصفهم بصانعي الحياة، وبأنهم هم مَن توَّج الشمس، وأعطوا بلا كلل كل ما ملكوا، وحفروا الأثر في قلوبنا، وفي أحواضنا زرعوا القِيَم " صاغوا الحياة، وأعطوا كل ما ملكوا، مع كَلَّ عزمٌ لهم، والله ما سئموا"، ويصنعون "في كل يوم من صنعهم بطل، في كل ساحٍ لهم في وسطه علمُ".
تمتزج ثورية الشاعر عواودة بصدق حبِّه لجدّته، للأُصول الانسانية، لتتولد من رحم كلماته الحميمة صورة شامخة حيّة، لجدته، للجَدَّة،"جدَّتي قائمةٌ منذ الأزل، جدَّتي كانت تَرى ما لا نَرى"، " هي حَدسٌ، هي هَمسٌ، إنها ومض العقول"، ويؤكِّد وِسع شموليتها " جدَّتي ، أرضٌ، وبحرٌ وسماء" ورِقَّتِها الانسانية " جدتي واضحةٌ، شفّافة، صفحةُ ماء "
تلمس في ثنايا ودواخل اشعاره المهمومة بقضايا شعبه، تلمسُ رِقَّة عواطفه وعبق عشقه ولوعته "رغم كل القضايا، أرى ملاكًا جميلا، هواه بعض همومي، يهزني كي أقولا" ومذاق العشق عنده كما بان في "موناليزا" ( ص 226)، هو مذاق شهد ومصدر سعادة، إذ يقول "بنيت للعشق صرحًا، كي يستقر سعيدا"، ثم يجيد في وصف هيامه "هواك مسَّ عظامي، وقد أقضَّ منامي، بشعرك الّليل يغفو، فيا لهول هيامي"، وبهذا يُعلن بأن لا ثورية بلا حب، فالحب الثورية الأول .
يُبدي الشاعر عبد الرحمن عواودة من خلال دواوينه الشعرية قلقه الدائم لمصائر شعبه وشعوب العالم، ويرنو الى غدٍ خالٍ من الظلم والاضطهاد والعنصرية، الى غدٍ سالم، نيِّر طافح بالحريّة والكرامة، ويؤكِّد أن تحقيق هذه الأحلام لا يتم إلّا بالنضال، بالعزيمة "إدفع بعزمك عهدًا شكلهُ عَجَبُ، وارفع بهامِكَ حتّى تُبصِرَ الشّهُبُ، وعن المخيمات، " كانَ المُخَيّمُ مشحونًا ملامِحُهُ، يحتَلّها الحُزنُ والاصرارُ والغضبُ"، وفي قصيدة توفيق زياد ( ص284)، يستذكره تبجيلًا " عاش عظيمًا وعاش كريمًا، وكالنور كان شديد النقاء"، حُبّه ُ للحياة جارف، حُبٌ يحميه ويمدّهُ بالبقاء "قالت أُحبكَ قُلتُ الحُبُّ يحميني، من غضبك الوردِ أو سخطِ الرياحين" ( ص339).
يبدع برسم لوحة فنية مُعبِّرة تحتضن طفولة فلسطينية ثائرة، آملة، وعزمًا صامدًا لا يلين، والطفلُ في القدسِ منقوشٌ على حجرٍ، في الوجهِ عَزمٌ وفي عَينَيهِ يغزوني" (ص340).
يتناول الشاعر في ديوانه مواضيع عدّة، ويجول بأُمميته في ساحات تتجاوز قريته قانا الجليل ليحطَّ على كل بيادر وطنه الفلسطيني، ويُقرِّب إلى فؤاده الدافيء المُلتهب مصر ، الشام، عمان، لبنان، وغيرها من البلدان، ثم يَعرجُ الى موسكو ولينينغراد، وإلى مُجمَل احداث وايام شعبنا النضالية. امتصَّ الشاعر عبد الرحمن عواودة عُصارة تجارب الأحرار ليضمها اليه ، إلينا، وليزرعَ الأمل َفي عزم الصبر والزيتون، واشتمَّ "عطر الزهورِ ونصرٌ للفلسطيني"( ص347).
أعمال شعرية تستحق القراءة، بل الدراسة .. عمل جميل جدير بالمتعة والتقدير.



#فيصل_طه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكيب جهشان.. ان تسترجع شيئا مما هوى
- محمد وفاع المربي: يقص روايته بنعومة نسائم الوطن وبخشونة جروح ...
- محمود وسهيلة سليمان (ابو ساهر، وام ساهر ) ديمومة عطاء وطني، ...
- تكريم الحاج العامل الكادح محمد أحمد سعيد بركة العائد حتما إل ...
- تكريم الشخصيات الوطنية فتحية صلاح شحادة عوايسي وعلي الحاج صا ...
- تكريم الشخصية الوطنية عبد الرحمن سليمان ( ألو ايهاب) ، العائ ...
- سبعون عاما من العطاء والوفاء، مدرسة الجليل الثانوية البلدية ...
- تكريم الشخصية الوطنية الصفوري - أبو عرب- أمين محمد علي
- ذكريات في تقاطع الألوان
- عادل ابو الهيجا.. مذكرات شخصية.. ذاكرة جماعية
- نضالنا ليس عبثيا
- يوم داروين العالمي
- طفولة تمتطي طفولتها .. تلاحق الكهولة
- طفولة تمطتي طفولتها، تلاحق الكهولة
- خاطرة معلم في فترة الكورونا
- عيون تبصر ضياءها الآتي
- ريتا شاعرة تعيش اشعارها
- من ادبيات مخيمات العمل التطوعي في الناصرة
- قليل من الوداع، كثير من اللقاء والوفاء
- سفر الأحلام الواعدة بالعودة


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيصل طه - الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر عبد الرحمن عواودة ، صدق الكلمة والتجربة