أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الغربي عمران - الهلالي. في -المقهى العربي- يثير تساؤلات تبحث عن أجوبة















المزيد.....

الهلالي. في -المقهى العربي- يثير تساؤلات تبحث عن أجوبة


الغربي عمران

الحوار المتمدن-العدد: 7236 - 2022 / 5 / 2 - 17:54
المحور: الادب والفن
    


محمد الهلال، شخصية دينامكية. لم التق به يوما، وأن بقينا نتواصل على مدى خمس سنوات من خلال صفحات التواصل الاجتماعي, خلالها ترسخ في وعيي بأنني أعرفه، وأننا كنا معا من قبل تلك الصفحات. ذلك التواصل جعلني أعيش أنشطته الثقافية، والصحافية، مشاركاته في ندوات، وتجاربه الكتابية، أشعرني من خلال مواكبته بأنني ضمن فريق نشط إلى جواره. وذلك التواصل ليس من باب السؤال أو دردشة كما هي مع كثير من الأصدقاء، من يبحثون عن تمضية الوقت، بل نشاط أتلقى منه روابط مقالات، أو مواضيع نشرت على صفحات ملاحق ثقافية، أو قراءة مقاطع مما يقرأ ويكتب. الهلالس بذلك يتحول إلى صديق ليس بالمفهوم الفيس بوكي، بل أكثر من ذلك، صديق عضوي. فإذا ما غاب أجد داعي بداخلي يدعوني إلى أن هناك خلل ما، فأبادر بالتساؤل...
في عام 2015 كنت أبحث عبر الفيس عن شخص من أبناء قريتي، بعد غيابه لسنوات، علي أجد صفحته، عرض علي الفيس أسماء مكررة لشخصيات لم يكن من بينها من أبحث، إلا أنني شككت في احدها، كان مكتوب أسمه بالأحرف اللاتينية mohammed slah، بعثت برسالة تجريبية إليه، ليرد معرفا بنفسه، وأنه يسكن شرقية الجزيرة العربية، على ضفاف الخليج، عرفت أنه محمد صلاح آخر. لكن مجرد ذكر أسم "الشرقية" حرك بداخلي ذكريات، إذ أنني كنت في ما مضى قد عشت لسنوات في تلك الشرقية، وما أروع مدنها من القطيف إلى الهفوف والخبر والدمام...
مضيت للتعرف به أكثر، لأكتشف خلال أشهر بأن الشرقاوي دمث الخلق، محب للثقافة، وقارئ نهم، نشيط في الأوساط الثقافية، وكأن الصدفة قد بعثت به إلي فدوما من يريدون الصداقة لا هم لهم في الأدب. ومن لحظاتها كنت الحريص على ديمومة المودة والتواصل ، رغم أنه أكثر تفوقا مني. الشرقاوي بداخله كائن خلاق، نشط، وأجزم بأن موهبة ما تقبع بداخله، موهبة في الكتابة تسكنه، وأنها ستفصح عن نفسها يوما في شكل سردي جميل.
العام 2018 بادر بأرسل مجموعة الأسئلة إلي، أسعدني بلفتته تلك، فالكاتب دوما يتمنى أن يأتي من يحاوره، ليخرج ما يعتمل بنفسه بين فينة وأخرى. أعدتها إليه مشفوعة بأجوبتي، ليرسل لي بعد أيام رابط الصحيفة التي نشرتها، ظننت المسألة مجاملة أصدقاء، وأنني الوحيد من صنع معي ذلك، ليخبرني بأنه عازم أجراء سلسة مقابلات مع أدباء آخرين. ولكم ادهشني بتوالي تلك المقابلات التي كنت أتلقى منه روابط نشرها على صفحات الملاحق والمجلات الثقافية، مثل: الجزيرة، عكاظ ، ومجلة اليمامة، العربية...بعد ذلك أخبرني بأنه عازم على جمعها، واصدارها في كتاب. وسؤيعا ما صدر الكتاب لأجده ماثل أمامي على ارفف إحدى أجنحة معرض القاهرة الدولي للكتاب2022، اقتنيت عدة نسخ منه، تصفحته لأكتشف توجه صديقي العروبي، وقد جمع في ما يقارب الثلاث مائة صفحة، ما يقارب الثلاثين مبدعاً عربيا، من: لبنان، اليمن، المغرب، مصر، السعودية، الكويت، الجزائر، تونس، سورية، الاردن... اضافة إلى تشكيلية روسية، وشاعرة كردية. جاء عنون الكتاب بـ "المقهى العربي" وذيله بـ "حوارات في الفن والأدب". صادر عن دار ميتابول للطباعة والنشر 2022. بعد تصفحي للمقهى، أدركت مدى الجهد الذي بذله الشرقاوي لإخرج كل تلك الأسئلة المتنوعة والشاملة، لقد أبدع من شخص إلى آخر، ما يدلل ذلك على ثقافته الواسعة، ومعرفته في جوانب الأدب والتشكيل والموسيقي والتاريخ...
جمع باقة الأدباء والفنانين من غرب الوطن العربي إلى شرقه ومن شماله إلى أقصى جنوبه. باقة مختلفة المشارب من أدباء ومفكرين. تناولوا هموم الشارع العربي كلا من زاويته، ليقدم لقارئه لوحة بانورمية بصيغة حوارية شيقة وثرية. المقهى ضم 4 فنانين تشكيلين و10 روائيين وقاصتين واربعة شعراء، اضافة إلى نقاد واعلاميين وباحثين وخطاط واحد...
خط الشاعر محمد الشقاق ضمن مقدمة المقهى "القى الهلالي عصاه السحرية على ارض الحوار، والتقط عملا جميلا وثقافيا في جوهره، كما كشف عن بوح الشخصية المتحاورة، فكان الكلام اسبق من الكتابة في استنطاق الذات المتكلمة..." ، ويقول الشرقاوي في معرض تمهيده لكتابه "الاسئلة تولد مع الانسان وتكبر معه، لكل مرحلة عمرية اسئلتها الخاصة، ومن الطبيعي أن تختلف لأن للعمر والتجربة دور في نوعية الاسئلة، فالطفولة غير الشباب، غير النضج والكهولة، لذلك طرح الاسئلة مهم بل ضروري والتوقف عنها موت...". نستشف من تلك الكلمات دوافعه، وهدفه من تلك الحوارات التي شملت نماذج من مجتمعه السعودي، إلى محيطة العربي، ليتجاوز إلى ما هو أبعد إلى الروسي والكردي.
الإنسان منذ الأزل تشغله التساؤلات، والهلال كمبدع طرح ما يشغل ذهنه، باحثا عن أجوبة لها من خلال رواد مقهاه الذي ضمهم في كتاب ثري بالجدل، والحوارات العميقة، لمبدعين يبحثون بدورهم عن أجوبة لتساؤلات أخرى تحيرهم .
حين نحتفي بهذا الكتاب، نحتفي بمجموعة من المبدعين أثروا حياتنا بإبداعاتهم التشكيلية وقصائدهم المفعم بالأحاسيس الإنسانية، وسردهم حاملا تساؤلات وهموم الإنسان العربي وتطلعاته كما نحتفي بنقاد وباحثين واعلاميين أثروا مشهدنا العربي بفكرهم وأبحاثهم المتميزة.
يقول الناقد مصطفى الضبع ضمن اجوبته: "الانسان مكاني بطبعة، ربما كانت هذه نتيجة طبيعية لمقولة: الانسان ابن بيئته، ولكن الرواية تكشف عن جماليات المكانية هذه ، وتعيد طرح المقولة بصورة جمالية، فالفلاح في الريف المصري يعتمد على معجمه اللغوي...". ويقول الأديب محمد العلي شعرا: "لماذا أنام
وجفن الظلام ، يحدثني عن امور جسام
يحدثني عن خلود الامل
على ساعدي كادح لا يمل
تطل الحياة على فأسه
وتزهو وتشرق في غرسه".
وتقول القاصة غادة الصنهاجي: "أجد بان نوال السعداوي تعد من اشجع الكاتبات العربيات، لأنها نجحت في اخراج جل ما تفكر فيه الى الوجود، ولم تتركه حبيس الخوف من المجتمع، والدين والدولة، لم تترك مسافة امان بين الآخر المختلف، اختارت ان تواجه وان تدفع الثمن سجنا وغربة...".وتقول الروائية جميلة عمايرة: "حقيقة لا اعرف من الذي يحتمل كل هذا الامر الشائك برمته، ويقف خلف الكاتب؟ لا اعرف حقا، ربما يبدأ الامر عند اب كريم، ومتسامح ومحب لابنته(المدللة)، فهو من شد على يدي، وعلمني القراءة منذ كنت طفلة في البيت ، انا مدينة له بالكثير...". وتقول الروائية فادية قراجية "لنتفق أولا أنه لا يمكن أن يكون واعظا وإلى تحول الى رجل دين أو سياسي وهذه النماذج يشمئز منها القارئ لنفاقها ودجلها...". وتقول الروائية إيناس العباسي: "هل نحن مهووسون بالماضي؟ لا اظن ولكننا نميل للحديث عنه، لأننا نعتقد بأننا نستطيع أن نعرفه، ونحلله، ونحاول قراءته واستشراف الحاضر والمستقبل من خلاله..." ويقول الشاعر عبد القادر مكاري:
"قادم أبحث عن ذاتي لذاتي
لذتي الظل وزادي كلماتي
كلما أعبر في الرمل، وأشدو
أتعرى من ضياعي ، وسباتي
كلما تكبر في كفي رؤاه
تتمادى حاجتي في قهر ذاتي"
وتقول الكاتبة عقيل يوسف عيدان: "في عالم يحكم بالقوة لا بالعدل ، يشعر الانسان الواعي المفكر بالغربة، وان كان يعيش في بلده وبين أهله، وبالضعف ايضا، لأنه ضاق بواقع، انه لا وسيلة اخرى لاستعادة ذاته...".
من أقصى جنوب الجزيرة، هي تحية إلى أدباء ومثقفي وفناني هذا المقهى الجميل. سعادتي بالتعرف على كوكبة من نجوم الأدب والفن من خلال تلك الحوارات الشيقة. وكنت أود أن أدلو برأيي حول بعض تلك الحوارات العميقة، إلا أن المجال لا يسمح والحديث يطول.
الشكر الجزيل لمؤسس هذا المقهى ومن أداره باقتدار الأستاذ محمد الهلالي "الشرقاوي". و أجزم بأن جعبته لا تزال تحوي الكثير والكثير من الحوارات المتجددة، اضافة إلى ما يسكن في أعماقه من جمال ابداعي. سيخرج يوما فنا سرديا شيقا.



#الغربي_عمران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -معراج- أطول إجابة في التاريخ على سؤال: من ربك؟!
- شبابة السبع، رواية تقرأ بعدسة مكبرة لتشويقها. رواية الجنون و ...
- الروسي تكتب بدم القلب لتدين المجتمع في روايتها -خط أحمر-
- غربة الأديب المتمرد سامي الشاطبي. في روايته الأحدث
- عزة دياب تخلق علاقة في روايتها -حارسة الموتى- بين سكان المقا ...
- باعزب يشكل الغد بأسلوب فنتازي، داعيا لقرائه للتأمل في روايته ...
- سحر القص في عنقود -لا شيء سواها، ورحيلكم المباغت- يصحبنا حبي ...
- بن محمود تعيد تأثيث الأنثى في -صديقتي قاتلة-
- شواطئ الغربة.. مجموعة نصوص تبعث على التأمل
- -على كف رتويت- رواية فاضحة لرغبات مكبوتة..
- قراءة في رواية أسكندرانية
- قراءة في مستوطنات تعليمية
- الفيل يفك ضفائر السرد في اصداره الجديد باختراق التابوهات
- دانة البطران تراوح بين المفارقة والترميز
- رياح محمد الشميري في قصاصة عنيدة المضامين ذاهبا بها لمناقشة ...
- واقعية سيرية .. ايدلوجية الطرح في رواية عبد الرحمن خضر -شرخ ...
- لابوانت.. رواية السخرية السوداء.. وتشظي الهوية.
- المرواني يمزج بين فنون الشعر والسرد في مجموعته- انبثاق ضوء-
- عادل سعيد في الأسايطة يكسر مسارات السرد.. ويعري التسلط....
- صلاح بن طوعري.. يلون نصوص بغموض السحر.. سحر جزيرة سقطرى...


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الغربي عمران - الهلالي. في -المقهى العربي- يثير تساؤلات تبحث عن أجوبة