أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الغربي عمران - شواطئ الغربة.. مجموعة نصوص تبعث على التأمل















المزيد.....

شواطئ الغربة.. مجموعة نصوص تبعث على التأمل


الغربي عمران

الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


لا أعرف إلى متى ستظل تلك المقدمات التي تتصدر الأعمال الإبداعية تحجب نصوصها. فالعادة إذا ما أستمرت فأنها تقلل من مكانة تلك النصوص. كون الإبداع تمرد وخروج عن أطر مستهلكة. أن نترك النص أن يقدم نفسه. أفضل من كلام مجاملات وطبطبة لا يفيد في شيء بقدر ما يغمط روعة ما تحمله النصوص من بنى ومعان.
شرفت بإهداء الأديب الليبي خالد خميس السحاتي نسخة من مجموعته الصادرة عام 2019. بعنوان "شواطئ الغربة". عنوان حز في نفسي وأنا أعيش في وطني اليمن غريب بسبب الحرب. وأشعر بغربة المجتمع السوري والليبي وكثير من العراقيين. مجتمعات يغلف مستقبلها غموض المجهول وقد أرتهن أبناءها للأجنبي ليدير حروبهم بدمائهم لصالحه.
تعودت أن أقراء ما هي نصوص من أخرها. فعادة ما يصف كتابها الأفضل في المقدمة. وهكذا أبدا مع كل مجموعة بحوار مختلف جوهره الجدل والتفاعل مع مبدعها كما لو كان أمامي في حوار والنص هو ميدانه.
ومن آخر نص تبرز قضية من أهم القضايا الإنسانية "الفقد".
نص "هروب" ص 80 تأتي خلاصته باختفاء العريس بعد المولود الأول لعروسته. نص ثان "لا شيء" جاء في خاتمته" أرجوك يا امي انتظري قليلا, انا قادم إليك, سأترك كل شيء هنا, واعود لدفنك...".
نص "دروس" و "سؤال" يدوران ايضا حول الفقد. وهكذا جل نصوص خالد السحاتي في مجموعته شواطئ الغربة , تدور حول محور واحد وهو الفقد. فلماذا الفقد ؟. هل هي قضية عربية؟ أم أنها تقتصر على أقطار تتعرض لما سمي بثورات الربيع العربي وما تلاها من خراب؟. أم أن المجتمع الليبي هو المعني , والمبدع هو المعبر الصادق عن مجتمعه. ليبيا مجتمع ينخره الفقد.. كما ينخر أقطار عربية ترتهن لرغبة الأجنبي. بعد أن أستقدم كل طرف من ينصره لقتل أخيه.
وكما أسلفت تدعو هذه النصوص المتلقي إلى تناولها تفاعليا. فلست بناقد ولا أريد أن أكون كذلك. بل أتناولها كمتلقي وبطريقة تفاعليه مع المبدع على اعتبار أن كل نص باب يفضي إلى حوار. فهل قصد الكاتب بذلك الفقد الذي تخلل أكثر نصوصه فقد وطن. ليس بالفقد الرمزي بل بالدال على ما يدور من عنف وتدمير وقتل. وفوق ما يقدم الكاتب في نصوصه. الجميع يشاهد يوماي على شاشات التلفزة تلك الفضائع التي يتعرض لها المجتمع الليبي. ومن زار ليبيا طرابلس سرت بنغازي وغيرها. يرى كم الكارثة وقد استفحلت بوطن يقع على ماسحة كبيرة يكاد يقارب نصف مساحة أوربا.. يهدده التشطير, والتمزيق. فهل يعني الكاتب الإشارة من تكرار الفقد في نصوصه إلى فقد وطن يتعرض لشبح التجزئة, الفقد المبثوثة بين نصوص المجموعة. ففقد الأم أو الأب أو الأخ أو الحبيبة... الخ ما عالجته تلك النصوص, ما هو إلا فقد رمزي للوطن. فقد بالتجزئة والتشطير.. فقد بالتدمير والقتل.. فقد باستدعاء وجوه غريبة ليتغلب الأخ على أخوه. فقد بالقتل المشرعن تحت شعارات دينية ووطنية زائفة لا تلبي حاجة الشعب بقد ما تلبي تطلعات الأجنبي من يطمع بتحقيق غاياته.
وبالعودة لنصوص الفقد, نص "هجرة" جاءت جملته الأخيرة "إذا فارقت الحياة فأخبر أبي أنني أحبه, وأن الوطن سيعود يوما".
وفي نص "طوابير" أيضا جملته الأخيرة "لحظات وحدث عراك بالأيدي والسلاح, جاءته رصاصة طائشة فأودت بحياته".
يعي ما صنعه الكابت بمتلقيه من خلال نصوص الفقد. أو أنها جاءت ضمن ما ينتجه العقل الباطن أثناء الكتابة.
جانب آخر, يتلخص في تركيز الكاتب على الجانب الموضوعي.. بحيث أبرز كل فكرة تناولتها نصوصه بوضوح.. وكان ذلك على حساب الجانب الفني.. أي أن الأفكار جاءت واضحة ولم يعتريها أي غموض عدى في قلة من تلك النصوص التي تدفع بالمتلقي للتفكير مثل نص بعنوان "سؤال" ونص "فرار" وغيرها. مقابل نصوص أخرى كـ "مكاتيب" الذي غاب المعنى. أو كما يقال المعنى في عقل القاص. وكثير من النصوص المماثله. أما نص "فزع الكوابيس" فهو أقرب للخاطرة من للأقصوصة. وغيره من النصوص. وإذا مضينا فسنجد نصوص ذان نهايات فارقة أتسمت بالفارقة والتضاد. مثل "ذاكرة". والمعروف أن الأقصوصة فن من خصائصه المفارقة.
تلك النصوص الذي ذكرتها هي النصوص الأخيرة من مجموعة تضم ما يقارب الثلاثة وثلاثين نص, تباينت بين الأقصوصة والقصة والقصيرة. والنص المفتوح. وأقصر تلك النصوص لم يتجاوز الثلاثة أسطر, وأطولها الصفحة والنصف. وقد أثبت الكاتب بأنه حكاء ممتاز في النصوص الطويلة والقليلة إذ أستطاع نسج مسارات الأحداث بتشوق جميل.
وبالعودة إلى عناوين النصوص الداخلية, نجدها توزعت بين المفردة والمفردتين.. فعشرة منها جاءت بمفردتين. وثلاثة وعشرين نص جاءت من مفردة. وهذا يعطينا مقدار الوعي لدى الكاتب التكثيف سواء على مستوى نسيج النص أو العنوان.
رافق كل نص لوحة طابقت مفرداتها مضمون النص القصصي المصاحب. ويبدو أنها اختيرت بعناية , فتلك لتعبر عن محتوى النص. ما أضاف أبعاد جمالية.
تتبقى كلمة أخيرة. لا شك بأن كل كاتب يروم من كتاباته إلى الإتيان بالجديد والمختلف موضوعيا وفنيا. وكمتلقي زرت ليبيا لأكثر من ست زيارات وقضيت فيها أيام تخللتها تجوال في أسواق مدنها وأحياءها الشعبية. أدرك بأن هذه النصوص مهمومة بقضايا المجتمع.. الاجتماعية والسياسية. وفي بعض نصوص المجموعة ما هو غير مطروق من نصوص الآخرين. أما الجانب الفني فقد أظهر الكاتب مهارات واضحة. وكونها التجربة الأولى, بدت تلك النصوص في لغتها رائعة وفي تراكيب جملها أيضا.. وسلاسة سردها. وبذلك ننتظر من الكاتب في جديده محاولة طرق أساليب وطرق جديدة.
وككاتب أرى أن علينا أن نأتي نصا بعد آخر بالجديد.. في محاولة أولا لتجاوز أنفسنا.. وثانيا تجاوز السائد من أساليب غيرنا. فما تم إنتاجه يتحول إلى ماض. وما يتم إنتاجه يجب أن يتجاوزه بالتجريب ومحاولة الإتيان بالمغاير. طرائق وأساليب.
وخاتمة أخيرة بالإشارة إلى نص "متاهات التشظي" الذي يمثل كثير من نوصوص المجموع كبوح وجداني. ومثله كان يفترض أن يصدر في مجموعة مستقلة تضم الخواطر والوجدانيات. أي مجموع نصوص مفتوحة على الأجناس الأخرى.
مجموعة تبشر بميلاد مبدع يعرف جيدا أدواته كما يمتلك قدرة على الحكي. وصياغة أفكاره في قوالب لافته.. تلك الأفكار العميقة التي تعبر عن هموم وتطلعات الإنسان الليبي وهو يمر بمصاعب شتى يحدوه الأمل لا أن تعود الأيام لما كان عليه. بل إلى حياة أفضل وأكثر سلام وديمقراطية ووحدة.



#الغربي_عمران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -على كف رتويت- رواية فاضحة لرغبات مكبوتة..
- قراءة في رواية أسكندرانية
- قراءة في مستوطنات تعليمية
- الفيل يفك ضفائر السرد في اصداره الجديد باختراق التابوهات
- دانة البطران تراوح بين المفارقة والترميز
- رياح محمد الشميري في قصاصة عنيدة المضامين ذاهبا بها لمناقشة ...
- واقعية سيرية .. ايدلوجية الطرح في رواية عبد الرحمن خضر -شرخ ...
- لابوانت.. رواية السخرية السوداء.. وتشظي الهوية.
- المرواني يمزج بين فنون الشعر والسرد في مجموعته- انبثاق ضوء-
- عادل سعيد في الأسايطة يكسر مسارات السرد.. ويعري التسلط....
- صلاح بن طوعري.. يلون نصوص بغموض السحر.. سحر جزيرة سقطرى...
- قراءة في مجموعة قصصية لسلوى بكر
- قراءة في رواية مغربية
- قراة في رواية سنوات الغروب
- قراءة في رواية رايات الموت
- قراءة لرواية سيدات الحواس الخمس
- مقاربة حول رواية سيدات الحواس الخمس


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الغربي عمران - شواطئ الغربة.. مجموعة نصوص تبعث على التأمل