أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - عيدٌ، بعد مذبحة - التضامن -!














المزيد.....

عيدٌ، بعد مذبحة - التضامن -!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 7235 - 2022 / 5 / 1 - 19:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصرخ الخَبر وتأتي الصور بكل ماتحمله من فجيعة للقلب والعقل البشري، لتشير لنا أن أحاسيسنا تبلدت أو ماتت في مهد التناسل اليومي لمجازر " ابن العار الأسدي" وحلفاءه من البرابرة...انسدل الستار على الرماد والموت، وارتفعت شارات النصر تفقأ العيون محيلة المشاعر الإنسانية إلى وهج التوحش والانعتاق من جلدِ حسبناه يشبهنا!...
حتى البيوت الخَرِبة تستسلم وتسجد بصمت لأرواحٍ بريئة تُسفح دماؤها من أجل الانتقام، " إكراماً للمعلم " !!!! ، هذا المعلم الذي ربى فيهم روح الوحشية ، روح الكراهية المنفلتة من كل عيار بشري ، يريد أن يسجل له التاريخ اسماً مختلفاً نموذجاً في دفاتر العار الهتلري....
أنت وأقزام الرجال وأزلامك يابن البرابرة ، لقد ارتقيت إلى درجة العُري من كل خُلقٍ وعرف ....لقد ارتقيت لتكون الأول في شيطنة الإنسان، الأول في سجلات القتلة ، الأول في سجلات العار والشنار ، فهنيئا لك يابن الوحش المتمرس في القتل والتدمير...
فجيعة في مدينة " جلق " ، مذبحة تلتحق بأخريات...أسماء كثيرة وسجلات حافلة، وما من ردِ لاعتبار أو لأرواح زُهقت عمداً ...هل يكفي أن نحزن أو نرش رؤوسنا بالرماد وأرواحنا بالنار؟، هل يكفي أن نُراكم الفواجع والمجازر دون أن نقوم بفعلٍ يوازي ويناسب هذا الكم الكبير من الحقد الأعمى؟ ...إن عوَّلنا على الكون وعالمه، الذي يرفع رايات الحرب هنا وهناك من اجل نفوذ ومصالح الدول الكبرى التي تسرق اللقمة من أفواه الجياع وفقراء الكون يزدادون فقراً وفي بلدانهم يرتفع منسوب الحرب والموت من الفاقة ، فما هم سوى أوراق تلعب بها أمريكا من طرف وروسيا من طرف آخر ونحن مجرد بيادق في رقعة الشطرنج العالمي؟
كل مايفعله قادة هذا الكون هو " القلق"! أو مقارنة مجازرنا بما يحصل للشعب الأوكراني ....الذي نشكره لأنه غدا شبيهاً لنا ...هنا في أوربا تندفع الأيدي والجيوب والأسلحة نحو أوكرانيا " الضحية" من أجل إضعاف النفوذ الروسي وقوته الاقتصادية ، ومن أجل مكاسب البيت الأبيض وربط أوربا بذيله سياسياً واقتصادياً ومن أجل إيقاف التمدد الصيني اقتصادياً .
نعتقد أننا بشر لكننا خلقنا ــ على مايبدو ـ في منطقة خُصصت للبلاء ، أعد شعبها ليكونوا قرابين للذبح من أجل بقاء ابن الدم الأزرق القابع في قاسيون، من أجل كرسي هذا القاتل ، الذي لم يكتفٍ بالقتل والتعذيب ولم يشبع جوعه لكراهية شعبه بعد كل هذه المجازر التي ارتكبها نظامه، حتى نكتشف بين فينة وأخرى، مذبحة أشد ايلاماً وفجيعة في نوعية الفتك وطرائقه البشعة، والتي لاتنتمي حتماً لجنس يمكن أن نطلق عليه " بشري الخَلق " ، قام بها أزلامه في الحواري خاوية الأمعاء، في الحواري التي سُكِبت على أجساد أبنائها الزيوت والنيران....سجونه لم تعد كافية وبطشه لم يعد يرضي ساديته...يريد أن يعمم الجحيم ليرفع هو وأقزامه رايات النصر فوق الجثث .
هل يمر ابن الوحش في أزقة دمشق ، بعد أن يتناول سندويش الشاورما مع عائلته؟! هل يرى فعلاً أعداد الأطفال والنساء الذين يأكلون من الحاويات ويتعيشون على بقاياها؟ ...وهل رأى طوابير الشعب على المخابز ؟ هل سأل كم يكلف أبسط صحن للطعام فوق مائدته؟؟؟؟
لا أدري لماذا أطرح مثل هذه الأسئلة على شبيه الرجال هذا. ...والذي رمته الصدف العسكرية والديكتاتورية ليرث مقادير شعب بائس حكمه والده بالحديد والنار وتركه يكمل المهمة، فلو كان من البشر حقاً لما استوى فوق كرسيه لحظة واحدة....
نحن دون العالمين ...نحن دون الكون في هذه البقة الصغيرة من الأرض ..نشرب السُم والعلقم ونتجرع الآلام ونبلعها...آلاماً لم يعرفها الأنبياء ولا عاشها العمال في مناجمهم حين كانت تدفنهم أيادي أصحاب رؤوس الأموال كي تتضخم جيوبهم ويكبررصيدهم في البنوك...عرفها المسيح في صلبه لكنه قام ...ونحن قمنا فهوت على رؤوسنا كل المعاول كي تعيدنا لخشبة الصلب....
يقولون أنه يوم عيد ، عيد للعمال وعيد للصائمين!!!، لكن شعبنا لايعرف إلا الصوم فكيف ومتى يكون له عيده؟....وعمالنا يتضورون ، حتى نقاباتهم باتت أشباحا للتصفيق والزعيق وترديد الهتافات ببغائياً.
أي عمال يمكننا تصنيفهم في خانات جديدة لايعرفها ماركس ولا انجلز؟ ...أهُم أطفال ونساء الحاويات؟ أم عاملات البيوت والشغالات في بيوت الأغنياء الجدد؟...أهُم باعة الأرصفة أم أصحاب بسطات "البالة " أهم الشبيحة أم العفيشة " سارقي البيوت ومحتليها؟ " ...هذه هي أصناف العمال الحاليين في سوريا الخراب الأسدي!...فهم فعلا من يستحق التحية ...هم من يستحق أن نرفع لهم قبعاتنا ونحييهم في بلادٍ تسعون بالمئة من شعبها يتضور جوعاً ويموت في مذابح ومقاصل على يدِ من يريد أن يجعل من شعب سوريا شعباً أكثر " انسجاماً "!!! أي خِرافاً معدة للذبح والمأمأة.
فكل عام وأنت بخير ياشعبنا المذبوح.
فلورنس غزلان ــ باريس الأول من أيار لعام 2022



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخاسر الأكبر هو - الشعب الأوكراني - كما هي حال الشعب السوري ...
- طرطارة - تحسين - أي موتوسيكل تحسين
- أحقاً أن للمرأة عيد؟
- يسمونه - الوطن-!
- غداً يصادف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
- عدالة القوة ! :
- جسور
- لماذا كل هذه السذاجة، أو بعض الغباء؟
- معيب ومشين أن يتمركز الاشراف على مواقع التواصل الاجتماعي في ...
- إلى ميشيل كيلو
- عشر سنوات، فأين نحن اليوم من الحلم وكيف نقرأ الفشل-
- في الجحيم تقفين يابنة سورية، ومع هذا كل عام وأنت بخير:
- معركتنا مع الإرهاب فكرية أيديولوجية
- أرواح الأبواب :
- حكومات خارج التغطية - لايطالها قانون ومازالت فوق أكتافنا-
- كيف تكون مواطناً عربياً سورياً ــ حسب المفهوم الأسدي؟!
- ذاكرة جيل سابق :ــ
- إله محايد ومجتمع مسلوب
- متى تتوقف الخزعبلات؟
- قراءة في مقتل سليماني


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - عيدٌ، بعد مذبحة - التضامن -!