أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - يسمونه - الوطن-!














المزيد.....

يسمونه - الوطن-!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 7157 - 2022 / 2 / 9 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأماكن المنكوبة يهبط الشتاء بمعاطف بيضاء على الأرض رمادية في السماء ، حزينة مرتجفة في القلوب ، هاجس المنكوب في بلدٍ تستمر نكبته ماينوف عن نصف قرن من الزمان البحث عن الدفء ، لا الشمس تحنو ولا الإنسان الذي يمسك بمصير حياته يملك شيئا من الإنسانية ، يريده مواطنا مبلولاً بالذل مغموساً بالطين جائعَ البطن لايفكر إلا بكيفيةٍ يمرُ فيها يومه بسلام وشبع ، إن مَرِض فله " الله " وإن أصابته بلية فهي" إرادة السماء " ، يعرف سبب أوضاعه لكن رعب الموت والبراميل والكيماوي والصواريخ لم تُمحَ من ذاكرته القريبة...يخسر كل مقومات الحياة ومعها يخسر الانتماء والأخلاق والقيم، فالقيم والأخلاق تولد من رحم المجتمع والحياة اليومية التي يعيشها الفرد ، فأي قيمة وخلق أمام طفل يرتجف جوعاً ومرضاَ وبرداً؟ ...يحق له الاصطياد والسرقة والاحتيال...يحق له التشبيح والتشليح ومن ثم الخطف والنهب، فهو في بلد لاقانون يحمي أو يردع، إنها شريعة الغاب وانفلات المعايير ، إنها الفوضى ، فالقوي المدعوم من يعيش ويطفو على سطح العَبث القائم فيما يدعى " وطن"!.
وطنٌ ينام على الماضي ويستيقظ على الضياع في خارطة لايعرف لها حدوداً ولا طبوغرافيا ، كان له موعداً مع الحياة فأغلق دونه باب الموعد وانحشر في صندوق السلاطين والقتلة وعمائم التيه والفقيه، الألوان اختلطت ولم يعد يعرف منها سوى السواد والظلام ، غربة وغرابة يعيشها الفرد رغم أنه مجازاً بين أهله وذويه، يرى وطنه مستباح يباع في سوق النخاسة كل نوافذ التجارة مفتوحة ومسموح لها بالمقايضة والتفاوض فلا علاقات مجتمعية ــ وطنية إلا علاقات المصلحة انفلتت كل المعايير فالعورات مكشوفة ولا ضير طالما أنها توصل للغاية المنشودة .
بعضنا يصاب بالخيبة والصدمة حين يقرأ أو يرى أو يسمع عما يجري هناك فوق أرض كنت أدعوها " وطني"، اغتيالات ، خطف ، سرقة، قتل ، تحشيش، تجارة مخدرات، تشليح ، وتشبيح ...الخ... ناهيك عن الاعتقالات والتغييب والتعذيب والموت المستمر سلطوياً ، فهذا هو دور السلطة لاغير...أما ماسبق ذكره فهو من عمل " الشيطان "! وحين يرتفع صوت ما...تبادر عمائم السلطان إلى القول" أن الله يرزق من يشاء " وأن الرزق من عند الله والفقراء هم من سيدخل الجنة قبل الأغنياء ...مهمتهم إذن التخدير والاخضاع والتنويم وإلغاء التفكير!!!
أرض يسمونها الوطن!، وطن لاكرامة فيه لمواطن ،لا حرية ،لا لقمة عيش ،لا دفء ولا ماء ،لا كهرباء لادواء ،لا مدرسة، ولا بيت أو سقف يحميك وعليك أن ترضى لأنك تخدم وطناً لايخدمك ولا يقدم لك إلا الخراب والقهر والفقر...عليك الصمود والصبر كي تكون مواطناً صالحاً ....في وطن لايصلح للعيش والحياة...وإلا فأنت خائن متآمر تجب معاقبتك ومنع الهواء والحياة عنك.
الوطن الذي لاعمل فيه ولا كرامة ولا حرية ولا أي سمة من سمات الحياة ...لايمكن أن أحس حياله بالانتماء...الوطن الذي أعيش فيه بكرامة ويقدم لي حقوقي ويعترف لي بمواطنتي وإنسانيتي...هو وطني...الجغرافيا وحدها لاتمنح الانتماء، الانسان ، القانون ،الحرية ،الحياة الكريمة هي أساس مقومات الانتماء الوطني.
لا أستغرب أن تخوض سوريا في وحل الفوضى والتردي الأخلاقي والقيمي للإنسان ، فما نراه هو مُنتَج طبيعي لبلد تحكمه عصابات، فالعصابات لاتعرف القانون ولا المساواة والحرية وووو، لها قوانينها الخاصة ومن يشذ أو يعترض مصيره الهلاك...وطنكم هو سجن لاخيار لكم فيه سوى كسر الأقفال والقيود .
فلورنس غزلان ــ باريس 09/02/2022



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غداً يصادف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
- عدالة القوة ! :
- جسور
- لماذا كل هذه السذاجة، أو بعض الغباء؟
- معيب ومشين أن يتمركز الاشراف على مواقع التواصل الاجتماعي في ...
- إلى ميشيل كيلو
- عشر سنوات، فأين نحن اليوم من الحلم وكيف نقرأ الفشل-
- في الجحيم تقفين يابنة سورية، ومع هذا كل عام وأنت بخير:
- معركتنا مع الإرهاب فكرية أيديولوجية
- أرواح الأبواب :
- حكومات خارج التغطية - لايطالها قانون ومازالت فوق أكتافنا-
- كيف تكون مواطناً عربياً سورياً ــ حسب المفهوم الأسدي؟!
- ذاكرة جيل سابق :ــ
- إله محايد ومجتمع مسلوب
- متى تتوقف الخزعبلات؟
- قراءة في مقتل سليماني
- انسحاب وتسليم من اليد الأميريكية إلى اليد الروسية :
- حراس بيت الله :
- أنا سوري ويانيالي :
- الثقة العمياءبمشايخ وعلماء السلاطين تودي للهاوية


المزيد.....




- ترامب يعلن إزالة ضمادة الأذن -الشهيرة- بعد ساعات من حسم الجد ...
- مجموعة العشرين تتعهد -التعاون- لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء ...
- العلاقات الأميركية الإسرائيلية على مفترق طرق
- -للحد من الحصانة القضائية للرؤساء ومسؤولين-.. بوليتيكو: بايد ...
- انطلاق الألعاب الأولمبية وسط خروقات أمنية
- نتنياهو يدرس تعيين جدعون ساعر وزيرا للدفاع مكان غالانت
- فيديو: الشرطة الإماراتية تشارك في تأمين أولمبياد باريس
- ترامب: الإدارة الحالية أسوأ من حكم الولايات المتحدة
- فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غ ...
- العراق.. قصف على قاعدة عين الأسد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - يسمونه - الوطن-!