أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لماذا كل هذه السذاجة، أو بعض الغباء؟














المزيد.....

لماذا كل هذه السذاجة، أو بعض الغباء؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 7007 - 2021 / 9 / 2 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نجوع إلى النور، لكنا نختبيء في العتمة، هل نخاف الضوء ؟، أم أننا نستطيب الحُفر ونخشى الخروج نحو السطح ، كي لانرى واقعنا المأساوي ، كي لانرى حجم بؤسنا الثقافي وتردي حاضرنا وانغلاق أفق مستقبلنا..
بعضنا مصاب بالضجر، بالاكتئاب رغم التشرد سواء في الوطن أو خارجه، نغرق في طوفان من الأخبار، جُلُها مُضَلِل ينفث الوهم يُضَخم الماضي ويجتره ، نَسكر على روايات الأوابد ، ننفخ أوداجنا ونُكثِر من شعارات التمجيد لما مات واندثر، تنفجر نقطة ما كانت ذات يوم شعلة نبض وأمل، فنهرع ونتنافس ، كلٌ يدفع نحو هدف أكثر مَوتية وأقل واقعية، كلٌ يتشدق بحل مع أنه لايستطيع حَل معضلة خبز أولاده...تتراكم المصائب وتتضخم وأمامها يبدو عجزنا كسيح صامت يلوذ بحائط متهالك...حتى بعض من يدعون أنهم من أصحاب الوعي والثقافة، يصبون جام غضبهم على العالم الآخر..."هناك ...عند الغرب تقبع مأساتنا، هم المسؤول عما آلت إليه حالنا.. .إنها " المؤامرة "!!....دون وعي منا نسقط في مصائد الأسد والممانعين ...نجد أنفسنا نسبح معهم في نفس اليم ، نردد أكاذيبهم ونرتبها في قوالب نحاول ألا تتلون بنفس اللون ، رغم أن التركيبة واحدة...لأننا وعلى مر عقود طويلة من إعلام وتربية معاهد " المقاومة والعروبة" لم نستطع أن نتجاوز تلقين دروسهم، لم نستطع ألتعلم من أخطائنا ، لم نحاول تحليل واقعنا وفهم كبواتنا الجسيمة...وأهمها إبان العشر سنوات من عمر سوريا، لا أحد يريد فتح الدفاتر، لا أحد يريد البحث أين ولماذا ومن المسؤول ؟ ولا كيف نتدارك وكيف نعيد البناء؟ نرفع أيدينا للسماء نطالب الرب بغسل أدراننا ، نطالبه بشفاء جراحنا، نطالبه بأن يزرع السلام والحب ، نطالبه بأن يرأف بضعفنا وبضحايانا، لكنا لانعمل من أجل تغيير أوضاعنا، من أجل تعديل وتحليل واقعنا، وفهم مآلاته ، فهم الحاضر ووضع خطط لمستقبل أولادنا ووطننا المشرذم والمقسم لنفوذ دول تتصارع على بقايانا ، نرى الحقيقة ونعرفها ونغمض العين عن مواجهتها...أو نتعامى عنها...نراها ليلاً وننساها نهاراً، لدينا قدرة رهيبة على مقارعة بعضنا حول:ــ هذا الشاعر كان عميلا للأسد وذاك الكاتب لم يكن كما نريده...نبحث في كتب الأمس عن قصص وبطولات لأجداد قضوا منذ قرون ونملأ بأخبارهم الصفحات ونعلق ونسيل الحبر ونتصارع ، أي الروايات هي الأصدق وأيها يرفع من معنوياتنا المنهارة... نعيش فوق السحاب نريد أن نهرب من الأرض ...حتى لو تعلقنا بالغيب والوهم...ألهذه الدرجة نحن سُذج؟ أنستغبي أم فعلا بعضنا غبي؟
لماذا لاننظر جيداً في مرآة العقل ؟ لماذا لانرى الصواب في حاضرنا والأمراض التي أوصلتنا لهذا الانهيار؟ كيف يمكننا إذن أن نرتقي ونتخلص من هذا المستنقع السياسي والاجتماعي؟ من الجُبن أن نهرب ومن الجُبن ألا نطرق الحديد وأبوابه التي تحتاج لأيدينا ، لعقولنا ، لمحاكمتنا ، لرؤية أخطاءنا ...لايمكن لجراحنا أن تشفى دون معرفة السبب،أن ندملها على غث ونخيطها دون تنظيف الجرح وأعماقه ، فسوف نجد أن جرحنا انفتق ولن يلتحم إلا بعلاج لسبب المرض ولدوائه الناجع...
نسأل أنفسنا ولا نبحث عن الجواب، الحقيقة لاتعيش في السحاب ، بل بيننا ...مخبوءة مدفونة تحت ترابنا...دفناها بأيدينا...نحتاج لمصباح فكري لنرى موضع الدفن ولنرى أي علاقات أقمناها وكانت حبالها واهية واهمة تشابكت حولنا كخيوط عنكبوت وسقطنا في شِراكها عن حسن نية أو عن مصلحة ذاتية وأيديولوجية أو عن غباء...لنمزق هذه الخيوط ، لنعترف وعلى الملأ وأمام شعبنا البائس المُضَيع ، نحتاج لمجموعة حتى لو كانت صغيرة من مثقفينا ، أن تقف مع ضميرها الوطني وأن تبدأ بتفكيك كل الرموز المتشابكة وتوضيح اللبس ووضع يدها على كل أمراض العشر سنين ثم البدء من جديد.
هل ستبقى أفراد هذه المجموعة متفرقة كل منها يغني على ليلاه؟ أم أن الغد يحمل لنا بعض الأمل؟ لن نيأس على كل حال.
فلورنس غزلان ــ باريس 02/09/2021



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معيب ومشين أن يتمركز الاشراف على مواقع التواصل الاجتماعي في ...
- إلى ميشيل كيلو
- عشر سنوات، فأين نحن اليوم من الحلم وكيف نقرأ الفشل-
- في الجحيم تقفين يابنة سورية، ومع هذا كل عام وأنت بخير:
- معركتنا مع الإرهاب فكرية أيديولوجية
- أرواح الأبواب :
- حكومات خارج التغطية - لايطالها قانون ومازالت فوق أكتافنا-
- كيف تكون مواطناً عربياً سورياً ــ حسب المفهوم الأسدي؟!
- ذاكرة جيل سابق :ــ
- إله محايد ومجتمع مسلوب
- متى تتوقف الخزعبلات؟
- قراءة في مقتل سليماني
- انسحاب وتسليم من اليد الأميريكية إلى اليد الروسية :
- حراس بيت الله :
- أنا سوري ويانيالي :
- الثقة العمياءبمشايخ وعلماء السلاطين تودي للهاوية
- غالباً ماتكون المرأة عدوة نفسها
- لن نسمح للفكر المظلم أن يسيطر على مجتمعاتنا
- لعيني ليلى الدمشقية
- بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ضد المرأة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لماذا كل هذه السذاجة، أو بعض الغباء؟