أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - معركتنا مع الإرهاب فكرية أيديولوجية














المزيد.....

معركتنا مع الإرهاب فكرية أيديولوجية


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 10 / 31 - 17:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معركتنا مع الإرهاب فكرية أيديولوجية: ــ
عندما يقتحم شاب حياة آخر مسالم ويقضي عليه تحت اسم الله ونبيه، معتقداً أن هذا العمل الإجرامي سيحمله مباشرة إلى عالم الحلم بالجنة والحوريات، هذا لم يُشحن قلبه ويُسلب لُبه عن عبث وكنزوة وإنما جاء نتيجة خطاب مُغرق في الظلامية والسلفية، يعمي البصر والبصيرة يحتل كيانه ويحبب إليه الموت ، يسرق عمره وعمر آخرين أبرياء، كانوا صدفة في المكان الخطأ والزمن الخطأ الذي اختاره عقل القاتل المسلوب والمدفوع إلى ارتكاب الجرم، ونحن كشعوب لم تختر دينها وجنسها ومكان مولدها نقع ضحايا لهذا الفكر ولنتائجه ،وإلا كيف نفسر هذا الكم الهائل من العنف مقابل " صورة"؟!، هل يستوي الفعلان؟...جحافل من المظاهرات التي تتغنى بألفاظ العنف وتدفع لارتكابه وتحض عليه ، كما تحض على الكراهية والحقد والفصل والتذرر سواء بين الشعوب أو بين أفراد الشعب الواحد، بين المسلم وغير المسلم سواء على أرضه أو الأرض التي يعيش عليها ويرتزق فيها، سبق وتحدث الكثير منا ، وكتب في الموضوع عشرات، لكن الكتابة تتوقف إلى أن تقع حوادث جديدة ولا نبادر إلا إذا حوصرنا أو شعرنا أن الواجب يحتم علينا أن ننتقد ونحلل أو نتطرق للموضوع درءاً للبس وحماية لأنفسنا وتبريراً لصمتنا الطويل واستمرارنا بالعيش وكأن الأمور ممتازة وطبيعية!.
أعتقد أنه من واجب كل مثقف أن يسعى ويبذل قصارى جهده، وألا يوفر من وقته مايمكنه أن يقع في صلب المعركة ضد الإرهاب ، المعركة الفكرية التي باتت قوتنا اليومي، ونحصد نحن قبل غيرنا عواقبها ، دون أن ننسى أن إماماً جاهلا يمكنه أن يُجيش آلافاً من الشباب البسيط ويدفع بهم ليكونوا وقوداً لغاياته السياسية السلفية وأحلامه الهلامية بإقامة دولة الإسلام أو فرض قيمه وعقيدته على دول أخرى غير مسلمة، يزرع الحقد ونحن نحصد آثار حقده الأعمى.
يتصرف الإمام الجاهل عن قصد ، يُدفع له يلكون بوقاً، ونحن علينا أن ندفع برتهاته إلى الوضوح والعلن وتكبير صورة مآربه وكشفها ، والتي لاتصب في مصلحة الشباب ومستقبلهم ، ولا في المصلحة الوطنية ووحدتها...
نحن بشر والإنسان حيوان ناطق يمكنه أن يحاور يُقنع أو يقتنع، أما استخدام العنف كرد فعل، فهذا أسلوب الوحش الخائف على بيته وكأنه مهدد وكأنه من قش ، الدين الإسلامي ليس قشاً يحترق بسهولة ولا فكرا غير قادر على الحوار، لكنه يصبح سلاحاً قاتلا حين يمسك بتلابيبه عالم دين غير مؤهل أو مدفوع للتجهيل وبث الفرقة والكراهية، وهنا نسأل ماهو السبب مثلا، الذي يدفع علماء الأزهر إلى عدم تكفير داعش وممارساته، مع أنه قتل من المسلمين أكثر بمئات المرات مما قتل من غير المسلمين ...هل إرهاب داعش بالنسبة للأزهر جهاداً؟!...لقد أدان أعماله الإرهابية لكنه لم يُكَّفِر ممارساته وقتله للأبرياء.
لقد فوجئت واستغربت مواقف بعض " المثقفين " العرب وردود أفعالهم التي لايمكن تفسيرها إلا في إطار القمع الديكتاتوري إسلاميا كان أم سلطوياً ومحاولات الالتفاف على الحقيقة وتشويه صورها ، فالقتل الوحشي الذي طال أستاذ التاريخ الفرنسي " باتي" أو القتل الأكثر وحشية في بيت من بيوت الله في كاتدرائية نوتردام نيس...جاء نتيجة للتشويه والتحريف الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وفي تلفزيونات مغرضة تدفع للكراهية والتمزيق والحروب من أجل غايات ذاك الزعيم أو ذاك المهووس بحلم امبراطورية إسلامية ما، فيقولون على سبيل المثال أن " ماكرون شتم النبي "!!! هذا لم يحصل أبداً، فهل إصرار ماكرون على وحدة المجتمع الفرنسي وعدم تقسيمه لمجتمعات معزولة عن بعضها تعني أنه يريد شراً بالمسلمين؟ كما قيل أيضاً، أن ماكرون" أصر على تداول الكاريكاتور الذي يمس النبي محمد " ــ وهذا أيضا لم يحصل ــ ، لقد أصر على حرية التعبير بما فيها استخدام الكاريكاتور كوسيلة تعبير ...سواء طالت المسيح أو الحاخامات أو محمد...فلماذا على ماكرون رئيس فرنسا البلد العلماني ، الذي يفصل بين الأديان والسياسة أن يميز محمد عن المسيح ؟ ولماذا نشوه الأقوال ونصرخ مطالبين بالعدالة ، بأنه مس مشاعر المسلمين ...فهل مشاعر المسلمين أكثر رقة من مشاعر المسيحيين واليهود؟ لو كانت رقيقة فعلا لما استخدمت القتل والعنف ...لأن صور المسيح والعذراء لم تجعل من المسيحي قاتلا ...
للتذكير فقط ولمن يرى أن هذا التهويش عادلاً، فأين عدالتكم مما جرى ويجري للشعبين العراقي والسوري منذ عقد من الزمان؟ لماذا لم نركم تنتصرون لانتفاضة الشعب السوري والعراقي ، بل بذلتم أموالكم وسلفيتكم من أجل دعم كل الحركات السلفية بالسلاح لإحباط حلم الشعب السوري والعراقي بدولة الحق والقانون والكرامة...أين هو ضميركم المحمدي؟ ــ ولو عاد محمد لكفر باللحظة التي اختاركم فيها لتكونون شعبه ــ لأن الصورة التي تقدمونها لشعوب الكون عن نبيكم صورة مشوهة وبشعة لاتصب إلا في مصلحة صعود اليمين واليمين المتطرف...اسمعوا تصريحات مارلين لوبين، ورئيس بلدية نيس، كي تعرفوا من سيدفع ثمن مجازركم باسم الإسلام والانتصار لمحمد...ومن هو الذي يكسب من حربكم الفكرية سيئة السمعة والفعل.
فلورنس غزلان ــ باريس 31/10/2020



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرواح الأبواب :
- حكومات خارج التغطية - لايطالها قانون ومازالت فوق أكتافنا-
- كيف تكون مواطناً عربياً سورياً ــ حسب المفهوم الأسدي؟!
- ذاكرة جيل سابق :ــ
- إله محايد ومجتمع مسلوب
- متى تتوقف الخزعبلات؟
- قراءة في مقتل سليماني
- انسحاب وتسليم من اليد الأميريكية إلى اليد الروسية :
- حراس بيت الله :
- أنا سوري ويانيالي :
- الثقة العمياءبمشايخ وعلماء السلاطين تودي للهاوية
- غالباً ماتكون المرأة عدوة نفسها
- لن نسمح للفكر المظلم أن يسيطر على مجتمعاتنا
- لعيني ليلى الدمشقية
- بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ضد المرأة
- دمشق ....ومي سكاف
- سُلَم المواطنة:
- التطرف الإسلاموي يهدد حياتنا حتى في أوربا :
- لسيدة النساء - المرأة السورية-
- عنقاء كان اسمها- سوريا-


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - معركتنا مع الإرهاب فكرية أيديولوجية