أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - دمشق ....ومي سكاف














المزيد.....

دمشق ....ومي سكاف


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 5950 - 2018 / 8 / 1 - 02:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بوابة العشق الدمشقية أُغلِقت على حزنها...فلم يعد لديها متسع لأحزان جديدة، حتى مياه " الفيجة" تحولت لدماء...لم تعد تعرف الابتسام والمرح ...لم تعد تتقن قبلات العشق في الحدائق وتحت أشجار " الغوطة"...الخوف يجول في طرقاتها ...رغم أنه يرسم صورة " فرحٍ مُفتعل"...تمتليء الحواري بالزنازين المحروسة، وتضيق حماماتها على ضحايا القهر والعسف...استبدلت لغتها الدارجة بلغة مُبَطنة يكبر فيها حجم الجنون و ينتشر في أزقتها مجانين يتلفظون بمفردات تختزل الحاضر...لكثرة الأقفال المركبة فوق الشفاه، ولازدياد أعداد الشرطة السرية...المكلفة بمذابح الشوارع ...ومذابح الزنازين الممتلئة بجثثٍ كفرت " بوحدانية السلطان".
من هنا مر قلبٌ دمشقي الهوى والمنبت ، طوى راحتيه على الألم والفقد ، واعتقد أنه أدمن الحزن وتآخى معه بانتظار " الأمل" يخترقه بين فينة وفينة صوتُ يرن في الفضاء ويصعد متفرساً كل المحيط ، يلفظ الخوف ويهزأ من الغزاة...قلبٌ يحتفظ بذاكرة آرام وحكمة حنا المعمدان...قلبٌ يتقن لغة عيسى ثم يجمح نحو خنجر عمر فيتمنطق به في جولاته الليلية وسعيه اليومي على معسكرات الرافضين المقهورين ...اللاجئين في مخيمات التغريبة السورية...إنه قلب " مي سكاف ",
مي التي كسرت مع الجموع جدار الصمت وحطمت جدار الخوف بمعولِ إصرارها وايمانها بإنسان وطنها.
مي ذاك النهر الجارف ، الذي لايُغرق إلا شياطين الموت وصناعه، نهر الحرية ونهر الحب ...حب دمشق وأصدقاء مي دمشقيو الحب وشركاء التاريخ والذاكرة.
مي التي قرأت أوجاعنا ، عاشتها وترجمتها لغضب يفيض على الطغيان ويعريه ...مي المتدفقة أنوثة ومحبة ، العارية من غواية الدجل والتبجيل والتَجَمُل، قرأت شعورها بدقة وقرأتنا بلهفة المحب الآمل.
مي المرأة الجميلة ، التي استقت من جرح الوطن وجراحها...حلم أمة توأد تحت عربات السلطان القاتل، حملته سيفاً يقارع الظلم والعسف ...بالكلمة الصادقة والموقف الرجولي .
مي تلك الرياح العاتية ، التي استيقظت مع الشرارة الأولى لثورة الحق والحرية في سوريا، استنهضت الإنسان فينا ...واستدرجت البرق ليشق درب الأمل....نسجت من الغيم حلماً تتدثر فيه شتاءً ، وفي الصيف رمزاً للصعود فوق جبال الحرية ، التي آمنت فيها مي.
مي بركان المحبة لدمشق وشهيق الحرية الذي ركب أمواج السلم ...لتحقيق الحلم...تتركنا اليوم على خاصرة الطريق...تدوسنا أمراضنا وستدوسنا الأيام القادمة ...إن لم ندخل مع روح مي أبواب دمشق السبعة
سامحينا أيتها الإنسانة الكبيرة...فإن خذلك جيلنا ...لكني متيقنة... من أن جيل " جود" لن يخذلك ولن يخذلنا.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُلَم المواطنة:
- التطرف الإسلاموي يهدد حياتنا حتى في أوربا :
- لسيدة النساء - المرأة السورية-
- عنقاء كان اسمها- سوريا-
- متى نتخفف من إرث الضغينة؟
- للمرأة السورية في نهاية هذا العام :
- أين نقف من المرأة؟ وماهو لون غدنا؟
- وطنٌ يدفن :
- الاستفتاء الكردستاني :
- ماذا بعد داعش والأسد؟
- من تداعيات الانتخابات الحرة :
- ننتظر الحسم غداً :
- كش مات، جواب أسئلتي-
- المرأة في يومها العالمي :
- أفضل أن أكون :
- نحن والإرهاب والعالم :
- نحن والميلاد:
- المرأة ، الإسلام والعنف :
- انحسار الوطنية وبروز المذهبية والقومية-
- دور الأنتلجنسيا السورية :


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
- بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك ...
- الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو ...
- تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل ...
- مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ ...
- الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ ...
- روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال ...
- الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ...
- إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - دمشق ....ومي سكاف