أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - للمرأة السورية في نهاية هذا العام :














المزيد.....

للمرأة السورية في نهاية هذا العام :


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 5743 - 2017 / 12 / 31 - 01:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من هو الذي يستحق أن نتوقف وننحني أمام صبره واحتماله الأيوبي النادر؟ ...لا أرى أمامي نموذجاً يمكنه أن يحمل قدسية تنحني لها الهامات رجالاً وأطفالاً ...صغارا وكباراً ونساء متنوعات الانتماء...إلا المرأة السورية....

أن ينتهي عام ويحل آخر، لافرق عند أم أنهكها الجوع والتشرد ، وتآكلت أطرافها بحثاً عن سقف آمن، لافرق بين البارحة، التي لم تحمل لها سوى المزيد من الأحزان وفقدان الأمل بأن الغد سيحمل لها شعاع أمل ينير عتمة نهاراتها....قبل لياليها...وبين غدٍ لاتبشر طلائعه بتغيير يتساوى طرداً مع ماقدمه الشعب السوري من تضحيات.
سيقول أحدكم ...لايمكنك أن تعممي...أو تشملي كل السوريات، لابد وأن يكون هناك نموذجاً تودين تكريمه أو تقديسه كما قلتِ...نعم ...فلايمكنني أن أضم في لوحتي هذه من تغلق عينيها أمام الظلم وتتماهى مع العسف ...لذا أختصر القول فأقدم كل التحايا والتكريم لهن ...لمن أقصدهن ...دون تسييس أو تأطير ..وإنما بتصوير أتمنى أن يجود به قلمي فيمنحهن بعضاً مما يستحقنه...
ــ لسوريةٍ، فقدت رب أسرتها وتحولت لمعيل ، شردها الطغيان لتصبح لاجئة في الوطن أو خارجه، تعاني من حصار اجتماعي وتحرش جنسي ولفظي ومساومة من أجل لقمة العيش، تعمل بكل أنواع العمل ...مع أمل بأن الليل مهما طال سيزول وستكون هناك عودة ما لسقفها الأول، لن يعود الفقيد، لكن الصغار سيكبرون....ومن يدري ربما سيشق بعضهم درباً تنير غدها ، وسيفتحون كوة في فضاء أكثر رحابة وسعة تبعدها عن هذا الكون الذي يضيق حتى على أنفاسها...
ــ لسوريةٍ، اختطف الطغيان على أشكاله " الأسدي، الداعشي ، وباقي التشكيلات المتزعمة للأحياء والمناطق" ابنها أو ابنتها...غُيب أو" غيبت " دون خبر أو مصير..ومازالت تنظر للسماء ولكل مفارق الطرق علَّها تحظى بخيال يشير إلى أنه أو أنها قادمة ، أتقنت كل فنون الانتظار ، كَبُر ألمها وصار بحجم الكون...صخرة تجثو فوق صدرها، تتدحرج تاركة بصمات حرمانٍ وشوق وظمأ لاتطفئه مياه المحيطات مجتمعة...ومازالت ترنو وتسأل ...مازالت تحلم ويساورها الأمل...لأنها لم ترَّ ولم تسمع مايشير إلى حياة أو موت...إذن يكبر ككرة الثلج صبرها ووجع انتظارها...لها أنحني...لها أجثو وأتشارك معها ألمها ...لأن هذا النوع من الفقد ...أصابني في الصميم ..." منذ اختطف أمن الأسد ، تغريد المحزم " ابنة أختي " ...أنا وأولادها وأمها وأخوتها وكل من عرفها ....نعيش كَيَّ الانتظار...
ــ لسوريةٍ ، اختطفتها يد القاتل وأزلامه ...وزجت بها في غياهب السجون لتُعَذب وتُغتصب وينكل بها...منهن من قضى ومنهن من ينتظر، يعاملن كالعبيد...ولكن آذان القاتل لاتسمع ولا تستجيب، لأنه يعلم أن هذا السلاح أدهى وأشد فتكاً من كل الأسلحة التي يمكنها أن تذل وتكسر الأسرة السورية وتقضي على جذورها وروابطها...يعلم أنه باعتقاله للمرأة يطعن كرامة أهلها ويرمي بها إلى حضيض " الشرف " ــ لأنه بلا أخلاق وبلا شرف....يريد أن يجرب كل أعمال الفتك ، التي تسمح له بأن يغربل المجتمع السوري ليصبح مطواعاً ..." متجانساً " ــ كما قال ابن الأسد .
ــ لسوريةٍ ، تنتظر زوجاً رحل معصوب العينين ، مكبل اليدين والقدمين، فقط لأنه ممن قال لا لنظام الطغيان ...فقط لأنه أراد أن يفك قيوده وقيود أولاده ويحررهم من عائلة أوغلت في دم الشعب السوري، سرقت لقمته وأفسدت حياته وعيشه، يريد أن يكون حراً ويعيش في وطن حر...فكانت نتيجة رفضه للعسف أن غاب ورحل إلى غير رجعة في سجون الطاغية ، أو في سجون داعش، لأن صفات إيمانه لاتنطبق على صفات الايمان الأسدي أو الداعشي...ومقاييس الحرية عنده ترفض القيود والسلاسل، وهذا يعني أنه العدو اللدود ...لنظام الخليفة ابن الخليفة الأسدي أو البغدادي ..فلا فرق فكلاهما طغيان بوجه مختلف.
ــ لكل سورية، تكدح وتعمل متمسكة ببيتها وأرضها، ترفض المغادرة وتحاول إيجاد حلول لأيامها الصعبة في ظل حرمان يومي من أبسط مستلزمات الحياة ...من علبة الدواء إلى شربة الماء، ومن حربها من أجل لقمة مغموسة بالدم ..بالجوع والقهر...ومع هذا لازالت تواصل صبرها وصمودها ...محاولة الابتسام ، لم تفقد الأمل ...لأن التاريخ علَمَها أن لاظلم يدوم ولا أبدية لاستبداد وطغيان واحتلال.
لكُنَ نساء بلدي أنحني ، وحدكن من يستحق التكريم والتذكر في نهاية هذا العام الأسود كمن سبقه ، على أمل أن يحمل العام الجديد بوادر الخلاص من الاحتلالات القابعة فوق الجسد السوري .



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين نقف من المرأة؟ وماهو لون غدنا؟
- وطنٌ يدفن :
- الاستفتاء الكردستاني :
- ماذا بعد داعش والأسد؟
- من تداعيات الانتخابات الحرة :
- ننتظر الحسم غداً :
- كش مات، جواب أسئلتي-
- المرأة في يومها العالمي :
- أفضل أن أكون :
- نحن والإرهاب والعالم :
- نحن والميلاد:
- المرأة ، الإسلام والعنف :
- انحسار الوطنية وبروز المذهبية والقومية-
- دور الأنتلجنسيا السورية :
- حروب ودعدشات:
- إليكم يا أولاد الستين ...(........)!
- كلاهما يخشى الآخر ويوجه له أصابع الاتهام:
- الكراهية والحقد لاتقاوم التقسيم:
- خمسةعجاف والحلم باقٍ :
- خذوا سوريا ودعوا أوكرانيا:


المزيد.....




- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - للمرأة السورية في نهاية هذا العام :