أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نحن والإرهاب والعالم :














المزيد.....

نحن والإرهاب والعالم :


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 20 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم الذي جعل " ترامب " يصعد إلى كرسي الرئاسة الأمريكية ، هو نفس العالم الذي جعل من " بوتين " إمبراطوراً جديداً في روسيا، ونفس العالم الذي أتى وسيأتي باليمين واليمين المتطرف في معظم الدول الأوربية ، وهو نفس العالم أيضاً الذي ،ترك الشعب السوري يذبح على مدى ست سنوات مضت ، ونَوَّم ضميره الإنساني اعتقاداً منه أنه بهذا العمل يضمن مصالحه وحياة أولاده ويجنب بلاده الإرهاب، ومالبث أن خرج الإرهاب من رحمه وشكل له هاجساً يومياً ... يقض مضجعه السياسي ، ويؤدي بالتالي للرد على التطرف الإرهابي بتطرف سياسي ، وهذا المنحى لايمكن تسميته إلا بالعمى والتخبط الفكري والسياسي لحل معضلات عالمية لاتعرف الحدود ، لكن حلولها قاصرة وعنفية ترد على العنف بعنف آخر سواء عسكري أو منهجي سلوكي آني ، لايحل جذور القضايا ولا يراها بعمق، بالطبع هذا الأمر على الصعيد العالمي الغربي ــ فما هو دورنا وفعلنا نحن ...كعرب أو كمسلمين أو كدول تخرج مدارس الإرهاب وترسل بها إلى بقاع العالم ...كما تدمر العلاقات الإنسانية والوطنية في المنطقة " الموبوءة"؟!
حتى اللحظة تنغمس كل دول المنطقة بحربها على " الإرهاب" مع أنه منتج معظم الدول ، التي تدعي أنها تتصدى له اليوم!..وقد غرقت نتيجة لقصر نظرها السياسي وعماها الفكري والديني وتعصبها الطائفي في حروب لن تخرج منها إلا وهي منهارة اقتصادياً ومشكوك في مسلكها ونهجها سياسياً ، فمن حرب اليمن ...التي لايبدو أنها ستفضي إلى سلام قريب ولا إلى نهاية عسكرية قريبة ينتصر فيها أحد على الآخر بقدر ما سينهزم ويخسر شعب اليمن المنكوب منذ عقود طويلة حتى اللحظة، إلى حرب الكر والفر في مصر وسيناءها وفي عمق القاهرة كذلك بين نظام منهار اقتصادياً وفاشل سياسياً ...يقوم على عسكرة وكم أفواه الناس ...أفشل ثورة الشعب المصري وأعادها لما هو أسوأ من عصر مبارك وأنجاله وسطوته، إلى الحرب العراقية الدموية التي اتخذت طابع الطائفية السياسية كمظهر أرادته اليد الطويلة في العراق والمرتبطة وثيقاً بدولة الفقيه في طهران ، مع أن أهدافه البعيدة ربط العراق بشكل دائم وحصري بالإمبراطورية الفارسية التي يسعى إليها الحلم الفارسي بثوب شيعي مقصود لشد إرادة الشعوب المتخلفة في فهم وضعف الرابط الوطني، سواء في العراق وماتركه من آثار وتراث حكم صدام حسين، أو في سوريا وماخلفه ويخلفه النظام الأسدي من فكر عقيم وإقصاء سياسي مقصود للمواطن عن الحياة العامة والسياسية واستقطاب لكل ماهو طائفي ...وديني يمسك بتلابيب الشعب وحراكه ..وهذا هو السبب الرئيس الذي جعل من بلادنا مهبطاً لداعش والنصرة وماشابهها ...مع أن نقيض هذا ومقابله أحزاب مذهبية الطابع تخدم الحلم الفارسي في المنطقة "كحزب الله ، وأنصار الله ، ...والنجباء وغيرها كثير ". بالطبع الشمال الإفريقي العربي وغير العربي ...يغطس في بحر الإرهاب حتى أذنيه ، من ليبيا لتونس وموريتانيا ...ومالي ونيجيريا ...وغامبيا ويحياها المتمسك بتلابيب دولته " الإسلامية "!..
ماذا فعل علماؤنا ومفكرينا للخروج من هذا النفق والتخبط بين سلفيته الظلامية وتخلفه عن تطور الحياة والشعوب وإنقاذ شبابه ، الضحية الأولى والرئيس في السقوط ببراثن هذا الفكر ...حتى الآن مجرد مؤتمرات إسلامية ....لايخرج عنها سوى بيانات وإدانات ...وتضامن مع السعودية ومع باكستان وأفغانستان ، وتركيا وغيرها ...دون أن يخرج عنها مجموعة تعني بتغيير الفكر الديني والمنهج المتبع في دول التفريخ الإرهابي ، لم يخرج عنها كتلة تسعى وتهتم بالأجيال القادمة وتغيير مناهج التعليم في مدارس تفرخ الفكر الإرهابي ، ولم يخرج عنها دراسة معمقة تبحث بالأسباب لتواجد هذه المجموعات على أرضنا وتشير بالإصبع الصريح للعوامل الرئيسة في نشوئها وتعطي تحليلا واقعيا صادقا لمظاهرها وجذورها ، كما تعطي حلولا وطرقاً لتنظيف المجتمعات المبتلاة بمثل هذا الفكر...واكتفى مفكرونا وبشكل إفرادي بإسداء النصح والتنظير ...دون أن يمد الواحد منهم يده للآخر القريب منه فكرياً للعمل سوية على تكوين جبهة عريضة تكرس نفسها لتوعية المجتمع وتطهير الأجيال من هذا الاثم ..نعم إنه الإثم ، والمسؤول الأول عنه هم مفكرينا ومن نسميهم " نخبتنا " ، ولو انتظرنا من الحكومات العربية والإسلامية أن تخطو خطوة نحو تفعيل أعمال من هذا النوع والنهج ...فباعتقادي كمن ينتظر من صحراء الربع الخالي أن تصبح جنة عدن...
نرى بين فينة وأخرى تجمعاً هنا وتكويناً هناك ...يطرح الفكر النير والمنير...لكنه لايكبر ولا ينتشر لأنه محصور ومحاصر من نفسه ومن مجموعته، التي ترفض الانفتاح على مواطنيها وعلى رفاق درب فكري وإن اختلفت المنابع أو مصادر التمويل .. وكل يشكك ويغمز من زميل الدرب ...فمتى نتخلص من هذه الأمراض ونخطو نحو أفق أبعد لتحقيق حلمنا في وطن حر ديمقراطي يمثل كل مكونات أوطاننا المتنوعة ، إن لم نحارب الفكر الظلامي وهو في بيتنا فلن نخرج من الإرهاب إلا حين ندمر ماتبقى من أمل ومن مجتمعات عادت إلى الوراء عقوداً طويلة ..فهلا نظرتم في المرآة يانخبتنا؟. هلا سعيتم لمساعدة هذا العالم الأعمى على فتح عيونه على حقيقة الإرهاب وعلى تكوينه وطرق معالجته ، قبل أن يكيل لكل من يحمل وجهاً مشرقياً أو معالم عربية ــ إسلامية تهمة الإرهاب ، عليكم وعليكم فقط يقع عبء وعي مجتمعاتكم ، وتنظيم علاقات إنسانية مع بقية شعوب الأرض لترانا كشعوب حضارية خلاصها وخلاصنا مترابط ، والعمل المشترك بين مثقفينا ومثقفيهم هو السبيل الوحيد لعالم حر بدون إرهاب .
باريس 20/01/2017



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والميلاد:
- المرأة ، الإسلام والعنف :
- انحسار الوطنية وبروز المذهبية والقومية-
- دور الأنتلجنسيا السورية :
- حروب ودعدشات:
- إليكم يا أولاد الستين ...(........)!
- كلاهما يخشى الآخر ويوجه له أصابع الاتهام:
- الكراهية والحقد لاتقاوم التقسيم:
- خمسةعجاف والحلم باقٍ :
- خذوا سوريا ودعوا أوكرانيا:
- دواعشهم ودواعشنا:
- لماذا ستفشل حربكم على - الدولة الإسلامية- إن لم ....
- ربي مختلف عن ربكم، لكم دينكم ولي ديني
- ماذنب اللغة حين تُستَعبَد؟
- أرفع قبعتي لك يابوتين، فماذا يخفي هذا الوضوح؟
- سوريا مسرحاً لصراع قديم جديد روسي أمريكي
- إن لم تستحِ ، افعل ماشئت
- في السياسة:
- لمن الحق، وأين هو الحق في عالمٍ مات فيه الحق؟!
- كاميرا ترصدالواقع باختصار :


المزيد.....




- متى أصدر ترامب أمره النهائي بضرب إيران؟ مسؤول بالبيت الأبيض ...
- -عدوان همجي-.. بيان لحزب الله بعد ضربات أمريكا على حليفته إي ...
- رئيس إسرائيل لـCNN: لم نجر أمريكا إلى الحرب.. بل اختارتها لم ...
- فيديو متداول للقصف الأمريكي على منشآت إيران النووية.. هذه حق ...
- بعد الضربة الأمريكية.. علي شمخاني مسشار مرشد إيران: -اللعبة ...
- لقطات قبل وبعد.. صور أقمار صناعية تظهر دمار منشآت إيران النو ...
- في ظل أزمات الرئاسة والمحاكمات.. البرازيل تشتعل بسبب دمى -ال ...
- عشرات الضحايا في تفجير انتحاري نسب لـ-داعش- داخل كنيسة في دم ...
- سيناريوهات تدخل حزب الله بعد الضربة الأميركية على إيران
- دول عربية تعرب عن قلقها بعد الضربات الأميركية على إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نحن والإرهاب والعالم :