أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ربي مختلف عن ربكم، لكم دينكم ولي ديني














المزيد.....

ربي مختلف عن ربكم، لكم دينكم ولي ديني


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أي رب هذا الذي تعبدون؟ أي إله هذا الذي يعيش على وقع الموت؟ وأي إله هذا الذي يقدس قتل الإنسان للإنسان؟ ...كيف يمكن لبشر يملك عقلاً يتركه وديعة وعبداً لمن يتلاعب بقدراته وحكمته ويستطيع إفراغه من المنطق ومن الإنسانية؟..(.الله أكبر )!!! صارت مضغة بأفواه من لايعرفون هذا الله إلا كصورة متوحشة رهيبة ، قاتلة...مُعَذِبة ...منتقمة...شرهة للإنتقام...تعشق الدم ...لقد حولتم الله لدراكولا ..لقد حولتموه ...لمجرم ووحش يتشهى ويتغذى على التعذيب والترهيب...وأنه لم يخلقنا إلا كي يستعبدنا ونعيش فقط ... من أجله وأن وجودنا برمته ملغى وممحو ..وعلاقتنا به مجرد علاقة عبد ومعبود!..وأن وجودنا في الحياة متلازم ومرتبط فقط بعبادته وتأليهه..ومانحن إلا إمَّعات عليها الترديد والتكبير بلا عقل أو إحساس أو فعل ينمي قدراتها ويطور أعمالها ويسخر العلم لحياة أفضل وأنجع للإنسان باعتباره صورة من صور الإله وعنه ...وأنه خير المخلوقات...فأي إله ديكتاتوري مغرق في الدموية هذا الذي تنشرون صورته؟ وتأخذونا نحن المولودون تحت يافطة هذا الإله بصورته " المسلمة" بجريرتكم؟!.
لم أنم ، ولم تنم باريس...رائحة الموت والدم تزكم الأنوف...صور الضحايا البريئة تفقأ العيون...شباب يعمل طوال الأسبوع ...فيسعون لبعض البهجة والفرح كي يخففوا على أنفسهم وطأة العمل الشاق...من رياضة ، لموسيقى، للُقمة طيبة مع رفقة وصحبة ، أو فنجاناً من القهوة وكأسأ ينسيهم هموم الأسبوع برمته...لكن يد الجزارين تفتك بكل من تضعه الصدفة في طريقهم ، الذين لايميزون بين مواطن وآخر...لا من حيث اللون أو المذهب ، أو الانتماء...وهنا فقط تنقلب الأفعال الشائنة ونتائجها على الفاعلين....لأنها توحد كل من يعيش فوق الأرض الفرنسية...فالموت البشع لم يتخذ صورة ما، ولم يستهدف طرفاً دون الآخر من سكان باريس، بل جمع كل من يعيش فوق الأرض الفرنسية في سلة واحدة ، وبهذا يصبح القتلة عدواً لدوداً لدى الجميع ويعمل على إلتفاف الوطن الفرنسي وتشكيلاته السياسية على تنوعها وتضاربها وراء حكومته وإلى جانبها.
فأن يعلن الرئيس الفرنسي عن حالة الطواريء لأول مرة منذ عام 1955 ، وأن يغلق الحدود الفرنسية ذهابا وإياباً مع دول الجوار الأوربي، وتتخذ حكومته كل الاجراءات الصعبة والاستثنائية من أجل حماية الوطن والمواطن، كوقف زيارة المتاحف وإغلاق صالات الفن والموسيقى وكل الألعاب الرياضية المبرمجة لهذا الأسبوع على الأقل، كما تغلق بعض محطات المترو الحساسة....الخ، كل هذه الاجراءات الصعبة والتي لابد منها...تعني الكثير بالنسبة لنا ولكل من يعيش على الأرض الفرنسية، لم أرَ وجه رئيس دولة ينضح ألماً وصوته يرتجف بوجع كما رأيت " هولاند" البارحة منتصف الليل!
كما لم تعلن السلطات الفرنسية حتى الآن عن هوية وجنس المجرمين ...وهذا يعني أنهم يريدون محاصرة وملاحقة كل من لهم علاقه بهؤلاء...والضرب بيد من حديد في أوكار القتلة والمعدين لمثل هذه المجازر البشعة...
باريس تتحول لثكنة عسكرية بفضل صناع الله...لأن إلهكم لايشبه أي إله عرفناه صغارا وقرأناه أو تعرفنا عليه من هذا الدين أو ذاك...اغرقوا بجهلكم ..كونوا أغبياء..لكنا لانريد أن نشبهكم ... لانقربكم ..لاتنتمون لجنسنا ولا تعبدون مانعبد ، لسنا منكم ولسنا أتباعاً لربكم الذي لَوَنتموه بالدم....
في نهاية المطاف...من الذي يربح ويحصد نجاحاً سياسياً من هذه الجرائم؟ جاءكم الجواب فوراً...ورد الفعل ...برز على صفحات الخبر..أربعة نواب فرنسيين يعلنون زيارتهم لبشار الأسد...وبشار يصرح قائلا لهولاند" ..أنكم تعيشون مانعيش منذ خمسة أعوام" َ يريد من هولاند أن يشبهه في ارتكاب الجرائم..يريد أن يقول أن مايقوم به من قتل هو حرباً على الإرهاب!!...مع أنه لايشبه إلا من قاموا بالجريمة النكراء في باريس ...لأن الفاعلين...هم أشقاء لبشار في الفعل وإن اختلف الخطاب...فهل وصلت الرسالة لعقول من لاعقول لهم.؟!..رباه كف عنا هذا البلاء تحت يافطة اسمك.
ـ باريس 14/11/2015



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذنب اللغة حين تُستَعبَد؟
- أرفع قبعتي لك يابوتين، فماذا يخفي هذا الوضوح؟
- سوريا مسرحاً لصراع قديم جديد روسي أمريكي
- إن لم تستحِ ، افعل ماشئت
- في السياسة:
- لمن الحق، وأين هو الحق في عالمٍ مات فيه الحق؟!
- كاميرا ترصدالواقع باختصار :
- اتفاق - محور الشر- مع - الشيطان الأكبر-!
- بين زيت الصبر وزيت النفط فرسخاً صغيراً
- قراءة في مقابلة - أحمد منصور- للجولاني:
- عند حمزة الخبر اليقين:
- إلى أخي السوري في بلد - الأسد غير الإرهابي -!!!
- حلول موسكوبية
- في مرآة الواقع:
- ثمن الموت السوري في عالم - الأبوة-!
- خريطة جديدة للمنطقة....ربما!
- الإسلام المعتدل!
- - لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر-!
- صورة قاتمة للمنطقة واستبداد جديد!
- عدالة عرجاء !


المزيد.....




- الكشف عن المدينة الأكثر ملاءمة للعيش بالعالم في عام 2025
- قطر.. الشيخة مريم تلفت لـ3 نقاط بصراع إيران وإسرائيل
- هل ما زال بنفس القوة؟.. ما هو وضع علي خامنئي بعد حكم إيران ل ...
- الأردن.. فيديو يرصد رد فعل برلمان أوروبا على كلمة الملك عبدا ...
- أوريشكين: التغيرات الديموغرافية العالمية الحالية أسوأ مما ك ...
-  الإعلام العبري: الإسرائيليون يهربون من القصف الإيراني إلى أ ...
- سودانيون في إيران: أنهكتنا الحروب في الوطن وفي دولة النزوح
- هل تتدخل روسيا إلى جانب إيران في المواجهة مع إسرائيل أم أن ل ...
- إيران تعلن أنها تسيطر على سماء تل أبيب بفضل صاروخ فتّاح الفر ...
- تصعيد بين إسرائيل وإيران وسط ترقب للدور الأمريكي في النزاع


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ربي مختلف عن ربكم، لكم دينكم ولي ديني