أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية وما موقع الحوار المتمدن















المزيد.....

الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية وما موقع الحوار المتمدن


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7211 - 2022 / 4 / 5 - 18:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكنني أن أتفهم موقف خبير روسي أو أوكراني في الحرب الروسية الأوكرانية، يمكنني أيضا أن أتفهم موقف قنوات روسيا وقنوات أوكرانيا في الدفاع عن بلديهما، لكن ما لا أفهمه هو أن يكون خبيرا ما أو أن تكون قنوات إعلامية من بلدان أخرى تسير مع هذا الاتجاه او ذاك، هذا أمر شائك ولا يعني إلا أمرا آخر، فالاستعانة بالآخر في الصراع، بهذا الخبير "المحايد" (من بلد آخر) او تلك القناة الإعلامية من بلد آخر هو امر سفه المشهد الإعلامي، وحتى تلك الخرافة الجميلة: الاستعانة بمعارض من البلد الذي في الحرب، من الجانبين أقصد، كالقول مثلا روسي ينتقد النظام الروسي أو اوكراني ينتقد النظام الأوكراني، هذا الامر لا يعد اكثر من شحنة زائدة لتجييش عواطف الذات، ذات المتلقي المتعاطف مع هذا أو ذاك، إن الحقيقة هي الوحيدة الضائعة في الصراع وهذا أمر حقيقي، لكن لنضع هذا جانبا ونتساءل، لماذا لا يوجد خبير محايد وقناة محايدة؟ لماذا نلجا احيانا إلى مثقف معروف بنزاهته على الرغم من انه هو ايضا في التزظيف الإعلامي يقتطع كلامه على طريقة "ويل للمصلين".. لا يوجد حياد ببساطة لأننا اردنا أو كرهنا نوظف هذا الصراع داخليا، فالمجابهة بين الروس وأوكرانيا أصبحت الآن مجابهة بين القوى الاجتماعية داخليا لأن الصراع في هذه الحرب وإن بدا يقتصر على بلدين هو في العمق صراع كوني بين القوى الإمبريالية الرأسمالية التي تتحشد لنصرة هذا الطرف على ذا. والقوى الغجتماعية المناهضة له.
في مشهد غريب في قناة دولية "خبيران" سوريان واحد في باريس والآخر في واشنطن، سوريان لكن مختلفان كل منهما يجدي في نصرة طرف معين، كلاهما منفيان (أو هكذا اعتقد)، لكن بنظرة قصيرة يعكسان نفس الصراع في سوريا بين ما يسمى قوى الثورة (المعارضة) والقوى المناصرة للنظام السوري أو موضوعيا لما يسمى "جبهة الممانعة" (رغم ان هذه الموضوعية فيها الكثير من النقض أيضا) ، في متابعة هذا الحوار تبقى الحقيقة هي الضائعة دائما، هذا الحوار يعكس النمطية المقلوبة للنمطية الأولى التي هي انعكاس الصراع الدولي في صراعاتنا الاجتماعية الداخلية، هنا في حوار هذه القناة الدولية ينقلب النمط، يتنمط الصراع الداخلي في سوريا في الحرب الروسية الأوكرانية، قس هذا على كل الجبهات في تناقضاتنا.
هل مثلا يستطيع المحلل "الخبير" ان يقفز عن واقعه الإجتماعي في الصراع الداخلي وينظر إلى الحرب من زاوية مختلفة؟
حتى الآن لم أشاهد هذا المثقف الخبير الذي يقفز على تناقضاته الذتية (بمعنى داخل وطنه) ويحلل الصراع من منظور استراتيجي دولي استنطاقا للميكانيزمات التي تتفاعل فيه (لا يمكن لخبير سوري معارض للنظام ان يعطي لنا تحليل موضوعي في الصراع الروسي الأوكراني والعكس بالعكس: لا يمكن لخبير موالي للنظام السوري ان يعطينا تحليلا موضوعيا متفهما لوضع الحرب الروسية الأوكرانية)
ليس الموضوعية هنا هي ما يفسر تدخل هؤلاء "الخبراء" في هذه القناة الدولية والتي هي بالمناسبة " ر. ت" الروسية، بل الصراع في سوريا هو ما يحدد هذا النمط من التجيش : روسيا مخطئة في اوكرانيا لأنها مخطئة في تدخلها في سوريا إلى جانب النظام السوري، والعكس بالعكس بالنسبة "للخبير الثاني": أوكرانيا هي المخطئة لأنها تمثل قوة الشر الغربية، وبغض النظر عما إذا كانت وجهات نظر الخبيرين مقنعة أم لا فإن تحديد منطلقات الخبيرين في الصراع يفسد موضوعة الحقيقة.
في القنوات الأوربية كانت موضوعة الحرب الروسية الأوكرانية هي الأسذج على الإطلاق وطبعا في أوربا حيث الإعلام يتميز باحترافية قاسية ويمكن الإستدلال هنا بالحوارات الإنتخابية قبل الدخول في موضوعة الحرب، في القنوات الرسمية التي بهذا اللمز الإحترافي تسمى ايضا قنوات مستقلة، في حوار انتخابي يحضر صحفيون هم في الواقع ـ خبراءـ في السياسات الوطنية، في الغالب ينتمون إلى الحزبين القويين في الدولة، توزع الحوارات بحسب التمثيلية السياسية في برلماناتها، بعبارة أدق يحضر في البلاطو ممثل الحزب الاول، ممثل الحزب الثاني، ممثل لليسار، وممثل للوسط وآخر للوسط القومي (تشكيل يعكس الخريطة السياسية، أمر عادي بحيث يظهر أن توزيع الحق في التعبير حق متساوي) لكن إلى جانب ممثلي هذه التشكيلات صحفيون خبراء في الترنيم الإنتخابي، "مستقلون" بشكل ما هم ما أن تنظر إلى مسألة الإنتماء لمواقعهم الصحفية ومواقعهم الرقمية حتى تعرف انهم في الأغلب ينتمون إما إلى الحزب الاول او الحزب الثاني بشكل يهيمن في الحوار الخطاب الإيديولوجي الرسمي لنظام الدولة متمثلا في الأحزاب الاولى التي بشكل ما تلعب تلك اللعبة المعروفة في الإنتخابات : حين يصعد الحزب الثاني للإنتخابات يلعب الذي كان الأول دور المعارضة على الرغم من أنهما معا، الأول والثاني لا يختلفان في شيء (بعض التفاوتات السياسية) هذا النظام من الحكم هو في شكله العام نظام الدولة الرأسمالية، في الحوار تتوزع المداخلات بشكل متساوي ويبدو الأمر عادلا، لكن إضافة اولئك المستقلين يخل بالعملية تماما: أي ان الخطاب اليميني النظامي هو المهيمن على خطاب اليسار مثلا وهذا هو ما يفسر اتجاه القوى اليسارية احيانا إلى الحديث في مثل هذه المناسبات بشكل مقتضب على مستوى المضمون: استغلال الدقائق المتاحة في قول كل شيء (ورغم هذا فعلى مستوى المتلقي، الإنسان العادي) هذا المتلقي تنقصه درجة الإستيعاب القصوى لفهم ذلك المقتضب في دقائق، وتحضرني هنا المناظرة الجميلة في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية بين جاك شيراك وفرانسوا ميتيران لتفسير لماذا اليسار برغم خطابه البراغماتي المقنع لا يستوعب من طرف الشعب وقبل الحديث عن ميتيران وجاك أقر مثلا أن حزب "نستطيع" ( (Podemos في إسبانيا، في تقديم برنامجه السياسي في الإنتخابات الاخيرة كان مقنعا جدا فهو كان برنامجا يقترح معالجات اجتماعية واقتصادية ما ويرصد في نفس الوقت السقف المالي كما يرصد في نفس الوقت أيضا من أين ياتي مصدر هذا السقف وليس كما كنا نعتاد سابقا كون الأحزاب تعطي وعودا معينة وتتعذر تاليا بإكراهات ما . كان حزب "نستطيع" يقدم برنامجه بشكل معقول (serio) ومدعم بمعطيات علمية لكن كان ينقصه ذلك المرح النيتشي في تقديمه وهذا ما جعلني اتذكر فرانسوا ميتيران في تلك المناظر الفرنسية الجميلة، حينها وبحسب علماء اللسنيات والسيميائيات وعلم النفس المقيمين للمناظرة تلك (وهذا لم نعد نجده الآن في التقييم السياسي) كان جاك شيراك مقنعا أكثر وجادا في خطابه، بينما كان ميتيران مرحا وساخرا وواثقا في نفسه وكان يوظف معطياته السياسية بحكم انه كان رئيس الدولة بشكل مقتضب يستحضر فيه تلك الإكراهات المفترضة والتي جربها في حكمه ليسخر من جاك شيراك.. في الانتخابات نجح ميتيران.
عشت في إسبانيا اكثر من عشرين سنة لدرجة لم أعد أطيق خبراء قنواتها التلفزية "المستقلة"، إني أحفظ أسماء "خبراء" هذه القنوات لدرجة أعرف ما سيقوله قبل أن يتكلم والغريب في الامر اني أجدهم في كل القنوات الرسمية وكأن إسبانيا ذات الخمسين مليون نسمة (ما يقرب خمسين مليون نسمة) ليس فيها إلا هؤلاء ويقهمون في كل شيء حتى حين يضرب هناك فيضان في منطقة معينة نجدهم يدلون بالرأي.
في الحرب الروسية الأوكرانية أجدهم هم انفسهم واعرف تماما ماذا سيقولون؟ بشكل، مع فرض العقوبات على الإعلام الروسي اشتقنا إلى الرأي الآخر (ليس الراي الذي يمثله "الخبير المحايد" كالسوريان في قناة "ر.ت"). لكن في الحقيقة في الإعلام الروسي أيضا نفس النمطية وإن بدرجة أقل، غنه يتوخى نسبة كبيرة من الموضوعية لسبب بسيط هو ان عليه ان يكون مقنعا. بعد أربعين يوما من الحرب، وجدت "ر. ت" الروسية أيضا لها رزمة خبراء واكاد اجزم انهم بشكل من التناوب هم انفسهم طيلة هذه المدة وعلى العموم هذه القناة تمثل ما نسميه نحن في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ب "جبهة الممانعة": إنها "حيادية" بشكل ما أحسن من القنوات الغربية وتتناسب موضوعاتها مع عواطفنا في الجبهات الداخلية على مستوى الصراع الاجتماعي في بلداننا، لكن أغلب الوقت فيها يمنح لخبراء "الجبهة الممانعة" بما يخدم روسيا، توزيع المداخلات فيها على الشكل التالي: "خبير" من روسيا، "خبير" ممانع من الشرق الأوسط من المنفيين، "خبير" محايد من واشنطن قد يكون من جبهة الممانعة و"خبير" محايد (من اليسار الأمريكي) أو بعض العرب اليساريين المنغمين بالحلم الأمريكي والنتيجة ان جبهة الممانعة اكثر من الجبهة الاخرى.. لا حياد في الأمر.
الحياد في الحوار المتمدن:
في الحوار المتمدن اقرأ مقالات متنوعة: لهؤلاء من "الجبهة الممانعة"، لهؤلاء من الجبهة المناوئة، جبهة الرهج العربي (او ما يسمى بالربيع العربي) وفيه اجد مقالات أخرى تتناول الحرب بموضوعية اكاديمية مبنية على معطيات اقتصادية وجيوسياسية لا تنفخ في الأرقام سواء تعلقت بالغرب أو بروسيا أو بالصين، لكن الحوار المتمدن ليس قناة بحجم القنوات التي انتقدناها هنا . نحن بالفعل نحتاج إلى قناة ذات بث مباشر وتسمح بهذا التنوع في المداخلات . لكن هذا ايضا يطرح إشكالا آخر: إن استنطاق الميكانيزمات في الحرب الروسية الأوكرانية بموضوعية ما ينسف من النقيضين: إن التحليل قد يعجب هذا الطرف او الآخر، والحقيقة الموضوعية هي: لا حياد في الصراع بشكل يطرح مسألة أخرى: هل الحياد حقيقة موضوعية؟
الحقيقة أن الحياد هو الغش في التموقع : تمرير التجييش العاطفي لطرف ما على انه حقيقة موضوعية.
هذا يتناقض مع القول بأن الحوار المتمدن محايد؟
صحيح، لكن الحوار المتمدن يقدم وجهات نظر متعددة ربما هي حياته وهذا لن تجده في مواقع أخرى.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع -الزطلة-
- خبراء في ترنيم الثرثرة
- نقض أونيدوس بوديموس في قضية الصحراء
- الصفيق على تراكم الجثث
- الهوية والعلاقات الجنسانية
- اليسار نعم لكن بأي وجه
- الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية
- حول الحرب الروسية الأوكرانية
- أول احتكاك لي باليسار الاوربي
- مزار بنات اخنيفرة
- الأغاني في مجال أغبال
- تتمة: مجال أغبال (ظهور العمل الماجور)
- مجال أغبال الثقافي: تامزوزرت وداء الكلب
- طريق -أغبال-
- تاقاريط (الخبيزة)
- لعبة الإبتزاز السياسي، حول قضية الصحراء المغربية
- السنة الامازيغية لا تصلح للأدلجة
- زمن الكوارث
- لاول مرة في الحوار اتكلم عن كرة القدم
- اليسار والثورة


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية وما موقع الحوار المتمدن