أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - اليسار والثورة















المزيد.....

اليسار والثورة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7120 - 2021 / 12 / 28 - 19:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اليسار والثورة في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا
هل يمكن ان يحدث اليسار شرخا في سياسات الدول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط؟
في القرن الماضي كان هذا السؤال، او شكل منه هو محور اليسار الماركسي بالتحديد، كانت الإشكالية هي تحرير الشعوب من الإستعمار الغربي وقطع العلاقة البنيوية التي تربط هذه الدول بالدول الرأسمالية، اجتهد اليسار الماركسي في هذا السياق وفق المنهج اللينيني: إن الصراع السياسي داخل هذه لدول هو صراع سياسي بين قوى اجتماعية خلفتها قوى الإستعمار (البورجوازية الكولونيالية بتعبير مهدي عامل) وقوى التحرر، هذه القوى يفترض ان تكون تحالف طبقي بقيادة الطبقة العاملة باعتبارها الوحيدة القادرة على قيادة هذا التحالف، هذا التحديد النظري الذي على أساسه تأطرت الأحزاب الإشتراكية و ما يسمى باليسار التقدمي فقد توهجه مباشرة بعد سقوط حائط برلين. لكن مع ذلك يبقى سؤال معين مطروحا: هل لم يعد إطار التحرر الوطني صالحا لأغلب هذه الأحزاب التي تحول الكثير منها إلى أحزاب وسطية ليبيرالية إلى حد مكشوف عند ظهور العولمة؟
ليس القصد بالوسطية هنا تحول على مستوى الطبقات التي كانت تمثلها هذه الأحزاب بل أقصد الوسطية الإيديولوجية بين مواقف صارمة كان الموقف من حركة التحرر الوطني هو المحدد لسياقها الثوري، اما على المستوى الإجتماعي الطبقي فيمكن ان نتكلم عن تحول نخبوي صاحبه على المستوى الإيديولوجي تحول تبريري مبني على إكراهات العولمة، كانت علاقة النخبة الحزبية لتلك الأحزاب بقاعدتها الإجتماعية هي علاقة تحول سياسي مبرر بإكراهات دولية وإقليمية، في هذا السياق ذاته كانت نخبة النقابات العمالية أيضا لا تحيد على هذا الأمر، كانت الأوضاع الإقتصادية تدخل مرحلة من الإحتقان كادت تنفجر في مراحل عديدة، لكن كان الحوار الإجتماعي بين هذه النقابات وحكوماتها تاتي بخفي حنين مغلفة في حجاب الإكراهات والعولمة والدخول إلى العالم الجديد، كانت الكثير من النقابات تميل إلى الحياد المطلق من السياسي على أساس مبررات واهية تشكل منها جدل السياسي بالنقابي الذي هو في العمق كان جدل الحزبي بالسياسي وهذا هو الإشكال الحقيقي على اعتبار أن المطالب النقابية هي مطالب سياسية بالضرورة لكن تحديد النقابي على أنه عمل خاص بالنقابات هو اثر لسلوك سياسي ما من طرف الأحزاب السياسية: إن ظاهرة التعدد النقابي بالمغرب مثلا لا علاقة له بالتعدد النقابي في الدول الغربية، بمعنى لا تشابه بينهما، في الدول الاوربية أخذا هذا التعدد منحى جهوي (نقابات محلية) أو اتخذ أشكالا وظيفية: نقابات خاصة لقطاعات إنتاجية خاصة بينما في المغرب مثلا اتخذ التعدد النقابي واجهات حزبية: لكل حزب نقابته الخاصة وهنا يتغير منحى النقابي: لم يعد يخدم العمال بل يخدم الأجندة الحزبية.
في الدول الغربية يمكن الحديث عن نقابات جدية تدافع عن فئاتها العمالية ولو قي صيغتها القطاعية أو المحلية ومنها من نجح بشكل ملفت أعاد الثقة في العمل النقابي، في المغرب مثلا اتخذ هذه الوجهة التعددية من حيث يخدم الحزب في العملية الإنتخابية (اتخذ شكلا من أشكال التحشيد لحزب معين)، والنتيجة ان المكاسب العمالية أصبحت مكاسب خاصة لفئة حزبية خاصة (ظاهرة الترقية في قطاع التعليم طيلة العشر سنوات الماضية في المغرب، استفاد منها أغلب المنتمين للحزب الحاكم في تلك الفترة وحتى عملية الإنتقال والتجميع العائلي لم تسلم من هذا الأمر) تحول العمل النقابي في هذا البلد إلى نوع من الريع الوظيفي، بمعنى لم تؤسس هذه النقابات آلية قانونية للترقية أو التنقل والتجميع العائلي للكل الحق فيها، فإذا كان التشريع القانوني يؤسس لها كقاعدة قانونية فهي في التطبيق الممارس تخضع لآلية الإنتماء الحزبي والنقابي وتخضع لمراسيم الإكراه بالنسبة للفئات غير الحزبية أو غير المنقبة (الإكراه هنا بمعنى لدينا كم عدد من المطالب في كذا والدولة لا تستطيع إلا أن تفي بكذا عدد وطبعا سيستفيد الحزبيون والنقابيون الذين تهيمن نقابتهم وحزبهم على السلطة، ذلك ال"كذا" المطلوب والباقي لينتظر مناسبة اخرى، ليقدم الطلب لسنة اخرى ).
هل فعلا سقط مفهوم التحرر الوطني؟
كمفهوم واقعي في سياقه التحرري النظري لم يسقط، لكن هل كانت الطبقة العاملة في بلدان الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، في سياق علاقاتها بالحزبي قادرة على قيادة الطبقة العاملة؟
كان ارتباط الاحزاب اليسارية "الإشتراكية" بالتحديد بعمقها الإجتماعي يرتبط من خلال تأطيرها للنقابات ومن جهة ثانية بتاطيرها للآليات المدنية الإجتماعية الفاعلة، لكن كان دورها أساسا يتلخص في التحسيس بالوعي الطبقي: "شجون احلام جميلة بالثورة"، وعود لتحقيق الحلم، لكن وعود محصوررة بحاجز السلطة السياسية ، كانت الإنتخابات تزور في كل الاحوال ولم تفعل تلك الأحزاب أي شيء لتغيير الوضع، مثلا حزب القواة الشعبية بالمغرب، كان حزبا قويا، وسواء اردنا او لم نرد كان قويا بالفعل حتى ما بعد سقوط حائط برلين، لم يكن لينينيا كما يعتقد، لكن كان خليط احلام اشتراكية، عدالة اجتماعية، توافقات وغير ذلك، يمكن هنا إضافة كل ما كان يسمى بالكثلة، كان خلفها قوة شعبية ذبحت لمجرد المساومة السياسية مع النظام: وقف الإحتقان الإجتماعي مقابل السلطة السياسية لإنجاح انتقال السلطة الفعلية من الملك المتوفى إلى ولي عهده، ذلك هو ما كان: ذبحت الكتلة بشكل رهيب وأصبح الحزب الذي كان يقودها الآن يراهن في مؤتمره القادم على أمر غريب: هل يستطيع مؤتمره القادم على إزاحة امينه العام البدين كفيل ثقيل.
كان هذا التأطير للنقابات والآليات المدنية الأخرى هي قوة احزاب اليسار في الماضي، الآن لكل حزب نقابته حتى وإن كان الحزب دائرة كولونيالية ، لم يعد للعامل مبدأ لأنه فقد الثقة في من كان يمثل مبدأه. لا يمكن الآن لأي كان ان يلوح بأحلام جميلة، في أوربا مثلا تغير مفهوم إنضاج الثورة (الإنتظار حتى تنضج مراحل تفجير الثورة) الآن الثورة لم تعد تتوقف على لجن وامناء يخططون ونخب انتهازية، الآن تغير كل شيء، لا وجود لكاريزما كانت تتغذى على المعلومة الورقية (في القرن الماضي كانت المعلومة تصل لمن لهم نفوذ مالي وحزبي، الاخبار يتلقفها الزعيم قبل غير، كانت الديموقراطية هي انتخاب شخص أكثر فهما واستيعابا للواقع، الآن هذا الفهم وهذه المعلومات يتلقفها حتى الراعي في منطقة جبلية نائية: ماكان يبهر به الزعماء السياسيون هو الآن متاح: بعض الرعاة أحسن بكثير فصاحة من رئيس الجزائر الإشتراكي التقدمي التحرري، أصبحت القوة الآن ذاتية كل فرد، أصبحت مبادرة اجتماعية حرة، المجتمعات لم تعد تنتظر أمناء عامون لأحزاب بل أخذت هي من يبادر، الناس الآن اكثر مدنية: من العيب الآن أن يحاضر حزبي في تجمع، ليس هناك ما سيقوله لذلك التجمع. يجب على النخبة السياسية أن تنزل من سمائها فالناس تعرف كل شيء عنهم وعن الدولة وعن النظام ، هذه هي الثورة الرقمية!
هذه الثورة تفترض موضوعيا ان لا يكون الزعيم يلقي، عكسيا اصبح الأمر، نحن في حاجة إلى ديموقراطية اخرى أكثر إشعاعا بشكل لا تزيح رأي ذلك الراعي النائي في الجبل.
هذا هو ما تبلور الآن في يسار إلكتروني : إنه يسار الذين لم يكن لهم صوت قبل.
هل انتهت إشكالية حركة التحرر الوطني ؟
لا لم تنتهي بعد، لا زالت هي أس المشكلات، لازال الرأسمال الغربي هو من يتحكم في كل تفاصيل حياتنا، الطبقة العاملة أصبحت خردة مرهونة بالتكوين لكي تصبح طبقة مدجنة، اليسار الماركسي لا زال يعول على طبقة خردة ممزقة بين السلفات البنكية ، الطبقة العاملة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نقاباتها ليست نقابات عمالية بل نقابات حزبية.
لتفهم مسار ثوري ماركسي جدير يجب ان ننتبه لآلياتنا النضالية، الحزب الشيوعي غير موجود على الإطلاق إلا في ادبيات كلاسيكية يتبناها حزب معين: ليس هناك حزب شيوعي بدون عمال : النخبة المثقفة الشيوعية ليسوا عمال وهذا ما يجب ان نستحضره، في اوربا حصلت قطيعة بين العمال والأحزاب التي يفترض انها تدافع عنها، في المشرق وشمال إفريقيا حصل تهجين لما يفترض أن يكون شيوعي، تهجين العامل: بغل بدرجة كيدار(الكيدار بالامازيغية هو البغل المهجن بين الفرس والبغل).
كل حزب يساري عمالي (يتبنى إيديولوجية العمال) ونسبة العمال فيه هم أقلية هو ليس حزب عمالي حتى لو تبنى ذلك، هذا الأمر يفترض أن نفكر بمنطق مختلف وأن نغير قاعدة الإنتماء، فيما اليسار الإلكتروني يتبنى قاعدة مختلفة في الزمان والمكان: يعتمد حاجة الناس في مكان معين وزمان معين، يرتبط أكثر بالمحلي : ناهض الراسمالية في محلك وفي ارضك قبل أن تدينها في مناطق اخرى . مثلا إنشاء مفاعل نووي: الراسمالية ستتيح لك كل الحوافز لإنشائه، نحن كمجتمع يمكننا ان نثير كل المخاوف: تسربات إشعاعية وغير ذلك.
لماذا اليسار في بلداننا لم يخلق ثورة؟
ببساطة، لان الذين اقامو مثل هذه الثورة لم يبرهنوا على انهم جديرين: في بلدان النفظ وزعوا ريع النفط على الاهالي (الاهالي تعني من ينتمي للحزب الثوري: وهو على احسن تقدير عائلة رئيس الحكومة النفطية)



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير ماركس من الخرافات..! تحرير أم تفهرس؟
- الامازيغية حين تهان في وطنها
- وزير العدل المغربي وحكاية جوارب
- أخاشث وا (لك هذا)
- الخطأ المقدس
- لماذا نقد الماركسية وليس الرأسمالية
- ردي على تعليق الصديق عبد الحسين في مقالي: الماركسية ليست طوب ...
- الماركسية ليست طوباوية
- المغرب الرخيص وقضايا الصراع الطبقي
- حوار الطرشان في قضية الصحراء
- الغجر
- هل سينجح استيفان دي مستورا في مهمته بالصحراء الغربية؟
- -كان صبت اندبي! كان صحت اندبي.-
- قضايا مغربية
- البوليزاريو وإشكالية توحيد الشعوب المغاربية
- قراء مقتضبة في نص الحوار المفتوح للرفيق رزكار عقراوي
- لا يمسه إلا المطهرون
- -دير النية أوكان...!-
- العيش مع المواقف العنصرية (3)
- العيش مع المواقف العنصرية (2)


المزيد.....




- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...


المزيد.....

- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - اليسار والثورة