أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حوار الطرشان في قضية الصحراء















المزيد.....

حوار الطرشان في قضية الصحراء


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7061 - 2021 / 10 / 29 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهرين على الأقل وانا اتابع الإعلام الرسمي الجزائري والرسمي المغربي، خلاصتي الشخصية: لن تحل مشكلة الصحراء حتى وإن اتخذ الطرح الأممي الصياغة التوافقية التي يطرحها المغرب من زاوية الإعلام المغربي ( الإعلام والخارجية المغربية تطرح الحكم الذاتي والحقيقة أن الأمم المتحدة تتكلم عن طرح توافقي واقعي معقول والطرح هذا يفترض تنازلات من كل الأطراف ).
صياغة الحكم الذاتي تبدوا بالفعل واقعية من حيث استنطاق المعطيات في الأرض بالمقابل تطرح الأمم المتحدة صياغة متوافق عليها من كل الأطراف والأكيد ان الجزائر ترفض الجلوس إلى المفاوضات لكن بالمقابل ترمي إلى فتح معبر الكركرات: فتحه لها وليس للمغرب : هل سيقبل المغرب بذلك؟
المغرب نراه يحث على جلوس الجزائر في المفاوضات كطرف وليس كملاحظ (إنها بالفعل صيغة توافقية رغم أن الجزائر تسوق علنا أنها محايدة لكن هي في نفس الوقت تلوح بشيء ما، حقيقة ليست محايدة بل هي طرف في الصراع)، حتى الآن رد فعل الجزائر لم يخرج بعد مع تسريب مسودة البيان الختامي للأمم المتحدة الذي يحثها على الجلوس على طاولة المفاوضات لمناقشة الحل التوافقي وليس الحل الأطروحي التي لازالت الجزائر تتبناه ، صياغة توافقية تعني بالضرورة الإحتكام إلى الأرض بمنطق القوة. التوافقية من الزاوية المغربية، ربما في اعتقادي الشخصي، تعني صياغة المقامرة الحسنية (الحسن الثاني حين دعا إلى تقسيم الصحراء على ثلاث دول )، لكن هذه المرة ليس بنفس المعايير التي كانت عند الحسن الثاني.
"جبهة البوليزاريو" هي الخاسرة في كل الأحوال ، فهي ليست معنية وإن بدا الأمر انها معنية، موريتانيا في السياق أخذت موقع الملاحظ او المحايد الإيجابي على الرغم من أن الأمر ليس كذلك واقعيا، موريتانيا يهمها اكثر ان لا يكون هناك توتر في حدودها، هي تدرك ذلك لكن لا تعبر عنه ربما لقوة هيمنة الجارين الجزائري والمغربي: من وجهة نظري الشخصية، يهمها الامر لأن عليها ان تحسم في الامر لسبب استراتيجي نسميه نحن المغاربيون : توحيد شعوب شمال إفريقيا وعليه على موريتانيا ان تتجاوز عقدة "الحياد الإيجابي"، نفس الشيء يمكن ان يقال عن تونس وعن ليبيا.
لكن، لماذا جبهة البوليزاريو هي الخاسرة؟
لسبب موضوعي، هي جبهة غير مستقلة في قرارها السياسي، لا تدافع عن الشعب الصحراوي بل تدافع عن الأطروحة الجزائرية التي تبنى خلفيتها على المقترح القماري للحسن الثاني ، وعليه فطرح البوليزاريو ليس هو في نظرنا طرح خلق جمهورية صحراوية بدليل اللوائح أو حتى مزيج الشعب الصحراوي في تيندوف بالجزائر: اغلبية السكان لا هم من واد الذهب ولا هم من الساقية الحمراء بل هم مزيج من صحراويي مالي والجزائر وموريتانيا والمغرب وتاريخيا تجمعهم اواسر قرابة.
في نظري يختلف طرح البوليزاريو بما انها في أبجديتها الإسبانية تعني تحرير واد الذهب والساقية الحمراء من إسبانيا مع طرح وجود جمهورية الصحراء الغربية التي حتى في القيادات الحالية للبوليزاريو هي مزيج موريتانيين وجزائريين وماليين وصحراويين من المغرب، إن الموضوعية تفترض وجود جبهة توحد شعب موزع على أربع أو خمس دول (لا أستثني هنا مالي) وعليه فالخريطة لا يجب ان تتوقف على صحراء واد الذهب والساقية الحمراء بل أوسع من الرقعة التي عليها النزاع حاليا، يعني أقاليم من شمال موريتانيا ومالي وجنوب الجزائر إضافة إلى الشق المغربي (احيل هنا إلى مسالة إجهاض الإستفتاء ولن ادخل في التفاصيل التي تخص المغرب في الساكنة الصحراوية، بل يجب الإشارة إلى اللائحة التي قدمتها الجزائر وجبهة البوليزاريو لسكان يجب أن ينتخبوا في الإستفتاء واعترض عليهم المغرب لانهم ليسوا حقيقة من وادي الذهب او الساقية الحمراء). في هذا الطرح اتجاوز حتى تماهيي الشخصي مع طرح "خط الشهيد" (متزعم خط الشهيد والذي يقيم حاليا بموريتانيا او إسبانيا (لا أدري وغير متاكد) في شهاداته يرفض الدخول إلى المغرب لسبب بسيط أخلاقي (من اخلاق الصحراويون).. لا يريد ان يغدر بالذين جاء بهم إلى تيندوف من موريتانيا او مالي ) وهو طرح اختلف معه شخصيا من حيث هو وقع في خطا التنظير لشعب صحراوي يفترض أنه يجمع قبائل أكثر من كونها قبائل وادي الذهب والساقية الحمراء ، وفي نظري وقع هو الآخر في الطرح الجزائري (طرح المقامرة الحسنية، هذا الطرح كانت تريد الجزائر منه (جزائر بومديان "الإشتراكية" اكثر مما كان يريدة الحسن الثاني الرأسمالي، الجزائر لم ترث فقط دولة من فرنسا بل ورثت أيضا الطموح الكولونيالي الفرنسي ، ورثت من فرنسا طموح الهيمنة على شمال إفريقيا).. في هذا السياق مبدا حق تقرير المصير الذي تفرضه الجزائر ليس مبدءا مبني على الإيمان بحق تقرير المصير في كونيته المبدئية، من حيث التاريخ يفترض أن تتنازل الجزائر على جزء من اراضيها لصالح الجمهورية الصحراوية إضافة إلى الأراضي المغربية والموريتانية والمالية ولن اتكلم عن فضاء جغرافي لهذه الشعوب فهو شاسع وليس هو فقط مربع وادي الذهب والساقية الحمراء.
هل ستقبل الجزائر بالجلوس إلى طاولة المفاوضات؟ إعلاميا حتى الآن لم تقبل (اكتب هذا المقال في عشية التصديق على مسودة الامم المتحدة التي تحث في أبجديتها على الجلوس للمفاوضات وفق حل توافقي متفق عليه (الامم المتحدة لا تطرح صراحة حكم ذاتي لانها لو كانت تطرحه فلن يكون هناك ما عليه يتفاوض) ويعني الأمر ببساطة حل توافقي مبني على كل ما تحقق في الأرض (واقعي كما في الصياغة): المغرب يسيطر بشكل مطلق على وادي الذهب والساقية الحمراء والجزائر ستفاوض على معبر الكركرات ، لم ينجح عمر هلال السفير المغربي في طرح الإشكالية حول حق تقرير المصير بإثارة جمهورية القبايل، كان عليه أن يطرح الإشكالية من أصلها: إشكالية الشعوب الواقعة تحت تأثير البرجوازيات الكولونيالية بشمال المغرب ، الإشكال اساسا حصل حين دعت الجزائر على البقاء على الحدود الموروثة من فرنسا، أي ان تبقى الجزائر على كل ما سرق من تونس وليبيا والمغرب ومالي وموريتانيا من طرف الإستعمار الفرنسي ).
بالفعل موقف الجزائر ضعيف لو طرح في سياق عام حول حق تقرير مصير الشعوب ، تيندوف وبشار مدينتين جزائرين صحراويتين، التواركة شعب مستقل وإثنية متميزة، قبائل الأزود بمالي وموريتانيا والجزائر : تقرير المصير موضوعيا يعني أن نتفسق في شعوب وإثنيات مستقلة بعضها عن بعض ، يجب ان نتكلم عن تقرير مصير شعوب فرقت ووزعت على دول ومن بينها شعب القبايل والريف وغيرهم .
هل ستجلس الجزائر في موائد الحوار؟ حسب مسودة الامم المتحدة، نعم يجب أن تجلس مكرهة، إذا جلست ستفاوض حول معبر الكركرات وإن لم تجلس فستحاسب على انها معرقلة وفي هذا السياق كله، الصراع بين المخزن والعسكر الجزائري هو حول الهيمنة على الساحل الإفريقي، لكن شتان بين طرح المخزن الراسمالي وطرح العسكر سجين حركة التحرر السبعينية . وفي السياق العام بينهما معا وبين القوى الكولونيالية مثل ألمانيا وروسيا والولايات المتحدة والصين.
في هذا السياق تطرح إشكاليات التحالفات والتشكلات الإستراتيجية الجديدة، فيها نحن الشعوب المغاربية نخضع لأنظمة تبني استراتيجيتها على أبعاد لا تخدم مصالحنا بل تخدم مصالح الإمبرياليات الجديدة.
من الصعب خلق شعب مغاربي متحد ومتنوع لسبب بسيط هو ان الأنظمة عندنا متعفنة مصابه بالهرم بحسب تعبير ابن خلدون: الولاية في الجزائر كالعمالة أو الجهة في المغرب والديموقراطية منعدمة او شكلية بين هذين البلدين .
الديموقراطية الحقة هي أن يكون تدبير الولايات او الجهات او العمالات أو حتى البلديات، لها قسط كبير من التدبير المحلي مستقل جزئيا عن الوطني (هنا يفهم حق تقرير المصير وليس بتسلط المركز على جهة او ولاية أو بلدية).
للجزائريين اقول: حق تقرير المصير ليس أن تسرق الدولة خيرات منطقة معينة وتستثمرها ريعيا لصالح برجوازيات عسكرية
للمغاربة اقول: حق تقرير المصير ليس أن تسرق موارد الفوسفاط وتوزع على عائلات وشوماج فرنسي في الوقت الذي تلك المنطقة في حاجة إلى خلق مناصب شغل وتغطية صحية وسقف للسكن وغير ذلك.
شهرين اتابع الإعلام الجزائري والمغربي، الحصيلة كانت هي: شهرين أنبش في مزبلة الثقافة المخزنية والثقافة العسكرية، لم اجد فيها كيسا يحمل رمزا للصحراء ولا للبوليزاريو ولا للمصالح الوطنية، شهرين اتابع ثقافة الطرشان. شهرين من التباهي بالعلاقات الإسرائيلية في المغرب وشهرين من التباهي بالعلاقات الروسية بالجزائر . شهرين من الخصومات في حمام تقليدي شعبي.
طز لأنبوبكم الغازي المشترك!!
في هذا المقال لم اتكلم عن خرافة تقرير المصير في مخ اليسار الأوربي ويمينه، فالموقف من هذا هو استثمار استفزازي: شعوبنا ليست مستقلة أصلا عن إرثها الإستعماري: موقف الأمم المتحدة كموقف المحكمة الأوربية هو موقف ابتزاز لشعوبنا، نحن مهددون بالحروب التي سنخوضها بالوكالة يوما ما بسبب من انظمتنا البئيسة.
ختاما اعتذر للقراء، كتبت هذا المقال بشكل تلقائي واجزم ان هناك اخطاء إملائية ومطبعية..



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغجر
- هل سينجح استيفان دي مستورا في مهمته بالصحراء الغربية؟
- -كان صبت اندبي! كان صحت اندبي.-
- قضايا مغربية
- البوليزاريو وإشكالية توحيد الشعوب المغاربية
- قراء مقتضبة في نص الحوار المفتوح للرفيق رزكار عقراوي
- لا يمسه إلا المطهرون
- -دير النية أوكان...!-
- العيش مع المواقف العنصرية (3)
- العيش مع المواقف العنصرية (2)
- العيش مع المواقف العنصرية (1)
- صلادة من تونس الجميلة
- قضاء ياليته يفصح أنه ليس قضاء
- أبو المائة و-تامديازت-
- قي الثورة الجديدة
- نزوح جماعي
- أفينيدا دي امريكا (من يوميات البحث عن سيجارة)
- فاجعة!
- لماذا تقتل سماحة الله بسيف الكهنة من الفقهاء؟
- حوار مع مهاجر سري


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حوار الطرشان في قضية الصحراء