أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - قي الثورة الجديدة















المزيد.....

قي الثورة الجديدة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادة في الإنتخابات الأوربية كان يسود فيها حزبان: حزب يساري او حزب يميني (ولنترك تلك التسميات الأخرى من قبيل محافظ ووسط وغيرها من الأسماء التميزية فاقدة التمييز اصلا) عندما دشنت تونس ميلاد حراك اجتماعي مختلف، ولد في أوربا تأثيرا بتلك الحركية الجديدة من تونس ما يسمى الآن في أوربا بالتيار ضد "البيبارتديزم" ويقصد به التيار ضد الحزبين التقليديين في الحكم، الحزبان المتناوبان على السلطة طلة أكثر من 70 سنة في اوربا، ربما كانت تونس في حراكها الإجتماعي لم تثر ضد "البيبارتيديزم" بل ضد الحزب الوحيد الذي حكم لوحده اكثر من عشرين سنة (هذه فقط خاطرة وليست مقال تقريري يحتكم إلى السنوات والأشهر) برغم انتخاباتها الهشة، كان الحزب الوحيد في تونس (حزب الرئيس الفائز دائما) مثيرا للغبطة (في اوربا يسمون الأمر ديكتاتورية ويتنغمون بديمواقراطية "البيبارتديزم") لذلك أتت اول عملية بالثورة التونسية إلى تغيير نظام الكرسي الرئاسي لنفس الشخص، كانت ثورة رائعة سمتها الماما فرنسا بثورة الياسمين (لا أدري ما علاقة الياسمين البريء بثورة بوعزيزي الدموية) لكن بالفعل غيرت تقليدا جديدا ربما يعتبر تغييرا فعليا بتونس، على الأقل نجحت بانتخاباتها بتبوء رئيس غريب في شكله بانضوائه حول فهمه المتناقض بين الحداثو والتحفظية، حيث يبدو فوضويا (أناركيا اقصد) من جهة وينسجم (على الأقل من خلال وعوده الإنتخابية انه سيغير المشهد التونسي بمنح الشعب كل السلطة وبتغيير النظام السياسي بتونس بشكل تكون الكلمة للمواطن وليس للنائب البرلماني (الضدفدع الآخر)، في هذا السياق وتاثيرا بثورة الياسمين كما سمتها الرومانسية الفرنسية، انتقلت عدوى الياسمين إلى أوربا وكانت اليونان المقابلة جغرافيا لتونس (على التقريب أقصد) قد تحركت وأنتخبت حكومة غير متوقعة برغم تهديدات ميركل الصارمة بصرامة هيتلر نفسه مع تغيير في الفاعلية (كان هيتلر صعق الديموقراطيات الأوربية بالحروب الخاطفة، اما ميركل فقد انتبهت بعد فشل صرامة هيتلر العسكرية إلى دور بنكها المركزي ومن خلاله إلى تأثيره في البنك الاوربي واستطاعت بذلك دون دماء تهضر أن تعيد الحكومة اليونانية الجديدة التي ضد ديكتاتورية "البيبارتديزم" إلى رشدها لتستقيل تلقائيا وتعيد الإنتخابات، حصل نفس الشيء تقريبا في إسبانيا وفي البرتغال بشكل تفاوتي طبعا(وطبيعي جدا في اوربا ان نرى فوران ثورة شبابية تصطدم بإكراهات سياسية أسست بعد الحرب العالمية الثانية وتحجم او تسقط من تلقاء ذاتها بسبب عثرة تحصل امامهم لتستعيد المؤسسات المالية ديكتاتوريتها المعتادة: "الإنتخابات في أوربا ظاهرة مرضية" وليست كما يعتقد فنا في السياسة : لا احد يستطيع أن يعمل على التغيير في أوربا، التغيير مرهون بالثورة الحقيقية التي تحسم تغيير قواعد اللعبة السياسية في تأثيرها على الحقل الإقتصادي والإيديولوجي، التغيير في أوربا هو الإنتقال من ديكتاتورية ناعمة بتناوب حزبين يتقنان خطاب المناورة الإيديولوجية إلى ديموقراطية حقيقية يكون للمواطن فيها راي فعال، كان في غياب آلية حقيقة لتمثيل المواطن العادي في السياسة دور كبير في انتخاب القرد السياسي (المحامي عن قضايا الشعب في المنظومة التقليدية بعد الحرب العالمية الثانية أو ما يسمونه بالنائب البرلماني، ويبدو الأمر جليا في تصويت القرد السياسي في البرلمان المغربي خصوصا حول معاشاتهم، حول موزهم فقط)، والآن مع ظهور تقنية الرقميات لم يعد لهذا القرد السياسي أي لزوم وهذا ما اوحيته حتى من برنامج الرئيس التونسي قبل ان يستطيب كرسي بن علي (برغم تناقضاته في الامر بين أن يكون رئيسا "مودرنا" وان يكون خليفة إسلامي متاثر بالأخلاق البدوية). عندما اتى أوباما بمفهوم الديموقراطية التشاركية، كان يقصد بذلك سحر شعبويته: ان يتكلم امام الكامرات مع سكير متعربد أوحتى مع سفاح "امريكافريكاني" متسكع، كان النزول السحري لبرجوازي اسود إلى قاع المجتمعات الامريكية اوحت بشكل كبير إلى هذه الديموقراطية التشاركية (حتى امس خلقوا من صفعة على وجه ماكرون حدثا سياسيا تاريخيا، قبلا حدذ الامر في إسبانيا مع رئيس حكومتها سابقا راخوي: صفع من طرف احد اقاربه واعتقد ان راخوي كان متسامحا عكس ماكرون الذي تشبث بخرافة قضائه المستقل ليمنحنا نحن في العالم الثالث دروسا في العدل على طريقة شياكة ألان دولو). كان هذا النزول (نزول أوباما)، نزول بورجوازي رأسمالي لتبادل التحايا و"التقشاب" مع متسولي احياء "هارلم" هو ما لمع صورة أوباما الأسود اللامع بماكياج هوليود وهو يحيي السود الأمريكان، لقد اختفت العنصرية فجاة من الولايات المتحدة بمجرد ترأسها برجل أسود، لكن الأيام قاتلة والتاريخ لا يرحم كما يقال: ظهر بعد الرئيس الأسود رئيس أكثر بياضا حتى من الثلج: قرد أشقر غير افريقي من سلالة النازي هيتلر (اقصد التصادم في الأفكار بين هيتلر وترامب ولست اقصد ان ترامب من سلالة هيتلر).
انتقال ثورة الياسمين إلى أوربا اثارت الكثير من الزوابع: عودة الشيوعيون الجدد والقصد هو عودة ديكتاتورية استالين، وعلى الرغم من ان الشيوعيون في اوربا يمثلون تيارات مختلفة واغلبهم يفكر في قضايا الناس والهموم اليومية إلا ان الهالة الإعلامية الراسمالية تصفهم بالثائرون الحمر (نسبة للدم) واعجب في إسبانيا من شيوعي صغير غارق في مزايا السلفات البنكية، يصنف إغليسياس بالديكتاتوري الستاليني، فقط لأن إغليسياس يتبنى قضاياه الإجتماعية، هذا الشخص العادي جدا المبتسم دوما لم يرى في حياته مسدس رمز النضال الأحمر، لقد تراجع إغليسياس كشاب ثائر بالسلم من موقع قائد إلى موقع متابع بسبب أول الإكراهات وهذا نقيض شيوعييى الستينات والسبعينات ممن يتسلحون بالأمل وخرافة "خطوة إلى الوراء" . الثورة هي عمل مقاوم يأخذ بالإعتبار ملاءمة الظروف والوقائع واستغلال نقط الضعف والركون انتظار للنضج والهجوم حين يكون الامر ملائما: الثورة هي التغيير وليست الديموقراطية (النظرية اللينينية).
لكل مرحلة ديموقراطيتها وآلياتها وليست على الإطلاق تقليد العم سام أو تقليد ديموقراطية العم فيديل، الديموقراطية هي بالفهم النيتشي هي تعاقد في ظل قوى معينة تفرض شروطها ، عكس فهم العقد الإجتماعي الجونجاك روسي .
ملاحظة: أقصد بالشيوعي الصغير أي أب او ام في أسرة صغيرة تمارس طقوس الشيوعية في ملائمة طروف عائلتهما وفق الدخل المالي وتوزيعها في قضاياهم وقضايا أبنائهم ، اقتصاديا يمولون تعليم أبنائهم، يوفرون لهم عيش مجاني، صحة وسكن وتعليم في افق إيجاد عمل، يعني هذا الشيء الذي يريده او تريده أم ( اب ) في مسافة تنشئة أبنائهم هو ما يريد الشيوعي ان تكون على مقاسه الدولة، الشيوعية تعيشها في بيتك.
الأمر الثاني: الديموقراطية في الغرب هي ديكتاتورية الحزبين المهيمنين في الإنتخابات، حزبين ينتميان إلى نفس الطبقة ويناوران إيديولوجيا في كونهما يمثلان الشعب بينما الذي يحكم من خلالهما هما المؤسسات الرأسمالية المالية، أما في عالمنا الشرق اوسطي وشمال إفريقيا فالديموقراطي هي ما أسميه شخصيا بالديموأعرابية: ديموقراطية تناوب السلالات المهيمنة أصلا في الحكم (النموذج مصر).



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزوح جماعي
- أفينيدا دي امريكا (من يوميات البحث عن سيجارة)
- فاجعة!
- لماذا تقتل سماحة الله بسيف الكهنة من الفقهاء؟
- حوار مع مهاجر سري
- لروحك السلام الأبدي نوال
- كازا بلانكا
- لوسيور كريسطال في المحك الإجتماعي المغربي
- ثرثرة على الخاص
- تجربتي في العمل النقابي بالأندلس
- أخجل والخجل ليس عيب
- من وحي الهجرة السرية
- اليسار بين الهوية المخزنية والهوية المجالية
- الموت لأحمد عصيد!؟
- سنة سعيدة أيها الامازيغ!
- لقد نسوا كتابات الاطفال على الحائط
- جديد ملف مناجم جبل عوام
- ياعمال مناجم جبل عوام اتحدوا
- إسرائيل والمغرب: هل انتصرت أطروحة الدغرني في المغرب؟
- من ذكريات الطفولة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - قي الثورة الجديدة