أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عذري مازغ - لروحك السلام الأبدي نوال














المزيد.....

لروحك السلام الأبدي نوال


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6849 - 2021 / 3 / 23 - 22:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تصوروا!
لم افكر يوما ان أكتب على نوال السعداوي، لا أعرفها شخصيا وكل ما أعرفه عنها هي قضايا أثيرت في المحاكم المصرية حول تطليقها من زوجها باعتبارها ملحدة، وكان الأمر، بالنسبة لي مثير للغثيان.
بالنسبة لي على الأقل: لا دين للمحبة والحب
وأنا على مذهب نيتشة: لا احب ان يشهد متدين بأي اسم على حبي لامرأة او حتى لمثلي إن شئت (وهذا لا يعني اني مثلي)
عرفت نوال من حواراتها، من بعض كتاباتها، من بعض الموضوعات المثارة في إسبانيا التي تعيش في الوقت الراهن ثورة الفيمينيزم، الكثير من صديقاتي الإسبانيات ينشرون اقاويلها، من اقوالها الماثورة في الفضاءات المفترضة الإسبانية هي ان النضال ضد الذكورية، في جزء منه هو ايضا نضال طبقي: الذكورية جزء من النظام السياسي الرأسمالي، هذا ربما هو المثير في هذه الحركة العارمة التي مخضت جبال الذكورية في ما يسمى بالعالم العربي: هيمنة الرجل على المراة هو ضمن هيمنة نظام سياسي معين سائد هو النظام الراسمالي نفسه:
في كل العالم، اجور النساء أقل من أجور الرجال ، النساء هن الأكثر استغلالا في الكثير من القطاعات الإنتاجية (قطاع السكرتاريا، قطاع النسيج، قطاع أعمال الجني الفلاحية) إضافة إلى هذا، أكبر قطاع في العالم هو قطاع الخدمات المنزلية وهو قطاع في أغلب الدول غير مهيكل بما فيها الدول الأكثر ديموقراطية. هذا كله دون التحدث عن الإستغلال في العمل بخلفيات جنسية (الإستغلال الجنسي في العمل ).
لكن الإشكال المطروح هو مثلا لماذا مشكل المرأة مثير في الدول الإسلامية أكثر من غيرها؟ فنحن حين نطرح هذا السؤال لا نطرحه بالخلفيات الجنسية فقط، نطرحه في العمق، في برنامج الإتجاه المعاكس أثير هذا الموضوع بين نوال السعداوي وشيخ إسلامي :
"في حوار لنوال السعداوي مع شيخ متأسلم، اختلطت الخلية عنده ب"البزولة"، تهكمت قليلا على مفهوم الخلية النسوية وهي تسأله هل تعرف انت الخلية؟ انتقل إلى القول أن المرأة لها ثدي يرضع (تميز جنسي)، فقالت له بان البقرة أيضا لها ثدي يرضع، فاختلف معها بحثا عن ملاذ في النوع: المرأة ليست في النوع كالبقر، اعجبني الحوار لكن نوال كانت متخلقة، كانت تريد حوارا هادئا بدون انفعالات وصراخ، تركت الخلية النسوية وثدي البقرة ونوع الجنس لتقول له: إهدأ فقط فنحن نتحاور في برنامج جزيرة قطر (الإتجاه المعاكس)، هذا ما يسميه البعض أن نوال كانت سليطة اللسان" .

عندما تطرقوا للخلية كان الشيخ يريدها ان تحاوره بالفقه (بالثقافة بتعبيره وليس بتخصصها في الطب )، كانت نوال طيبة في ذلك الحوار ووافقته: "لن نتكلم عن الخلية بالفهم الطبي"، سنتكلم عنها بالفهم البقري (هذه من عندي)، قالت بأن البقرة أيضا ترضع حين كلمها عن مواصفات الأنوثة (حتى الرضعات الإسرائيليات والامريكيات يقدن طائرات تغير على تجمعاتكم السكانية المسلمة)، وحين احتج عن النوع البقري قالت له إهدأ فقط فنحن في حوار وليس في خصام، هذه القوة عند نوال السعداوي في توجيه النقاش لا توجد إلا عند القليلين، إنها لا تفصح، لكن تنزاح فيه إلى صلب الموضوع، بشكل ساخر تقول للشيخ بعقليته: المشكلة هي في الخلية "الذكورية"، حاول ان تكون طيبا ولا تصرخ فانت تتحدث إلى خلية "نسوية" وليس إلى جماعة من الذكور ، إنها إحالات عميقة للذكورية كما نراها في مجتمعاتنا حيث هي تنتسب في نفس الوقت إلى مجتمع الحيوان: الحيوان الذكر وحده من يقاتل ويصرخ (زئير الأسد مثلا) ويتشمر بالقوة لنيل عطف الأنثى"، هذه القوة الذكورية في الصراخ توجه للذكور وليس للإناث (وهذه هي طبيعة الحيوانات في الطبيعة) (صراخ الإمام في صلوات الجمعة متقمص لطبيعة الصراخ الذكوري: كل الذكور تصرخ في بعضها وليس في إناثها: حتى في الطيور ولو بشكل مسالم: أجمل طير هو الطير الذي يحدث صوتا جميلا في التغريد)
القليل منا سيفهم هذا الخطاب، كانت نوال في الحوار تواجه صخبا ذكوريا، زئير أسد، والكثير من الذين يعرفون عن الخلية سيلومونها لأنها لم تتكلم علميا عن الخلية والتيه في ذكوريتها او في أنوثتها خصوصا حينما يكون المحاور لايريد النقاش الطبي العلمي في الخلية، نوال السعداوي أيضا اختارت في الحوار ان تعيش معركتها، حولت موضوع "الخلية النسوية" إلى "الخلية الذكورية" على الرغم من انه لا يمكن تجنيس الخلايا لأنها مزيج جينات ذكورية وإناثية: كل إنسان يحمل في ذاته بالتساوي نفس الجينات من أمه وأبيه. ربما كان الشيخ يقصد الهرمونات الجنسية، لكن في كل الأحوال هي ليست جوهر الكائن، جيناته، بل هي فقط مؤثرات في طبيعة الوظيفة الجنسية.
حين ردت عليه نوال، لم ترد على موضوع " الخلية النسوية" ردت عليه بلغة المجال: "جدتي، عمتي، كل نساء القرية التي انحدر منها يشتغلن بالفلاحة، أياديهن أقوى من يديك أيها الشيخ الكريم الذي يشتغل بالفكر والكتابة"
لقد حاورت نوال ذلك الشيخ بأنوثتها، كانت هادئة لم يثرها صراخه الخطابي لأنها تعتبره طبيعة ذكورية، مارست معه قوة الفيمينزم .
أن تعطي نوال نموذجا في القوة في العمل ببنات بيئتها الفلاحية يعني ببساطة ان موضوع المراة التي تدافع عنها هي المراة العاملة وليس تتكلم عن نساء هن سلع رأسمالية، وهذا بالفعل ما جعلني احترم نوال التي عرفتها في إسبانيا قبل أن أعرفها في المغرب.
لنوال التي ودعتنا كل السلام الأبدي
أما الذين ينبحون موتها فلهم عظمة البيترودولار



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كازا بلانكا
- لوسيور كريسطال في المحك الإجتماعي المغربي
- ثرثرة على الخاص
- تجربتي في العمل النقابي بالأندلس
- أخجل والخجل ليس عيب
- من وحي الهجرة السرية
- اليسار بين الهوية المخزنية والهوية المجالية
- الموت لأحمد عصيد!؟
- سنة سعيدة أيها الامازيغ!
- لقد نسوا كتابات الاطفال على الحائط
- جديد ملف مناجم جبل عوام
- ياعمال مناجم جبل عوام اتحدوا
- إسرائيل والمغرب: هل انتصرت أطروحة الدغرني في المغرب؟
- من ذكريات الطفولة
- حانت ساعتك (ارصوظن إصنال إينو)
- إدريس الازمي وخرافة المعاشات
- نعي بدون مذبح إلهي لتقديم القرابين
- المسألة القومية بالمغرب
- كورونا وأشياء عن المكر الديني
- هل هناك احزاب شيوعية قائمة؟


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عذري مازغ - لروحك السلام الأبدي نوال