أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - إسرائيل والمغرب: هل انتصرت أطروحة الدغرني في المغرب؟















المزيد.....

إسرائيل والمغرب: هل انتصرت أطروحة الدغرني في المغرب؟


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6758 - 2020 / 12 / 11 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل انتصرت أطروحة الدغرني في المغرب؟
توفي الدغرني يوم 20 أكتوبر من هذه السنة ، غادرنا بصمت جميل ودون زوبعة "ادعوا لي بالشفاء فأنا طريح فراش.." نام إلى الأبد ومعه صرامته الوطنية في قضايا المغرب وبالتالي لم تأخذ منه المواقف المناهضة لآرائه أي أثر، أسس حزبا قوميا أمازيغيا انتزعت حكومة "الهجانة والتعمية" شرعية قيام ذلك الحزب بدواعي تافهة، لم يناوش ولم يحمل السلاح لفرض حزبه وتوجهاته، بل انسحب بصمت ولم نسمع عنه شيئا إلا في اليوم الذي ودعنا حيث موته عرف نقاشا وطنيا مرة اخرى..!
في شبه رثاء على موته كتبت تغريدة حول موقفه من قضية فلسطين وإسرائيل وبشكل عام موقفه من المشرق العربي، كتبتها في موقع فايسبوكي لليسار المغربي، موقع كنت من السباقين في الإنتماء إليه من منطلق أنه يمثل مختلف وجهات النظراليسارية بدون تغليفات حزبية، او هكذا على الأقل ما كنت اظنه برغم وجود هيمنة تيارات كانت تنشط سابقا في احزاب يسارية معروفة وانسحبت ثم بدأت تبحث في خلق تيار يجمع الشتات اليساري. هذه المجموعة لم تنشر تغريدتي برغم أنها لا تمس في الصميم أحدا، عبارة عن وجهة نظر تقييمية لمواقف الأستاذ الدغرني من منظور مجالي إقليمي هوياتي تتناقض طبعا مع السائد المعروف في اليسار المغربي حيث الكثير من القضايا وضعوا لها الشريط الأمني الأحمر المعروف: "لا تطأ هنا" وهذا الشريط الأمني عادة، عند رجال الأمن خصوصا، له دواعي تبريره لهدف البحث الجنائي وما إلى ذلك... لكن في السياسة اليساروية في المغرب، له أبعاد أخرى من قبيل : هذه أمور نتخصص نحن فقط فيها (يقصد المثقفون اليساريون)، اذكر حادثة شبيهة حصلت لنا نحن عمال مناجم جبل عوام: جاء من اوربا وفد من نقابة بلجيكية للتضامن معنا، منحونا شيكا اعتبر رمزيا كتضامن مالي مع العمال وأسرهم في تجاوز الأزمة التي يعانيها العمال بسبب الإضراب واقترحوا ان يذهب بعض العمال إلى بلجيكا كشهود عيان على الحالة المزرية التي يعيشها العمال بسبب إضرابهم لكي يحصلوا على المزيد من الدعم المالي لمعركتهم، وعندما حولنا الامر إلى نقاش داخلي، أخبرنا أحد الرفاق وهو من المكتب التنفيذي على انه لا يسمح لنا بالمغامرة بإرسال عمال إلى بلجيكا لسبب وعيهم السياسي، كان يقصد ان يذهب سياسي محنك مثله يستحضر ضميره السياسي عوض شهادته على اوضاع العمال وأسرهم حتى لا يسيء إلى النظام المغربي (ولا ادري كيف تسيء شهادة حول وضع مزري بسبب الإضراب إلى النظام المغربي)، والحقيقة كان يقصد بالمحنك السياسي شخصا مراوغا وليس شاهد عيان كما يفترض، في عملي النقابي بإسبانيا حدث لي مع وفد اوربي نفس الشيء وعندما رفضت أول الأمر باعتباري غير مؤهل سياسيا، قيل لي : إنك ستتكلم عن واقع المهاجرين بألميريا وليس عن السياسة.
في المغرب، إذا كنت مع تيار يساري يتبنى حق تقرير المصير وكانت لك عواطف أخرى غير عاطفة ذلك التيار فأنت انتهازي أو نظامي ولا أدري لماذا هؤلاء لهم حق مصادرة عواطفي، وكيف قبلت ذلك برغم أني متحفظ جدا ؟
في منتدى برشلونة، تقدم إلي رفيق فرنسي فيزيائي حاصل على شهادة نوبل في الفيزياء، حثني بلغة متفهمة على ضرورة فتح حوار متوسطي بين الجنوب والشمال وأكد أن مثل هذا الحوار غير ممكن إن لم نتفهم الوقائع على الأرض وهو يرمز إلى قضية فلسطين وإسرائيل، كنت حينها أمثل نقابة سوك الاندلسية في المنتدى، رفضت اقتراحه جملة وتفصيلا لإيماني أني لن اقبل ان ياتي شتات يهودي منتشر في أوربا ليسكن أرضا على حساب شعب يسكن فيها، كان جوابي عفويا لم تحضر فيه خلفيات أخرى وربما موقفي هذا نجم عن غياب قراءات تاريخية لتمدد إمبراطوريات وتقلصها حسب ظروف القوة والمتانة، والموقف هذا فيه الكثير من التناقض، وعلى سبيل المثال: يعتبر معظم الإسبان ان جزءا مهما من المغرب تابع لهم، وحين ينشر أحدهم في موقع جديد خاص وهو بالمناسبة ينتمي إلى نفس الموقع الفايسبوكي "اليسار المغربي" في مجموعة اخرى فايسبوكية حدود الإمبراطورية الوندالية أو الرومانية فهو يتكلم عن حقائق تاريخية أخرى فيها دائما الهيمنة تعود لتلك المرحلة التاريخية: تاريخيا، حدود دولة معينة هي غير قارة، فحدود الدولة المرابطية غير حدود الدولة الموحدية وغير حدود الدولة المرينية وغير حدود الدولة المغربية الراهنة ونحن الآن في عصر مغاير وبمعايير سياسية مغايرة بشكل أصبح امتداد دولة معينة على ارض معينة يقاس بمدى فضل هذه الدولة على تلك المنطقة وليس إخضاعها كما في السابق .
هذا نص التغريدة التي كتبتها ورفض نشرها في مجموعة اليسار المغرب الفايسبوكية:
"موقف الدغرني من القضايا الوطنية هو الأهم، أما موقفه من إسرائيل فهو يبنيه على علاقة الفصل بيننا وبين المشرق ينزع فيه إلى استقلال المغرب عن المشرق في اتخاذ قراراته، وتبقى وجهة نظر ه هذه صحيحة لا ترقى إلى التخوين خصوصا أن الانظمة السياسية العربية والكثير من الأحزاب الموغلة في القومية والإسلامية حتى تقيم علنيا او سريا علاقة التطبيع، نزوعه إلى التطبيع مع إسرائيل هو استفزاز للمشرق أكثر بهدف إقرار استقلاليتنا في القرار السياسي وفرض نوع من الإحترام في توجيهنا السياسي، يعني نستطيع ان نقيم أو نرفض علاقة مع إسرائيل من خلال تقييمنا نحن لتلك العلاقة وليس أن تكون مفروضة من جهة اخرى. وهذا ما عملته تركيا نفسها (مستقلة بقرارها بعيدا عن تاثير المشرق على سياستها وهي تقيم علاقة جيدة مع إسرائيل) هكذا شخصيا فهمت الأستاذ الدغرني.
هل هو متطرف؟
عمل على تاسيس حزب يؤسس للتحسيس بالعنصر الامازيغي مستقلا ثقافيا وهوياتيا وبيئيا حتى عن المشرق، عمل ذلك من داخل الآليات الشرعية التي يتيحها النظام المغربي (أي لم يكن خارج منظومته القانونية في تأسيس الاحزاب ) منع حزبه من داخل هذه المنظومة نفسها برغم توفره على لشروط القانونية التي يحتمها تاسيس حزبه ولم يرفع سلاحا ضد تعسف النظام في منحه الشرعية ليوصف بالتطرف"
في سياق اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء مقابل التطبيع مع إسرائيل، الم يكن الدغرني على حق؟
نعم لقد كان على حق!
كيف الآن سينظر إلى حزب الدغرني المرفوض قضائيا والذي في مجمل تبنياته كان يؤسس للهوية المغربية الامازيغية التي بسببها تم سحب شرعيته.
أغلب الدول الأوربية لها علاقة جيدة مع إسرائيل، اغلب اليسار الأوربي ليس على علاقة جيدة مع إسرائيل ليس لأنه لا يعترف بها بل فقط بسبب ممارساتها العسكرية، فلماذا نحن في المغرب نعقد الامور اكثر؟ هذا هو العمق السياسي الذي كان يقترحه الدغرني .
لن ادخل في تفاصيل اعتراف امريكا من عدم اعترافها، ولن ادخل في المقايضة السياسية لنظام المغرب مع امريكا مقابل التطبيع لسبب بسيط، كان يمكن التطبيع مع إسرائيل بناء على ما قلته في التغريدة اعلاه حول الدغرني وليس بهذا المشهد "المفروش" غير الطبيعي المفضوح اخلاقيا.
يمكن لحكومة "الهجانة والتعمية" أن تطمئن الفلسطينيين بما شاءت، لكن صراحة أرفض هذا التطمين لأنه وهم آخر من أوهامها في تحرير فلسطين.
موقفي الواضح هو: بقوة التاريخ تاسست دولة إسرائيل وهي تاريخيا (أقصد التاريخ المعاصر) وحضاريا هي المهيمنة في المنطقة، عليها احترام الشعب الذي يقع تحت سيطرتها، عليها ان تدمجه وتدخله كشعب له حقوق وواجبات كما يفترض حاليا في الدول المتمدنة وعليها ان تكف على أن تكون دولة نشاز في المنطقة.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذكريات الطفولة
- حانت ساعتك (ارصوظن إصنال إينو)
- إدريس الازمي وخرافة المعاشات
- نعي بدون مذبح إلهي لتقديم القرابين
- المسألة القومية بالمغرب
- كورونا وأشياء عن المكر الديني
- هل هناك احزاب شيوعية قائمة؟
- من وحي الثرثرة!
- لماذا الماركسية مخيفة؟؟
- الماركسية ليست عنعنة (قراءة نقدية في بعض دراسات الحوار المتم ...
- إذا كنت تنام جيدا فأنت مفترس جيد
- حاسب نظامك قبل ان تحاسب الماركسي
- أيت الحكومة
- أمز أشال
- رسالة مفتوحة إلى وزير الخارجية المغربي
- نهر -مربيع-: نحت انتروبولوجي في الدلالة
- بواب العمارة المؤقت
- دعهم يسرقون
- مريرتيات
- حكومة الكفاءات غير كفأة


المزيد.....




- أصابه بحالة خطيرة.. الشرطة الأسترالية تقتل مراهقًا بالرصاص ل ...
- زاخاروفا تصف كلمات زيلينسكي حول -شيفرون على كتف الرب- بـ -ال ...
- -هو متعجرف ويجب طرده-.. الإعلام الإسرائيلي يكشف عن مشادة كلا ...
- نتانياهو: الحكومة قررت إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...
- لوزانسكي: أوكرانيا مادة استهلاكية تستخدمها واشنطن للحفاظ على ...
- مشاهد توثق الأضرار الناجمة عن قصف -كتائب القسام- للقوات الإس ...
- الحكومة المصرية تكشف موعد عودة تخفيف أحمال الكهرباء
- ضابط أوكراني يدلي للغارديان بتصريحات غير متوقعة عن الصراع مع ...
- ثاني زلزال يضرب إنغوشيا جنوب روسيا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - إسرائيل والمغرب: هل انتصرت أطروحة الدغرني في المغرب؟