أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - أمز أشال















المزيد.....

أمز أشال


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 23:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سرقت دولة الإمارات العربية الأضواء هذه الأيام باتفاقية السلام مع إسرائيل، الحدث كان سيمر عاديا لولا امور أخرى، دولة ذات "سيادة" تتخذ قرارا معينا بشكل علني وهو قرار لا أحد يستطيع أن يحيدها عنه، لكن حدث أمر هام، قرار دولة تركيا سحب سفيرها من الإمارات على خلفية التطبيع، دولة أيضا ذات سيادة تقرر ان تقطع علاقاتها مع دولة الإمارات وهو ايضا قرار سيادي لكن ما لن نقبله من تركيا هو تمييع هذا القرار ليبدو كما لو كان نتيجة التطبيع مع إسرائيل والحقيقة هي ان القرار ناتج عما أفرزته الساحة الليبية من تناقضات لان آخر من يمكنه ان يتكلم عن التطبيع هي تركيا، لكن يجب أن نتمهل قليلا، يجب فهم سلوك تركيا من جانبين، فعلاقتها بإسرائيل لا تؤطره بنود ما يسمى بالجامعة العربية ولا يلزمها ما يتلازم به الحشد العربي في بناء وحدته، بل هي دولة ذات قومية أخرى تنظر إلى كل الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط من باب مصالحها القومية، ويمكن أن نتفهم غصة وحصرة أردوغان على تاريخ إمبراطورية كانت حتى الأمس القريب تسود كل المنطقة، تؤطر تركيا علاقتها بإسرائيل من زاوية تختلف كثيرا عن زاوية النظام القومي العربي فهي دولة تستأنس بتاريخها الطويل في حوض البحر الأبيض المتوسط وتعرف ماذا يعني احتلال منطقة جغرافية معينة، فهي جربت ذلك وحين تنتقد إسرائيل فهي لا تنتقد احتلالها أكثر مما تنتقد السلوك العسكري لدولة إسرائيل.
يوظف أردوغان تاريخ بلاده في التعامل مع إسرائيل كونه ليس معنيا بالمقاطعة العربية لإسرائيل لأن دولته ببساطة ليست دولة عربية، يأخذ من أتاتورك ما يخدم بلده، يوظف الإسلام السياسي بما يزكي عواطف الشعوب المسلمة ويخدم في نفس الوقت امتداده الإستعماري الجديد من قبيل "الخلافة الإسلامية" و"الأمة الموحدة" وما إلى ذلك بينما يوجه لأبناء شعبه خطاب القومية التركية القوية ويستبسل في رسم حدودها التاريخية التي هي في نفس الوقت حدود الإمبراطورية العثمانية.
يذكرني أردوغان بالمقولة العامة التي تقول: "يا ويل أمة زور تاريخها" أو يا ويل أمة شعبها يعيش بدون ذاكرة تاريخية ولذلك هو دائما يلوح بورقة الإمبراطورية العثمانية لاستصدار حق تاريخي كان لهم في منطقة معينة (مجمل خطاباته الشعبوية تنطق بهذا في تبرير تدخلاته في كل من العراق ، سوريا، قبرص، وأخير ليبيا دون أن ننسى تدخلاته في دول الجوار بشمال تركيا وغربها.
لنعد إلى أضواء الإمارات: باتفاق الإمارات مع إسرائيل تثبت حقيقة لا جدال فيها، تثبت واقعية براغماتية: ليس هناك عالم عربي بل هناك دول مستقلة وهذه هي الحقيقة التاريخية، تثبت من جهة ثانية ان الوحدة بالدين والعروبة ليست إلا أوهام بقرة والحال ان كل الشرق الأوسط مهدد بالتدخل الأجنبي سواء من قوى إقليمية أو قوى دولية ومن داخل هذا المخاض يتعين على كل دولة أن تعي بشكل جيد مصالحها وفي هذ قل ماشئت من الكلام الفارغ: انظمة رجعة، انظمة ريعية، أنظمة لا وطنية، قل ما شئت لكن الحقيقة هي أنظمة مهيمنة والقرار السياسي الأخير يعود إليها، بمعنى إذا كانت هذه الأنظمة ما شئت من النعوت فهي من يحكمك، بمعنى أن أي مشكل يعيشه شعب معين في نظام دولة معينة لا يجد حله إلا في حل الصراع الداخلي بين هذه الشعوب وأنظمتها، من هنا فصراخ الشعوب المتضامنة مع فلسطين لا معنى له، صراخ التضامن هع هذا الطرف أو الآخر في ليبيا لا معنى له أيضا، كل هذا الصراخ يخدم الأنظمة السياسية المهيمنة على شعوبنا، هو صراخ نستعين به لهزم اعدائنا الوهميين انهزاما وهميا أيضا، لقد ارتاحت أنظمتنا بشكل جيد حين صنعت لنا تلك المعادلة الليبيرالية الجميلة: انتقد ما شئت إلا ان تنتقد النظام الحاكم...
كن حليفا لتركيا أو حليفا للإمارات وانتقد ما شئت في هذه الثنائية إلا ان تنتقد قنصل او قائد او عامل ببلدك او والي او الرأس الحاكم في بلدك.
إليكم هذا المشهد في الفضاء الإفتراضي، موقف المغاربة من الصراع الليبي:
من جهة هناك تيار يقف إلى جانب الإمارات ومصر وحفتر
من جهة اخرى هناك تيار يقف إلى جانب الوفاق وتركيا وقطر
من جهة ثالثة هناك موقف محايد
لكن الغريب في كل هذه المواقف تناقضاتها الذاتية:
ضد حفتر لأنه نسخة من القدافي (شيء جيد في التحديد)، "قومجي عروبي" (رائع ايضا)، ليبيا دولة امازيغية معربة (أكثر من رائع)... مع الوفاق وتركيا لأن الوفاق تشكيلة ديموقراطية، تركيا دولة ديموقراطية ستنمط ليبيا على نمطيتها (هذا ما أعنيه بالتحديد باحلام بقرة)، الكل نسي أن هناك شعب أغلب فئاته تنبذ التفرقة والحرب والدم وتتطلع إلى دولة حقيقية وليس ميليشيات مسلحة، دولة مستقلة وليس دولة لآليات واجندة دولية..
ضد الوفاق لأنه ليس اصلا وفاق منتخب بل وفاق مشكل من اجندة دولية، فكل انتخابات ليبيا كانت تحت تهديد الملشيات وتحت الضغط الدولي الأطلسي وبالتالي تنتفي النزاهة في الإنتخابات وليس هناك وفاق شرعي، بل حتى اسمه (الوفاق) اتخذه من واقع التوافقات بعد موت القذافي، تدخل تركيا هو امتداد تيار الإخوان الدولي الذي يسحق التنوع الثقافي والعرقي والمجالي في كل البلدان، ثم إن تركيا برغم ديموقراطية البوكر فيها ليست مصدر ثقة لأنها اصلا دولة استعمارية.
في التناقضات:
التيار الذي ساند تدخل تركيا بليبيا ساند ايضا حق دولة الإمارات في التطبيع مع إسرائيل (هنا اتكلم عن التيار الممزغ، من الامازيغية، وسأذكر لماذا هذا التمييز) فهو من جهة مع حق الإمارات في التطبيع لسببين اساسيين: من جهة يعلنه حجة بعدم وفاء العرب لقضاياهم ومن جهة يبرر به تطبيعه هو مع إسرائيل.
يمكننا ان نتفهم هذا الأمر في سياق آخر هو سياق الموقف الأمازيغي من الكرد، كيف يثق هذا التيار الممزغ بتركيا في الوقت الذي تركيا تهضم باسم قوميتها حقوق الاكراد؟
المشكلة عند امازيغ ليبيا ليست كالمشكلة الكردية، وانا اتفق تماما مع هذا الرأي لكي تهزل عندنا الأمور، وهناك عقدة لدى الأمازيغ (أقصد فقط هذا التيار الممزغ) مع الكرد : الكرد يعانون ازدواجية موقفين قوميين مختلفين: يعانون من النظام العربي القومي المتمشكل في الدول التي ينتمون إليها جغرافيا، ويعانون ايضا من النظام القومي التركي وهذا التيار الممزغ يريد أن تتساوى المعانات لكي يتحقق التضامن مع الكورد: ان يعاني الامازيغ مثل ما يعانونه هم
ينطبق عليهم المثل المغربي المستخرج من رواية شفهية: "عياتنا الفيلة، خاصها فيل".
بعض التبريرات واهية، موقف المحايد:
الموقف من الإمارات كالموقف من إسرائيل، هما معا نظامين صهيونيين وإن بشكل مختلف: في الإمارات صهيونية وطنية إسلامية، في فلسطين صهيونية إسرائيلية دخيلة بقوة المال والسلاح وديموقراطية البوكر الشبيهة بالبوكر التركي .
لكن هنا تبرز المشكلة: اتفاقية السلام تليها اتفاقيات تعاون، تليها اتفاقيات الدفاع المشترك او على الاقل في شكلها العيادي، بموجب الإتفاقية تستطيع الإمارات استعمال السلاح الإسرائيلي في ليبيا ضد تركيا، كيف سيكون موقف ممزغي البوكر، هل سيكونون مع تركيا ام مع إسرائيل من خلال أجندة الإمارات؟
لأوربا موقف براغماتي من الشرق الاوسط ومعها امريكا وبشكل مميز روسيا والصين
تتعامل أوربا مع الشرق الأوسط بمنطق امازيغي حر: حين تتعقد الأمور عندك "أمز أشال" (إقبض على الأرض)، أن تكون دولة ما تمارس الديموقراطية ام لا فالأمر لا يهمها مادامت علاقتها بنظام ديكتاتوري معين ممتازة، هنا يوظفون اجود خبرائهم ليتكلموا لنا عن قناعات موضوعية: دولة لها خصائصها، لها عادات وتقاليد .. لها ولها...
حين تكون هناك دولة تميل إلى تحرير اقتصادها الوطني، روسيا مثلا، يميل الخبراء إلى التحديد على ان الحكم فردي برغم أن الخبير هذا يعلم علم اليقين ان الذي يحكم ليس فردا بل نسقا منظما من افراد وجماعات ولوبيات
لماذا الصين وروسيا تتعامل بشكل مميز؟
ببساطة، للحفاظ على دول بعينها استنادا إلى القانون الدولي واستنادا إلى حرية التسويق التي نظر لها الغرب الإمبريالي نفسه، إن قوة المال تصنع نفوذا لكن ايضا وبالملموس المفيد، قوة الإنتاج أيضا تصنع نفوذا، والحفاظ على استقلالية الدول استنادا إلى قوانين الليبيرالية والسوق الحرة، يعني أن الذي سيتأقلم ويسود هو الذي ينتج أكثر وبشكل مسقل.
ما الموقف من الصراع الليبي؟
استنادا إلى الذاكرة التاريخية وتوظيفها كما يوظفها اردوغان، واستنادا إلى محاولات التوحيد القريبة لشمال إقريقيا، الأرضية المغاربية هي الحل وليس في تدخل الدول الأخرى وهو امر محال وعليه فمهمتنا هي تحرير انفسنا من انظمتنا وهو تحرير بنيوي قطعي مع الانظمة الكولونيالية.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى وزير الخارجية المغربي
- نهر -مربيع-: نحت انتروبولوجي في الدلالة
- بواب العمارة المؤقت
- دعهم يسرقون
- مريرتيات
- حكومة الكفاءات غير كفأة
- رئيس النزاهة غير نزيه (بخصوص فضيحة الرميد في المغرب)
- تأملات في زمن الحجر الصحي 4
- تأملات في زمن الحجر الصحي 3
- تأملات في زمن الحجر الصحي 2
- تأملات في الحجر الصحي
- -تاكموست- (العقدة) او مجتمع -تاكموسين-
- ذاكرة زهايمرية
- حين تبتلع قنوات الإعلام عقولنا
- رسالة مفتوحة إلى بشار الأسد
- الحب في زمن كورونا
- نيتشة في الترجمات العربية: الملحد في الغرب مومن في الشرق (فل ...
- نيتشه والترجمة العربية
- صراع أجيال
- صفقة وحيد القرن


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - أمز أشال