أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - صلادة من تونس الجميلة















المزيد.....

صلادة من تونس الجميلة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 6972 - 2021 / 7 / 28 - 01:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"صلادة من تونس الجميلة"
لي رغبة عميقة اليوم ان أكتب شيئا مختلفا تماما عن كتاباتي السابقة، أن "أكون موضوعيا إلى حد ما"، مستقلا ونزيها خارج تيار الأدلجة، أن اكون مواطنا صالحا إلى حد ما وان تكون كتابتي هذه عابرة للقارات، ليس من حيث وزنها "الإستراتيجي" كالصواريخ بل بمعناها العبثي كأن تقول لصديق : "بونجور صاحبي"، خليط لغات، وهنا أقصد "صلادة" من موضوعات متعددة، لقد سئمت خرافة "وحدة الموضوع" على الرغم من ان العالم موحد بالضرورة الإقتصادية، لكن يجب هنا أن أكون كلبانيا أكثر، أن أقول مثلا للدول الكبرى، الدول المهيمنة في العالم تلك المقولة الرائدة للفيلسوف الكلباني اليوناني ديوجين: "لا تحجبوا عنا أشعة الشمس، اخرجوا من امامنا " فالسلحفاة أيضا تحب أشعة الشمس برغم صلابة قشرتها المصفحة
لا أدري لماذا هذا العالم المتقدم يحشر أنفه في قضايانا، نعم نحن لسن ديموقراطيين ولم تكن الديموقراطية يوما ثقافة عندنا، لقد كانت ثقافتنا هي البحث عن الطعام وكنا ولا زلنا نبحث عنه بشتى الوسائل بما فيها ما تسمونه الهجرة السرية: سرية من من؟ هل نحن من كوكب آخر؟
الديموقراطية ثقافتكم ونحن لنا ثقافتنا بنفس الحق الذي دولتموه في مدونات حقوق الإنسان وحقوق الشعوب الأصلية وحقوق المثلية وغيرها: إن التنوع هو فسيفساء الوقت الراهن بحسب أبجدايات تلك المدونات، فلماذا لا تروقكم خطواتنا وتنوعنا؟ لماذا أنتم المعيار وليس التنوع هو المعيار ؟
الشمس لا تستثني حتى الطحالب في أعماق البحر فلماذا أنتم لكم هذا الإستثناء: أن نكون نسخة منكم ؟ لمذا تكرهون ثقافة الشعوب وتصنعون منها أحداث دموية.
أحزابنا ليست مثل أحزابكم، احزابنا وراثية واحزابكم أيضا وراثية بشكل مختلف تفاوتي، أحزابكم تتوارث بالإيديولوجية والمال واحزابنا تتوارث بالسلالات وطقوس القرابة وثقافة "الزردة"، ما المشكلة في الفرق؟ أليست هذه هي فسيفساء التنوع الثقافي الحضاري الإنساني؟
إليكم الآن حدث تونس وأنا من خراج فقاعة الأحزاب اليسارية الشيوعية التي تهتم بالنصوص ولا تطرح المشكلات الحقيقية، وقبل ذلك ومن منطلق "الصلادة" الفكرية هاكم بعض الوقائع:
كل أحزابنا الشيوعية تعتمد في ثورتها على طبقة غير ثورية هي الطبقة العاملة عندنا: طبقة تبحث عن الطعام فقط (تبحث عن "الجورني"، عن الترسيم في العمل إذا وجدته، عن التعويضات في حالة العمل (تنسى حتى تلك التعويضات لضمان العمل )، شيوعيونا طبقة أجيرة بالفعل يعتقدون أنهم بورجوازيون متوسطون بالوهم فقط: الشيوعي في وظيفة عمومية سيبيعك لأجل مصلحته وضمان طعامه، ليس كلباني ك"ديوجين" الذي وقف في وجه القيصر يطلب منه ان لا يحيل عليه بأشعة الشمس .
الطبقة العاملة الثورية عند ماركس هي في التنظير الماركسي طبقة عاملة سياسية واعية بواقعها الطبقي، عقود العمل القصيرة، موت النقابات، "الإكراهات" التي توظفها نخبة البروليتاريا من قبيل الخوف من هجرة الباترونا (أكتبها بالتاء والبعض يكتبها بالطاء ولنا في اللغة الأبجدية شتان). في تونس تقدم الرئيس ببرنامج انتخابي (وأنا واحد ممن كتب ينتقد برنامجه) يصرح فيه أنه مع ديموقراطية تشاركية مبدأها المواطن وليس الحزب (ولا انفي هنا تدينه الديموقراطي على طريقة خرافات عمر ابن الخاطاب)، عندما ينجح رئيس في انتخابات هو قدم فيها رؤيته السياسية التي أساسا تتناقض مع دستور تونس 2014 ويصوت عليه حتى هؤلاء الآن الذين يقولون بأنه انقلب على الشرعية الإنتخابية (يجب أن نفهم من هذا أمرا هاما : هل كان برنامج سعيد قيس الذي به نجح أمرا دعائيا حتى ينقلب البعض الآن ويحتكمون إلى بند دستوري صنعه حزب النهضة؟ في أزمة سياسية مزمنة (أقصد لا حل لها) هل تريدون بقاء أزمة تتنازع فيها تيارات حزبية حول قضايا ذاتية لا معنى لها إلى أن تنتهي ولاية البرلمان المنتخب؟ الفصل 80 لا يعبر عن تشريع يحمل جميع الإحتمالات بل يكرس ديمومة المنتخبين: لا معنى لأن يتدخل الرئيس التونسي بالتشاور مع رئيس البرلمان ورئيس الحكومة حول حالة الإستثناء خصوصا حين يتشبث رئيس البرلمان بموقف استمراريته في ازمة سياسية مزمنة.
ما هو الحل مثلا في نظر وزارة الخارجية الأمريكية (الحل بالمغربية هو: لعصى في الرويضة!! وأيضا بالنسبة لبيان وزارة خارجية روسيا والإتحاد الأوربي : يصفقون للقرد المنهزم) (أذكر هنا بمقال وزير خارجية روسيا حول التنوع الديموقراطي الذي كتبه في مقال مطول وتحته ساضع رابطه لتتبينوا التناقض بين موقف روسيا تجاه تونس وموقفهم هم من قضاياهم، أما الغرب فنعرف تماما أن الشمس لهم وحدهم ).
لا أجب ان اغامر من خلال مفهوم "الصلادة" في مقارنة وضع تونس بالدول التي لها إزدواجية السلطة (الرئيس و رئيس الحكومة) لأبرهن على ان مشكلة تونس هي ازمة دستورية وليس انقلاب ، أزمة مشرع لم يعتبر صوت المواطنين لرئيس دولة تقدم للإنتخابات بوعود مثله مثل الأحزاب السياسية وعليه أن يبرهن أنه يفي بوعوده، هنا أتفق مع قرار سعيد قيس رئيس متتخب تونسي (أسطر على كلمة منتخب )
هل درس موقف الولايات المتحدة ، روسيا، الإتحاد العجمي الأوربي موقف وعود الرئيس التونسي المستقل الذي لا ماضي سياسي له؟؟
بالتأكيد لاـ الديموقراطية هي التوافق مع نص ولا تهم إرادة الشعب التونسي ! لا يجب أن نستفيد من فراغاتنا لأن الدول الأخرى تحكم علينا بالنصوص برغم فراغها: نحن الشعوب المتنوعة ليس لدينا الحق في نقض النصوص الدستورية.
"صلادة" اخرى: عادة نحن الشيوعيون نقيس الامور بالنسبية: مالذي سيضفيه لنا تأييد النهضة في تونس بنص دستوري عليه ما عليه، امانة للمبدأ؟ المبدا الذي لا يصرف وليس قابل للصرف هو تحجر لا معنى له، بما اننا نحن الشيوعيون في مجتمعاتنا المحافظة لا وزن لنا علينا على الأقل تكييف مبادئنا بحسب المعطيات السياسية على أساس ذلك المبدا التقليدي : تناقض رئيسي، تناقض ثانوي وغيرها من المفاهيم التكييفية وهذا ما طبقه أغلبنا حول الحالة السورية: لسنا مع نظام الحكم السوري، لكن لأسباب معينة معه ضد الإمبريالية. لسنا مع روسيا الإمبريالية لكن لاسباب اخرى نحن معها ضد احادية الموقف، أما الصين فرغما عنا هي من فهمت مغزى تصريف المبادئ. كان يهمها أن تقفز وهذا بالفعل ما فعلته: لم يتفاعل الحزب الشيوعي الصيني مع ماركس على انه نبي الإشتراكية، بل تعامل على كونه، وفقا لتناقضات أخرى، يجب ان يجتهد وفقا لمباديء الصراع الكونية.
الرئيس التونسي تعرض لمحاولة قتل من طرف اصدقائه من نفس الحزب الحاكم، هذا لا يتكلم عليه أحد ، ضربت امرأة في تونس وهي تناقش في البرلمان وامام الكل (انا مع أي امراة يمينية وليست يسارية فقط إن تعرضت للضرب وامام الجميع وبالصور والفيديوهات، كل هذا تم، لا محاكمة، لا تجميد عضوية ولا أي شيء: عار على مجتمع تونس ان يسمح بضرب إمرأة وعلى العموم ). صلادتي اليوم تناولت تونس، لم انقل فرح التونسيون وهم يثورون ضد النهضة والحال أن الآخرون سينقلون "ثورة الريع الوهابي بتونس".

https://arabic.rt.com/press/1246318-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%BA%D9%8A-%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF/?fbclid=IwAR2ZJd9kdNPEuGkYznB9_Oz0HVCkOLK-TrWg5pfS7gpmsdOVR6Fay-uyoqM



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضاء ياليته يفصح أنه ليس قضاء
- أبو المائة و-تامديازت-
- قي الثورة الجديدة
- نزوح جماعي
- أفينيدا دي امريكا (من يوميات البحث عن سيجارة)
- فاجعة!
- لماذا تقتل سماحة الله بسيف الكهنة من الفقهاء؟
- حوار مع مهاجر سري
- لروحك السلام الأبدي نوال
- كازا بلانكا
- لوسيور كريسطال في المحك الإجتماعي المغربي
- ثرثرة على الخاص
- تجربتي في العمل النقابي بالأندلس
- أخجل والخجل ليس عيب
- من وحي الهجرة السرية
- اليسار بين الهوية المخزنية والهوية المجالية
- الموت لأحمد عصيد!؟
- سنة سعيدة أيها الامازيغ!
- لقد نسوا كتابات الاطفال على الحائط
- جديد ملف مناجم جبل عوام


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - صلادة من تونس الجميلة