أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عذري مازغ - المغرب الرخيص وقضايا الصراع الطبقي















المزيد.....

المغرب الرخيص وقضايا الصراع الطبقي


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7065 - 2021 / 11 / 2 - 20:49
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


المغرب الرخيص: صديقة لي لها ابنة تتدرب على التمريض، في مرحلة "السطاج" (التطبيق)، ذهبت إلى متجر لشراء بذلة الممرضين، فاجأها صاحب المتجر (بائع للبذل المهنية) بوجود نوعين : مغربي وإسباني دون الإشارة إليهما ثم دخل يتكلم عن الفرق بينهما والفرق في الأثمنة، فهمت الممرضة المتدربة أن البذلة الغالية هي من صنع إسباني وفضلتها لذلك (فهم او هن يفضلون المنتوج الوطني مهما كلف وهذا معروف في كل الدول الأوربية)، لكن وهي في الطريق إلى المنزل بحثت في صنع المنتوج فوجدت أنه منتوج مغربي ، صدمت في الامر كيف يكون المنتوج ذي الجودة الذي اعتقدت أنه منتوج وطنها هو منتوج مغربي..
المغرب الرخيص هو هذا المغرب المتخلف في العقل الجمعي الأوربي، حتى صناعاته في ذلك العقل هي صناعات بذيئة ومتخلفة.
عندما كنت في الميريا بالجنوب، غالبا ما كانوا يثيرون أمر جودة المنتوجات الفلاحية المغربية ويكون من الصعب الدفاع عن المنتوجات الفلاحية المغربية: في كل نقاش يفترض دائما أن تتحلى بنوع من الموضوعية، فالرقابة الصارمة للمنتوجات الفلاحية في أوربا تفرض نوعا من التدابير التي تتماشى مع جودة المنتوج من كونه منتوج ذي وجاهة مظهرية (لتوضيح الأمر هناك مواد كيماوية لتحمير لون الطماطم حتى وإن لم تكن ناضجة أصلا) إلى منتوج إيكلولوجي معدوم من المواد الكيماوية، في هذا السياق لا يمكن الحكم بجودة منتوج بلد معين على آخر، لكن غالبا في سياق صراع المزارعين بين الشمال والجنوب ما يكون ضغط الشماليين يتجه ليس فقط إلى اولوية منتوجات موادهم من خلال التزامهم بتطبيق تلك الشروط (هي شروط المستهلك بالدرجة الاولى) غالبا يكون تسويق منتوجاتهم بمدى تطبيقهم لتلك الشروط التي بالزعم نفسه لغياب الشفافية في الجنوب يفترضون ان منتوجات الجنوب ليست بنفس المعايير وان هناك فبركة للجودة لدرجة انهم أثاروا حتى منافسيهم من مواطنيهم ممن يستثمرون في جنوب البحر المتوسط على اعتبار أنهم يدخلون سلعا من الجنوب ويضفون عليها ماركة الشمال(هذا يحدث بالفعل وأنا شخصيا عاينته بألميريا وهذا موضوع آخر)..
تعويم الشركات في الشمال والجنوب مثير جدا ويحتاج تدقيقا يصطدم احيانا بالتشريعات بشكل لا نستطيع منع إضافة ماركة إسبانية على ماركة مغربية خصوصا حين تكون نفس الشركة مستثمرة في بلدين واحد بالشمال والثاني بالجنوب، هذا التعويم لنفس الشركة يفترض تعويما للماركة أيضا بشكل يمكن للمنتوج الذي أنتج أصلا في المغرب أن يحمل ماركة منتوج أنتج بإسبانيا (هذا الأمر واقعي وموجود على أية حال بشكل لا يمكن نفيه).. لكن معروف أيضا أن تلك الشروط التي على المزاريعين في الشمال تفرض أيضا على المزارعين في الجنوب (وهنا اتذكر أنه في مناسبات عديدة اعيدت تلك المزروعات إلى مصدريها بعدما أكتشف أن مواد كيميائية معينة مكثفة في انسجتها وحصل ذلك لمنتوجات مغربية وإسرائيلية وتركية وحتى إسبانية وغيرها، وهي امور عادة لا تتعلق ببلد معين بل بالتراكم الزمني يفهم المستهلك (وحصوصا الأوربي ولن أتكلم هنا عن المستهلك الجنوبي بسبب تفاوت الوعي الإيكولوجي، في الجنوب يعي الناس أن المنتوجات لم تعد كما كانت لكن يحصرون الأمر في تبدل الأحوال ولا ينخرطون في تبني وعي خاص يتبلور فيه عدم جودة تلك المواد ويدخلوه في صراع سياسي كما اوربا). إن تعويم مشكل الماركات خلق مثلا في إسبانيا موجة نضالية دفاعا عن المنتوج الوطني وهذا طبعا من حقهم، لكن ليس صحيح ان ذلك المنتوج تنعدم فيه الجودة بل إن تلك الشركة لأسباب التسويق في أوربا، كونها اوربية لها أفضلية خاصة، وربما هي مع زبنائها الإقتصاديين صريحة في الأمر كالقول مثلا: هذا منوج شركتنا من المغرب وليس الامر أن ذلك المنتوج لسبب ما مغشوش بل هي تعوم ماركتها على المنتوج المغربي لسبب الأفضلية في التسويق . أفضلية مركبة أو بنيوية المعالم: إن هذا المنتوج الجنوبي (وغن كان لشركة شمالية)جيد لأسباب عديدة اقتصادية وإيكولوجية أيضا فهو منتوج يتوفر على نفس المعايير الإيكولوجية ويتوفر على القدرة التنافسية لأن الأيادي التي انتجته هي ببساطة أيادي رخيصة: الأيادي التي انتجته هي ارخص ثلاث أو أربع مرات من الأيادي التي تنتج نفس المنتوج في إسبانيا، تثمينا لهذه الخلاصة: أجر العامل الزراعي في المغرب أقل ثلاث مرات على الأقل من اجر العامل الزراعي في ألميريا (وغذا كبقنا مدونة الشغل بحذافرها في ألميريا فأجر العامل الزراعي في ألميريا اكثر أربع إلى خمس مرات العامل الزراعي في المغرب والحال أن تلك الشركة الشمالية التي تعوم ماركتها تجد نفسها في وضع مريح اكثر مهما كانت تقلبات السوق.
المزارع الشمالي الأكثر وطنية بدرجة فاشي لا يفهم هذه المعادلة برغم أنه يتعاقد مع عامل مهاجر يقبل شروطه بدون ادنى حق كجق تطبيق مدونة الشغل.
أن الموضوع الآن في سياق عولمة الإنتاج لم يعد مطروحا على ثنائية الصراع الطبقي: عمال ضد أرباب العمل، بل إن الموضوع تعقد أكثر من ذلك، من جهة هناك عمال وأرباب عمل ومن جهة اخرى هناك مستهلكون يفرضون شروط معينة ومن جهة اخرى هناك إشكال عولمة الشركات المنتجة وارتباطها بشركات خدماتية غير منتجة بارتباطهم كلهم بالراسمال المالي (الابناك والمؤسسات المالية)، في هذا السياق تجاوزت إشكالية السوق والتسويق وربطتها مباشرة بالمستهلك باعتباره الرقم أو العامل الذي لم تتم الدراسات النظرية التطرق إليه (أتكلم هنا عن المستهلك الواعي أكثر من أن اتكلم عن المستهلك الذي يصنف في دائرة السوق بالطلب ودليلي في هذا هو تأثير إضرابات المقاطعة لمنتوجات معينة التي تعلن هنا أو هناك) .
المستهلك أصبح رقما صعبا..
في تجربتي النقابية (في الحقل النقابي الأوربي) في ألميريا: هي نقابة برغم وطنيتها وقوميتها الأندلسية، كانت في ألميريا نقابة مزارعين مهاجرين من مختلف الجنسيات، كانت تطرح علينا إشكالات جمة برغم انها نقابة قومية "متفتحة" على اعتبار أنها اندلسية لكن برغم اندلسيتها (طابعها القومي) كانت لها نظرة متفتحة نحو الآخر (المهاجر)، مفهوم قومي جديد غير موجود في ثاقفتنا المشرقية أو السمال إفريقية، مفهوم مشحن بالليبيرالية والتمدن الكوني وليست بالمفهوم العرقي القبلي القوممجي: " العام الأندلسي هو اي كان من اي جنس ويعمل ويسكن ويساهم في اقتصاد الأندلس" مفهوم كوني للاندلس صاغة بأبعاد كثيرة المناضل الأندلسي "خوان مانويل سانشيز غورديو" الذي تراس بلدية "ماريناليدا" لأكثر من ثلث قرن، ( لا اجسم انه من صاغ هذا المفهوم لكن اجزم انه كان يعمل به، والموضوع وجدته حتى عن مثقفي الباسك ومثقفي الكاتالان واعتقد أنه مفهوم ولد من رحم الحرب الاهلية بإسبانيا).. في تجربتي النقابية طرحت في أكثر من مرة مفهوم المستهلك كرقم صعب في الصراع الطبقي وليس العامل ولكي أشرح لكم الامر سأقول لكم ماهي مشكلة العامل الزراعي المهاجر وساختصر النقاش بإشارت دون تحليلها:
• أغلب المهاجرين في إسبانيا وصلوا إلى إسبانيا بدون تأشيرة دخول، في دواخلهم وبما راكموه في بلدانهم هم ليسوا مناضلين عماليين بل ضيوف في بلد المهجر جاؤوا عن طريق الهجرة السرية (كل ما يريدونه هو العمل)
• حين يشعرون بالإضطهاد، اكثر ما يعبرون عنه هو انهم "مساكين" اضطرتهم الظروف للمجيء، وعليه يتسولون حماية المنتديات الإجتماعية
• لا يهمهم العمل في شروط قانونية، يهمهم العمل فقط وبأي ثمن (في 2008 كان سقف الأجور هو 45 يورو لليوم، في مواقف الإنتظار كنا نجد عمال يضعون على صدورهم ما يفيد أنهم يقبلون العمل ب 20 يورو)
• لا يناضلون على بؤس أوضاعهم لانهم ضيوف وليسوا عمال
• لا يحبون حتى تعرية أوضاعهم للصحافة
في الاخير برغم ان اغلب المنخرطين هم مهاجرون، لا نستطيع فرض أي شيئ في حواراتنا سواء مع السلطات المحلية أو حتى مع أرباب العمل (ليست لدينا قوة من العمال تمارس الضغط، حتى مظاهرات فاتح ماي كنا نهيء المواصلات والنقل المجاني لكي يكون في صفنا عدد يعبر على اننا قوة فاعلة) وكانت علاقاتنا بأوربا خصوصا بالنقابات وجمعيات المستهلكين وغيرها هي السبيل الوحيد للضغط على السلطات المحلية لفرض تطبيق قوانين معينة ولو في شكلها المتدني: قبول سقف من الأجور غير السقف القانوني (سقف يحمر الوجه، اكثر من السقف المعتاد واقرب إلى الأجر القانوني ) لكن الأمر حول نقابتنا إلى كونها مجرد وكالة تقدم خدمات للدفاع عن المهاجرين، وكان موضوع دفاعاتنا القضائية هي حول حوادث الشغل واوراق الإقامة وغير ذلك بشكل كانت نقابتنا في ألميريا هي وكالة دفاعية وليست نقابة عمالية.
لكن ليس هذا قصدي من الحديث حول النقابة الأندلسية بل بموضوع له علاقة بالجنوب، كان بين الفينة والأخرى تعقد لقاءات بين نقابات الجنوب ونقابات الشمال (في إحداها تجمد النقاش حول هموم الشغيلة بين الوفد المغربي والجزائري حول مفهوم "المغرب الكبير" أو "المغرب العربي"، كان اللقاء رمضانيا وكان الجميع "يعتق الروح" باعتبارهم تقدميون (يعني لا الوفد المغربي صائم ولا الوفد الجزائري، لكن الصراع حول تسمية "توحيد شعوب شمال إفريقيا كان جديا، أما وفود النقابات الشماية فكانت جامدة تستغرب هذا النقاش، لم يكن النقاش حول امازيغية شمال إفريقيا أو عروبتهم بل حول مشاكل العمال ).
في كثير من هذه اللقاءات طرحت شخصيا على الأوربين طرح مشكلة الأجور: السوق المشتركة هي السوق الأوربية، على ذلك يجب ان نطرح مشكل أجور مشتركة هي ان يكون أجرالمزارع المغربي بما يقابله في التسويق الأوربي لمنتوجاته ولو بتفاوتات موضوعية: إذا كان العمال في إسبانيا ب 45 يورو على العامل لمزارع مغربي أن يكون في حدود 30 يورو اخذا بعين الإعتبار خدمات التسويق ، وبالطبع هذا لم ينل شيءا من التفهم، الأوربيون يقولون بأن على الشغيلة المغربية ان تدافع عن اجورها وليس نحن ويبدوا الأمر حقيقيا، لكن في علاقتنا الشمالية هم يفرضون هذا على الميريا: ان يكون العامل بألميريا بمستوى الأجور الأوربية وان تكون العلاقة بالجنوب علاقة ابتزاز. يفرضون أجور معقولة على سلطات ألميريا لتتوافق مع اجور اوربا، لكن مع عمال الجنوب في إفريقيا هو مشكل إفريقي.
النضال العالمي الآن في علاقة الشمال بالجنوب، وليس في السياق الكينوني للماركسية اعتمادا على الطبقة العاملة الغير واعية أصلا بدورها التاريخي هو: كيف نخلق شكل نضالي يعتمد آليات تحتم الوعي بقضايانا في الجنوب ..؟



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الطرشان في قضية الصحراء
- الغجر
- هل سينجح استيفان دي مستورا في مهمته بالصحراء الغربية؟
- -كان صبت اندبي! كان صحت اندبي.-
- قضايا مغربية
- البوليزاريو وإشكالية توحيد الشعوب المغاربية
- قراء مقتضبة في نص الحوار المفتوح للرفيق رزكار عقراوي
- لا يمسه إلا المطهرون
- -دير النية أوكان...!-
- العيش مع المواقف العنصرية (3)
- العيش مع المواقف العنصرية (2)
- العيش مع المواقف العنصرية (1)
- صلادة من تونس الجميلة
- قضاء ياليته يفصح أنه ليس قضاء
- أبو المائة و-تامديازت-
- قي الثورة الجديدة
- نزوح جماعي
- أفينيدا دي امريكا (من يوميات البحث عن سيجارة)
- فاجعة!
- لماذا تقتل سماحة الله بسيف الكهنة من الفقهاء؟


المزيد.....




- إجازات العيد.. عدد أيام عطلة عيد الفطر 2024 للموظفين والعامل ...
- متظاهرون يغلقون مدخل وزارة التجارة وسط لندن احتجاجا على حرب ...
- “Renouvelez-le maintenant“ تجديد منحة البطالة في الجزائر 202 ...
- 100,000 دينار عراقي .. حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في العرا ...
- عاجل | مرتب شهر كامل.. صرف منحة عيد الفطر 2024 لجميع العاملي ...
- الحكومة المغربية تستأنف “الحوار الاجتماعي” مع النقابات العما ...
- هتصرف قبل العيد؟!.. تحديد موعد صرف مرتبات شهر أبريل 2024 بال ...
- منحة البطالة الجزائر 2024 .. تعرف على الشروط وخطوات التسجيل ...
- 3.5 مليارات دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للسعودية والبطالة ...
- البطالة في السعودية تسجل أدنى مستوى منذ 1999


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عذري مازغ - المغرب الرخيص وقضايا الصراع الطبقي