أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - الصفيق على تراكم الجثث














المزيد.....

الصفيق على تراكم الجثث


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7198 - 2022 / 3 / 22 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أرى في حياتي مثل رئيس أوكرانيا، لسبب بسيط هو انه متمسك بالأمل في تحطيم وهدم كل اوكرانيا، إنه بالفعل فنان بالغريزة، يرى المباني تتساقط أمامه ويعتقد أنها عمل دراماتي سينمائي، يبتهل لنواب برلمانيون عبر دول العالم لإنقاذ أوكرانيا لينال الصفيق، يراهن بعظمة الدول العظمى الأخرى على ان تنخرط في مأساة شعب يتشرد بسبب الحرب مقابل تصفيقات برلمانية على الفضاء الإفتراضي، إنها بالفعل المأساة !
ماساة ان ينتخب شعب شخصا لا دراية له بالتدبير السياسي، شخص يخرج من مجال خاص ليمارس السياسة على أعلى مستوياتها، شخص لا يفهم قطا في التوازنات الدولية، شخص ينتصر على طاحونات هواء بوهم الدعم الغربي، أوكرانيا تفترسها روسيا وهو يراهن على شيكات تقدمها له دول غربية، شخص مازوشي بامتياز يتلذذ الألم من خلال تصفيقات لبرلمانيين غربيين ينوهون بشجاعته في المخابئ تحت الأرض ويحثونه على الإستمرار: الصمود في المخبأ بينما البنيات التحتية، المؤسسات العامة، المستشفيات والمباني الإدارية، المطارات والمختبرات، المصانع ودور السكن تتحطم فوق مخبئه وهو يستمتع بنشوة إلقاء الخطابات.
عادة يومن الحكماء بقوة ما داخلهم: إذا لم تكن لك القوة الفيزيقية لتنتصر فابحث عن قوة اخرى في ذاتك، إن تجنب المواجهة موقف حكيم أكثر من مواجهة انت مهزوم فيها.
الجبن احيانا موقف شجاع حين يكون الإقدام على شجاعة ما مرهونة بقوة الغير! وهاكم لماذا هذا القول: في عهد ميركل العشماء الحكيمة، في لقاء خاص مع رئيس أوكرانيا السابق بوريشينكو الذي أيضا كان مندفعا بقوة لمواجهة الدب الروسي، همست في أذن ذلك الرئيس بالقول: "هون من غرورك، نحن لا نريد الإصطدام بروسيا ولسنا مستعدين للحرب معها وإلا فلتتحمل المسؤولية وحدك" وقالت له حرفيا أنه "يتعين عليه عدم التصعيد"، على الرئيس الأكراني الآن ان يمارس نوعا من التمرين في اليوكا: ان يفكر في تحويل هزيمته إلى قوة وهو في الثقافة البوذية الصينية تمرين يتم بالذات وليس بالغير.
من الصعب فهم هذا، لكن في السياسة، الحرب تعتمد حسابات خاصة تستنطق ميزان القوة عند الذات وعند الآخر وتجنب الحرب في حالة ضعف الذات أمر شجاع وليس جبنا، إنه في اللغة السياسية مناورة واحتواء لقوة الآخر عوض التضرعات الهائلة في الفضاءات المفتضة: "روسيا تستعمل الصواريخ ذات الأجنحة"، "روسيا تستعمل الصواريخ ذات السرعة المفرطة..!" يتضرع رئيس أوكرانيا وكانه لم يكن يعرف هذا عن روسيا، كان يعتقد انها ستحاربه بالخردة السوفياتية (هذا أيضا ما كان ينشره الفرحون بهدم اوكرانيا من خلال تحطيم منصة خردة سوفياتية ليفتخروا بقوة ردع أوكرانيا ناسيين ان الحرب هي قتل الناس وتشريدهم وليس تفجير دبابة روسية.
إن تجنب قتل إنسان هو انتصار أكبر بكثير من تحطيم دبابة او طائرة للعدو (هذا في نظري على الأقل)
بقيت هناك إشكالات اخرى هي بمثابة الرواشق عند انفجار ما مثل تلك التي تصيب المباني المجاورة للإنفجار:
"بوتين مجرم حرب" ذلك صحيح في محكمة افتراضية والإعدام في حقه افتراضي أيضا، لكن في الواقع بوتين يحقق انتصارات حربية ويحاصر مخبأ زيلينسكي ويعرف حتى ماذا ياكل ويشرب.
"حرب اقتصادية على روسيا، حرب شاملة" هي بمثابة قراءة اللطيف على محتضر، مساحة روسيا شبه قارية، ويمكنها ان تخلق فيما بين مقاطعاتها تكامل اقتصادي بدون الولوج إلى علاقات لا مع الغرب ولا مع أي دولة أخرى (الإقتصاد ليس أوراق نقدية بل هو موارد طبيعية وبشرية وطاقية، هذا على المستوى النظري).
"المقاطعة الثقافية" مجرد مقاطعة كحل على عين امرأة جميلة، الثقافة أداة تهذيب للذوق الرفيع، لا يمكن مسح روايات دوستوييفسكي من ذاكرة الادب العالمي فقط لأن الغرب لا يحب روسيا، الأدب الرفع ينتصر على قيم العنصرية مهما كانت قوية بالإقتصاد او بالعسكر والقاعدة أن الفضول الإنساني يتحمس اكثر لقراءة الممنوع على قراءة المبجل
(قرأت روايتين لدوستوييفسكي، الآن لدي رغبة عميقة لاقرأ المزيد ولاكتشف مالذي يجعل الغرب يمنعه)
"المقاطعة الرياضية" إضافة إلى انها متناقضة مع ما كان يعاقب سابقا (فصل الرياضة عن السياسة) اصبحت الآن فرجة معبرة عن التناقض بشكل يمشي تماما مع تلك الفكرة الرائدة في الديموقراطية: إن الديموقراطية هي أفضلية قيم الغرب المطلقة على القيم الإنسانية الأخرى وليست الإيمان بالتعدد والتنوع (ببساطة هي العنصرية النازية).
في الرياضة عادة كانت شعوبنا المتخلفة تفوز في مسابقات معينة نظرا لخوارق رياضيين عصاميين لا يستطيع التحكيم الدولي (الغربي أساسا) تحطيمهم إنهم معجزة في عالم مليء بالغش (إليكم بعض الرياضات التي فيها غش تحكيم: كرة القدم والرياضات الجماعية بشكل عام، الجيمباز، والألعاب الجماعية الثلجية وحتى الملاكمة والألعاب القتالية الفردية ما لم تكن بضربة قاضية يعجز الحكام فيها الخروج بنتيجة معقولة بل بنتيجة مغشوشة مثيرة للشك).
المقاطعة السياحية: هو امر مقرف يتناقض مع الحرية الفردية والذوق الإنساني في تفاعله مع التنوع الجغرافي والتاريخي والأركيولوجي.
يفترض على زيلينسكي ان يتناول الحشيش المغربي ذي النكهة السوريالية والقنب الأفغاني المنعش للهرمونات الجنسية والكوكا الامريكية المنعشة للإنتصار والتهور في المغامرة: الكوكا لا تكفي وحدها لكي يكون سويا في عالم التخذير، عليه ان يوازن في الذوق بين كل هذه المخدرات.
مالفرق بين من أحرق روما لنكهة سادية ذاتية ومن يحرق الآن أوكرانيا لأنه منتشي بالكوكا ؟
لا اتعاطف مع خطاباته حتى ولو صفق لها مجرمي السياسة في برلمانات بريطانيا وامريكا والعالم .
لا أتعاطف مع بوتين، لكنه من حيث التقييم (تقييم المعطيات والتناقضات) هو على الاقل يعرف ماذا يريد ويعرف حجم قوة روسيا ليطالب بماذا يريد.
لأولئك الذين يفرحون بتدمير دبابة أو طائرة روسية: الإنتصار ليس أن تحطم ذلك العتاد العسكري، الإنتصار هو ان تحول دون هدم بلدك .



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية والعلاقات الجنسانية
- اليسار نعم لكن بأي وجه
- الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية
- حول الحرب الروسية الأوكرانية
- أول احتكاك لي باليسار الاوربي
- مزار بنات اخنيفرة
- الأغاني في مجال أغبال
- تتمة: مجال أغبال (ظهور العمل الماجور)
- مجال أغبال الثقافي: تامزوزرت وداء الكلب
- طريق -أغبال-
- تاقاريط (الخبيزة)
- لعبة الإبتزاز السياسي، حول قضية الصحراء المغربية
- السنة الامازيغية لا تصلح للأدلجة
- زمن الكوارث
- لاول مرة في الحوار اتكلم عن كرة القدم
- اليسار والثورة
- تحرير ماركس من الخرافات..! تحرير أم تفهرس؟
- الامازيغية حين تهان في وطنها
- وزير العدل المغربي وحكاية جوارب
- أخاشث وا (لك هذا)


المزيد.....




- أمريكا تعلن تفاصيل جديدة عن الرصيف العائم قبالة غزة
- بوليانسكي: الحملة التي تشنها إسرائيل ضد وكالة -الأنروا- هي م ...
- بعد احتجاجات تؤيد غزة.. دول أوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطي ...
- بوليانسكي: أوكرانيا تتفاخر بتورطها في قتل الصحفيين الروس
- كاميرا تسجل مجموعة من الحمر الوحشية الهاربة بضواحي سياتل الأ ...
- فرنسا.. أوامر حكومية بإتلاف مليوني عبوة مياه معدنية لتلوثها ...
- رويترز: محققو الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبي ...
- حماس تبحث الرد على مقترح لوقف إطلاق النار ووفدها يغادر القاه ...
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - الصفيق على تراكم الجثث