أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشا فاضل - صلاة عراقيه














المزيد.....

صلاة عراقيه


رشا فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 1669 - 2006 / 9 / 10 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هي صلاتنا معا …يا من ترفع رصاصك بوجهي ..يامن ينزف دمك من فوهة جرحي ..ياصديقي وحبيبي واخي ..
ياصلاتي وشهقة موتي ...وصرخة ولادتي عند اعتاب بيتك
يا صوت امك..ودمعة امي..
..ونجوم رمضان المضيئه على سمائنا ..وملابس العيد
والعيديه ..يانداء الصلاة
في الجوامع ... في الكنائس ... في الحسينيات ..
هو دعائنا الذي ارتفع يوما في كنيسة العذراء في كرادة مريم ..حيث اوقدت شمعه ..ودعوت بقلق طالبه تصورت (البكلوريا ) وحشا مخيفا لكثرة الحكايا والاساطير التي تروي صعوبتها ودهائها ومزاجيتها في التحكم بالمصائر...
خرجنا يومئذ من الصف بعد درس عنيف من مديرة المدرسه حين صدح صوتها لاستفزاز خوفنا ومثابرتنا حين راتنا نستغل احد الدروس الشاغره ونلعب كرة القدم؟
قالت واذكر قولها بمحبه غامره (ستندمون على كل لحظه اضعتموها في اللعب والعبث )
وكنا نوشك على الندم حقا ..لولا ايماننا بالمستقبل واحلامنا التي تشاكس كلام المديرات دوما
عند (الحانوت المدرسي) ابرمنا اتفاقنا بالدعاء في اقرب مكان الى الله (هكذا فكرنا ) ..، واتجهنا بعد انتهاء الدوام الى اقرب كنيسه حينئذ ..كنيسة( مريم العذراء)التي تلتصق بظهرها مدرسة(مرجعيون) ولموسيقى الاسمين الماطرين شعرنا وكأننا خارج زمن الخوف ..بعيدا عن رائحة الامتحانات ..وزحمة الاسئله...وملاحظات المدرسين الخصوصيين
امام نورانية السيده العذرا جلسنا .. وكل واحده اشعلت شمعة احلامها
دعوت وانا اضم يدي الى صدري (يارب ننجح وادخل كلية اللغات)
قالت صديقتي ( يارب ننجح كلنا ونصبح في كليه واحده )
وقالت الاخرى (يارب تموت المديره )
ضحكنا حتى تنبه البعض الى صوتنا الذي ارتفع فجأة ..وقبل ان نخرج وضع القس في يد كل واحده منا انجيلا ..ولم يسألنا عن دياناتنا على الرغم من حجاب احدى الصديقات
خرجنا من الكنيسه منتشين برائحة الدعاء وصورة امنا العذراء وطفل المغاره الذي مهدته الملائكه ..
اتجهنا مباشرة الى مرقد (السيد ادريس ) ورحنا نعقد الامنيات على نوافذ الدعاء..
صلينا ..معا ..وصديقتنا المسيحيه العراقية الاصل والمنشأ والالمانية الام صلت معنا ايضا وهي ترسم عذاب السيد على صدرها مرتدية الحجاب
احتراما لطقوس المكان ..
وكررنا الدعاء ذاته ...
والاحلام ذاتها ...بنشوة الاستجابه ..والتحليق فوق تلال الامنيات ..
امنياتنا انذاك التي لم يخطر على اوهامنا انها ستتحول نحو قنينة الغاز الشحيحه ..وجليكان البنزين ..وبراميل النفط التي نملأها عنوة في تموز تلافيا لأزمة الشتاء ..!
اكتب اللحظة ويدي ترتجف شوقا لخطواتنا الخائفه ونحن نخرج من صلاتنا الى (مندرين) المطعم الاخضر المجاور لمدرستنا حيث
جلسنا في مكان قصي خوفا من ان ترانا المديره و(الست) ومؤجلين عقاب الامهات الذي ينتظرنا عند اعتاب المنزل ..!
حينها نظر الينا احد الجالسين ورمى بابتسامته على طاولتنا المكتظه بالحقائب والمداليات، انتشينا وكل واحده تتصور ان الابتسامه كانت مرسله لها .. لصدريتها المغبره بالوان التباشير ..بشعرها المظفور بالشرائط البيضاء ..
وحين وصل العصير ليروي عطش طالبات هاربات من سلطة الخوف
قالت احداهن : سيضحك علينا الآن لأن الفم يصبح طويلا وعريضا ومتموجا في الشرب
وحالا استدرنا واعطيناه ظهرنا وبدأ (الشفط) ...والضحك ...وصورة
امهاتنا وقلقهن في زمن لم يكن صالحا للقلق تستعجل شفطنا..
اتسائل الان وانا اخط هذه الذكريات التي التقطها من سطوح الذاكره كما التقط الجواهر النادره ، اين مضى بكن قطار الزمن ؟
هل مازلتن على قيد الحلم والانتظار؟
وهل يضمر لنا الزمن الآتي ( صلاة عراقيه) اخرى في الجوامع والكنائس والمراقد دون ان يستوقفنا الغرباء ويدققون في هويات دمائنا
ويوزعوننا على الاحزاب ويحاسبون انتمائاتنا متجاهلين ومتناسين ان لنا ابا يجمع بددنا ويلم شتاتنا ويوحد الواننا يدعى العراق ..!

العراق / ذات احتلال ما



#رشا_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى عباس خضر ...الى مدافن الورد
- حين بكى فوق ظلاله
- حين نضيء العالم ...وننطفيء
- الى (رفقه دودين) على جناح وطن يحترق
- قاسم مطرود . . والنص الخارج عن النص
- التحف بكفك . . لأدثّر عراء روحي
- ما ارخص الروح والدمع فيك يا عراق
- بين نونه وحمودي والجواسيس weekend
- زهرة امتنان ومحبه ..للشاعر محمد صابر عبيد
- محاوله اخيره . . في البكاء
- حين . . تصمت
- المهم. . . . . ان تكون
- عذرية الوقاحه).... سيرة الابداع في هذا الوطن)
- كل عام . . واعيادنا مؤجله .
- تمائم العام الجديد
- غربتان
- يوسف الصائغ . . هنيئا لك رحيلك عن مقبرتنا الكبيره
- ورقه . . . اخيره
- الموت . . . . سهوا
- بانتظار الياسمين. . .


المزيد.....




- كيف نطيل عمر الهاتف الذكي؟
- بين أسرّة المستشفيات وتكايا الطعام: رحلة أطفال غزة المستحيلة ...
- مظاهرات في البرازيل لدعم تشريع الماريجوانا
- لأول مرة منذ 24 عاما.. بوتين في زيارة مرتقبة لكوريا الشمالية ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو
- تحذيرات في إسرائيل بعد إصابات خطيرة بـ-غرب النيل- في تل أبيب ...
- ما هي مدة الاستحمام المثالية؟
- 11 مهاجرا يلقون حتفهم في حادثتي غرق قاربين في البحر المتوسط ...
- الحجاج يواصلون رمي الجمرات في مشعر منى في أول أيام التشريق
- صحف عالمية: سكان غزة يعيشون -أضحى- كئيبا


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشا فاضل - صلاة عراقيه