أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا فاضل - بين نونه وحمودي والجواسيس weekend















المزيد.....

بين نونه وحمودي والجواسيس weekend


رشا فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 1505 - 2006 / 3 / 30 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


ذات خوف .. قلت لنفسي وانا انهض باحتجاج دب في اوصالي التي تيبست اثر الجلوس الى جهاز الكومبيوتر ، (يكفي ؟ قد نسيتي وجه العالم من حولك )!
وتذكرت باني لم اخرج في زيارة خارج حدود النت منذ اشهر عدا خروجي اليومي للعمل؟
شعور مخيف تسلل الى الى روحي وانا اتذكر ماركيز والوحدة التي مني بها نتيجة ولائه العظيم للكتابه
وتلمست خوائه وهو يخفق في العثور على اصدقاء له خارج حدود الورق . . اصدقاء من لحم ودم يمنحونه جرعة حنان في الليالي الهزيله . .
نهضت من امام الجهاز المحملق بوجهي اندهاشا من احتجاجي المفاجيء
وقلت لنفسي ( سيكون لي هذا الاسبوع . . ! weekend) لارسائل. . ولا نصوص. . ولا موسيقى تستدرجني بدهاء لمكامن الجحيم..

واول من فكرت بخرق عزلتي به هو صديقتي الوحيدة . . التي طالما احتملت بمحبه فائقه اهمالي للكثير من الواجبات الاجتماعيه والالتزامات التي لاتدوم الصداقة بإهمالها . .
قلت لنفسي وانا اهم بالخروج من دائرة عزلتي والعالم الذي اقترحته بعيدا عن كل ما يدور من حولي من سفك منظم للأحلام ولكل قيم الجمال، وعلى مدار الثانية.. (. weekend ياعزيزتي) أمعنت في ترديدها كلما مررت بالقرب من الجهاز لمقاومة اغرائه لاصابعي المرتجفة شوقا وإدمانا للانقضاض على لوحة الكيبورد ..

( . weekend) ؟ هذا ماقررت امتلاكه .اسوة بالمدن الناعمة والناعسة فوق أحلامها وحكاياتها التي لايوقظها ازيز الطائرات ..
تأبطت هديتي واتجهت صوب عطلتي المقترحة ..، رحت أجول بنظري في الشوارع المسكونه بالتوجس ،.. شعرت برغبة كبيره في الاستماع إلى شيء من الموسيقى . . لكني تذكرت انني في اجازه منها وان علي ان اكون كائنا طبيعيا بكامل المواصفات
وبدلا عن ذلك قررت الاستماع لبعض الاغنيات الصاخبة ، لكني استدركت بسرعه اكبر ان الشارع يعج بالكثير من المصادفات ( غير الظريفه. .) عند كل زحام . . او نقطة تفتيش او حين يمر أمامنا موكب للشرطة أو لأحد المسؤلين..
انتابني شيء من الضيق وأنا أفكر ان هنالك انفجارا مختبئا في إحدى السيارات واني سأموت وفي فمي اغنيه اقابل بها الله وهذا امر ينافي تماما الميتة الاحتفائيه التي طالما حلمت بها..
كان بيت صديقتي الشاخص أمامي يحسم الجدل الحاصل. .
وامام ترحيبها الحار والمدهش شعرت بالكثير من الندم على الايام (المهدورة)من عمري دون مثل هذه الطقوس الاجتماعية . . ادخلتني الى منزلها المتواضع وكانت تفوح منه رائحة عائليه مدهشه حيث اطفالها الثلاثه
حيث المشاغبات
حيث المنزل الذي يحاول التخلص في فترة وجودي على االاقل من فوضويته ويرتدي نوعا من الهدوء الكاذب

استمتعت بالحديث الذي لم يكن يعنيني يوما . . لم نتحدث عن الشعر . . او النثر . . او القصه . .
كانت تتحدث عن اطفالها .. والاعباء المنزليه . . و(الغاز )الذي أصبح سلعه نادرة أسوة بكل المنتجات البترولية التي تفيض بها أحشاء الأرض وتزداد شحة فوق جلدها .. ، أثناء ذلك استأذنتني للاجابه على الموبايل حيث وجدت في غيابها فرصه للانغماس من جديد في عالم الطفولة المختبئ بين طيات الذاكرة .. كان الاطفال الثلاثه يجلسون امامي وينظرون بنهم لقدح (البيبسي كولا )في يدي. . ابتسمت لهم بتخابث وانا امعن في شربه على اخره . . كان استيائهم واضحا (حمودي . . ونونه. . ويوسف؟ ؟ ) وكانت سعادتي واضحه باستفزازهم امعانا في الالتصاق بعالمهم الملون .. حيث لا احتلالات . . ولا صواريخ مجهولة الوجهه والهويه . . كان صوت صديقتي يعلو في الخارج وهي تصيح في الحديقه (اطلعو بره احجو الموبايل مايشتغل بالبيت) وكاد حينها ان يسقط القدح من يدي وانا انفجر بالضحك . . الذي تحول بعد برهه الى حزن مشوّب بالكثير من الاشفاق حيث استدركت اننا اخر الكائنات التي وصلت الى يدها الموبايلات لذا ليس من العجب ان اجد من يتعامل معها بهذه البدائيه

الاطفال يضحكون فيما بينهم بخجل وهم يتطلعون الى وجودي باستحياء
شاكستهم لكنهم لم يستجيبوا لي خجلا . . حتى جائت الكهرباء التي انستهم وجودي وكل منهم بدأ يتخذ موضعه في الصاله بسرعة خاطفه ادارو التلفاز الى قناة ( الكارتون) وكنت سعيدة بذلك حد الجلوس معهم على الارض تاركتا مقعد الضيوف لحقيبتي البيضاء
وكم كانت فرحتي عظيمه حين رايت (ساندي بيل كرستي) على الشاشه؟
شهقت بصوت عال وانا اصيح هل تعرفون ساندي بيل؟ وكانو ينظرون الي باندهاش واستغراب. . ، واخذت اروي لهم الحكاية:
(كانت طفله حين اضاعتها امها في البحر .. وحين كبرت بقيت تعاني وجع الفقد حين فقدت (مارك برانج) الرسام الذي راهنت’ على انه سيحبني حين اكبر..! و...)، تنبهت إلى أنهم لايأبهون لكلامي وبدلا عن ذلك اخذو يتحركون في الصاله بحركه منظمه وبداو يتقاسمون الادوار باحتراف مدهش، قال يوسف اكبرهم سنا (حمودي انت تاخذ ذلك الموضع.. وانا هنا . . حالما اقول ابدا نبدأ القتال ).. وتقدمت( نونه) باحتجاج وهي الاصغر سنا حيث انها تتعامل بالاشاره وبعض الكلمات المبهمه قال لها ( ستكونين مجنّده ..؟ أو لا .. الأفضل جاسوسه؟)فهزت رأسها فرحا وهي تردد (داسوسه)..؟
اخذ حمودي رشاشه الصغير وبدا يطلق بفمه الطلقات حتى تسلم وجهي المندهش راشقا منه. .
صاح حمودي بنفس الراشق ( الموت للجواسيس). . فاجابه يوسف ( سأنسف وجهك go…go..) في أثناء ذلك وقفت نونه تضحك وهي تردد (داسوسه داسوسه) وأخذت تضرب بحذائها الصغير راس حمودي فصرخو بها بغضب أنت الجاسوسة وحمودي الفدائي ..وانا هو الأمريكي؟ لكنها لم تابه استمرت تضرب وهي مستمتعه بمفردتها الجديده المضافه ل بابا وماما ..!
كنت أتطلع إليهم باندهاش واضح .. وبحزن استدرجني للصمت . . اذ لم يخطر لي يوما ان مخالب الاحتلال ستطال حتى أبجدية الطفولة ؟ كنت ابحث في اعينهم عن طفولتي التي استدركت بعد ذلك بان المسافة بيني وبينها اقرب منهم اليها..!
تصاعد الضيق في صدري حتى قررت الخروج الى الحديقه لارى مالذي حل بصديقتي والموبايل.. فاذا ب (نونه) تمسك بالمكنسة الطويلة وتضعها امام الباب وتقول لي بلهجه حازمه ( سيتله..!!!) ضحك الاولاد وهم يترجمون لي كلام اعوامها الثلاث (سيطره ..)!!
خرجت من السيطره مشفوعه بالحامض حلو الذي وجدته في حقيبتي فتعالت خلفي اصوات طلقاتهم طاغية على صوت ساندي بيل الذي بحّ وهو يغني (هلمو إلي تعالوا . . انا صوت محبه ينادي ..ويدعو لخير الكل)..!
في الخارج
كانت صديقتي تجلس بقلق وحيره، قالت لي وأنا أهم بالجلوس معها في الحديقة ( الخطوط رديئة هذا اليوم . . حيث ان الاتصال لايكتمل.. دقّه واحده . . وينقطع...)!!!!!!



#رشا_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة امتنان ومحبه ..للشاعر محمد صابر عبيد
- محاوله اخيره . . في البكاء
- حين . . تصمت
- المهم. . . . . ان تكون
- عذرية الوقاحه).... سيرة الابداع في هذا الوطن)
- كل عام . . واعيادنا مؤجله .
- تمائم العام الجديد
- غربتان
- يوسف الصائغ . . هنيئا لك رحيلك عن مقبرتنا الكبيره
- ورقه . . . اخيره
- الموت . . . . سهوا
- بانتظار الياسمين. . .
- مباغته
- امهاتنا. . ياكلن الشوك والحصرم . . . . ونحن نتمثله .. .
- رقصه . . . فوق خراب الوطن
- احلام .. . عاطله عن الطيران
- رسالة حب . . . الى غائب..
- الخنجر . . . والورده
- شتاء


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا فاضل - بين نونه وحمودي والجواسيس weekend