فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7188 - 2022 / 3 / 12 - 10:33
المحور:
الادب والفن
تُطلُّ الشوارعُ منْ نوافذِهَا...
ترَى السماءَ شاحبةً
والقمرَ يهربُ إلى الخلفِ ...
مختبئاً /
في قُلنسوةِ سلحفاةٍ...
تعضُّ أطرافَ الليلِ
ليستولِيَ النهارُ على أظفارِهِ المُقَلَّمَةِ...
الجيوبُ مشحونةٌ ...
بالأرصفةِ والأزقةِ
والأحذيةُ /
قدْ انتعلَتْ غبارَ الأزمنةِ...
التِي عبرتْ وجوهَ الهاربينَ
منَ الزحامِ...
جُمجمةٌ ترتطمُ بالفحمِ...
يكتبُ أحدُ القتلَى
حروفَهُ الأولَى...
منْ أبجديةِ هدوئِهِ في المقبرةِ :
إنهَا حياتُهُ الملأَى بضجيجِ...
الصامتينَ
حبًّا في الحياةِ...
على حافةِ الأنينِ ...
قلوبٌ /
تضخُّ الدمَ في الهواءِ
تنتظرُ الحبَّ...
أنْ يحملَهَا في جواربِهِ
قبلَ أنْ يحسَّ جسدٌ مَا...
بِبَرْدِ العواطفِ
تحتَ أقدامِ الفقراءِ...
وفي ثقوبِ المبانِي والسلاليمِ ...
والأعمدةِ والمصاعدِ
وشقوقِ الرؤوسِ والجدرانِ ...
يتسلَّلُ الشعرُ
حاملاً /
قصائدَهُ الجريحةَ
في حقائبِ السفرِ...
تمسحُ بمناديلِ الغربةِ
دموعَهَا...
تاهتْ عنْ بُحورِهَا /
عنْ أعمدتِهَا /
عنْ قوافِيهَا /
منذُ فقدَ المُتنبِّي ...
نُبُوَّتَهُ /
والْبَرْدُونِي ...
عينيْهِ /
وأبُو العلاءِ ...
عكَّازةَ حِكْمتِهِ /
في مغارة الباعةِ المتجولينَ...
في أسواقِ الكلامِ.
لمْ يجدُوا مالاً حلالاً...
ليطبعُوا آخرَ كلمةٍ
يسدِّدُهَا آخرُ الشعراءِ...
لموسمِ الشعرِ
بطعمِ الْكُورُونَا...
الكُورُونَا /
هيَ القصيدةُ الوحيدةُ ...
التِي لَمْ تنْسَ بعدُ
أنَّ عصرَ الشعرِ ...
أصابَهُ الزكامُ
منذُ سقطَ عنِ القمرِ...
حجرُ الكتابةِ
على رأسِ الأرضِ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟