الرابحون والخاسرون من الحرب الروسية الاوكرانية

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الرابحون والخاسرون من الحرب الروسية الاوكرانية
فكرتنا عن الحروب انها عادة ما تصاحب بالكوارث والخسائر ولكن للحروب جوانب اخري وهي جوانب الارباح والفوائد التي يجنيها الكثيرين ، ودعونا ندخل مباشرة للموضوع لنتحدث عن قائمة الرابحين اولا :-
اولا اكبر الرابحين هم منتجي النفط عموما والغربيين خصوصا في امريكا وبريطانيا وهنا اتذكر ما قراته عن الحظر النفطي الذي فرضه العرب علي بترولهم في اثناء حرب اكتوبر ومعارضة الشاة لهذا الحظر ولم تكن معارضة الشاه من فراغ فهذا الحظر الذي شجعت عليه بعض القوي الغربية هو من انقذ شركات النفط الانجليزية والغربية من الافلاس لان اسعار استخراج نفطها كانت عالية جدا بالمقارنة باسعار استخراج النفط في الشرق الاوسط وقتها وكان رفع سعر النفط هو المنقذ الوحيد لها في هذا التوقيت ، هذا شبيه بما يحدث هذه الايام فالنفط الامريكي اثناء ازمة كوفيد قرانا جميعا انه وصل سعره في المبيعات الاجله التي يقوم المضاربين الي اقل من الدولار الواحد لعدم وجود مخازن لتخزينه واوقفت بعض الشركات انتاجها من النفط ذو التكلفة العالية وهاهي الفرصة قد جاءت الان وهذه الشركات النفطية تستعيد نشاطها خصوصا بعد الحظر علي النفط الروسي واحتمال تزويد امريكا لاوروبا بالنفط والغاز الامريكي المسال .
ثانيا من اكبر المستفيدين ايضا شركات السلاح الدولية خصوصا الامريكية وهذه الشركات تبيعه للحكومات الغربية وامريكا لكي تزود به اوكرانيا .
ثالثا فنزويلا وايران ممن سيستفيدون من هذه الحرب فهناك محاولات لرفع الحظر والعقوبات عنهما كي يمدا السوق الامريكيه والدولية بالنفط عوضا عن النفط الروسي المحظور .
رابعا جميع اعضاء اوبك سيستفيدون من هذه الازمة للارتفاع الشديد في اسعار النفط والغاز خصوصا قطر التي تعتبر من كبار مصدري الغاز عالميا .
خامسا الصين هي ايضا تعتبر من كبار الرابحين لانها ستكون سوق بديلة للنفط الروسي ولكن باسعارها وبشروطها هي وليس حسب اسعار السوق لان النفط الروسي لا يجد من يشتريه الان ، ثم هي رابح اكبر في موضوع تايوان فالتدخل الروسي في اوكرانيا والتي قالت عنه الصين انه ليس غزو يعطيها بعض الشرعية في محاولة استعادة تايوان ان فعلتها في المستقبل .
والان دعونا ننتقل لقائمة الخاسرين :-
اولا روسيا واقتصادها من اكبر الخاسرين من هذه المقامرة
فالاقتصاد الروسي يعاني الان من الشلل التام هذه الايام ولكن هذه الازمة المدمرة قد تكون مفيدة له مستقبليا اذا فعل مثل الصين وقلل من اعتماده علي الغرب وقلل من اعتماده علي بيع المواد الخام فقط وانتقل الي التصنيع ليس العسكري فقط ولكن في جميع المجالات .
ثم ان روسيا خسرت مصداقيتها الدولية واخافت جميع جيرانها الذين سيرتمون جميعا الان في احضان الغرب ولن يامنوا لروسيا بعد اليوم .
ثانيا اوكرانيا بالتاكيد هي من اكبر الخاسرين علي المدي القريب من التدمير لبنيتها التحتية والعسكرية والتهجير الذي لحق بملايين من اهلها وتجزئتها وتقسيمها ولكن ربما علي المدي الطويل وعن طريق المساعدات السخية الغربية والدولية تصبح دولة من مصاف الدول الكبري لو احسن سياسييها التصرف وبناء علاقات جيدة مع روسيا ومع دول العالم الكبري الاخري .
ثالثا المستهلك علي مستوي العالم وخصوصا في الدول الفقيرة التي تاثرت بارتفاع اسعار النفط واسعار المواد الغذائية ( مصر من اكبر المستوردين للقمح في العالم ) باعتبار ان روسيا واوكرانيا اكبر دولتين مصدرتين للقمح في العالم .
رابعا اوروبا الغربية التي ارتفعت فاتورة تكلفة النفط والغاز لديها بشكل كبير جدا والتي سيعاني شعوبها و اقتصادها بسبب هذا الامر وان كانت هذه الازمة ستكون مفيدة لها علي المدي الطويل لانها سترغمها علي البحث عن مصادر طاقة تقلل من اعتمادها الكبير علي النفط والغاز الروسي ، وكذلك ستكون مؤشر ومنبه لها كي تزيد الانفاق العسكري علي جيوشها لتتمكن من الدفاع عن نفسها ضد اي اطماع روسية و بعيدا ايضا عن الهيمنه الامريكية .
خامسا دول اوروبا الشرقية الملاصقة لكرواتيا مثل بولندا والمجر ورومانيا تتحمل بنيتها التحتية عبئًا شديدا بسبب عبور ملايين اللاجئين الاوكرانيين اليها والذي لايتوقف منذ بداية هذه الحرب وحتي الان ولابد لمنظمات المجتمع المدني والدول العربية الغنية ان تمد يدها لهذه الدول لمساعدتها علي استضافة هولاء اللاجئين.
باحث اقتصاد دولي
فرنسا

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل