هل هناك ازدواجية غربية في التعامل مع ازمة اوكرانيا وفلسطين ؟

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 15:39
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

سالني صديقي المستنير :
الا تري كيف يتعامل الاعلام والاوربيين والغرب بازدواجية مع ازمة اوكرانيا وازمة فلسطين ؟
فقلت له ياصديقي ساوضح لك الامر في عدة نقاط :-
اولا الاعلام هنا هو ناقل للحدث وليس صانع له وليس من المعقول ان تحدث كل هذه الاحداث وتجري هذه الحرب والدمار ويهرب اكثر من مليون ونصف من بلادهم ولا يهتم الاعلام بهذا الامر فالاعلام صناعة وعمالة وبيزنس ايضا ينقل ما يهم المشاهد لان المشاهد هو الزبون والمستهلك بالنسبة اليه .
ثانيا ياصديقي الغرب والاعلام الذي تتهمه بالاهتمام بهولاء لانهم اوروبيين مسيحيين ويهمل ازمة فلسطين لانهم مسلمين هو نفسه الذي عندما وقعت الحرب الاهلية في سوريا في 2015 وقف الاعلام الغربي كله ينقل الاحداث وتباري السياسين وعلي راسهم انجيلا ميركيل المستشارة الالمانية للتعبير عن تضامنهم مع السوريين بل خرجت والتقطت الصور معهم واستقبلت بلادها اكثر من مليون ونصف لاحئ سوري في حين لم تستقبل اي دولة عربية او اسلامية من الدول النفطية الغنية اي لاجئين وتعطيهم اقامة رسمية بها والتمتع بمزاياها كما فعلت المانيا وغيرها من الدول الاوروبية .
ثالثا ياصديقي حرب اوكرانيا انية بمعني انها تجري الان فهل يتركها الاعلام ويترك اناس تحت القصف ويهربون من للدول المجاورة ويذهب لتغطية احوال الفلسطينيين الان وهم علي الاقل مستقرين في وطنهم او في اماكن لجوئهم .
ياصديقي لو حدثت احداث فلسطين الان وتم تهجيرهم الان فان الاعلام ماكان سيتاخر ابدا عن تغطيتها التغطية الكاملة .
رابعا تتحدث باصديقي عن ازدواجية الاعلام والغرب لانه لا يذكر الفلسطنيين وماحدث لهم ويهتم لاوكرانيا ولاجئيها فقط وهل يذكر الاعلام الغربي الان مليون ونصف مليون شهيد ارمني قتلوا علي يد العثمانيين ؟ وهل يذكر الاعلام الان مئات الاف الروانديين الذين قتلوا في حرب اهليه بينهم ؟ وهل بتذكر الاعلام الان الاف النيجيرين المسيحيين الذين قتلوا علي يد بوكو حرام ؟ وهل يذكر الاعلام الاف المسيحيين واليزيديين الذين قتلوا علي يد داعش ؟
ياصديقي لكل حادثة حديث وعندما يقع الحدث العالم والاعلام يهتم وبعدها ينسي الجميع هذا كله لوقوع احداث جديدة واهتمامات جديدة للاعلام .
خامسا تتحزب ياصديقي عن ازدواجية الاعلام الغربي في اهتمامه بحرب اوكرانيا ولاجئيها ونسيانه فلسطين ، فقل لي بالله عليك اذا كانوا هولاء يتعاملون بازدواجية فماذا عن القنوات الناطقة بالعربية مثل قناة الجزيرة او العربية او باقي القنوات الاخبارية العربية التي تنشر مراسليها في كل مدن اوكرانيا وتنقل علي مدار الساعة كل الاحداث لحظة بلحظة فهل هؤلاء ايضا ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين ام ان الاعلام هو صناعة وبيزنس كما قلت لك وهولاء لا يريدون الا جذب المزيد من المشاهدين لقنواتهم لان هذا يزيد من ارباحهم .
سادسا قلت له ياصديقي لو شب حريق في منزل جارك وشب حريق في منزل اخر علي اطراف مدينتك يبعد عن بيتك بعشرات الكيلو مترات فانك من الطبيعي ان تهب سريعا لنجدتك جارك والاهتمام به ومحاولة اطفاء النار ببيته حتي لا تمتد لبيتك وبالتاكيد ستفتح بيتك لجارك واولاده اما المنزل البعيد فانك ستظن ان جيرانه سيفعلون معه كما فعلت مع جارك ، وهذا هو ما يحدث مع الاوربيين الان .
سابعا اخيرا ياصديقي الغرب الذي تتهمه بالازدواجية هو الذي لازال ينفق علي الفلسطيين في الشتات وفي المخيمات من خلال منظمة الاونروا الممولة في اغلبها من الدول الغربية . والغرب ياصديقي هو الذي يستضيفنا انا وانت وهو الذي استقبل مليون ونصف مليون لاجئ سوري .
فلا تعيب علي الغرب اهتمامه بهذه الماساة الانسانية وتريده ان يتركها ليهتم باحوال الفلسطيين الان .
باحث اقتصاد دولي
باريس فرنسا

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل